ما الوحش الأسطوري الذي يحتفل الصينيون بهزيمته برأس السنة الصيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما الوحش الأسطوري الذي يحتفل الصينيون بهزيمته برأس السنة الصيني


    رأس السنة الصينية: ما الوحش الأسطوري الذي يحتفل الصينيون بهزيمته؟
    21 يناير/ كانون الثاني 2023
    صدر الصورة،GETTY IMAGES

    تنطلق احتفا

    تنطلق احتفالات رأس السنة الصينية، الأحد، وهي مناسبة لأكبر هجرة بشرية موسمية في العالم.

    في هذه المناسبة، يعود الملايين إلى مسقط رؤوسهم، من داخل البلاد وخارجها، للاحتفال في البيت وسط العائلة، بعد ثلاث سنوات من قيود السفر بسبب كوفيد -19.

    السنة الصينية سنة قمرية، ويستمرّ الاحتفال بها 15 يوماً، بدءاً من رصد هلال القمر الجديد، للشهر الأول من التقويم الصيني، وحتى اكتمال البدر.

    يختلف التاريخ من عام إلى آخر، ولكنه يصادف عادة في الفترة الممتدة بين 21 يناير/ كانون الثاني و20 فبراير/ شباط بحسب التقويم الميلادي. هذا العام يبدأ العيد في 22 الشهر الحالي، وسيمثّل الانتقال من عام النمر إلى عام الأرنب.

    قد تكون الصين قوة اقتصادية وعسكرية عظمى، ولكن الشخصيات الأسطورية المرتبطة بالأعياد الصينية تبقى أقلّ شهرة حول العالم من شخصيات القصص الفلكلورية الأخرى، وخصوصاً تلك المرتبطة باحتفالات نهاية العام الميلادي، مثل شخصية سانتا كلوز أو بابا نويل على سبيل المثال.
    لكن رأس السنة الصينية أو مهرجان الربيع والذي يختتم بمهرجان الفوانيس، من أضخم الاحتفالات الشعبية، ولا يحتفل به البرّ الصيني فقط، بل في العديد من دول شرق آسيا أيضاً، وكذلك حول العالم وسط الجاليات الآسيوية.

    يترافق الاحتفال مع طقوس ومهرجانات راقصة وتقاليد عائلية عمرها مئات السنين، مستلهمة من الحكايات الشعبية والأساطير الصينية القديمة.
    وفي اللغة الصينية يسمّى العام "نيان"، وهي الكلمة ذاتها المستخدمة لوصف الوحش الذي يعدّ الشخصية المركزية في احتفالات رأس السنة.

    نيان هو وحش برأس أسد، وبجسد كلب، عيونه جاحظة، وأنيابه كبيرة ونافرة، ومنه يستلهم الزيّ الذي يرتديه المحتفلون برأس السنة، لأداء ما يعرف برقصة الأسد

    فمن هو نيان؟

    تقول الأسطورة إن نيان وحش يسكن في أعالي الجبال، أو في أعماق البحار. في الشتاء، يعاني من جوع شديد، بسبب البرد والصقيع، وعدم قدرته على اصطياد أي فريسة أو العثور على ما يأكله.

    وحين يجوع نيان، تقع المصيبة، لأنه يغادر مسكنه للبحث عن فرائس في القرى، فيروّع المزارعين وعائلاتهم. وحين يغزو قرية، لا يسلم فيها أحد، إذ يلتهم البشر والمواشي، ويهدّم البيوت، ويخرب المحاصيل، ولا يترك حجراً فوق حجر.


    البودكاست

    تغيير بسيط (A Simple Change)
    تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

    الحلقات

    البودكاست نهاية

    في إحدى المرات

    في إحدى المرات تمكّن المزارعون من إبعاد نيان عن بيوتهم، وبات رأس السنة ذكرى للاحتفال بالقضاء على الوحش. تختلف الروايات حول النهاية السعيدة، ولكن أشهرها قصة متسوّل عجوز وجد طريقة لإخافة نيان، وأنقذ أهل إحدى القرى.

    ففي أحد أيام الشتاء، حمل المزارعون متاعهم وطعامهم وأولادهم، وقرروا النزوح إلى مكان آمن، تحسباً لموعد ظهور الوحش، في ليلة القمر الجديد.

    وفي طريقهم إلى مخابئهم، التقت سيدة عجوز بمتسوّل، فسألها عن سبب مغادرتهم القرية، وأخبرته أن الوحش يظهر في هذا الوقت من كل سنة، ونصحته بأن يغير طريقه ويبتعد.

    ولكن بدل أن يخاف، أقنعها الرجل أن تعطيه مفتاح بيتها، كي ينام فيه، وينتظر الوحش، مؤكداً لها أنه يعرف كيف يحمي نفسه.

    بعد أيام، عاد المزارعون إلى قريتهم، فوجدوا كل البيوت مدمرة باستثناء بيت السيدة العجوز الذي كساه الرجل المشرّد بأقمشة وقناديل حمراء وذهبية، وأحاطه بالمفرقعات.

    هكذا، اكتشف أهل القرية أن الوحش الجبار يخاف من ثلاثة أشياء: اللون الأحمر، أصوات الضجيج، والنار. وعوضاً عن الهرب من بيوتهم كل سنة، باتوا ينتظرون قدوم نيان وهم مستعدون.

