"خطوط السماء".. فايروس قاتل يهدّد لندن بالفناء
الخدع البصرية وألعاب الفيديو لا تكفيان لإنتاج فيلم ناجح في الخيال العلمي.
الاثنين 2021/03/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
امرأة بقوى خارقة تجابه مصيرا غامضا
يبدو أننا سنعود مرارا إلى الصراع مع الفضائيين وتطوّرهم الذي يفوق تطوّر البشر، فضلا عن بحث البشر عن ملاذ آمن وأرض أخرى بديلة عن كوكبهم الأزرق الذي صار لسبب ما غير صالح للحياة. لكنّ القصة تتعدّى ذلك في بعض الأحيان إلى مجموعة من الترابطات تجمع بين الخيال الممزوج بالقدرات الخارقة وبين الميثولوجيا، لا لشيء إلا لإيجاد أسباب صراع بين الفضائيين والبشر.
في الفيلم الجديد “خطوط السماء” للمخرج ليام أودونيل هناك مزيج من الحركة والخيال العلمي، والفيلم بصفة عامة يعجّ بالصراعات والمعارك واستخدامات على نطاق واسع للخدع البصرية VFX، فضلا عن ألعاب الفيديو، جميعها تتكامل لتقدّم لنا صورة شخصية رئيسية ذات قدرة خارقة، وهي روز (الممثلة ليندسي مورغان) التي أصبحت ناضجة وجاهزة للقتال في وقت قياسي، بينما يضمر الفضائيون شرا بالبشر من خلال الاستعداد لقصفهم بنوع من الوباء.
كل هذا يدفع بالكابتن البشري رادفورد (ألكسندر صديق) إلى تشكيل فريق عمل يهدف إلى السفر عبر الفضاء والدخول إلى عقر دار الفضائيين وخوض معركة معهم، ويجب أن تنتهي تلك المعارك بانتزاع الجسم الصلب الذي يحتفظون به ويخفي جميع خططهم.
للوهلة الأولى تبدو روز هادئة ومتماسكة ولا أثر لقدرة خارقة تمتلكها، لكن قدراتها ما تلبث أن تتطوّر، وهي واقعيا تمتلك قدرات خاصة مخبّأة لا تستخدمها إلاّ في وقت الضرورة، وساعتها سوف تقاتل بضراوة وبأس شديدين.
إذا سوف يتكاتف البشر ويؤجلون صراعاتهم ويكوّنون فريق عمل ما يلبث أن يخوض صراعا كارثيا مع الفضائيين الأشرار مصحوبين بروبوتات مقاتلة، وخلال ذلك لن تعلم روز أن ثمة مؤامرة عليها يقودها الكابتن رادفورد بمساعدة عدد من الضباط من أتباعه الذين يطيعون أوامره.
البشر يتكاتفون ويؤجلون صراعاتهم مكوّنين فريق عمل يخوض صراعا كارثيا مع الفضائيين الأشرار وروبوتاتهم المقاتلة
الأحداث تقع افتراضيا قبل ذلك في لندن في زمن ما تتعرّض فيه البلاد بأكملها إلى صراعات شتى، وخلال ذلك تتقرّر مهمة كوبالت التي تقتضي السيطرة على الفضائيين الأشرار الذين يريدون إبادة ما تبقى من البشر بالفايروس، والمهمة تقع ما بين الكواكب أو المجرات حيث كل فريق يقيم في كوكب أو مجرة.
أما على الأرض فالصراع مع من تسلّل من الفضائيين لا يتوقّف ويصل ذروته بعدما تقوم الطبيبة ومساعدوها بالتصدّي للفضائيين في سلسلة مواجهات لا تبدو مقنعة بما يكفي، فهي معارك روبوتات متكرّرة في الكثير من الأفلام مع البشر ولسوف نتوقّع سلفا نتائج تلك المواجهات غير المتكافئة.
ولغرض تصعيد الدراما الفيلمية، لاسيما مع إظهار قدرات روز الخارقة، فإن المهمة التي تتكفّل بها ستكون مصيرية، فإن لم تتم، ستقع إبادة لندن بشكل كامل في خلال أقل من 24 ساعة.
السباق مع الزمن مع شيء من التوتر هو الذي سيقود القسم الأهم من مساحة الفيلم إلى نهايات قائمة على المواجهات الشرسة بين الفريقين في مهمة كوبالت، وهنا يتم استخدام الخدع البصرية والمونتاج والإضاءة والحركة بكثافة مع تكرار ملحوظ لما سبق وشهدناه في المعارك مع الفضائيين، وبخاصة من خلال ألعاب الفيديو وعمليات غزو الفضاء السابقة، وغالبا ما تقع مثل تلك الصراعات في تصعيد للدراما وتتويج للمنتصر.
