هنديات يجبرن على الدعارة تحت ستار عبادة إله الخصوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هنديات يجبرن على الدعارة تحت ستار عبادة إله الخصوبة

    هنديات يجبرن على الدعارة تحت ستار عبادة إله الخصوبة


    اللجنة الهندية لحقوق الإنسان تشير إلى أن أكثر من 70 ألفاً "ديفاداسي" لا يزلن موجودات حتى اليوم.
    الخميس 2023/01/26
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    بيع الجسد لا يطرد الفقر

    بلغاوم (الهند) – عانت هوفاكا بيمابا سنوات من العبودية الجنسية منذ أن كانت طفلة، حيث كرّسها والداها كما تفعل بعض العائلات الهندية شديدة الفقر خادمة لما يسمونه بـ”إله الخصوبة” بـ”تزويجها” إياه ضمن “طقوس دينية” غير قانونية.

    وضمن “الطقوس”، تصبح الفتاة الصغيرة واحدة ممن يُعرفنَ في جنوب الهند باسم “ديفاداسي” تعيش حياة التفاني الدينية، ويصبح محرّما عليها تالياً الزواج من رجال آخرين. لكن يتم إجبارهن عند البلوغ على التضحية بعذريتهن لرجل كبير السن، يدفع لهنّ المال أو يقدّم لهنّ الهدايا.

    وتقول بيمابا “بعد أن أصبحنا ‘خدام الإله’، وبعد أن بلغنا سن البلوغ، قيل لنا إننا متزوجون الآن وأن هناك رجلا سيأخذ عذريتنا”، مضيفة، “في حالتي كان خالي هو من قام بهذه الطقوس وأخذ عذريتي”، مشيرة إلى أنه في المقابل كان يجلب لها ولشقيقاتها لباس “الساري”، والأساور.

    لم تحظر الهند هذه الممارسة على المستوى الوطني إلا عام 1988، لكنّ ماضي النساء اللاتي خضعن لهذه "الطقوس" يطاردهن

    وما لبثت أن أتيحت معاشرة هوفاكا بحجة كونها مكرّسة للآلهة ييلاما، لرجال آخرين كانوا يدفعون ثمن خدماتها الجنسية. وشكّلت هذه الدعارة المستترة مصدر دخل لأسرة هوفاكا على مدى سنوات.

    وتروي هوفاكا التي نجحت في نهاية المطاف في التحرر من هذه العبودية “لو لم أكن ‘ديفاداسي’، لكانت لديّ أسرة وأطفال ومال. كنت سأعيش حياة جيدة”.

    وتمكنت هوفاكا غير المتعلمة من إيجاد عمل في الحقول الزراعية في مقابل نحو دولار واحد في اليوم. وتسعى العائلات شديدة الفقر من خلال جعل بناتها “ديفاداسي” إلى تأمين مصدر دخل، وتوفر على نفسها كذلك تكلفة المهر والزفاف.

    وكانت للـ”ديفاداسي” اللواتي عرفهن جنوب الهند منذ قرون، مكانة محترمة في المجتمع سابقاً، لكنها أصبحت اليوم وصمة عار على جبين المجتمع. وكانت كثيرات منهنّ يتلقين تعليماً وتدريباً على الرقص والموسيقى الكلاسيكية، وكنّ يعشن حياة مريحة ويخترن شركاءهن الجنسيين بأنفسهنّ.

    وتوضح المؤرخة غياثري إيير أن “فكرة العبودية الجنسية التي يسمح بها الدين بشكل أو بآخر لم تكن جزءا من النظام الأصلي”. وتشرح أن “الاتفاق الإلهي بين ‘ديفاداسي’ والآلهة تحوّلت إلى تجارة للاستغلال الجنسي في القرن التاسع عشر، خلال الإدارة الاستعمارية البريطانية”.

    ولم تحظر الهند هذه الممارسة على المستوى الوطني إلا عام 1988، لكنّ ماضي النساء اللاتي خضعن لهذه “الطقوس” يطاردهن.

