خلود الروح
في تماهي الروح والأرواح فكر يحلق في الأفق ،والأفاق بعدها اللامنظور ،يدور الأفلاك يتصورها يرسمها يبنيها يعظمها ويحطمها أحيانا كثيرة من ما جلجل الروح،وما خالجها، وأحيانا ينقش ويزخرف ويطرز البرج العاجي بكل دلالاته الجميلة بالتاج الذي يلبسه لحظتها،وكيف يعيش هذا الذي بين أنامله قلم رأسه دائري، كدوران الكون،والشمس والكرة الأرضية، والقلم هو كماها بحريته المطلقة يتحرك على الورقة البيضاء وماينقش مما كان الذهن قد سافر يبحث عن أجوبة تخالج تلك الروح التي تكورت في الرحم قطرها الدائري يبقى ناقصا بسبب الحبل السري الذي يمده حياة محبرة الوجود ليخلق على الأرض ويكون حراً طليقاً من خالقه الله...... وهكذا القلم بما يرسمه وينقشه هو ولادة جديدة عندها يكون اللامنظور حقيقة وحتمية الفكر بما يفكر يحوله في كلمات ومفردات ربما تكون مفهومة للبعض وربما أحجية للبعض الأخر لكن مهما كان ويكن...؟! فهو ينقل فكرة،وفكر حر يوظفه على ورقة بيضاء في جمل جميلة محبرتها بداية التاريخ،والحضارة،وتكونها لغتها حرية الكتابة والرسالة عمقها ومفهومها كم واحد يدرك عمق تجلياتها........؟
هنا يكون للفلسفة،وسر القلم صديق الروح والجسد، وهو الوحيد الصادق الصدوق،كما جلجامش وأنكيدو، وما تلاهم يبقى لغز الألغاز في تلك الأسطورة وإلى أزلية الكون يبحثون في سر تلك الأسطورة والحضارة والقلم الذي نقشها بمسمار المسمارية يومها كتابتها في ألواح مسمارية تزين متاحف الكون دون جواب شافي لسؤال نطرحه كلنا على بعضنا أين نحن من هؤلاء......؟ وهذه الأسطورة التي فتحت وغزت الكون بإيجابياتها وسلبياتها تعلم الحياة للإنسان ومعنى الطوفان والخلود،واليوم التدمير الممنهج للإنسان في مشرقنا كله بجهاز في راحات الكفين أوامر من هنا وهناك لإشعال جمرة الحريق والتدمير، لكن الجسد يموت والروح تبقى مخلدة بماقدمت إن كان ايجابيا أو سلبيا أبيض وأسود
والجسد يعود إلى التراب.
قمرالشرق/أكرم وردة