الجزائر تؤسس تقليدا ثقافيا بمشروع "سينما الجامعة"
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري يؤكد أن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية يعد من البرامج الإستراتيجية التي تسعى دائرته الوزارية لتحقيقها.
الخميس 2023/01/19
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشروع يعزز علاقة الناشئة بفن السينما
الجزائر - أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون في الجزائر مشروع “سينما الجامعة”، الذي يهدف وفق بيان الوزارتين إلى تحسين الحياة الطلابية وترقية مختلف النشاطات في الوسط الجامعي.
وانطلقت أولى مراحل المشروع الثقافي من جامعة أمحمد بوقرة بومرداس، بعرض فيلمين جزائريين، على أن يتم تعميم فعاليته على مستوى عدد من المؤسسات الجامعية والخدماتية في محافظات بومرداس، البويرة، البليدة، تيبازة، تيزي وزو، المسيلة وسطيف.
وأفاد البيان أن هذه التظاهرة الثقافية تندرج في إطار “تحسين الحياة الجامعية وترقية مختلف النشاطات في الوسط الجامعي وكذلك تشجيع الجامعة على الانفتاح أكثر على محيطها الثقافي والفني”.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية من خلال السينما هو ضمن البرامج “الإستراتيجية” التي تسعى دائرته الوزارية إلى تحقيقها.
تظاهرة "سينما الجامعة" تهدف إلى تعزيز السينما ومكانتها في الوسط الجامعي وتشجيع روح الإبداع لدى الطلبة
وقال إن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية من خلال السينما يعد من البرامج الإستراتيجية والعملياتية التي تسعى دائرته الوزارية لتحقيقها بمشاركة ومساهمة الجميع.
وأوضح أن هذه الإستراتيجية تندرج في إطار “تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون الخاص بتطوير وترقية الجامعة والتعليم العالي”.
كما اعتبر في ذات السياق أن إدماج الطالب الجزائري في الحياة الثقافية من خلال الأفلام السينمائية يسمح له بالاطلاع أكثر على المجتمع والتواصل معه، مضيفا أنه “يتوجب على الجامعة أن تؤثر على محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولا يمكن لها أن تبقى معزولة عنه”.
ويرى الوزير أن مشروع “سينما الجامعة” هو “حلقة وصل ما بين الجامعة وما يعيشه المواطن من انشغالات واهتمامات في شتى مناحي الحياة” وأنها “في خدمة المجتمع وتعمل على تلبية احتياجاته”.
وخلص إلى التأكيد على ضرورة الارتقاء بالجامعة الجزائرية لتكون “جامعة مواطنة ومؤسسة اجتماعية وجامعة تكون الطالب المواطن والمنتج في نفس الوقت”.
وأشارت وزيرة الثقافة والفنون إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة بين قطاعي الثقافة والتعليم العالي، وتهدف بالأساس إلى “تعزيز دور السينما ومكانتها في الوسط الجامعي، بالإضافة إلى نشر قيم ومبادئ المواطنة لدى الطالب الجزائري والاعتزاز بمقومات الشخصية والهوية الوطنية”، إلى جانب “تعزيز وتشجيع روح المبادرة والإبداع لدى الطلبة الجزائريين من خلال الأفلام الهادفة والمتنوعة التي سيتم عرضها ضمن هذه الفعالية الثقافية”.
وفي إطار مشروع “سينما الجامعة” أطلقت أيضا تظاهرة “القافلة السينمائية” المدرجة ضمن نفس المشروع، والتي ستجوب في مرحلة أولى عددا من المؤسسات الجامعية بالمحافظات الجزائرية.
وجاء في العرض المقدم حول هذه القافلة الثقافية التي تمتد من السادس عشر من يناير الجاري إلى التاسع من فبراير القادم، أن هذه التظاهرة تتضمن عرضا كل ثلاثاء لفيلمين جزائريين (فيلم طويل والآخر قصير) يكون متبوعا بنقاش مفتوح. والأفلام المبرمجة للعرض هي في مرحلة أولى أفلام جزائرية على غرار “عمر قتلاتو الرجلة” و”بني هندل” و”بن باديس” و”فاطمة نسومر” و”عطلة المفتش الطاهر”.
