"المتخفّي".. إما التخلّص من الزائر الدخيل أو الموت الجماعي
فيلم خيال علمي عن مغامرة فضائية نحو المريخ تنتهي بكارثة.
الاثنين 2021/05/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الأوكسجين ترياق الحياة في الفضاء الخارجي
لا شك أن أفلام المستقبليات واكتشاف المجرّات بما فيها من مضمون قائم على فكرة المغامرة قد شغلت مساحة من أفلام الخيال العلمي، وخلال ذلك كانت هناك معطيات شائعة في مثل هذا النوع من الأفلام ومنها المواجهات مع الفضائيين أو خوض مغامرة الاكتشاف وسط ظروف بيئية خطيرة أو وقوع مشكلات في المركبات الفضائية أو غير ذلك من الأحداث.
يحملنا فيلم “المتخفّي” للمخرج جو بينا إلى رحلة فضائية إلى المريخ، ومع المشاهد الأولى تكون المركبة الفضائية بروادها الثلاثة قد انطلقت إلى الفضاء الخارجي، ثم لتبدأ الحياة الروتينية في داخل تلك المركبة تحت قيادة مارينا (الممثلة الأسترالية توني كوليت) ومعها الطبيبة زو (الممثلة آنا كيندريك) والباحث في علم النبات والبيئة والجينات ديفيد كيم (الممثل دانييل داي كيم). هؤلاء الثلاثة سينشغل كل منهم في مهمته فيما يوجّهون رسالة إلى أهل الأرض عن رحلة سوف تستغرق عامين.
على أن التحوّل غير المتوقّع والحبكة التي سوف تؤجّج الأحداث هو ما تكتشفه مارينا من قطرات دم تتساقط من سقف المركبة الفضائية، فتشتبه بالأمر وتقوم بفك قطعة من غلاف سقف المركبة، وإذا بشخص ينزف دما يسقط على الأرض، ولنكتشف فيما بعد أنه يعمل في الملاحة الأرضية، لكنه علق هناك وقت إطلاق المركبة.
يشكل دخول هذا الشخص تحوّلا في الدراما، فيتحيّر الفريق في المهمة التي يمكن أن توكل إليه، وقبل ذلك متطلّباته العلاجية، وحتى القاعدة الأرضية تعجز عمّا يمكن أن يفعلوا معه بسبب استحالة عودة المركبة إلى الأرض.
بالطبع سوف يمرّ القسم الأول من المساحة الزمنية للفيلم بتلك المهام الروتينية للفريق، فيما يبدأ الشخص المتخفّي ميكائيل (الممثل شاميير أندرسون) بالتعافي ومعاونة ديفيد في تصنيف النباتات والطحالب التي سوف تجرى عليها التجارب في المريخ.
في موازاة ذلك، سوف يكون التحوّل غير المتوقّع هو اكتشاف عطب في جهاز ضخّ الأوكسجين ممّا ينذر بكارثة بسبب عدم كفايته لأربعة أشخاص، ذلك أن المركبة مصمّمة بالأصل لشخصين أو ثلاثة، ولهذا يكون القرار بالتخلّص من الشخص الرابع وهو ميكائيل.
ولنتأمل في تلك اللحظة المصيرية، حيث بات على الطاقم أن يتخلّص من شخص زائد برميه في الفضاء الخارجي، وهو ما يشبه الصدمة بالنسبة إلى ديفيد وخاصة زو التي ترفض مجرّد التفكير في قتل إنسان لأجل نجاتها وصحبها.
ورغم وصولهم إلى قرار التخلص من جميع التجارب والنباتات التي تستهلك الأوكسجين، فإن ذلك لن يكون كافيا لغرض المضي بالمهمة إلى نهايتها، في ظل أزمة مستحدثة ومصير مجهول لشخص يُعيل شقيقته بعد فقد والديه.
ولنعد إلى إشكالية هذه الدراما الفيلمية التي تتصاعد باستنفاد الوقت واستهلاك الأوكسجين في سباق مع الزمن وترقّب لما سيأتي، وأيّ الخيارات التي يمكن أن تنهي الأزمة.
بالطبع ليس هناك الكثير من التحوّلات الدرامية في هذا الفيلم ما عدا تلك الأزمة، ومع ذلك فقد أجاد المخرج وكاتب السيناريو تتبّع الحياة اليومية لفريق العمل ويوميات الرحلة دون إحساس بالملل، ولهذا وبعد ظهور شخصية ميشيل وتحدّي نفاد الأوكسجين، بات من الضروري القيام بمغامرة خطيرة وهي الخروج إلى سطح المركبة وتسلق أحد أبراجها لغرض ملء اسطوانات الأوكسجين.
