تويت
(استغراق ممل)
كتب الدكتور محمود شوبر من العراق
في احدى الجلسات التأملية(بالتاكيد هي ليست جلسة يوغا او ماشابه) التي تستغرقني او استغرق بها وحقيقة لا اعرف كيف تستعمل هذه المفردة او تصاغ هذه الجملة حين يكتبها الاخوة المثقفين.
ذهبت بعيداً بتفكيري الى زُبر الحديد، وكيف ان العبد الصالح (الاخ) ((ذو القرنين)) وفي رواية اخرى (الاسكندر المقدرني) الذي استخدمه ليساوي بين الصدفين ليجعل بين هؤلاء وهؤلاء ردماً صعب الولوج منه.
وتناهى الى ذهني حتى الحديد باعتباره مادة صلبة او من الفلزات كما اتخطر عن درس الفيزياء للثالث المتوسط الذي كنت احبه، يكون استخدامه وفق الغاية التي يراد الوصول لها.
بمعنى لايكفي ان تكون حديد لتستطيع ان تذبح شاة.
ذبح الشاة وفق القوانين الشرعية تحتاج الى سكيناً حاداً ، ولاتنفع عشرة اطنان من الشيش المسلح لذبح دجاجة .
حرث الارض يحتاج الى فأس وهدم البناء يحتاج الى معول وتقطيع الشاة يحتاج الى (ساطور) .
لو احلنا كل هذه المسميات واعدناها الى مادتها الاصل نجد انها من الحديد. ولكن الحديد لم يكن يفعل فعلته الوظيفية لولا وجود المتحكم الذي يحاول رسم (خط وهمي) للوصول الغاية (الفكرة) واعني هنا (العقل) اولا و(الروح) (اولا).
اذن الاحرى بنا او حتى لا اكون مبالغا وانصّب نفسي من (الناصحين) (دعوني اعيد صيغة المخاطبة لو سمحتم) ، اذن الاحرى (بي )ان احتكم الى رسم هذا الخط الوهمي تحت متبنيات اثق بها علمياً وروحياً وهذا مهم جداً ومن ثم تكون هذه المتبنيات ضمن دائرة المحيط الذي اجد به الاداة التي توصلني الى الغاية.
ولكن ليس بالنسق (الميكافيلي) الذي اجد نفسي اكرهه كثيرا، ولا اميل له مطلقاً، ولست من الداعين له ولا ابالغ اذا قلت انني لا اثق بمن يقول (الغاية تبرر الوسيلة) ، الوسيلة عندي يجب ان تكون مقرونة بمايترتب عليها ولو بعد حين.
تنويه ؛ مالذي استفدته من هذا الاستغراق الممل؟
الجواب ؛ لاشيء
محمود شوبّر
جمهورية العراق/بابل
(على اعتاب علبة الدخان الثانية )
١٤٤٣/ للهجرة