ويذكر أن تاريخ السينما في الجزائر يعود إلى البدايات الأولى للسينما العالمية، إذ كانت الجزائر مسرحا للسينماتوغراف منذ نشأته في أواخر القرن التاسع عشر، إذ كلف الأخوان أوغست ولويس لوميير المصور (فيليكس مسغش) بتصوير مشاهد من الجزائر، ومنذ ذلك الحين باتت الجزائر حاضرة في أعمال سينمائية عالمية، حتى تعزز الإنتاج المحلي خلال فترة الاستعمار والنضال الوطني عبر السينما والفنون من أجل تحرير البلد. لكن مع حلول التسعينات من القرن الماضي انتابت السينما الجزائرية حالة من التدهور ثم دخلت السينما فترة كساد من الناحية الميدانية، فصدور أي فيلم جزائري جديد لم يعد يحدث ضجة إعلامية أو فكرية، بل لم يعد يلفت الانتباه، والسبب الأساسي يعود إلى إهمال السوق الداخلية بالإعداد الجيد لقاعات العرض وكذلك الجانب الإشهاري الذي يلعب دورا مهما في توجيه فكر وذوق المشاهد.
كما أن جل الأفلام الجزائرية الحديثة العهد تنظم عروضها الأولى خارج الجزائر، إما في المهرجانات الدولية أو في قاعات العروض العادية ولا يتعرف عليها الجمهور الجزائري إلا بعد مرور مدة غير قصيرة.
ولم تكن الجزائر من الدول التي تتيح دراسة الإخراج السينمائي وكل التقنيات المتعلقة بالإنتاج السينمائي في جامعاتها في العقود الماضية، حيث ثم إدراج دراسة تخصصات الإنتاج السينمائي والثقافي لأول مرة ضمن برنامج التكوين المهني منذ السنة الجامعية 2022 – 2023، واعتمدت المرحلة الأولى، في 5 محافظات نموذجية، على غرار الجزائر العاصمة، قسنطينة، تلمسان، بشار وغرداية، ما يوضح تراجع اهتمام السلطات بتكوين خبراء ومختصين
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري يؤكد أن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية يعد من البرامج الإستراتيجية التي تسعى دائرته الوزارية لتحقيقها.
الخميس 2023/01/19
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشروع يعزز علاقة الناشئة بفن السينما
الجزائر - أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون في الجزائر مشروع “سينما الجامعة”، الذي يهدف وفق بيان الوزارتين إلى تحسين الحياة الطلابية وترقية مختلف النشاطات في الوسط الجامعي.
وانطلقت أولى مراحل المشروع الثقافي من جامعة أمحمد بوقرة بومرداس، بعرض فيلمين جزائريين، على أن يتم تعميم فعاليته على مستوى عدد من المؤسسات الجامعية والخدماتية في محافظات بومرداس، البويرة، البليدة، تيبازة، تيزي وزو، المسيلة وسطيف.
وأفاد البيان أن هذه التظاهرة الثقافية تندرج في إطار “تحسين الحياة الجامعية وترقية مختلف النشاطات في الوسط الجامعي وكذلك تشجيع الجامعة على الانفتاح أكثر على محيطها الثقافي والفني”.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية من خلال السينما هو ضمن البرامج “الإستراتيجية” التي تسعى دائرته الوزارية إلى تحقيقها.
تظاهرة "سينما الجامعة" تهدف إلى تعزيز السينما ومكانتها في الوسط الجامعي وتشجيع روح الإبداع لدى الطلبة
وقال إن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية من خلال السينما يعد من البرامج الإستراتيجية والعملياتية التي تسعى دائرته الوزارية لتحقيقها بمشاركة ومساهمة الجميع.
وأوضح أن هذه الإستراتيجية تندرج في إطار “تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون الخاص بتطوير وترقية الجامعة والتعليم العالي”.
كما اعتبر في ذات السياق أن إدماج الطالب الجزائري في الحياة الثقافية من خلال الأفلام السينمائية يسمح له بالاطلاع أكثر على المجتمع والتواصل معه، مضيفا أنه “يتوجب على الجامعة أن تؤثر على محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولا يمكن لها أن تبقى معزولة عنه”.
