المخرج هشام زريق: مشكلة السينما الفلسطينية التمويل والعرض
المخرج الفلسطيني يؤكد على ضرورة العمل أكثر على الترويج للرواية الفلسطينية.
الثلاثاء 2022/12/06
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أعتمد في أفلامي على الرمزيةريم سويسي
غزة (فلسطين) - لا يتخلى الفلسطيني عن حلمه بأن يمثل بلده أينما حل، ولا يكاد هذا الحلم يخبو حتى يزدهر مرة أخرى، ولو كان الطريق صعبا، هذا ما ينطبق على مخرج الأفلام والرسام الفلسطيني هشام زريق، الذي أبدع في إيصال الرواية الفلسطينية عبر السينما، إذ تطرق إلى النكبة والهجرة وفضح الاحتلال بكل وسيلة لديه.
هشام زريق (54 عاما) من مدينة الناصرة يقيم حاليا في ألمانيا، هو رسام ومنتج ومخرج أفلام ينقل الهم الفلسطيني إلى العالم، عرضت أعماله حول العالم، وفازت بعدة جوائز.
وقام زريق بإنتاج وإخراج أول فيلم وثائقي له بعنوان “أبناء عيلبون” في عام 2007، حيث حاز الفيلم المرتبة الأولى لجائزة العودة لعام 2008، إذ يوثق به أحداث مجزرة عيلبون خلال نكبة فلسطين وشارك فيلمه “مجرد يوم آخر” في مهرجان دمشق السينمائي، وهو فيلم قصير يسرد قصة رجل عربي في أوروبا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
كما أنتج زريق خلال عام 2011 الفيلم الروائي القصير “البحر من أمامكم”، وهو فيلم عن عملية السلام في الشرق الأوسط في شكل قصة حب بين امرأة يهوديّة ورجل فلسطيني. وفي عام 2018 بدأ العمل على فيلمه الأنيميشن القصير “لا تبكِ” الذي خرج إلى النور عام 2022.
زريق يعتبر من أوائل من استعمل الكمبيوتر في الفن التشكيلي في العالم
يقول زريق حول رسالة أفلامه “ثلاثة من أفلامي تعالج القضية الفلسطينية بشكل مباشر، مثل ‘أبناء عيلبون‘ الذي يحكي عن قصة النكبة عام 48، وهو فيلم وثائقي قصير، أما ‘البحر من أمامكم‘ فيعالج اتفاقية أوسلو بطريقة قصة حب بين فتاة إسرائيلية وشاب فلسطيني، واعتمد فيها على الرمزية”.
ويضيف “فيلمي الأخير، بعنوان ‘لا تبكِ‘ يعالج دائرة العنف، حيث يسرد قصة شاب وفتاة فلسطينيين يلتقيان بفتاة إسرائيلية عند بحيرة، حيث يعتمد الفيلم على الرمزية إلى حد كبير، مثل وجود لعبة الشطرنج في وضعية مستحيلة، وساعة رملية مكسورة الحجر، ورصاصة وميزان غير متوازن، وكله يرمز إلى الوضع الفلسطيني الإسرائيلي غير المتوازن”.
“واجبنا كمنتجي أفلام فلسطينية أن نعرض وجهة النظر الفلسطينية، ونحاول بقدر المستطاع مواجهة الرواية الإسرائيلية المدعومة عالميا”، وفقا لحديثه.
ويوضح “أعيش في ألمانيا، وألاحظ أنه عندما يُقتل فلسطينيون تصمت وسائل الإعلام، ولكن عندما يُقتل إسرائيلي، تتحدث وسائل الإعلام عن ذلك على الفور، وهذا يعطي الناس صورة مشوهة للصراع، يظهر فيها الفلسطينيون كعنيفين، أما الإسرائيليون، فيظهرون كأبرياء يدافعون عن أنفسهم”.
وفي سؤال حول مدى التأثير الذي تتركه هذه الأفلام على الوعي العالمي، يقول “حربنا في الإعلام تشبه حربنا على الأرض بندقية مقابل دبابة، مما لا شك فيه أننا لا نصل بأفلامنا إلى ما يصل إليه الإسرائيليون، لكننا مضطرون رغم ذلك إلى أن نعمل جهدنا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس”.
ويواصل حديثه “الفيلم الوثائقي ‘أبناء عيلبون‘ عرض في عدة أماكن، مثل: هولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ورغم عدم تواجد جمهور كبير في دور العرض، إلا أننا نكتفي أن نضم من شاهدوه إلى صفنا (القضية الفلسطينية)، وهم بدورهم يستطيعون التأثير فيمن حولهم”.
ويتابع “الألمان حيث أعيش يخشون فكرة التعاطي مع الفلسطينيين، لكن بعد حضور الفيلم تعاطفوا جدا مع القصة الفلسطينية، وحين انتقد أحد من الجمهور فيلم ‘أبناء عيلبون‘، فوجئت بأن الجمهور أخذ يدافع عنه، وكان هناك تعاطف قوي جدا من جمهور يخشى التعاطف مع الفلسطينيين”.
