مكتبات مفقودة
على مدى قرون، كانت الكلمة المكتوبة تبث الخوف في صدور الحكام والسلطات الاستبدادية بسبب قوتها وتأثيرها على الجماهير؛ بما يكفي لدفعهم إلى تدمير معظم المكتبات على امتداد الكوكب، مما خلف مكتبات مفقودة لا حصر لها ضاعت بسبب الحروب أو النيران وغيرها.
وللأسف إلى اليوم، مازالت المكتبات تدمّر، فالحرب في الشرق الأوسط مثلًا خلّفت وراءها الكثير من الكتب المحترقة والمشققة. فقد نتج عن هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي في بداية 2015 على مكتبة الموصل الرئيسية تخريب آلاف الكتب والمخطوطات التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين.
المكتبات الأولى
ظهرت المكتبات مبكرًا خلال الألف الثالث قبل الميلاد في الشرق الأدنى. ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى تلتها في منطقة ما بين النهرين أولى المكتبات. ولم ينجح المُغيرون دائمًا، ففي حالةٍ واحدةٍ فقط أكلت النار عمدًا مكتبة الملك الآشوري "آشوربانيبال" عام 612 ق.م لكنها ساهمت فعليًّا في تصلّب الألواح الطينية وساعدت في حمايتها.
وفي عام 1980، استطاع علماء الآثار استعادة 2000 لوحٍ طينيٍّ من سجلات سورية التي عانت من كارثةٍ مشابهةٍ؛ بينما احترقت الرفوف وسقطت الألواح على الأرض وانتظرت بصبرٍ لبضع آلاف السنين.
مكتبات مفقودة
يذكر تاريخ المكتبات المفقودة اختفاء مكتبة الإسكندرية التي بقي الغموض يكتنف سقوطها حتى اليوم. فالصراعات المتعددة فسرت حجم الدمار الذي تعرضت له هذه المكتبة بشكلٍ دوريٍّ، من الحريق الذي أنشبه يوليوس قيصر خلال زيارته المدينة إلى الدمار الذي سبب الشغب في عام 391م.
حتى أن التاريخ الدقيق لتدمير المكتبة بقي غير معروفٍ. وعلى كل حالٍ هناك مجموعة مكتبات مفقودة حول العالم تركت وراءها العديد من التساؤلات بدون إجاباتٍ حول محتوياتها والطرق التي اختفت بها. وفيما يلي قائمة بالمكتبات المفقودة في مختلف العصور وبمصائر مختلفة:
في عام 335 ق.م، انتقل أرسطو إلى أثينا، وبدأ بجمع كميةٍ هائلةٍ من الكتب والتي شكلت أول مكتبة خاصة في أوروبا. وقيل إن مكتبة الإسكندرية استوحت من طرائقه في تنظيم وتطوير مجموعاته الخاصة.
بعد موت أرسطو، حافظ تلميذه السابق ثيوفراستس Theophrastus عليها، لكنه مرض بعد موت الأخير، ولف الغموض ما آلت إليه المكتبة.
ورغم النقاشات التي دارت حول انتهاء العديد من الكتب إلى ملكية نيليوس Neleus، يعتقد أن بعض كتبه شقت طريقها إلى مكتبة الإسكندرية. لكن دمار هذه المكتبة القديمة يعني أننا لن نعرف أبدًا الحقيقة.
تعتبر مكتبة بيرغامون (أو بيرغاموم) المنافس القوي لمكتبة الإسكندرية، وهي مدينةٌ قديمةٌ تطورت إلى مملكةٍ قويةٍ موجودة حاليًّا في تركيا.
وقد قلت تدريجيًّا درجة الغموض الذي اكتنف المكتبة، خاصة التساؤل حول الدور الذي لعبته في العلاقات بين مارك أنتوني وكليوباترا. وجد المصدر الرئيسي لهذا التفكير في عمل بلوتارش Plutarch التاريخي، الذي أرّخ حياة العديد من مشاهير الإغريق والرومان في مجموعته المكتبية "حياة موازية" Parallel Lives.