رحلة زو وديفيد هي الأخطر، وهما يواجهان مخاطر العواصف الشمسية، فضلا عن خطر الانزلاق والسقوط. لكن المفارقة التي سوف نشهدها من خلال مشاهد التسلق وقطع الأنفاس هي ساعة أن يفقد الفريق بعد مجهود كبير إحدى أسطوانات الأوكسجين.
تشكل هذه المغامرة الخطيرة نقطة تحوّل في الدراما الفيلمية، لكن بالتوازي مع ذلك أخفق كاتب السيناريو في إعطاء دورا لميكائيل الذي بات عالة على الفريق وصاروا يعرّضون أنفسهم للخطر بسببه، وهو ما سوف تقدم عليه الطبيبة زو.
من جهة أخرى كان وجود ميكائيل سببا في القضاء على تجارب ديفيد التي أمضى سنوات طوال في العمل عليها من نباتات وطحالب بحجة أنها تستهلك كمية إضافية من الأوكسجين.
والحاصل أننا سنتساءل عن جدوى زجّ ذلك المتخفّي وما هي الإضافة الدرامية للفيلم التي يمكن أن يكون قد حقّقها؟ ولربما سوف يكون كافيا إعطاء الإحساس بالعجز من قبل ميكائيل على الرغم من استعداده للتضحية بنفسه، وهو ما ترفضه زو بشكل قطعي ويكون البديل هو تلك المهمة الخطرة بالمضي في رحلة جلب الأوكسجين من خارج المركبة.
يتميّز الفيلم بمحدودية عدد الشخصيات، وكذلك ضيق الحيز المكاني الذي تجري فيه جميع الأحداث داخل المركبة الفضائية، وبذلك لم نشهد انتقالات مكانية مهمة ما عدا الخروج إلى خارج المركبة في مهمة جلب الأوكسجين، وبهذا تضاءلت التحدّيات بالنسبة إلى الفريق الصغير، فهي ليست مهمة قد تشهد مواجهة مع فضائيين أو ما شابه وهي التوقّعات التي نشهدها في مثل هذا النوع من الأفلام.
من جهة أخرى اقتصرت الحوارات على جوانب محدودة من حياة الشخصيات الماضية وجوانب من ذكرياتهم، لاسيما وأنهم قد اختيروا من بين أعداد كبيرة من المتقدّمين للقيام بالمهمة ولهذا يكون وجود المتخفّي ميشيل خارج هذه المعادلة التي ربما انتهت بمقتل زو وهي تحاول جلب الأوكسجين.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
طاهر علوان
فيلم خيال علمي عن مغامرة فضائية نحو المريخ تنتهي بكارثة.
الاثنين 2021/05/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الأوكسجين ترياق الحياة في الفضاء الخارجي
لا شك أن أفلام المستقبليات واكتشاف المجرّات بما فيها من مضمون قائم على فكرة المغامرة قد شغلت مساحة من أفلام الخيال العلمي، وخلال ذلك كانت هناك معطيات شائعة في مثل هذا النوع من الأفلام ومنها المواجهات مع الفضائيين أو خوض مغامرة الاكتشاف وسط ظروف بيئية خطيرة أو وقوع مشكلات في المركبات الفضائية أو غير ذلك من الأحداث.
يحملنا فيلم “المتخفّي” للمخرج جو بينا إلى رحلة فضائية إلى المريخ، ومع المشاهد الأولى تكون المركبة الفضائية بروادها الثلاثة قد انطلقت إلى الفضاء الخارجي، ثم لتبدأ الحياة الروتينية في داخل تلك المركبة تحت قيادة مارينا (الممثلة الأسترالية توني كوليت) ومعها الطبيبة زو (الممثلة آنا كيندريك) والباحث في علم النبات والبيئة والجينات ديفيد كيم (الممثل دانييل داي كيم). هؤلاء الثلاثة سينشغل كل منهم في مهمته فيما يوجّهون رسالة إلى أهل الأرض عن رحلة سوف تستغرق عامين.
على أن التحوّل غير المتوقّع والحبكة التي سوف تؤجّج الأحداث هو ما تكتشفه مارينا من قطرات دم تتساقط من سقف المركبة الفضائية، فتشتبه بالأمر وتقوم بفك قطعة من غلاف سقف المركبة، وإذا بشخص ينزف دما يسقط على الأرض، ولنكتشف فيما بعد أنه يعمل في الملاحة الأرضية، لكنه علق هناك وقت إطلاق المركبة.
يشكل دخول هذا الشخص تحوّلا في الدراما، فيتحيّر الفريق في المهمة التي يمكن أن توكل إليه، وقبل ذلك متطلّباته العلاجية، وحتى القاعدة الأرضية تعجز عمّا يمكن أن يفعلوا معه بسبب استحالة عودة المركبة إلى الأرض.
