قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد"
20 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد"، تأليف بيير روزانفالون وترجمة: محمد الرحموني، ويقع في 294 صفحة.
وجاء في تقديم هذا الكتاب أنه ينطلق من حرص مؤلفه على أن تؤخذ الشعبوية على محمل الجد؛ فهي ليست ابتداعًا دكتاتوريًا، بل جزء من تاريخ الديمقراطية بوصفها مشروعًا دشّنته الحداثة. لذلك، فإن لها نظرية وتاريخًا. نظريًا، ترتكز الشعبوية على جملة من المبادئ السياسية والاقتصادية والثقافية المترابطة والمتضافرة، تتلخص جملتها في القطيعة مع المفاهيم السوسيولوجية الشائعة عن الشعب، ومن ثم اعتباره كتلة واحدة في مواجهة الحكام المستبدين؛ وفي القطيعة مع الديمقراطية التمثيلية واستبدالها بالديمقراطية الآنية والمباشرة (الاستفتاء) وبزعيم يجسّد الشعب (الرجل الأُمة)؛ وفي سياسة حمائية تحمي الاقتصاد والمجتمع من شرور العولمة الاقتصادية ومن المهاجرين. أما تاريخيًا، فقد شكّلت أميركا اللاتينية منذ النصف الأول من القرن العشرين "بؤرة" الشعبوية ومخبرها، رغم أن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا قد عرفت كلها "ممارسات" شعبوية قبل ذلك بكثير. ولمّا كانت الشعبوية محاولة لتجاوز أعطاب الديمقراطية، فقد أخضعها المؤلف للتشريح والنقد مبيّنًا في هذا الصدد خطورتها وعبثية المبادئ التي تحملها، واقترح حلولًا بديلة أكثر واقعية ونجاعة تتلخص في ما سمّاه "الديمقراطية المطّردة".
بيير روزانفالون: مؤرخ وعالم اجتماع فرنسي. يشغل منذ عام 2001 منصب رئيس كرسي التاريخ الحديث والمعاصر في الكوليج دو فرانس. انشغل في بحوثه ودراساته بالتأريخ للسياسي وله اهتمام خاص بالديمقراطية تاريخًا ونظريةً ونقدًا.
محمد الرحموني: أستاذ الحضارة بجامعة تونس المنار. حاز الدكتوراه والتأهيل الجامعي في اللغة والآداب والحضارة العربية، والماجستير في الفلسفة، والإجازة في اللغة والآداب والحضارة الإنكليزية. له عدد من المؤلفات والترجمات.
20 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد"، تأليف بيير روزانفالون وترجمة: محمد الرحموني، ويقع في 294 صفحة.
وجاء في تقديم هذا الكتاب أنه ينطلق من حرص مؤلفه على أن تؤخذ الشعبوية على محمل الجد؛ فهي ليست ابتداعًا دكتاتوريًا، بل جزء من تاريخ الديمقراطية بوصفها مشروعًا دشّنته الحداثة. لذلك، فإن لها نظرية وتاريخًا. نظريًا، ترتكز الشعبوية على جملة من المبادئ السياسية والاقتصادية والثقافية المترابطة والمتضافرة، تتلخص جملتها في القطيعة مع المفاهيم السوسيولوجية الشائعة عن الشعب، ومن ثم اعتباره كتلة واحدة في مواجهة الحكام المستبدين؛ وفي القطيعة مع الديمقراطية التمثيلية واستبدالها بالديمقراطية الآنية والمباشرة (الاستفتاء) وبزعيم يجسّد الشعب (الرجل الأُمة)؛ وفي سياسة حمائية تحمي الاقتصاد والمجتمع من شرور العولمة الاقتصادية ومن المهاجرين. أما تاريخيًا، فقد شكّلت أميركا اللاتينية منذ النصف الأول من القرن العشرين "بؤرة" الشعبوية ومخبرها، رغم أن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا قد عرفت كلها "ممارسات" شعبوية قبل ذلك بكثير. ولمّا كانت الشعبوية محاولة لتجاوز أعطاب الديمقراطية، فقد أخضعها المؤلف للتشريح والنقد مبيّنًا في هذا الصدد خطورتها وعبثية المبادئ التي تحملها، واقترح حلولًا بديلة أكثر واقعية ونجاعة تتلخص في ما سمّاه "الديمقراطية المطّردة".
بيير روزانفالون: مؤرخ وعالم اجتماع فرنسي. يشغل منذ عام 2001 منصب رئيس كرسي التاريخ الحديث والمعاصر في الكوليج دو فرانس. انشغل في بحوثه ودراساته بالتأريخ للسياسي وله اهتمام خاص بالديمقراطية تاريخًا ونظريةً ونقدًا.
محمد الرحموني: أستاذ الحضارة بجامعة تونس المنار. حاز الدكتوراه والتأهيل الجامعي في اللغة والآداب والحضارة العربية، والماجستير في الفلسفة، والإجازة في اللغة والآداب والحضارة الإنكليزية. له عدد من المؤلفات والترجمات.
- عنوان الكتاب: قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد
- المؤلف: تأليف بيير روزانفالون
- المترجم: محمد الرحموني