ويرى الوزير أن مشروع “سينما الجامعة” هو “حلقة وصل ما بين الجامعة وما يعيشه المواطن من انشغالات واهتمامات في شتى مناحي الحياة” وأنها “في خدمة المجتمع وتعمل على تلبية احتياجاته”.
وخلص إلى التأكيد على ضرورة الارتقاء بالجامعة الجزائرية لتكون “جامعة مواطنة ومؤسسة اجتماعية وجامعة تكون الطالب المواطن والمنتج في نفس الوقت”.
وأشارت وزيرة الثقافة والفنون إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة بين قطاعي الثقافة والتعليم العالي، وتهدف بالأساس إلى “تعزيز دور السينما ومكانتها في الوسط الجامعي، بالإضافة إلى نشر قيم ومبادئ المواطنة لدى الطالب الجزائري والاعتزاز بمقومات الشخصية والهوية الوطنية”، إلى جانب “تعزيز وتشجيع روح المبادرة والإبداع لدى الطلبة الجزائريين من خلال الأفلام الهادفة والمتنوعة التي سيتم عرضها ضمن هذه الفعالية الثقافية”.
وفي إطار مشروع “سينما الجامعة” أطلقت أيضا تظاهرة “القافلة السينمائية” المدرجة ضمن نفس المشروع، والتي ستجوب في مرحلة أولى عددا من المؤسسات الجامعية بالمحافظات الجزائرية.
وجاء في العرض المقدم حول هذه القافلة الثقافية التي تمتد من السادس عشر من يناير الجاري إلى التاسع من فبراير القادم، أن هذه التظاهرة تتضمن عرضا كل ثلاثاء لفيلمين جزائريين (فيلم طويل والآخر قصير) يكون متبوعا بنقاش مفتوح. والأفلام المبرمجة للعرض هي في مرحلة أولى أفلام جزائرية على غرار “عمر قتلاتو الرجلة” و”بني هندل” و”بن باديس” و”فاطمة نسومر” و”عطلة المفتش الطاهر”.
ويذكر أن تاريخ السينما في الجزائر يعود إلى البدايات الأولى للسينما العالمية، إذ كانت الجزائر مسرحا للسينماتوغراف منذ نشأته في أواخر القرن التاسع عشر، إذ كلف الأخوان أوغست ولويس لوميير المصور (فيليكس مسغش) بتصوير مشاهد من الجزائر، ومنذ ذلك الحين باتت الجزائر حاضرة في أعمال سينمائية عالمية، حتى تعزز الإنتاج المحلي خلال فترة الاستعمار والنضال الوطني عبر السينما والفنون من أجل تحرير البلد. لكن مع حلول التسعينات من القرن الماضي انتابت السينما الجزائرية حالة من التدهور ثم دخلت السينما فترة كساد من الناحية الميدانية، فصدور أي فيلم جزائري جديد لم يعد يحدث ضجة إعلامية أو فكرية، بل لم يعد يلفت الانتباه، والسبب الأساسي يعود إلى إهمال السوق الداخلية بالإعداد الجيد لقاعات العرض وكذلك الجانب الإشهاري الذي يلعب دورا مهما في توجيه فكر وذوق المشاهد.
كما أن جل الأفلام الجزائرية الحديثة العهد تنظم عروضها الأولى خارج الجزائر، إما في المهرجانات الدولية أو في قاعات العروض العادية ولا يتعرف عليها الجمهور الجزائري إلا بعد مرور مدة غير قصيرة.
ولم تكن الجزائر من الدول التي تتيح دراسة الإخراج السينمائي وكل التقنيات المتعلقة بالإنتاج السينمائي في جامعاتها في العقود الماضية، حيث ثم إدراج دراسة تخصصات الإنتاج السينمائي والثقافي لأول مرة ضمن برنامج التكوين المهني منذ السنة الجامعية 2022 – 2023، واعتمدت المرحلة الأولى، في 5 محافظات نموذجية، على غرار الجزائر العاصمة، قسنطينة، تلمسان، بشار وغرداية، ما يوضح تراجع اهتمام السلطات بتكوين خبراء ومختصين