فيما يخص حياة أنتوني، سرد بلوتارش حكاية سحب أنتوني لـ 200 ألف مجلدٍ من بيرغامون كهديةٍ لكليوباترا، وهو ما يعد الجزء الأعظم من مجموعة المكتبة. وقيل إن هذه المنحة قد تكون بديلًا عن مواد مكتبة الإسكندرية التي دمرت خلال زيارة قيصر في وقتٍ سابقٍ.
كانت واحدةً من آخر المكتبات العظيمة التي اكتشفت في العالم القديم، لكنها الأطول بقاءً. بدأ تشييدها الإمبراطور قسطنطين الأول الذي أمر بنسخ عددٍ من النصوص الدينية، والأدب الكلاسيكي من ورق البردي الهش إلى ورقٍ أكثر متانةً لمنع فقدان المواد الهامة.
تابع ابنه العمل، ونمت المكتبة بالتدريج إلى مجموعةٍ تزيد عن 100 ألف مجلدٍ. ورغم صمودها أكثر من المكتبات القديمة الأخرى كالإسكندرية وبيرغامون، فإن مصيرها التدمير بالتدريج أيضًا.
وقيل إنها دمّرت خلال الحملة الصليبية الرابعة 1204 أو خلال سيطرة العثمانيين على المدينة عام 1453، كما قيل إنها اختفت تدريجيًّا خلال فترةٍ طويلةٍ من الزمن بسبب عدة حرائقَ مختلفةٍ.
يورك أو كما تعرف بإيبوراغوم، كانت مكان إعلان قسطنطين الأول قيام الإمبراطورية الرومانية لأول مرة. فيما بعد أصبحت يورك نفسها مكانًا تعليميًّا هامًّا في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، لأنها كانت وطن العالم الشهير ألكوين Alcuin ومكتبته المليئة بالمخطوطات.
وفي قصيدةٍ كتبها ألكوين عن حياته في يورك، ذكر فيها المعلومات الضخمة التي استخدمها العلماء من المكتبة. بعدها أصبح ألكوين مستشارًا لشارلمان.
وأخذت المكتبة التي تركها وراءه تختفي بالتدريج ولم يعد لها أي أثرٍ اليوم. ولف نهايتها الغموضُ، وقد قال البعض إنها أرسلت إلى مكانٍ آخر في أوروبا وتلاشت بين عدة مكتباتٍ مختلفةٍ، بينما خمّن آخرون أنها دُمرت عندما هاجم الفايكنغ يورك في أواخر القرن التاسع.
الشاعر فرانسيسكو بيتراركا الشهير بـ بترارك، أسس مكتبةً جمعها من أنحاء أوروبا، وبالتدريج أصبحت واحدةً من أعظم مكتبات نوعها في العالم خلال القرن الرابع عشر، وكان يخطط أن تؤول كل المكتبة في النهاية إلى مدينة البندقية التي كانت ستجعلها متاحةً للعامة. لكن غايته لم تتحقق، وجرى توزيع أغلب الكتب بين أماكنَ أخرى مختلفة، أما المجلدات التي بقيت في البندقية فقد تخربت بشكلٍ غامضٍ.
في القرن الرابع عشر، بدأ تشارلز الخامس ملك فرنسا ببناء مكتبةٍ في قصر اللوفر أسست لتحتوي 917 مخطوطةً. وسرعان ما أصبحت مؤثِرًا كبيرًا على تطور المكتبات هناك، وألهمت الخطباء في بلدان أخرى ليباشروا ببناء مكتباتٍ أخرى.
بعد موت تشارلز، نُقلت المكتبة ومن ثم اختفت، لكن لويس الحادي عشر بدأ بإنشاء مكتبةٍ أخرى في اللوفر. وقادت هذه المكتبة فعليًّا إلى تأسيس مكتبة البلاد الوطنية The Bibliotheque Nationale de France.
واحدةٌ من المكتبات المؤثرة في عصر النهضة.قام بتجميعها ماتيوس كورفينوس ملك هنغاريا من 1458 حتى 1490. وضمت أكثر من 2000 عملٍ، وقيل إن بعض كتب القسطنطينة قد آلت إليها.
