"رائحة قميص مُعلّق" ليونس عطاري
1 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن دار الحاضرون الكندية الديوان الثالث للشاعر الفلسطيني يونس عطاري، بعنوان "رائحة قميص مُعلّق".
والديوان، وفقًا للناشر، كتبه الشاعر في مغتربه الكندي محاولًا نقل الاغتراب بقصائد جعلت الشعر موطنه المفقود.
من أجواء الديوان:
قَشٌّ وخَشْخاش
(1)
في العَتْمَةِ
انتعلتُ هَواءَ غُرْفَتي الصَّغِيرَةَ كي أَنامَ عارِيًا
لا ظلَّ لي ولا صورَةَ
هواءٌ يَتَرَبَّعُ كأَنَّه بُوذا
ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذي خَرَجَ مِنْ قَميصِي
لَيْلَةَ أَمْسِ
(2)
رضيتُ أنْ أنْتَظِرَ
وأغلقتُ جُرْحًا بِجُرْحٍ
كَتِلْك الذِّراعِ الَّتي عانقتني كدوائرَ
تعْصِرُ وتعْصِفُ
فَرُحتُ بِيَقينٍ مُفَبْرَكٍ أُرَتِّبُ غُرْفَةً لِلْحُبِّ
لَيْسَ لها عَتَبَةٌ ولا بابٌ
أو دَرَجٌ كي نَنْزِلَ إلى النَّهْرِ الـمُجاورِ؛
كُلَّما اكتشفنا أنَّ لَدَيْنا شَجَرَتَينِ
ونَهْرًا.
(3)
عِنْدَ اللَّيْلِ
استيقظتِ الحشراتُ العَتيقَةُ
وتمَّ اعْتِقالي
كالشّبحِ الَّذي فرَّ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ليلًا
كانَ يَرْتَدي ظِلّي!
النداءُ قبلَ العويلِ منارةٌ مِن قَشٍّ وخَشخاشٍ.
(4)
صانِعُ الطُّوب أَنا
أسْكُبُ مِسْكَ الغَزالِ
على ذِكْرَياتِ البَنَّائِينَ الـمَجْهُولينَ،
حفرتُ على حجرٍ أَزْرَقَ
الجِناياتِ الَّتِي رَغبتُ في تَرْتيبِها طَوْعًا
وجـمعتُ طيّاتِ الـهواءِ
مُلوّحاً للمارّينَ فَوْقَ الطَّمْيِ حُفاةً عُراةً هائمينَ!
(5)
أحرسُ كَهْفِيَ الـمُتَحَرِّكَ
على دَربِ فرسٍ تَرفسُ الرّيحَ وتَسبحُ
أجرُّهُ خَلفيَ
تابوتًا.
1 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن دار الحاضرون الكندية الديوان الثالث للشاعر الفلسطيني يونس عطاري، بعنوان "رائحة قميص مُعلّق".
والديوان، وفقًا للناشر، كتبه الشاعر في مغتربه الكندي محاولًا نقل الاغتراب بقصائد جعلت الشعر موطنه المفقود.
من أجواء الديوان:
قَشٌّ وخَشْخاش
(1)
في العَتْمَةِ
انتعلتُ هَواءَ غُرْفَتي الصَّغِيرَةَ كي أَنامَ عارِيًا
لا ظلَّ لي ولا صورَةَ
هواءٌ يَتَرَبَّعُ كأَنَّه بُوذا
ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذي خَرَجَ مِنْ قَميصِي
لَيْلَةَ أَمْسِ
(2)
رضيتُ أنْ أنْتَظِرَ
وأغلقتُ جُرْحًا بِجُرْحٍ
كَتِلْك الذِّراعِ الَّتي عانقتني كدوائرَ
تعْصِرُ وتعْصِفُ
فَرُحتُ بِيَقينٍ مُفَبْرَكٍ أُرَتِّبُ غُرْفَةً لِلْحُبِّ
لَيْسَ لها عَتَبَةٌ ولا بابٌ
أو دَرَجٌ كي نَنْزِلَ إلى النَّهْرِ الـمُجاورِ؛
كُلَّما اكتشفنا أنَّ لَدَيْنا شَجَرَتَينِ
ونَهْرًا.
(3)
عِنْدَ اللَّيْلِ
استيقظتِ الحشراتُ العَتيقَةُ
وتمَّ اعْتِقالي
كالشّبحِ الَّذي فرَّ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ليلًا
كانَ يَرْتَدي ظِلّي!
النداءُ قبلَ العويلِ منارةٌ مِن قَشٍّ وخَشخاشٍ.
(4)
صانِعُ الطُّوب أَنا
أسْكُبُ مِسْكَ الغَزالِ
على ذِكْرَياتِ البَنَّائِينَ الـمَجْهُولينَ،
حفرتُ على حجرٍ أَزْرَقَ
الجِناياتِ الَّتِي رَغبتُ في تَرْتيبِها طَوْعًا
وجـمعتُ طيّاتِ الـهواءِ
مُلوّحاً للمارّينَ فَوْقَ الطَّمْيِ حُفاةً عُراةً هائمينَ!
(5)
أحرسُ كَهْفِيَ الـمُتَحَرِّكَ
على دَربِ فرسٍ تَرفسُ الرّيحَ وتَسبحُ
أجرُّهُ خَلفيَ
تابوتًا.
- عنوان الكتاب: رائحة قميص مُعلّق
- المؤلف: يونس عطاري