نساء في بغداد يواجهن المستثمرين الرجال بأحلام كبيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نساء في بغداد يواجهن المستثمرين الرجال بأحلام كبيرة

    نساء في بغداد يواجهن المستثمرين الرجال بأحلام كبيرة


    عراقيات يتخطين الحواجز ويُنشئن مشاريعهنّ الخاصة.
    الخميس 2023/01/26
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    يستطعن كلما أردن

    تجابه النساء العراقيات العراقيل الاجتماعية والاقتصادية وخاصة التمويل أثناء بعثهن لمشاريعهن الخاصة. لكن إصرارهن ومؤازرتهن لبعضهن تجعلهن يتقدمن ولو بخطوات بطيئة نحو تحقيق النجاح والاستقلال المادي رغم رفض المستثمرين الرجال التعامل معهن في غياب رجل معهن في الصورة، كما يواجهن صعوبات التزود بالمواد الأولية من سوق يهيمن عليه الرجال.

    بغداد – حين أطلقت العراقية آلاء عادل قبل أشهر دارها الخاصة لتصميم الأزياء، لم تكن التحديات سهلة، إذ بالإضافة إلى العقبات التي يعاني منها الشباب عامةً في سوق العمل في بلد يشهد مراراً اضطرابات اقتصادية وسياسية، تواجه النساء خاصة صعوبات اجتماعية إضافية.

    وتجد العديد من العراقيات في فتح عملهنّ الخاص مغامرة شاقة، لأسباب تتنوّع، وفق تقرير لمنظمة الهجرة الدولية نشر في أكتوبر 2022، بين “العادات والتقاليد الجنسانية.. وتلك التي تحصر المرأة في دورها المنزلي والتربوي”، وصولاً إلى “ضعف الوصول إلى رأس المال” و”المعرفة المحدودة التي غالباً ما تتمتع بها النساء حول ممارسة الأعمال التجارية”.


    شموس غانم: أحاول سدّ هذه الثغرة في الخبرة عند النساء بتوفير التوجيه المهني لهنّ بشكل خاص عبر الإنترنت مجانا


    واصطدمت آلاء عادل البالغة من العمر 33 عاماً، منذ أن تخرّجت في جامعة بغداد في اختصاص تصميم الأقمشة والأزياء، بالعديد من تلك العقبات.

    وبين رغبتها بالعمل في اختصاصها كمصممة أزياء ونقص الفرص في هذا المجال، قررت عادل التي تدرّس كذلك في كلية الفنون في جامعة بغداد، أن السبيل الوحيد لذلك هو فتح مشروعها الخاص.

    وتقول “بدأت أقدّم طلبات لمنظمات أو جهات مانحة تدعم الثقافة والفن، لكن مشروعي كان يرفض دائماً لأنه ليست لديّ خبرة في وضع المشروع.. لم أكن أعرف ما هي الخطوات التي يجب أن أتبعها”.

    بالإضافة إلى ذلك، القطاع الخاص ضعيف إجمالاً في العراق، ويتجه الكثيرون للعمل في القطاع العام، ما يزيد من تعقيد مهمة إطلاق الأعمال الخاصة أمام الشباب. وبحسب منظمة العمل الدولية، يعمل 37.9 في المئة من السكان الناشطين في العراق في القطاع العام، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم.

    وعندما أطلقت مؤسسة المحطة لريادة الأعمال في بغداد برنامج “رائدات” بتمويل من السفارة الفرنسية، والهادف إلى تدريب النساء على كيفية إنشاء مشاريعهنّ الخاص، وجدت آلاء في ذلك فرصة لاكتساب الخبرة التي تنقصها وانضمت إلى المشروع.

    وتروي آلاء من مشغلها الصغير الواقع في حيّ الكرادة التجاري في العاصمة بغداد، وقد أحاطت بها كرات الخيطان وآلات الخياطة والأقمشة المبعثرة، “هذه المراحل التي مررت بها أعطتني الثقة بأن أبدأ مشروعي”.

