لنتعرف .. من هو سعد الحريري - Saad al-Hariri

إنجازات سعد الحريري


عمل سعد الحريري بعد تخرجه في شركة سعودي أوجيه للمقاولات التي كان يملكها والده، فأشرف على البناء وكان مقاول صيانةٍ للقصور الملكية السعودية، وبعد وصوله إلى منصب المدير العام في عمر ال26، قرر توسيع أعمال الشركة إلى قطاع الاتصالات؛ فاستحوذ على شركة تورك تيليكوم في صفقةٍ كانت الأكبر في عالم الأعمال الخاص التركي في ذلك الوقت.

بعد اغتيال والده رفيق الحريري بانفجار سيارةٍ مفخخة في 14 شباط/ فبراير عام 2005 في بيروت، اختِير سعد الحريري من قبل عائلته ليكمل طريق والده السياسي، ورغم أنّه كان مترددًا في البداية إلّا أنه دخل عالم السياسة وأصبح رئيس حركة المستقبل التي كان يتزعمها والده والتي كانت من أكبر الكتل السياسية في البلاد، وساهمت بشكل كبير في إنشاء حركة 14 آذار التي مهدت للخروج السوري من لبنان في عام 2005.

بعد خروج السوريين من لبنان وحصول حركة 14 آذار ومن بينها المستقبل على الأغلبية البرلمانية بالانتخابات، دعم سعد الحريري وصول فؤاد السنيورة إلى رئاسة الحكومة بدلًا منه، حيث لم يكن يعتبر نفسه جاهزًا لتولي هذا المنصب بعد.

خلال السنوات الأربعة اللاحقة حاول الحريري زيادة خبرته في العالم السياسي واستكمال النضال لكشف حقيقة اغتيال والده، وهو ما تُوج لاحقًا بقرار مجلس الأمن في أيار/ مايو عام 2007 بإحداث محكمةٍ دوليةٍ خاصة بهذا الأمر. كما كان الحريري أحد الأطراف المفاوضين لحل الأزمة السياسية الخطيرة التي مر بها لبنان في أيار/ مايو من عام 2008 والتي انتهت بتوقيع اتفاق الدوحة.

في عام 2009 قاد الحريري تحالف 14 آذار للفوز بالانتخابات البرلمانية مجددًا وتمت تسميته رئيسًا للحكومة اللبنانية لأول مرةٍ في تاريخه، ودخل في أسابيع شاقة لمحاولة تأليف حكومة وحدةٍ وطنية، وتمكن من النجاح في النهاية بحلول شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من ذلك العام. تلى ذلك فترةً من الاحتقان والتوتر السياسي في البلد وضمن الحكومة، انتهت باستقالة ثلث أعضائها في كانون الثاني/ يناير عام 2011 لتصبح الحكومة بحكم المستقيلة، وبعد تأليف حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، قرر الحريري عدم مشاركة تياره السياسي فيها.

دخل لبنان مجددًا في حالةٍ من الفوضى والفراغ السياسي منذ منتصف عام 2014 استمرت هذه الحالة حتى عام 2016 حين تم عقد صفقة سياسية تضمنت تسمية سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة مقابل انتخاب ميشيل عون كرئيسٍ للجمهورية. في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017 فاجأ الحريري لبنان والعالم بإعلان استقالته من رئاسة الحكومة أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية، وهو ما هدد السلم الأهلي في لبنان.

رفض رئيس الجمهورية ميشيل عون قبول الاستقالة وأشار إلى أن الحريري أُجبر على الاستقالة تحت الضغط وهو أشبه بالمعتقل في السعودية، وطلب منه العودة إلى لبنان لمناقشة الأمر. لم يعد الحريري إلى لبنان إلا بعد عدة أسابيع وسط الكثير من الشائعات حول حريته، وبعد عودته إلى لبنان تراجع الحريري عن قرار الاستقالة.

جرت في لبنان عام 2018 أول انتخاباتٍ تشريعية منذ عام 2009 وفيها خسر سعد الحريري وتياره السياسي 12 مقعدًا نيابيًا، فيما خسرت كتلة 14 آذار الأغلبية النيابية لأول مرة منذ عام 2005، رغم ذلك فقد أُعيدت تسمية الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية الحالية.