بعد معركة عام 1526م التي هزمت فيها قوات العثمانيين هنغاريا، بدا أن الكثير من محتوى المكتبة قد دمر بعد نهب مدينة بودابست فيما بعد. وتم استرجاع حوالي 216 كتابًا فقط منها، وفقد معظم البقية وسُرق البعض الآخر، ونقل إلى مكانٍ آخر نتيجة الأحداث الكارثية.
كانت مكتبة كورفينيانا أيضًا مكانًا قيّمًا للتدرب لجوناس مولر فون كونيغسبيرغ، وهو فلكيٌّ ورياضيٌّ في القرن الخامس عشر عُرف باسم ريغيومونتانيوس. بالإضافة إلى إنجازاته في علم الفلك، اشتهر بمكتبته التي قيل إنه جمعها خلال حياته.
وكغيرها من المكتبات هنا، فقدت مكتبته، لكن أسطورتها استمرت. ولم يشر إليها حقيقة في أي مصدرٍ أُنتج خلال حياته، لكن يبدو أن الأسطورة بدأت تحيط بكتبه بعد موته فقط. وشكلت هذه المكتبة كغيرها اسمًا جديدًا بين مجموعة مكتباتٍ مفقودة ضاع أثرها واختفت ملامحها بكل أسفٍ.
طورت حضارة المايا نمطًا مكتوبًا استخدمته لتدوين معلومات ثقافتها في كتبٍ ملفوفةٍ عرفت بمخطوطاتٍ. وقد دمرت خلال الغزو الإسباني لـ يوكاتان Yucatan في القرن السادس عشر، وأُنقذ القليل منها فقط خلال هذه الفترة.
عانت إحدى المكتبات الصينية الأكثر أهميةً من ضياع ثروة مئات السنين من المواد خلال ثورة الملاكمين عام 1900، وقد دمرت معظم محتويات يوان (واحد من مراكز التعليم الرئيسية في بكين) عند احتراق المبنى خلال الصراع.
وقيل إن المكتبة كانت تضم أكثر من 11 ألف مجلد شخصي تغطي مئات السنين من تاريخ الصين. ولم يؤكد فيما إذا فقدت كل مجلدات المكتبة بل يعتقد أن الكثير منها سرق بعد الأحداث.
كانت بغداد مركزًا علميًّا وثقافيًّا على المستوى العالمي، وربما لا يوجد أي منشأةٍ أكثر منها تكاملًا في تطورها أكثر من بيت الحكمة التي تأسست في بداية القرن التاسع الميلادي خلال الحكم العباسي، وقد جمعت مخطوطاتٍ فارسيةً وهنديةً ويونانيةً في الرياضيات والفلك والعلوم والطب والفلسفة.
لكن في عام 1258م عندما غزا المغول بغداد وعاثوا فيها سلبًا وتدميرًا، وحسب الحكايات فإن الكثير من كتب بيت الحكمة رميت في نهر دجلة حتى تحول لون المياه إلى الأسود بسبب الحبر.
ادعى الكثيرون أن المجتمعات الإفريقية لم تملك تراثًا كتابيًّا، لكن النظرة تغيرت مع إعادة اكتشاف مجموعاتٍ من المخطوطات القديمة التي يعود بعضها إلى القرن 8 م.
وقد أُنقذ حوالي 250 ألف مخطوطة في إثيوبيا الجديدة. واكتشفت آلاف الوثائق من عهد مملكة مُقرة السودانية في القرون الوسطى مكتوبة بثماني لغاتٍ مختلفةٍ في موقع "قصر إبريم" جنوبي مصر. كما أُنقذت آلاف المخطوطات في مدن إفريقيا الغربية.
ورغم العديد من الأخطار المتمثلة بالحرائق والفيضانات والحشرات والنهب، أُنقذ حوالي مليون مخطوطة من الأطراف الشمالية لغينيا وغانا إلى شواطئ البحر المتوسط. وقد بيّنت ناشيونال جيوغرافيك أن 700 ألف مخطوطةٍ قد أنقذت في تمبكتو وحدها.
على مدى قرون، كانت الكلمة المكتوبة تبث الخوف في صدور الحكام والسلطات الاستبدادية بسبب قوتها وتأثيرها على الجماهير؛ بما يكفي لدفعهم إلى تدمير معظم المكتبات على امتداد الكوكب، مما خلف مكتبات مفقودة لا حصر لها ضاعت بسبب الحروب أو النيران وغيرها.
