فلام الأساطير والخرافات جماليات الأزمنة المفقودة ومتعة المغامرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلام الأساطير والخرافات جماليات الأزمنة المفقودة ومتعة المغامرة


    فلام الأساطير والخرافات جماليات الأزمنة المفقودة ومتعة المغامرة


    ميزة الأفلام القائمة على الميثولوجيا والخرافات أنها تشتغل بعمق على الأزمنة المفقودة والغامضة لإثارة التساؤلات في أذهان المشاهدين.
    الأحد 2021/08/08
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    النوع السينمائي الأكثر تأثيرا

    المخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون استطاع على نطاق واسع في تأسيس مسار جديد في هذا النوع السينمائي ذي الإنتاج الضخم فضلا عن التساؤلات التي يثيرها في ما يتعلق بعلم الميثولوجيا والأديان والإسقاطات المرتبطة بقضايا العالم الآخر والجن والكائنات الخرافية وما إلى ذلك.

    انشغلت السينما منذ بداياتها بالموضوعات الأكثر إثارة لخيال المشاهد واجتذابا له لزجّه في دائرة من التساؤلات والترقب، وهو ما عزز الشغف بذلك النوع من الأفلام القائمة على الميثولوجيا والخرافات أو تلك التي يختلط بها السحر والإيهام البصري، ولا شك أن هذا النوع لاقى نجاحا كبيرا في سوق الفيلم وجمهورا عريضا عاشقا لهذا النوع.

    على أن الميزة الأساسية التي ميزت هذا النوع من الأفلام كذلك وصارت من متطلباتها أيضا هي القدرة على الإقناع والتأثير في المشاهد، وخلاف ذلك تبدو تلك القصص والمشاهد التي تتم صناعتها مفبركة وخالية من عناصر الجذب والإقناع، وهو خطر يسهم في إفشال مثل هذا النوع عندما لا تتوفر له الإمكانيات الإنتاجية والتقنية الكافية.

    أفلام نجحت عبر مزج خيالات الرعب والميثولوجيا والخيال العلمي وتقديم فكرة الحشود وكثافة الشخصيات

    ويصنف موقع آي.أم.بي.دي الشهير أفلاما ذائعة الصيت من هذا النوع على أنها الأفلام الأكثر شعبية وأهمية في تاريخ السينما، ومنها مثلا سلسلة “ملك الخواتم” التي حققت إيردات إجمالية زادت على بليوني دولار، وما تزال حتى الآن تدر أرباحا على منتجيها، وقد عرف المخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون، مخرج هذه السلسة على نطاق واسع في تأسيس مسار جديد في هذا النوع السينمائي ذي الإنتاج الضخم فضلا عن التساؤلات التي يثيرها في ما يتعلق بعلم الميثولوجيا والأديان والإسقاطات المرتبطة بقضايا العالم الآخر والجن والكائنات الخرافية وما إلى ذلك.

    وفي هذا الصدد يؤكد الناقد ماكل كوفين أن ميزة هذا النوع الفيلمي الفريدة أنه جمع على مدار تاريخ السينما الميثولوجيا الإغريقية والفرعونية والأنجلوساكسونية واللاتينية والآسيوية والأفريقية في خليط مثير أوجد له المزيد من القاعدة على صعيد المشاهدة والرواج التجاري.

    هنا تم الاشتغال بعمق على ما نسميه الأزمنة المفقود والغامضة، إذ لا نعلم على وجه اليقين حقيقة تلك الأحداث وارتباطها بالواقع أو بالتاريخ، ولهذا كانت جماليات الأزمنة المفقودة مما زاد في غموضها ومن ثم قدرتها على إثارة التساؤلات في أذهان المشاهدين.

    وتكمل أعمال الروائية الإنجليزية الشهيرة جي.كي رولينغ سلسلة الأفلام المأخوذة عن رواياتها ذائعة الصيت هاري بوتر التي حققت هي الأخرى منذ إطلاقها في العام 2001 وحتى اليوم أكثر من ثمانية بلايين دولار من الإيرادات، وعلى خلاف سلسلة “ملك الخواتم” فقد تراوح أربعة من المخرجين على إخراج هذه السلسلة حيث أخرج كريس كولومبوس أول جزئين فيما أخرج ديفيد ييتس الأجزاء الأربعة الأخيرة منها.

