"الأبواب".. فيلم يرمي بالبشر في عالم مستقبلي مجهول.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الأبواب".. فيلم يرمي بالبشر في عالم مستقبلي مجهول.

    أربع حكايات ترسم فوبيا الانتقال عبر الزمن بأسلوب مشوّق


    "الأبواب".. فيلم يرمي بالبشر في عالم مستقبلي مجهول.
    الاثنين 2021/04/05
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    البحث عن أسباب الاختفاء وراء الأبواب الغامضة تحكمه الدهشة

    لا شكّ أن مفهوم الانتقال عبر الزّمن كان ولا يزال حلما بشريا مشروعا، وقد أضحى موضوعا مفضلا في سينما الخيال العلمي. وبذلك تنوّعت أساليب هذه الروايات ومعالجاتها، وفيلم "الأبواب" إحداها إذ يسرد أربع حكايات مختلفة لهذا الشغف بالمجهول، وقد تصدّى لإخراجه أربعة من المخرجين.

    إنها رحلة محفوفة بالمخاطر والمغامرة، وهما عنصرا الجذب الرئيسي في هذه الدراما التي تستقطب وتظهر القدرات الفردية وهي تمارس أقصى درجات الدفاع عن النفس لغرض الخروج من دورة الزمن التي قد تدخل في المجهول الزماني بسهولة. ولكن من الصعب أن تخرج منه بنفس تلك السهولة.

    هذه المقدمة تنطبق على فيلم “الأبواب” الذي أخرجه أربعة مخرجين دفعة واحدة أرادوا المضي في تجربة الإخراج المشترك ليقدّموا لنا أربع حكايات مختلفة ومشوقة.

    أصوات الاستغاثة والنداءات المتكرّرة في مدخل الفيلم تظهر من خلال اتصال العائلات والأفراد بأقسام الشرطة ليبلغوهم أنهم يواجهون قوة ما مجهولة.

    في ذات الوقت تكون هناك مجموعة صغيرة من الطلبة وهم يؤدّون أحد الامتحانات، ثم ليختفي الأستاذ الذي يفترض أنه يراقبهم وما يلبث الفتية والفتيات أن يواجهوا مصيرهم من خلال وصول البوابة إليهم وابتلاعها أحدهم، ولتبقى آش (الممثلة آني خان) وزميلتها ليز (الممثلة جوليان كولينز)، وتخوض الفتيات هنا صراعا نفسيا مريرا ينتهي في آخر المطاف بابتلاع المجموعة تباعا، ثم لننتقل بعد ذلك إلى قصة أخرى.

    في كل الأحوال ومع تتابع القصص الأخرى تتحوّل قضية الأبواب أو البوابات إلى فوبيا عالمية، ظاهرة قاهرة غير مسبوقة ولا يعرف العلماء ولا الحكومات كيفية التعامل معها والخروج منها بسهولة.
    الفيلم يستعرض دراما غرائبية عن أبواب غامضة تنتشر في أنحاء العالم، فتلتهم البشر وترمي بهم إلى نهايات مفزعة

    ولهذا يكون الحل وبعد تجارب هو إرسال أشخاص مدربين في شكل فرق عمل يمضون مدة لا تزيد عن ربع ساعة، ليسردوا مُشاهداتهم في العالم المجهول الذي يتوارى خلف البوابات.

    وعلى هذا سوف نشهد حوارا بين بيكي (الممثلة لينا إيسكو) وبين فينس (الممثل جوش بيك)، وهما يرتديان ما يشبه بدلات رواد الفضاء بانتظار المهمة المخيفة التي سوف ينطلقان إليها سريعا بدخول البوابات واختبارها ومن ثم العودة إلى الحياة سريعا.

    لا شك أننا نبحث عادة في الحوار عن المعلومات التي تساعد في تدارك وتوقّع ما هو آت، وفي الوقت ذاته، ومن خلال قلة الحركة سوف نلتمس من الحوار ما يقرّبنا من الشخصيات، ومن ثم يكشف عنها. لكن السؤال هو هل كان الحوار على الشاطئ وقرب الصخور الضخمة ذا دلالة ومعنى وفائدة؟ وهل كشف شيئا عن الشخصيات؟

    سوف تستكمل تلك الحلقة المتصلة من خلال ولوج الشخصيات الثلاث في العالم المستقبلي المجهول، وكل واحد منها سيخوض مغامرة ما. لكنهم جميعا ينتهون إلى نهاية غير سارة.

    نعود مجددا إلى الحوار، وهو هنا يكرّس ذلك النوع من الحوارات المترهلة التي لا تعرف لها غاية محدّدة لا في كشف الشخصيات ولا في تحفيزنا لتدارك ما هو آت.

    لكن المفارقة مثلا أن التحوّلات التي ترتبط بمصير الشخصيات في تلك المغامرات تكمن في أن مصيرها لا يكون بسبب مواجهة خطيرة ما، بل إنهم خلال ذلك يصفون لنا أشياء وتفاصيل هامشية وهم في طريقهم إلى نهاياتهم، كمثل دخول فينس غرفة فتاة تكتظ بالورود.


    ظاهرة قاهرة غير مسبوقة تُربك حيوات الناس


    ولكنه بعد إنقاذها من أمر ما نجهله ما تلبث أوراق الورد أن تتكاثف في داخل الكرة الزجاجية التي يلبسها وتغطي رأسه، وهو نوع من الموت البطيء والمرعب، والذي سوف يتم أمام سمع وبصر الفتاة روز (الممثلة بيلي مايكل)، ثم لنعود إلى الالتباس المكاني والزماني والقصصي.

    يكمن ذلك التشتّت المكاني والزماني من خلال الأدوار المطلوبة للشخصيات الرئيسية، ولهذا سوف يتحرّك فينس بعيدا عن الآخرين، وكذلك بيكي التي تقع في وسط مفارقة عجيبة ومفاجئة خلاصتها أنها سوف تشهد حملها وانتفاخ بطنها بسيطرة تامة من المجهول الذي يلقن الجميع عبر تلك البوابات.

    وكأننا نتساءل ومعنا فريق الممثلين عمّا هو آت، وماذا بعد ذلك وسط الخواء شبه الكامل؟ إذ يبدو أن تصوير هذا الفيلم كان قد تم في وسط إجراءات الإغلاق، وهو ما تدل عليه سلسلة من المشاهد التي تظهر فيها الشوارع خالية وبلا حركة ولا وجود للناس فيها وكذلك بدت المحلات مغلقة بالكامل.

    على أننا في وسط تلك الدوامة المربكة ما نلبث أن نعيش تحوّلا دراماتيكيا من خلال المواجهة مع عدة نسخ مخادعة من فينس تنتهي بمقتل الشخصية الحقيقية. ولكن من دون جدوى أيضا، وكل ذلك سوف يجري في أثناء المهمة التي سبق وعلمنا أنها لا تتعدّى ربع ساعة، وإذ بالمشاهد الفيلمية تتجاوز كل ذلك وليمضي الصراع إلى نهاياته.

    هذه الدراما المبعثرة المفكّكة التي عبّرت عنها المواجهات بين الشخصيات حفلت أيضا بوفرة من وجهات النظر المتعددة التي كنا ننتظر منها منظورا فكريا وفلسفيا يرينا مآل تلك البوابات التي انتشرت في أنحاء العالم، والتي بقيت في شكل كابوس حاول أربعة من المخرجين لملمة أجزائه.


    مصير مجهول ينتظر البشر في الخلاء




    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    طاهر علوان
    كاتب عراقي مقيم في لندن
يعمل...
X