وللأسف إلى اليوم، مازالت المكتبات تدمّر، فالحرب في الشرق الأوسط مثلًا خلّفت وراءها الكثير من الكتب المحترقة والمشققة. فقد نتج عن هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي في بداية 2015 على مكتبة الموصل الرئيسية تخريب آلاف الكتب والمخطوطات التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين.
المكتبات الأولى
ظهرت المكتبات مبكرًا خلال الألف الثالث قبل الميلاد في الشرق الأدنى. ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى تلتها في منطقة ما بين النهرين أولى المكتبات. ولم ينجح المُغيرون دائمًا، ففي حالةٍ واحدةٍ فقط أكلت النار عمدًا مكتبة الملك الآشوري "آشوربانيبال" عام 612 ق.م لكنها ساهمت فعليًّا في تصلّب الألواح الطينية وساعدت في حمايتها.
وفي عام 1980، استطاع علماء الآثار استعادة 2000 لوحٍ طينيٍّ من سجلات سورية التي عانت من كارثةٍ مشابهةٍ؛ بينما احترقت الرفوف وسقطت الألواح على الأرض وانتظرت بصبرٍ لبضع آلاف السنين.
مكتبات مفقودة
يذكر تاريخ المكتبات المفقودة اختفاء مكتبة الإسكندرية التي بقي الغموض يكتنف سقوطها حتى اليوم. فالصراعات المتعددة فسرت حجم الدمار الذي تعرضت له هذه المكتبة بشكلٍ دوريٍّ، من الحريق الذي أنشبه يوليوس قيصر خلال زيارته المدينة إلى الدمار الذي سبب الشغب في عام 391م.
حتى أن التاريخ الدقيق لتدمير المكتبة بقي غير معروفٍ. وعلى كل حالٍ هناك مجموعة مكتبات مفقودة حول العالم تركت وراءها العديد من التساؤلات بدون إجاباتٍ حول محتوياتها والطرق التي اختفت بها. وفيما يلي قائمة بالمكتبات المفقودة في مختلف العصور وبمصائر مختلفة:
- مكتبة أرسطو
في عام 335 ق.م، انتقل أرسطو إلى أثينا، وبدأ بجمع كميةٍ هائلةٍ من الكتب والتي شكلت أول مكتبة خاصة في أوروبا. وقيل إن مكتبة الإسكندرية استوحت من طرائقه في تنظيم وتطوير مجموعاته الخاصة.
بعد موت أرسطو، حافظ تلميذه السابق ثيوفراستس Theophrastus عليها، لكنه مرض بعد موت الأخير، ولف الغموض ما آلت إليه المكتبة.
ورغم النقاشات التي دارت حول انتهاء العديد من الكتب إلى ملكية نيليوس Neleus، يعتقد أن بعض كتبه شقت طريقها إلى مكتبة الإسكندرية. لكن دمار هذه المكتبة القديمة يعني أننا لن نعرف أبدًا الحقيقة.
- مكتبة بيرغامون (Pergamon)
تعتبر مكتبة بيرغامون (أو بيرغاموم) المنافس القوي لمكتبة الإسكندرية، وهي مدينةٌ قديمةٌ تطورت إلى مملكةٍ قويةٍ موجودة حاليًّا في تركيا.
وقد قلت تدريجيًّا درجة الغموض الذي اكتنف المكتبة، خاصة التساؤل حول الدور الذي لعبته في العلاقات بين مارك أنتوني وكليوباترا. وجد المصدر الرئيسي لهذا التفكير في عمل بلوتارش Plutarch التاريخي، الذي أرّخ حياة العديد من مشاهير الإغريق والرومان في مجموعته المكتبية "حياة موازية" Parallel Lives.
فيما يخص حياة أنتوني، سرد بلوتارش حكاية سحب أنتوني لـ 200 ألف مجلدٍ من بيرغامون كهديةٍ لكليوباترا، وهو ما يعد الجزء الأعظم من مجموعة المكتبة. وقيل إن هذه المنحة قد تكون بديلًا عن مواد مكتبة الإسكندرية التي دمرت خلال زيارة قيصر في وقتٍ سابقٍ.