    وتشير اللجنة الهندية لحقوق الإنسان إلى أن أكثر من 70 ألفاً “ديفاداسي” لا يزلن موجودات في كارناتاكا اليوم. وأمرت اللجنة العام الماضي ولاية كارناتاكا وولايات هندية عدة أخرى بإعلامها بالإجراءات المتخذة لمنع هذه الممارسة.


    وتعتقد عائلات عدة في سونداتي، وهي بلدة صغيرة في جنوب الهند تضم معبداً مخصصاً لييلاما، أن وجود “ديفاداسي” في الأسرة يمكن أن يجلب لها الحظ ويحمي أفرادها من براثن الفقر.

    وفي الطريق المؤدي إلى المعبد تصطف على جانبيه المحلات التجارية التي تبيع أشياء مثل الأساور الزجاجية الخضراء، ومساحيق من اللونين الأحمر والأصفر، تم وضعها على الجبين لمحبّي “ييلاما”.

    وكان عمر، ريكا بانداري، عشرة أعوام أيضا عندما تم إحضارها إلى المعبد، وإخبارها بأنها أصبحت زوجة لـ”ييلاما”، مضيفة “أخبروني بأن عليّ تولي مسؤولياتي الدينية، ولم أكن أفهم ما يحدث”.

    وتقول بانداري أنه تم انتزاع عذريتها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، مشيرة إلى أن رئيس قريتها حينها “شارك في طقوس تلك الليلة”.

    وتضيف “كان من الصعب إجراء ولادة طبيعية، وصاح الطبيب بعائلتي قائلاً إنني كنت أصغر من أن ألد”. وتضيف “لم أكن أفهم شيئاً. كانوا يرغمونني على أن أفعل أموراً لم أكن أريد القيام بها”.

    عائلات عدة في سونداتي، تعتقد أن وجود "ديفاداسي" في الأسرة يمكن أن يجلب لها الحظ ويحمي أفرادها من براثن الفقر

    وتعمل بانداري الآن ناشطة لإعادة تأهيل نساء الـ”ديفاداسي” السابقات مثلها وتقول “إنه مجرد تقليد أعمى باسم الرب، وقد دمّر حياتنا، ودفعنا ثمنه غاليا”.

    وفي ذات المعبد، اتحدت سيتافا د. جوداتي مع الآلهة لدعم والديها اللذين كانا يحتاجان للمال، وكانت يومها تبلغ ثماني سنوات. وتقول، “في الزواج بين الناس، يوجد عروس وعريس. وعندما أدركت أنني وحيدة، رحت أبكي”.

    ولدى مرض والدها ذات يوم، سرعان ما دُفعت إلى ترك المدرسة وأجبرت على ممارسة الدعارة للمساعدة في تأمين نفقات العلاج. وتخبر أنها أصبحت أمّا لولدين “وهي بعد في السابعة عشرة من العمر” من معاشرات دون زواج.

    وتتولى سيتافا اليوم رئاسة منظمة تساعد الـ“ديفاداسي” سابقات على التعافي، قائلة إن هذه الممارسة “مستمرة منذ عقود”. ويؤكد المسؤول المحلي في سونداتي نيتيش باتيل آن لا “حالات حديثة”.

    وكثيرات من الـ”ديفاداسي” اللواتي تحررن من هذه العبودية بتن اليوم من دون أيّ مدخول، ويعتشن من أعمال يدوية وزراعية متدنية الأجر. وعلى بعد ساعات قليلة من معبد ييلاما، تتذكر الـ”ديفاداسي” السابقة فاتسالا تعرضها للاحتيال من قبل أحد الزبائن.

    وتقول فاتسالا (48 عاما)، “بعد علاقته معي ألقى عليّ ما اعتقدت أنه أوراق نقدية. حصل ذلك في منتصف الليل ولم أتمكن من الرؤية جيدا، وبعد ذلك أدركتُ أنها مجرد أوراق عادية” وليست مالاً. وبعد فترة وجيزة، عندما سمعت أن الرجل مات، كانت مقتنعة بأن “ييلاما كانت غاضبة أيضاً”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X