    وهنا أيضا ثمة تساؤلات تتعلق بجماليات الإخراج والشكل السينمائي الذي جعل من هذه السلسلة أيقونة مرتبطة بجيل شاب تعلق بشكل وثيق بهاري بوتر، لكننا سوف ننتقل من خلال هذه السلسلة إلى ركن آخر وشكل مختلف في المعالجة الفيلمة وهو المرتبط بالسحر والقدرات الخارقة، فضلا عن تعميق المكان وتجذيره من خلال التأكيد على البيئة الإنجليزية والأجواء والحياة اليومية والشخصيات المرتبطة بها.

    ومن جانب آخر فقد رسخت هذه السلسة على الرغم من قاعدتها الميثولوجية والسحرية ذلك الأساس الموضوعي الراسخ المرتبط بالصراع بين الخير والشر فضلا عن استخدام القدرات الخارقة التي سادت الفيلم ولنلاحظ هنا المساحة العريضة للإدهاش البصري وهو ما ينطبق على سلسلة ملك الخاتم من خلال مشاهد الطبيعة المذهلة.

    على أننا في هذين النموذجين المهمين في تاريخ السينما نجد الطابع الشامل القائم على فكرة الحشود وكثافة الشخصيات سواء منها الرئيسية أو الثانوية، لكننا وفي ذات الإطار الميثولوجي – السينمائي ومعطياته الجمالية سوف نشهد نوعا آخر يرتبط بتخليد الشخصيات الخرافية والميثولوجية، ومن ذلك مثلا تخليد شخصية فرانكشتاين وشخصية الملك آرثر وهرقل والشخصيات المرتبطة بالتاريخ الأغريقي من خلال قصة التيتان وحصان طروادة وغيرها.


    الصراع بين الخير والشر باستخدام القدرات الخارقة


    في هذا النموذج المرتبط بالشخصيات تعددت أشكال المعالجات السينمائية التي استندت إلى سلسلة طويلة نسبيا من القراءات المتنوعة للشخصيات، فمثلا نجد أن شخصية فرانكشتاين التي صنعتها المخيلة العبقرية للكتابة ماري شيلي من خلال روايتها التي حملت هذا الاسم والتي نشرت في العام 1818 والتي واكبت فيها هذه الشخصية عن قرب من خلال السفر إلى قلعة أسمتها فرانكشتاين في إحدى المقاطعات الألمانية لتعزز الوجود الخيالي – الواقعي المجسد من خلال شخصية ذلك العالم الذي يتسبب في ظهور وحش خارج عن السيطرة.

    أما سينمائيا فسرعان ما تم التقاط تلك القصة التي تختلط فيها خيالات الرعب والميثولوجيا والخيال العلمي وظهرت تلك الشخصية للمرة الأولى إبان عصر السينما الصامتة وتحديدا في العام 1910 لنصل إلى العشرات من النماذج المستسنسخة من تلك الشخصية، حيث كان آخرها هو فيلم المنحرف للمخرج لاري فريسندين.

    لعل ذلك مثال على تلك الشخصية الإشكالية التي لوحدها تستحق أن تدرس على نطاق واسع بسبب المساحة العريضة للانتشار التي حفلت بها وانتقالها إلى العديد من الثقافات وتجسيدها من خلال العديد من الأفلام والتجارب السينمائية وصولا إلى التجارب السينمائية الأوروبية والأميركية وحتى اليابانية بل إن هنالك من توسع في رسم مسارات الشخصية من خلال ابتكار شخصية موازية مثل زوجة فرانكشتاين نفسه، لتؤسس للعشرات من المعالجات السينمائية لثيمة خيالية تقترب من الخرافة وتتشبث بالخيال العلمي.


    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    طاهر علوان
يعمل...
X