- مكتبة القسطنطينية الإمبراطورية
كانت واحدةً من آخر المكتبات العظيمة التي اكتشفت في العالم القديم، لكنها الأطول بقاءً. بدأ تشييدها الإمبراطور قسطنطين الأول الذي أمر بنسخ عددٍ من النصوص الدينية، والأدب الكلاسيكي من ورق البردي الهش إلى ورقٍ أكثر متانةً لمنع فقدان المواد الهامة.
تابع ابنه العمل، ونمت المكتبة بالتدريج إلى مجموعةٍ تزيد عن 100 ألف مجلدٍ. ورغم صمودها أكثر من المكتبات القديمة الأخرى كالإسكندرية وبيرغامون، فإن مصيرها التدمير بالتدريج أيضًا.
وقيل إنها دمّرت خلال الحملة الصليبية الرابعة 1204 أو خلال سيطرة العثمانيين على المدينة عام 1453، كما قيل إنها اختفت تدريجيًّا خلال فترةٍ طويلةٍ من الزمن بسبب عدة حرائقَ مختلفةٍ.
- مكتبة ألكوين في يورك
يورك أو كما تعرف بإيبوراغوم، كانت مكان إعلان قسطنطين الأول قيام الإمبراطورية الرومانية لأول مرة. فيما بعد أصبحت يورك نفسها مكانًا تعليميًّا هامًّا في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، لأنها كانت وطن العالم الشهير ألكوين Alcuin ومكتبته المليئة بالمخطوطات.
وفي قصيدةٍ كتبها ألكوين عن حياته في يورك، ذكر فيها المعلومات الضخمة التي استخدمها العلماء من المكتبة. بعدها أصبح ألكوين مستشارًا لشارلمان.
وأخذت المكتبة التي تركها وراءه تختفي بالتدريج ولم يعد لها أي أثرٍ اليوم. ولف نهايتها الغموضُ، وقد قال البعض إنها أرسلت إلى مكانٍ آخر في أوروبا وتلاشت بين عدة مكتباتٍ مختلفةٍ، بينما خمّن آخرون أنها دُمرت عندما هاجم الفايكنغ يورك في أواخر القرن التاسع.
- مكتبة بترارك Petrarch
الشاعر فرانسيسكو بيتراركا الشهير بـ بترارك، أسس مكتبةً جمعها من أنحاء أوروبا، وبالتدريج أصبحت واحدةً من أعظم مكتبات نوعها في العالم خلال القرن الرابع عشر، وكان يخطط أن تؤول كل المكتبة في النهاية إلى مدينة البندقية التي كانت ستجعلها متاحةً للعامة. لكن غايته لم تتحقق، وجرى توزيع أغلب الكتب بين أماكنَ أخرى مختلفة، أما المجلدات التي بقيت في البندقية فقد تخربت بشكلٍ غامضٍ.
- مكتبة تشارلز الخامس
في القرن الرابع عشر، بدأ تشارلز الخامس ملك فرنسا ببناء مكتبةٍ في قصر اللوفر أسست لتحتوي 917 مخطوطةً. وسرعان ما أصبحت مؤثِرًا كبيرًا على تطور المكتبات هناك، وألهمت الخطباء في بلدان أخرى ليباشروا ببناء مكتباتٍ أخرى.
بعد موت تشارلز، نُقلت المكتبة ومن ثم اختفت، لكن لويس الحادي عشر بدأ بإنشاء مكتبةٍ أخرى في اللوفر. وقادت هذه المكتبة فعليًّا إلى تأسيس مكتبة البلاد الوطنية The Bibliotheque Nationale de France.
- مكتبة كورفينيانا Corviniana
واحدةٌ من المكتبات المؤثرة في عصر النهضة.قام بتجميعها ماتيوس كورفينوس ملك هنغاريا من 1458 حتى 1490. وضمت أكثر من 2000 عملٍ، وقيل إن بعض كتب القسطنطينة قد آلت إليها.
