سبوت لايت: «النص».. أزمة الفيلم المصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سبوت لايت: «النص».. أزمة الفيلم المصري

    سبوت لايت: «النص».. أزمة الفيلم المصري



    تحكم الممثل والمنتج سبب تراجع دور النص في العمل السينمائي



    القاهرة ـ «سينماتوغراف»

    تعد أزمة نصوص الأفلام هي محور ارتكاز صناعة السينما، نظرا لاعتماد مجمل العمل السينمائي عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقدان النص لقيمته يعني فقدان الفيلم لمصداقيته، سواء في السيناريو أو الإخراج أو التمثيل، وقد شهد العقد الأخير من صناعة السينما المصرية انقلابا في أصول العمل نفسه، لعدة أسباب، منها اعتماد النص على شهرة الممثل نفسه، واعتماده على أفكار عشوائية تحمل بين طياتها الكثير من التناقض الناتج من عدم تخصص الكتاب أنفسهم، ومنهم الدخلاء على مهنة الكتابة نفسها.
    محمد حفظي
    التبعية للممثل

    يرى محمد حفظي، سيناريست ومنتج سينمائي: «إن العقد الأخير شهد حالة غريبة لم تشهدها صناعة السينما من قبل، وهي تراجع دور النص حيث حل النجم محله لضمان شباك التذاكر في السينما والإعلان في التليفزيون لدرجة أن شركات الإنتاج صارت تتنافس في الحصول على توقيعات النجوم على عقود بالعمل في فيلم أو في مسلسل لم يكتب فيه مشهد واحد، وفي أغلب الحالات تتم الكتابة على مقاس النجم أو النجمة».

    وأوضح حفظي أن التدخلات تكون في الغالب ضد حق الكاتب في الإبداع لصالح الممثل، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تبعية النص والكاتب للممثل، ما يجعلنا نشير إلى بعض الكتاب المعاصرين، ونقول هذا كاتب فلان وهذا كاتب فلانة.
    لقطة من فيلم احكي ياشهر زاد
    ـ فلاش: النص السينمائي يعد بمثابة رئيس جمهورية الفيلم، فهو الذي يجذب المشاهد، والآمر الناهي في شباك التذاكر، ولكن بعد تراجع دور النص لحساب الممثل والمنتج، أصبحت النصوص الجيدة بين نارين “نار نجم يريد أن يكون في كل مشاهد السيناريو، ونار منتج ينفق الملايين لكي تعود إليه مضاعفة”.
    احمد ماهر
    أسباب المشكلة

    يشير أحمد ماهر، مخرج سينمائي، إلي أن هناك مشكلة حادة حالية في كتابة النص لعدة أسباب، الأول اتجاه الممثلين أنفسهم بطرح رؤية فيلم على كاتب وإلزامه بكتابة هذه الفكرة، وبناء هذه القصة أو السيناريو على مقاس الممثل، بحيث أصبح الكاتب ترزيا وليس كاتبا موهوبا، وإن دل ذلك فإنما يدل على تبعية الكاتب للممثل، وليس العكس، وهنا يفقد النص روح الكاتب وخياله النصي، ليصبح النص عبارة عن سطور من ورق لا تحمل أي فكر أو مضمون.

    ويضيف ماهر مخرج فيلم «المسافر» قائلا: والسبب الثاني للأزمة هو أن النص الكتابي أصبح تجارة بدلا من الموهبة، فالكاتب يقيس العمل على النجم، ويضع أدوارا بطولية منذ بداية النص حتى نهايته، فاقدا المضمون والمحتوى، بل يصل في بعض الأحيان إلى الإسفاف الخلقي.

    ويوضح أحمد ماهر أنه من الملاحظ أن كاتب النص أصبح كومبارس الممثل؛ يتم طلبه عندما يكون له دور صغير، وهو الكتابة، أو بمعنى أدق «تفصيل» قصة على مقاس الممثل، ورغبة المنتج في تحقيق ثروة، وليس تقديم إبداع، إذا من الواضح أن المشهد الكتابي يشهد حالة من التعطش لنص جيد، ولكاتب جيد مثل نجيب محفوظ الذي تحولت كتاباته إلى نصوص تحمل مضمونا وفكرا وتحكي تاريخا وليس إسفافا.
    عمر الشريف بطل فيلم المسافر
    ـ صورة: تحول السينما المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة من الإبداع إلى شكل تجاري أفقدها جميع مكوناتها الرئيسية، وهي تقديم صورة المجتمع والبحث عن ذاته التي يفقدها، ولا يكشف عنها كتاب لهم قدرة على نقل الصورة من ورق إلى شاشة السينما.
    خالد عبد الجليل
    سلسلة مترابطة

    يقول خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: «إن الأزمة عبارة عن سلسة مترابطة تبدأ بالكاتب وتنهى بالشاشة السينمائية، وإن فقدت إحداها فقدت معها المصداقية، بالإضافة إلى تخوف المنتجين من إنتاج نصوص تاريخية أو نصوص ذات رؤية لأنها لن تحقق الإيرادات المرجوة، وبخاصة أن القطاع الخاص يمثل في صناعة السينما حوالي 70%».

    ويؤكد عبد الجليل أن جزءا كبيرا من الفن انفصل عن الواقع وأصبح يقدم صورة بعيدة كل البعد عن واقعنا ومشاكلنا، وبالتالي لا زالت أزمة النص حائرة بين المنتجين والكتاب والنقاد والرقابة والممثلين والمشاهد، ولكن تحتاج إلى من يبحث عنها ويخرجها للنور.
    نبيل الحلفاوي وهاني سلامة في فيلم السفاح
    ـ أداه: أصبح المنتج والممثل وبعض الكتاب في هذه الأزمة لا يجدون موضوعات لتقديمها، لذلك يبحثون في الدفاتر القديمة التي سبق أن نجحت لاستغلها وهذا يعبر عن استهلاكية بشعة، حيث يتم القبول بأي مادة لتقديمها، دون أن يطورون من أنفسهم، ويبقى الكاتب مجرد أداه لتحقيق هذا وذاك.
يعمل...
X