    وتحوّل الحلم إلى حقيقة في صيف 2022 بعدما اقترضت آلاء مبلغاً مدعوماً من أحد المصارف، فأطلقت دار الأزياء “العراق كوتور”، الذي تطمح إلى أن يصبح مساحة عمل مشتركة لمصممي أزياء عراقيين آخرين.

    وكأمّ لولدين، فإن أكثر العقبات التي كانت آلاء تخشاها عند إطلاق عملها هي “غياب مؤسسات تربوية حكومية يمكن للأم أن تضع أولادها فيها وتذهب إلى العمل وهي مطمئنة البال”.

    ونجحت آلاء في تحدي الاعتبارات الاجتماعية والصعوبات المادية ونقص الخبرة، في وقت لا تتجرأ الملايين من النساء العراقيات على اتخاذ هكذا خطوة، ولا يزال وجودهن في سوق العمل بشكل عام ضعيفاً.


    ينجحن في الأخير


    وبحسب مسح لمنظمة العمل الدولية نشرت نتائجه في يوليو 2022، “هناك حوالي 13 مليون امرأة في سن العمل” في العراق، “ومع ذلك هناك حوالي مليون فقط منهن يعملن”.

    ويشير المسح إلى أن “معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة كان منخفضاً بشكل خاص حيث بلغ 10.6 في المئة مقارنة بـ68 في المئة للذكور”.

    وترى شموس غانم، صاحبة متجر للأغذية الصحية ومطلقة مبادرة “نساء عراقيات في مجال الأعمال”، أن هناك “تمييزا حاصلا ضدّ النساء” في مجال العمل، فالرجال “يهيمنون على الكثير من القطاعات، أما النساء فيكنّ على الهامش ولا يسلّط الضوء عليهنّ”.

    كذلك، هناك “مساحة محدودة” للمرأة يمكن “لها فيها أن تنمو وتتطور”، كما تضيف شموس البالغة من العمر 34 عاماً.

    وتحاول شموس، الأم لابن، سدّ هذه الثغرة في الخبرة عند النساء وتوفّر خدمة التوجيه المهني لهنّ بشكل خاص عبر الإنترنت، ومجاناً.

    وتقول إن أغلب من يتواصلن معها يكنّ “أمهات ابتعدن فترة طويلة عن سوق العمل، ولا يعرفن كيف يعدن. ويسألن أنفسهن إن كان المجتمع سوف يتقبلهن، بعد فترة طويلة من انقطاعهن عن العمل”.

    وأسست شموس عملها الخاص في أكتوبر 2021، وكان الذهاب إلى السوق والبحث عن مزودين التحدي الأكبر أمامها.


    دعم نظري


    وتروي “حين ذهبت للبحث عن مزودين للمرة الأولى، رأيت أن الموضوع صعب، كان حولي عدد كبير من الرجال، وأنا امرأة أسير في الشارع.. كان الأمر مقلقاً بالنسبة إليّ”.

    وتضيف “كنت أخشى أن أتعرض للتحرش أو المضايقة.. هذه واحدة من المشاكل التي تدفع النساء العازبات إلى التردد في العمل، حتى الأهل لا يسمحون لها باتخاذ هذه الخطوة خوفاً عليها”.

    وبالإضافة إلى صعوبة دخول الأسواق للتزود بالمواد الأولية من دون رجل، وجدت شموس أيضاً أن المستثمرين مثلاً يترددون في الدخول في عمل مع النساء، ما لم يكن هناك رجل في الصورة.

    ومع ذلك، تطمح شموس بأن يكبر متجرها الخاص بالأغذية الصحية “هوليفك” الذي تديره الآن من المنزل. وتقول “حلمي بعد خمس سنوات أن يكون عندي مطعمي الخاص الصحي، وأن يكون مكاناً يدعم النساء اللواتي يردن العمل في هذا القطاع”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...