بعد معركة عام 1526م التي هزمت فيها قوات العثمانيين هنغاريا، بدا أن الكثير من محتوى المكتبة قد دمر بعد نهب مدينة بودابست فيما بعد. وتم استرجاع حوالي 216 كتابًا فقط منها، وفقد معظم البقية وسُرق البعض الآخر، ونقل إلى مكانٍ آخر نتيجة الأحداث الكارثية.
- مكتبة ريجيومونتانيوس Regiomontanus
كانت مكتبة كورفينيانا أيضًا مكانًا قيّمًا للتدرب لجوناس مولر فون كونيغسبيرغ، وهو فلكيٌّ ورياضيٌّ في القرن الخامس عشر عُرف باسم ريغيومونتانيوس. بالإضافة إلى إنجازاته في علم الفلك، اشتهر بمكتبته التي قيل إنه جمعها خلال حياته.
وكغيرها من المكتبات هنا، فقدت مكتبته، لكن أسطورتها استمرت. ولم يشر إليها حقيقة في أي مصدرٍ أُنتج خلال حياته، لكن يبدو أن الأسطورة بدأت تحيط بكتبه بعد موته فقط. وشكلت هذه المكتبة كغيرها اسمًا جديدًا بين مجموعة مكتباتٍ مفقودة ضاع أثرها واختفت ملامحها بكل أسفٍ.
- مكتبات
حضارة المايا
طورت حضارة المايا نمطًا مكتوبًا استخدمته لتدوين معلومات ثقافتها في كتبٍ ملفوفةٍ عرفت بمخطوطاتٍ. وقد دمرت خلال الغزو الإسباني لـ يوكاتان Yucatan في القرن السادس عشر، وأُنقذ القليل منها فقط خلال هذه الفترة.
- مكتبة هانلين يوان Hanlin Yuan
عانت إحدى المكتبات الصينية الأكثر أهميةً من ضياع ثروة مئات السنين من المواد خلال ثورة الملاكمين عام 1900، وقد دمرت معظم محتويات يوان (واحد من مراكز التعليم الرئيسية في بكين) عند احتراق المبنى خلال الصراع.
وقيل إن المكتبة كانت تضم أكثر من 11 ألف مجلد شخصي تغطي مئات السنين من تاريخ الصين. ولم يؤكد فيما إذا فقدت كل مجلدات المكتبة بل يعتقد أن الكثير منها سرق بعد الأحداث.
- مكتبة بيت الحكمة
كانت بغداد مركزًا علميًّا وثقافيًّا على المستوى العالمي، وربما لا يوجد أي منشأةٍ أكثر منها تكاملًا في تطورها أكثر من بيت الحكمة التي تأسست في بداية القرن التاسع الميلادي خلال الحكم العباسي، وقد جمعت مخطوطاتٍ فارسيةً وهنديةً ويونانيةً في الرياضيات والفلك والعلوم والطب والفلسفة.
لكن في عام 1258م عندما غزا المغول بغداد وعاثوا فيها سلبًا وتدميرًا، وحسب الحكايات فإن الكثير من كتب بيت الحكمة رميت في نهر دجلة حتى تحول لون المياه إلى الأسود بسبب الحبر.
- مكتبات مفقودة في إفريقيا
ادعى الكثيرون أن المجتمعات الإفريقية لم تملك تراثًا كتابيًّا، لكن النظرة تغيرت مع إعادة اكتشاف مجموعاتٍ من المخطوطات القديمة التي يعود بعضها إلى القرن 8 م.
وقد أُنقذ حوالي 250 ألف مخطوطة في إثيوبيا الجديدة. واكتشفت آلاف الوثائق من عهد مملكة مُقرة السودانية في القرون الوسطى مكتوبة بثماني لغاتٍ مختلفةٍ في موقع "قصر إبريم" جنوبي مصر. كما أُنقذت آلاف المخطوطات في مدن إفريقيا الغربية.
ورغم العديد من الأخطار المتمثلة بالحرائق والفيضانات والحشرات والنهب، أُنقذ حوالي مليون مخطوطة من الأطراف الشمالية لغينيا وغانا إلى شواطئ البحر المتوسط. وقد بيّنت ناشيونال جيوغرافيك أن 700 ألف مخطوطةٍ قد أنقذت في تمبكتو وحدها.