وأما ما قبل ذلك فيتم زجّ صراعات ثانوية كذلك الانشقاق بين فريق الفضائيين الذين تقودهم روز، وهي التي تظهر قدراتها الخارقة متواضعة للغاية في البداية، لنشهد تصعيدا دراميا جديدا من خلال الصراع بينها وزميلها في المهمة ليون (الممثل جوناثان هوارد) الذي يظهر شراسة إضافية لكونه يريد أن تُحسب المهمة والنجاح فيها لصالحه.
أجواء الترقّب وافتراض من الذي سوف يكون منتصرا في ما تبقى من الزمن، سرعان ما تعلق في الذهن وتدفع إلى المزيد من الاهتمام ومتابعة الأحداث والترقب لما يمكن أن يقع تاليا، وهي إضافة نوعية ساعدت في إطالة المساحة الزمنية للأحداث.
هنا لا بد أن نشير إلى أولئك الأبطال الخارقين، فهم ليسوا مثل شخصية الفاني في السلسلة الشهيرة، وإنما تُستمدّ قوتهم من الإشعاعات القاتلة التي يبثّونها أو الأذرع الأخطبوطية التي تخرج منهم، وذلك للتغطية على القصور البشري.
خطوط السرد تتقاطع ما بين مهمة أساسية لإنقاذ المدينة والبلاد وبين إنقاذ النفس ودوافع الأنانية التي تدفع خصوم روز لانتزاع ما حقّقته، وهو سر الفضائيين والقرص الصلب الذي يحرّكهم لكي تخرج روز بلا نجاح يذكر. لكن تلك المكيدة سوف تتحطّم في صراعات جانبية أخرى تنتهي بمقتل الكابتن رادفورد، وهنا سوف نجد حتى الروبوتات تتّحد لصالح روز في إضافة تبدو غير مقنعة.
وإذا توقّفنا عند الداء وقبيل تطوّر المؤامرة، فإن رادفورد استطاع أن يقوم بالمهمة كما ينبغي، بأداء متقن ومقنع وبدا وكأنه مهموم بالاضطلاع بمهمة كونية. لكنه في الواقع لم يكن إلاّ متآمرا، وهي إضافة في بناء الشخصيات وأدائها في وقت كُرّست أغلب الشخصيات إلى المواجهات والقتال العنيف واستعراض العضلات.
في إطار الدراما الفيلمية، فإن الثيمة الأساسية القائمة على فكرة الصراع مع الفضائيين ليست بجديدة، ولهذا استوجب أن نجد المزيد من الابتكار في إدارة الأحداث والصراعات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
طاهر علوان
كاتب عراقي مقيم في لندن
الخدع البصرية وألعاب الفيديو لا تكفيان لإنتاج فيلم ناجح في الخيال العلمي.
الاثنين 2021/03/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
امرأة بقوى خارقة تجابه مصيرا غامضا
يبدو أننا سنعود مرارا إلى الصراع مع الفضائيين وتطوّرهم الذي يفوق تطوّر البشر، فضلا عن بحث البشر عن ملاذ آمن وأرض أخرى بديلة عن كوكبهم الأزرق الذي صار لسبب ما غير صالح للحياة. لكنّ القصة تتعدّى ذلك في بعض الأحيان إلى مجموعة من الترابطات تجمع بين الخيال الممزوج بالقدرات الخارقة وبين الميثولوجيا، لا لشيء إلا لإيجاد أسباب صراع بين الفضائيين والبشر.
في الفيلم الجديد “خطوط السماء” للمخرج ليام أودونيل هناك مزيج من الحركة والخيال العلمي، والفيلم بصفة عامة يعجّ بالصراعات والمعارك واستخدامات على نطاق واسع للخدع البصرية VFX، فضلا عن ألعاب الفيديو، جميعها تتكامل لتقدّم لنا صورة شخصية رئيسية ذات قدرة خارقة، وهي روز (الممثلة ليندسي مورغان) التي أصبحت ناضجة وجاهزة للقتال في وقت قياسي، بينما يضمر الفضائيون شرا بالبشر من خلال الاستعداد لقصفهم بنوع من الوباء.
كل هذا يدفع بالكابتن البشري رادفورد (ألكسندر صديق) إلى تشكيل فريق عمل يهدف إلى السفر عبر الفضاء والدخول إلى عقر دار الفضائيين وخوض معركة معهم، ويجب أن تنتهي تلك المعارك بانتزاع الجسم الصلب الذي يحتفظون به ويخفي جميع خططهم.
للوهلة الأولى تبدو روز هادئة ومتماسكة ولا أثر لقدرة خارقة تمتلكها، لكن قدراتها ما تلبث أن تتطوّر، وهي واقعيا تمتلك قدرات خاصة مخبّأة لا تستخدمها إلاّ في وقت الضرورة، وساعتها سوف تقاتل بضراوة وبأس شديدين.