واجب منتجي الأفلام الفلسطينيين عرض وجهة النظر الفلسطينية والمحاولة بقدر المستطاع لمواجهة الرواية الإسرائيلية
وعن معرض رده على سؤال عما إذا كان الأدب الفلسطيني حاضرا على الساحة الدولية أم لا؟ يقول زريق “وجودنا ضعيف، ويجب أن نعمل بجد أكبر ونروج للرواية الفلسطينية أكثر”.
ويشير إلى أن الفيلم المذكور أثبت أهميته، إذ استخدمه مؤرخان أحدهما بريطاني والآخر أميركي، كمصدر شفوي للتاريخ للنكبة، وطلب منه كتابة فصل في كتاب تاريخ النكبة الشفوي، بالإضافة إلى أن جامعتين أميركيتين طلبتا نسخا من الفيلم، ليكون جزءا من المكتبة الخاصة بهما.
وحول الصعوبات التي تواجه الأدب الفلسطيني، يقول زريق “المشكلة الأولى التي تواجهني هي التمويل، والمشكلة الثانية عرض الأفلام لأنه قليل جدا من الأفلام الفلسطينية تصل إلى صالات العرض الأوروبية والأميركية في العالم أو محطات التلفزيون”.
ويقول “مثلا في ألمانيا قدمت أفلامي في أكثر من 20 مهرجانا، وفي إيطاليا تم عرض أفلامي في 11 مهرجانا، وحصلت على جوائز فيها، وفي الولايات المتحدة 10 مهرجانات، وهو جمهور محدود، والسبب معالجة القضية الفلسطينية”.
ويختم حديثه بالقول “القضية الفلسطينيّة مهمة جدا، ليس للفلسطينيين وللمنطقة فقط، بل للعالم أجمع. لذا، من واجبنا، نحن منتجو الأفلام الفلسطينيون، إظهار وجهة نظرنا، على الرغم من أننا أقوى وأعلى صوتا، ونصل إلى جمهور أوسع، مع كل هذا نحن في حاجة ماسة إلى إيصال رسالتنا قدر المستطاع، ومحاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وأنا أرى أن هذا واجب على كل منتج أفلام وفنان فلسطيني”.
ويعتبر زريق من أوائل من استعمل الكمبيوتر في الفن التشكيلي في العالم، وهو ما حقق فيه أعمالا هامة لفتت الانتباه إلى القضايا التي يطرحها بأساليب مغايرة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المخرج الفلسطيني يؤكد على ضرورة العمل أكثر على الترويج للرواية الفلسطينية.
الثلاثاء 2022/12/06
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أعتمد في أفلامي على الرمزيةريم سويسي
غزة (فلسطين) - لا يتخلى الفلسطيني عن حلمه بأن يمثل بلده أينما حل، ولا يكاد هذا الحلم يخبو حتى يزدهر مرة أخرى، ولو كان الطريق صعبا، هذا ما ينطبق على مخرج الأفلام والرسام الفلسطيني هشام زريق، الذي أبدع في إيصال الرواية الفلسطينية عبر السينما، إذ تطرق إلى النكبة والهجرة وفضح الاحتلال بكل وسيلة لديه.
هشام زريق (54 عاما) من مدينة الناصرة يقيم حاليا في ألمانيا، هو رسام ومنتج ومخرج أفلام ينقل الهم الفلسطيني إلى العالم، عرضت أعماله حول العالم، وفازت بعدة جوائز.
وقام زريق بإنتاج وإخراج أول فيلم وثائقي له بعنوان “أبناء عيلبون” في عام 2007، حيث حاز الفيلم المرتبة الأولى لجائزة العودة لعام 2008، إذ يوثق به أحداث مجزرة عيلبون خلال نكبة فلسطين وشارك فيلمه “مجرد يوم آخر” في مهرجان دمشق السينمائي، وهو فيلم قصير يسرد قصة رجل عربي في أوروبا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
كما أنتج زريق خلال عام 2011 الفيلم الروائي القصير “البحر من أمامكم”، وهو فيلم عن عملية السلام في الشرق الأوسط في شكل قصة حب بين امرأة يهوديّة ورجل فلسطيني. وفي عام 2018 بدأ العمل على فيلمه الأنيميشن القصير “لا تبكِ” الذي خرج إلى النور عام 2022.
زريق يعتبر من أوائل من استعمل الكمبيوتر في الفن التشكيلي في العالم
يقول زريق حول رسالة أفلامه “ثلاثة من أفلامي تعالج القضية الفلسطينية بشكل مباشر، مثل ‘أبناء عيلبون‘ الذي يحكي عن قصة النكبة عام 48، وهو فيلم وثائقي قصير، أما ‘البحر من أمامكم‘ فيعالج اتفاقية أوسلو بطريقة قصة حب بين فتاة إسرائيلية وشاب فلسطيني، واعتمد فيها على الرمزية”.