    يختلف المؤرخون حول عمر هذه الأسطورة، فبينما يجد بعضهم مؤشرات لها في الديانات الصينية القديمة، يقول آخرون إنها حديثة العهد.

    وبغض النظر عن عمرها، فإن هذه الحكاية تلهم الاحتفالات، إذ يكسو الصينيون جدران بيوتهم بالأحمر، ويشعلون أعواد الخيزران والمفرقعات، ويرتدون ملابس حمراء، ويشعلون الشموع.

    وبحسب المعتقدات، فإن اللون الأحمر يساعد أيضاً في طرد الشياطين والأرواح الشريرة التي تروّع الأولاد. لذلك يقدم الكبار للأطفال الأموال في ظروف حمراء، باعتبار أنها تجلب لهم الثروة والحظّ والحماية.
    لماذا تلقّب السنة باسم حيوان؟
    تسمّى كل سنة صينية باسم حيوان، أو برج من الأبراج الصينية الاثني عشر، وهي: الفأر، والثور، والنمر، والأرنب، والتنين، والأفعى، والحصان، والمعزة، والقرد، والديك، والكلب، والخنزير.

    ويعود أصل التسميات إلى أسطورة قديمة، عن حاكم الجنة، وقائد الآلهة، الذي يعرف باسم الامبراطور اليشم (نسبة إلى الحجر الكريم الأخضر).

    وتقول الحكاية أن البشر كانوا يجهلون كيفية تقسيم الوقت والأيام، فلجأوا إلى مشورة الامبراطور، فقرر الأخير أن يقسّم الزمان إلى دورات، كل دورة منها مؤلفة من 12 سنة.


    بحسب التقويم الصيني عام 2023 هو عام الأرنب

    ولتسهيل عملية حفظ أسماء الأعوام على الناس، ارتأى أن يسميها باسم حيوانات. ولكي يختار ترتيب أسماء السنوات، نظم سباقاً في عبور أحد الأنهر، ودعا كلّ الحيوانات للمشاركة فيه، واعداً بأن يمنح السنوات اسم أول 12 متسابق يعبرون خط النهاية.

    تصدّر الفأر السباق، وعبر خط النهاية قبل الآخرين، فسميت السنة الأولى باسمه. وتمكن من فعل ذلك بسبب حيلة، إذ طلب من الثور أن يحمله على ظهره ليعبر النهر، وعندما اقتربا من النهاية، قفز عن ظهره، ليكون أول الواصلين، يليه الثور.

    وبعد الفأر والثور، تتابع وصول الحيوانات، إذ جاء النمر ثالثاً، والأرنب رابعاً لأنه راح يقفز من ظهر حيوان إلى ظهر آخر. أما التنين فنزل من السماء مصحوباً بعاصفة رعدية.

    تسرد الأقاصيص كيفية وصول كل حيوان من الحيوانات التي احتلت المراتب 12 الأولى، وفسمي التقويم بأسمائها... وتحكي أيضاً أن القط حلّ أخيراً في السباق، لأنه كان يحب النوم كثيراً، فلم يظهر بين الأبراج.

    وتلعب الأبراج الصينية بحسب المعتقدات دوراً مهماً في حياة الناس، وحظوظهم، وأقدارهم، وذلك بحسب رمزية وسمات كل حيوان من الحيوانات الفائزة.
    ما هي رمزية عام الأرنب؟
    هذا العام، هو عام الأرنب، وفي الثقافة الصينية، يمثل هذا الحيوان القمر، ويرتبط بعنصر الماء.
    يحلّ عام الأرنب كل 12 عاماً مرة، إذ صادف أيضاً في عامي 1999 و2011، ويرمز إلى الإيجابية، وطول العمر، والذكاء، والرشاقة، واللطف، والقدرة على حماية النفس، وكلها من صفات الأرانب.

    لذلك يقول المختصون بالأبراج الصينية إن عام 2023 قد يكون عاماً مسالماً وساكناً ومرناً

    ما دور إله الموقد؟

    إلى جانب الوحش، وحيوانات الأبراج، والامبراطور اليشم، هناك شخصية محورية أخرى في أساطير العام الصيني الجديد، وهي إله الموقد.

    سيد النار التي تضيء المطابخ، وتجمع العائلات حول الدفيء والغذاء، هو راعي الأسر في التقاليد الصينية، ويبقي عينه ساهرة على أهل البيت.


    إله المطبخ أو الموقد (يمين)، وهو شخصية مهمة في الأساطير إذ ترفع له التقديمات والهدايا قبل رأس السنة، لكي يذكر أهل البيت بالخير أمام للإمبراطور اليشم حاكم الجنة (يسار)، في تقريره السنوي

    وعند قدوم العام الجديد، يتجه إلى بلاط الامبراطور اليشم، لكي يرفع تقريره السنوي المفصل حول تصرفات أفراد العائلة طيلة العام، وبناء على سلوكهم، يغدق الامبراطور عليهم النعم، أو يعاقبهم.

    من ضمن تقاليد رأس السنة الصينية، تقديم الحلويات لإله الموقد، لكي يرضى عن أهل المنزل، ويتحدّث عنهم بطريقة إيجابية حين يزور سيد الآلهة، فيضمنون بذلك أن تكون سنتهم جيدة ومثمرة وخالية من المشاكل
يعمل...
X