إذا سوف يتكاتف البشر ويؤجلون صراعاتهم ويكوّنون فريق عمل ما يلبث أن يخوض صراعا كارثيا مع الفضائيين الأشرار مصحوبين بروبوتات مقاتلة، وخلال ذلك لن تعلم روز أن ثمة مؤامرة عليها يقودها الكابتن رادفورد بمساعدة عدد من الضباط من أتباعه الذين يطيعون أوامره.
البشر يتكاتفون ويؤجلون صراعاتهم مكوّنين فريق عمل يخوض صراعا كارثيا مع الفضائيين الأشرار وروبوتاتهم المقاتلة
الأحداث تقع افتراضيا قبل ذلك في لندن في زمن ما تتعرّض فيه البلاد بأكملها إلى صراعات شتى، وخلال ذلك تتقرّر مهمة كوبالت التي تقتضي السيطرة على الفضائيين الأشرار الذين يريدون إبادة ما تبقى من البشر بالفايروس، والمهمة تقع ما بين الكواكب أو المجرات حيث كل فريق يقيم في كوكب أو مجرة.
أما على الأرض فالصراع مع من تسلّل من الفضائيين لا يتوقّف ويصل ذروته بعدما تقوم الطبيبة ومساعدوها بالتصدّي للفضائيين في سلسلة مواجهات لا تبدو مقنعة بما يكفي، فهي معارك روبوتات متكرّرة في الكثير من الأفلام مع البشر ولسوف نتوقّع سلفا نتائج تلك المواجهات غير المتكافئة.
ولغرض تصعيد الدراما الفيلمية، لاسيما مع إظهار قدرات روز الخارقة، فإن المهمة التي تتكفّل بها ستكون مصيرية، فإن لم تتم، ستقع إبادة لندن بشكل كامل في خلال أقل من 24 ساعة.
السباق مع الزمن مع شيء من التوتر هو الذي سيقود القسم الأهم من مساحة الفيلم إلى نهايات قائمة على المواجهات الشرسة بين الفريقين في مهمة كوبالت، وهنا يتم استخدام الخدع البصرية والمونتاج والإضاءة والحركة بكثافة مع تكرار ملحوظ لما سبق وشهدناه في المعارك مع الفضائيين، وبخاصة من خلال ألعاب الفيديو وعمليات غزو الفضاء السابقة، وغالبا ما تقع مثل تلك الصراعات في تصعيد للدراما وتتويج للمنتصر.
وأما ما قبل ذلك فيتم زجّ صراعات ثانوية كذلك الانشقاق بين فريق الفضائيين الذين تقودهم روز، وهي التي تظهر قدراتها الخارقة متواضعة للغاية في البداية، لنشهد تصعيدا دراميا جديدا من خلال الصراع بينها وزميلها في المهمة ليون (الممثل جوناثان هوارد) الذي يظهر شراسة إضافية لكونه يريد أن تُحسب المهمة والنجاح فيها لصالحه.
أجواء الترقّب وافتراض من الذي سوف يكون منتصرا في ما تبقى من الزمن، سرعان ما تعلق في الذهن وتدفع إلى المزيد من الاهتمام ومتابعة الأحداث والترقب لما يمكن أن يقع تاليا، وهي إضافة نوعية ساعدت في إطالة المساحة الزمنية للأحداث.
هنا لا بد أن نشير إلى أولئك الأبطال الخارقين، فهم ليسوا مثل شخصية الفاني في السلسلة الشهيرة، وإنما تُستمدّ قوتهم من الإشعاعات القاتلة التي يبثّونها أو الأذرع الأخطبوطية التي تخرج منهم، وذلك للتغطية على القصور البشري.
خطوط السرد تتقاطع ما بين مهمة أساسية لإنقاذ المدينة والبلاد وبين إنقاذ النفس ودوافع الأنانية التي تدفع خصوم روز لانتزاع ما حقّقته، وهو سر الفضائيين والقرص الصلب الذي يحرّكهم لكي تخرج روز بلا نجاح يذكر. لكن تلك المكيدة سوف تتحطّم في صراعات جانبية أخرى تنتهي بمقتل الكابتن رادفورد، وهنا سوف نجد حتى الروبوتات تتّحد لصالح روز في إضافة تبدو غير مقنعة.
وإذا توقّفنا عند الداء وقبيل تطوّر المؤامرة، فإن رادفورد استطاع أن يقوم بالمهمة كما ينبغي، بأداء متقن ومقنع وبدا وكأنه مهموم بالاضطلاع بمهمة كونية. لكنه في الواقع لم يكن إلاّ متآمرا، وهي إضافة في بناء الشخصيات وأدائها في وقت كُرّست أغلب الشخصيات إلى المواجهات والقتال العنيف واستعراض العضلات.
في إطار الدراما الفيلمية، فإن الثيمة الأساسية القائمة على فكرة الصراع مع الفضائيين ليست بجديدة، ولهذا استوجب أن نجد المزيد من الابتكار في إدارة الأحداث والصراعات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
طاهر علوان
كاتب عراقي مقيم في لندن