بالطبع سوف يمرّ القسم الأول من المساحة الزمنية للفيلم بتلك المهام الروتينية للفريق، فيما يبدأ الشخص المتخفّي ميكائيل (الممثل شاميير أندرسون) بالتعافي ومعاونة ديفيد في تصنيف النباتات والطحالب التي سوف تجرى عليها التجارب في المريخ.
في موازاة ذلك، سوف يكون التحوّل غير المتوقّع هو اكتشاف عطب في جهاز ضخّ الأوكسجين ممّا ينذر بكارثة بسبب عدم كفايته لأربعة أشخاص، ذلك أن المركبة مصمّمة بالأصل لشخصين أو ثلاثة، ولهذا يكون القرار بالتخلّص من الشخص الرابع وهو ميكائيل.
ولنتأمل في تلك اللحظة المصيرية، حيث بات على الطاقم أن يتخلّص من شخص زائد برميه في الفضاء الخارجي، وهو ما يشبه الصدمة بالنسبة إلى ديفيد وخاصة زو التي ترفض مجرّد التفكير في قتل إنسان لأجل نجاتها وصحبها.
ورغم وصولهم إلى قرار التخلص من جميع التجارب والنباتات التي تستهلك الأوكسجين، فإن ذلك لن يكون كافيا لغرض المضي بالمهمة إلى نهايتها، في ظل أزمة مستحدثة ومصير مجهول لشخص يُعيل شقيقته بعد فقد والديه.
ولنعد إلى إشكالية هذه الدراما الفيلمية التي تتصاعد باستنفاد الوقت واستهلاك الأوكسجين في سباق مع الزمن وترقّب لما سيأتي، وأيّ الخيارات التي يمكن أن تنهي الأزمة.
بالطبع ليس هناك الكثير من التحوّلات الدرامية في هذا الفيلم ما عدا تلك الأزمة، ومع ذلك فقد أجاد المخرج وكاتب السيناريو تتبّع الحياة اليومية لفريق العمل ويوميات الرحلة دون إحساس بالملل، ولهذا وبعد ظهور شخصية ميشيل وتحدّي نفاد الأوكسجين، بات من الضروري القيام بمغامرة خطيرة وهي الخروج إلى سطح المركبة وتسلق أحد أبراجها لغرض ملء اسطوانات الأوكسجين.
رحلة زو وديفيد هي الأخطر، وهما يواجهان مخاطر العواصف الشمسية، فضلا عن خطر الانزلاق والسقوط. لكن المفارقة التي سوف نشهدها من خلال مشاهد التسلق وقطع الأنفاس هي ساعة أن يفقد الفريق بعد مجهود كبير إحدى أسطوانات الأوكسجين.
تشكل هذه المغامرة الخطيرة نقطة تحوّل في الدراما الفيلمية، لكن بالتوازي مع ذلك أخفق كاتب السيناريو في إعطاء دورا لميكائيل الذي بات عالة على الفريق وصاروا يعرّضون أنفسهم للخطر بسببه، وهو ما سوف تقدم عليه الطبيبة زو.
من جهة أخرى كان وجود ميكائيل سببا في القضاء على تجارب ديفيد التي أمضى سنوات طوال في العمل عليها من نباتات وطحالب بحجة أنها تستهلك كمية إضافية من الأوكسجين.
والحاصل أننا سنتساءل عن جدوى زجّ ذلك المتخفّي وما هي الإضافة الدرامية للفيلم التي يمكن أن يكون قد حقّقها؟ ولربما سوف يكون كافيا إعطاء الإحساس بالعجز من قبل ميكائيل على الرغم من استعداده للتضحية بنفسه، وهو ما ترفضه زو بشكل قطعي ويكون البديل هو تلك المهمة الخطرة بالمضي في رحلة جلب الأوكسجين من خارج المركبة.
يتميّز الفيلم بمحدودية عدد الشخصيات، وكذلك ضيق الحيز المكاني الذي تجري فيه جميع الأحداث داخل المركبة الفضائية، وبذلك لم نشهد انتقالات مكانية مهمة ما عدا الخروج إلى خارج المركبة في مهمة جلب الأوكسجين، وبهذا تضاءلت التحدّيات بالنسبة إلى الفريق الصغير، فهي ليست مهمة قد تشهد مواجهة مع فضائيين أو ما شابه وهي التوقّعات التي نشهدها في مثل هذا النوع من الأفلام.
من جهة أخرى اقتصرت الحوارات على جوانب محدودة من حياة الشخصيات الماضية وجوانب من ذكرياتهم، لاسيما وأنهم قد اختيروا من بين أعداد كبيرة من المتقدّمين للقيام بالمهمة ولهذا يكون وجود المتخفّي ميشيل خارج هذه المعادلة التي ربما انتهت بمقتل زو وهي تحاول جلب الأوكسجين.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
طاهر علوان