ويضيف “فيلمي الأخير، بعنوان ‘لا تبكِ‘ يعالج دائرة العنف، حيث يسرد قصة شاب وفتاة فلسطينيين يلتقيان بفتاة إسرائيلية عند بحيرة، حيث يعتمد الفيلم على الرمزية إلى حد كبير، مثل وجود لعبة الشطرنج في وضعية مستحيلة، وساعة رملية مكسورة الحجر، ورصاصة وميزان غير متوازن، وكله يرمز إلى الوضع الفلسطيني الإسرائيلي غير المتوازن”.
“واجبنا كمنتجي أفلام فلسطينية أن نعرض وجهة النظر الفلسطينية، ونحاول بقدر المستطاع مواجهة الرواية الإسرائيلية المدعومة عالميا”، وفقا لحديثه.
ويوضح “أعيش في ألمانيا، وألاحظ أنه عندما يُقتل فلسطينيون تصمت وسائل الإعلام، ولكن عندما يُقتل إسرائيلي، تتحدث وسائل الإعلام عن ذلك على الفور، وهذا يعطي الناس صورة مشوهة للصراع، يظهر فيها الفلسطينيون كعنيفين، أما الإسرائيليون، فيظهرون كأبرياء يدافعون عن أنفسهم”.
وفي سؤال حول مدى التأثير الذي تتركه هذه الأفلام على الوعي العالمي، يقول “حربنا في الإعلام تشبه حربنا على الأرض بندقية مقابل دبابة، مما لا شك فيه أننا لا نصل بأفلامنا إلى ما يصل إليه الإسرائيليون، لكننا مضطرون رغم ذلك إلى أن نعمل جهدنا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس”.
ويواصل حديثه “الفيلم الوثائقي ‘أبناء عيلبون‘ عرض في عدة أماكن، مثل: هولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ورغم عدم تواجد جمهور كبير في دور العرض، إلا أننا نكتفي أن نضم من شاهدوه إلى صفنا (القضية الفلسطينية)، وهم بدورهم يستطيعون التأثير فيمن حولهم”.
ويتابع “الألمان حيث أعيش يخشون فكرة التعاطي مع الفلسطينيين، لكن بعد حضور الفيلم تعاطفوا جدا مع القصة الفلسطينية، وحين انتقد أحد من الجمهور فيلم ‘أبناء عيلبون‘، فوجئت بأن الجمهور أخذ يدافع عنه، وكان هناك تعاطف قوي جدا من جمهور يخشى التعاطف مع الفلسطينيين”.
واجب منتجي الأفلام الفلسطينيين عرض وجهة النظر الفلسطينية والمحاولة بقدر المستطاع لمواجهة الرواية الإسرائيلية
وعن معرض رده على سؤال عما إذا كان الأدب الفلسطيني حاضرا على الساحة الدولية أم لا؟ يقول زريق “وجودنا ضعيف، ويجب أن نعمل بجد أكبر ونروج للرواية الفلسطينية أكثر”.
ويشير إلى أن الفيلم المذكور أثبت أهميته، إذ استخدمه مؤرخان أحدهما بريطاني والآخر أميركي، كمصدر شفوي للتاريخ للنكبة، وطلب منه كتابة فصل في كتاب تاريخ النكبة الشفوي، بالإضافة إلى أن جامعتين أميركيتين طلبتا نسخا من الفيلم، ليكون جزءا من المكتبة الخاصة بهما.
وحول الصعوبات التي تواجه الأدب الفلسطيني، يقول زريق “المشكلة الأولى التي تواجهني هي التمويل، والمشكلة الثانية عرض الأفلام لأنه قليل جدا من الأفلام الفلسطينية تصل إلى صالات العرض الأوروبية والأميركية في العالم أو محطات التلفزيون”.
ويقول “مثلا في ألمانيا قدمت أفلامي في أكثر من 20 مهرجانا، وفي إيطاليا تم عرض أفلامي في 11 مهرجانا، وحصلت على جوائز فيها، وفي الولايات المتحدة 10 مهرجانات، وهو جمهور محدود، والسبب معالجة القضية الفلسطينية”.
ويختم حديثه بالقول “القضية الفلسطينيّة مهمة جدا، ليس للفلسطينيين وللمنطقة فقط، بل للعالم أجمع. لذا، من واجبنا، نحن منتجو الأفلام الفلسطينيون، إظهار وجهة نظرنا، على الرغم من أننا أقوى وأعلى صوتا، ونصل إلى جمهور أوسع، مع كل هذا نحن في حاجة ماسة إلى إيصال رسالتنا قدر المستطاع، ومحاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وأنا أرى أن هذا واجب على كل منتج أفلام وفنان فلسطيني”.
ويعتبر زريق من أوائل من استعمل الكمبيوتر في الفن التشكيلي في العالم، وهو ما حقق فيه أعمالا هامة لفتت الانتباه إلى القضايا التي يطرحها بأساليب مغايرة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook