لتمييز ضد المرأة لم ينته في فرنسا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لتمييز ضد المرأة لم ينته في فرنسا

    لتمييز ضد المرأة لم ينته في فرنسا


    "كليشيهات ذكورية" تقود النساء إلى التخلي عن الخروج أو ممارسة أنشطة بمفردهن.
    الثلاثاء 2023/01/24
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    النساء يواجهن أشكالا متعددة من التمييز والعنف

    كشف تقرير نشره المجلس الفرنسي الأعلى للمساواة في فرنسا أن جل النساء أبدين انطباعا بأنهن تلقين خلال حياتهن معاملة أدنى من نظرائهن الذكور بسبب نوعهن الاجتماعي، مشيرا إلى أن المجتمع الفرنسي ما يزال يعاني من التمييز على أساس الجنس في مختلف دوائره، العامة والخاصة والمهنية والإعلامية، مؤكدا أن التمييز أجبر النساء على التخلي عن أمور معينة مثل الخروج أو ممارسة أنشطة بمفردهنّ أو ارتداء الملابس التي يرغبن بها.

    باريس - لا يزال التمييز ضد النساء موجوداً في فرنسا رغم التوعية الحاصلة بعد موجة «مي تو»، ، خصوصاً مع سلوكيات «ذكورية» لدى الذكور الشباب، على ما ورد في تقرير نشره المجلس الفرنسي الأعلى للمساواة يطلب «تنظيم المحتويات الرقمية».

    ولفتت هذه الهيئة الاستشارية المستقلة في تقريرها إلى أن “التمييز على أساس الجنس لا يتراجع في فرنسا. على العكس من ذلك، بعض تجلياته الأكثر عنفا تتفاقم وتطال بالدرجة الأولى الأجيال الشابة”.

    وأضاف التقرير “بعد خمس سنوات على موجة ‘مي تو’، لا يزال المجتمع الفرنسي يعاني من التمييز على أساس الجنس في مختلف دوائره”، العامة والخاصة والمهنية والإعلامية.

    وأشار المجلس إلى أن “الرأي العام يقر وينتقد وجود تمييز على أساس الجنس لكنه لا ينبذه في الممارسة العملية، بشكل أساسي لدى الرجال”، وفق التقرير الذي يستند إلى الأرقام الرسمية وإلى مؤشر تابع لمعهد “فيا فويس” يتناول 2500 شخص من فئات تمثل الشعب الفرنسي.

    التمييز على أساس الجنس لا يتراجع في فرنسا، وبعض تجلياته الأكثر عنفا تتفاقم وتطال بالدرجة الأولى الأجيال الشابة

    ومن المقرر أن تحل رئيسة المعهد سيلفي بيار بروسوليت ضيفة على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التمييز على أساس الجنس.

    ويشارك المجلس الفرنسي الأعلى للمساواة هذا الأسبوع في حملة توعية، وسيطلق الأربعاء “محاكمة ضد التمييز على أساس الجنس” تقيمها جمعية “معا ضد التمييز على أساس الجنس” وتختتمها الوزيرة الفرنسية للمساواة بين الجنسين إيزابيل روم.

    وتبدي 80 في المئة من النساء انطباعا بأنهن تلقين خلال حياتهن معاملة أدنى من نظرائهن الذكور بسبب نوعهن الاجتماعي، وفق التقرير.

    كما أن 14 في المئة من الفرنسيات يقلن إنهن قمن بـ”عمل جنسي خارج عن إرادتهن”، و37 في المئة يقلن إنهن واجهن أوضاعا بغير رضاهن في 14 في المئة من العلاقات الجنسية، بينها إقامة علاقات من دون وسائل وقاية بسبب إلحاح الشريك (12 في المئة)، أو من دون تراض تحت تأثير الكحول أو المخدرات (7 في المئة).

    ويقود التمييز على أساس الجنس تسع نساء من كل عشر شملهنّ التقرير إلى التخلي عن أمور معينة، بينهنّ النصف يتخلين عن الخروج أو ممارسة أنشطة بمفردهنّ أو ارتداء الملابس التي يرغبن بها. وتخشى ثماني نساء من كل عشر العودة بمفردهن إلى المنزل خلال الليل.

    ويبدي الرجال انطباعا بأنهم “غير معنيين” بالموضوع، إذ يشعرون أنهم ليسوا شخصيا مسؤولين عن سلوكيات جنسية، حتى أن ربع هؤلاء يرون أن ما يحكى عن الاعتداءات الجنسية “مبالغ فيه”.

    وحذر المجلس من “تفاقم الوضع مع بروز ظواهر جديدة بينها العنف عبر الإنترنت والخطاب العنيف بشكل متزايد على الشبكات الاجتماعية والهمجية في إنتاجات كثيرة في صناعة الأفلام الإباحية وتوسع دائرة ذكورية معادية للنسوية”.

    وأشار إلى أن السلطات العامة “لا تُظهر أداء بمستوى التحديات المرتبطة بهذه المسائل”.


    وفيما يبدو الرجال فوق سن 65 عاما أكثر “محافظة” وتمسكا بالتوزيع التقليدي للأدوار بين الجنسين، لاحظ المجلس الفرنسي الأعلى للمساواة وجود “كليشيهات ذكورية” أيضا لدى الأشخاص دون سن 35 عاما، إذ يعتبر ربع هؤلاء أن زيادة الاحترام تتطلب أحيانا ممارسة العنف. ويرى نصف هؤلاء أن الصورة التي تروج لها الأعمال الإباحية عن المرأة ليست سليمة، في مقابل 79 في المئة لدى الرجال في سن 65 عاما وما فوق.

    ودعا المجلس في تقريره إلى “تدابير رئيسية” تشمل “تنظيم المحتويات في القطاع الرقمي لمكافحة الصور النمطية وطرق التمثيل التي تنطوي على ازدراء ومشاهد العنف التي باتت تُصوّر كأنها أمر عادي خصوصا في المقاطع المصورة الإباحية”.

    ودعا المجلس أيضا إلى إنشاء “هيئة عليا مستقلة لمكافحة العنف على أساس الجنس في السياسة”.

    وأوصى التقرير بتعزيز “الموارد المالية والبشرية القضائية على صعيد الهيئات التشريعية المكلفة بمعالجة مسائل العنف داخل العائلات، على غرار الجهود في إسبانيا”، حيث أوكلت الحكومة للبرلمان إطلاق تشكيل لجنة للبحث في مثل هذه القضايا المتخصصة.

    ولتغيير العقليات، أوصى المجلس الفرنسي الأعلى للمساواة بمنع الإعلانات للألعاب الموجهة إلى جنس معين وربط المساعدات العامة بشروط مرتبطة بالمساواة بين الجنسين في المؤسسات.

    وتعاني النساء في فرنسا من التمييز في العمل مقارنة بالرجال، وفي العام 2016 نظّمت جمعيات حقوق المرأة في فرنسا مظاهرة احتجاجية على التمييز ضد تدني أجور النساء في العمل مقارنة بالرجال.


    وشاركت بالمظاهرة التي جرت في ميدان الجمهورية بالعاصمة باريس المئات من النساء. وقد أعربن، في اللافتات المرفوعة والشعارات التي ردّدنها،عن رفضهن لتدني أجورهن على الرغم من قيامهن بأداء نفس العمل.

    ووفق بحث أجري في فرنسا وأكدت صحته وزارة حقوق المرأة في البلاد، تتقاضى النساء أجورا أقل بنسبة 15 في المئة من الرجال على الرغم من قيامهن بالعمل نفسه.

    وشهدت فرنسا عام 2014 إقرار قانون لتحقيق المساواة بين أجور النساء والرجال، وقد أدينت 94 شركة حتى اليوم بمخالفته.

    وترى جمعيات حقوق الإنسان أن إجراء حملات للمطالبة بمساواة أجور النساء مع الرجال سيجعل أرباب العمل أكثر تفهما، وسيمثل ضغطا عليهم إلى جانب القانون.

    ومن جهة أخرى تشهد فرنسا تفاقما للعنف الأسري وتعد النساء أكثر ضحاياه.

    ونقلت “فرانس برس” عن أرقام وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد جرائم قتل النساء في إطار العنف الأسري ارتفع بنسبة 20 في المئة عام 2021 مقارنة بالعام السابق.

    وقد ارتفع عدد جرائم قتل النساء في فرنسا، من جراء العنف الأسري الذي يرتكبه في الغالب زوج حالي أو سابق، بحسب أرقام حكومية.

    وقتلت 122 امرأة جراء عنف أسري على يد الزوج الحالي أو السابق.

    وتمثل النساء 85 في المئة من إجمالي ضحايا الوفيات الناجمة عن العنف بين الزوجين خلال عام 2021 (143 حالة وفاة من بينها 122 امرأة و21 رجلا) مقابل 82 في المئة في عام 2020، وهي نسبة ثابتة منذ عام 2006.


    وفي السنوات السابقة كانت النساء هن الضحايا الرئيسيات: إذ فقدَت 102 منهن حياتهن في عام 2020، مقارنة بـ146 حالة قتل للإناث في عام 2019.

    وتؤكد الأرقام أن “الصفات الأكثر شيوعا لدى المرتكبين لم تتغير. فهم في الغالب من الذكور، وغالبا ما يكونون متزوجين، من الجنسية الفرنسية، وتتراوح أعمارهم بين 30 و49 أو 70 وما فوق، ولا يمارسون نشاطا مهنيا”.

    وتعرضت واحدة من كل 3 نساء تقريبا (32 في المئة) للعنف في السابق، وأبلغت 64 في المئة منهن سلطات إنفاذ القانون عن ذلك. ومن بين هؤلاء، قدمت 84 في المئة شكوى.

    وفي ثلث الحالات (33 في المئة)، لوحظ وجود مادة واحدة على الأقل من المحتمل أن تغير قدرة المرتكب أو الضحية (الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية) على التمييز وقت وقوع الأحداث.

    وحدثت الغالبية العظمى (78 في المئة) من الوقائع في منزل الزوجين أو الضحية أو الجاني.

    كما أنه في السنوات السابقة كانت الخلافات (31 حالة)، أو الانفصال بغير التراضي (27 حالة) الأسباب الرئيسية لهذه الجرائم (41 في المئة). وتتبعهما عن كثب الغيرة (25 حالة) ومرض الضحية (21 حالة).

    وفي المتوسط، تم تسجيل حالة وفاة واحدة كل يومين ونصف اليوم خلال عام 2021، مقارنة بحالة وفاة واحدة كل 3 أيام في عام 2020.
يعمل...
X