Shot caller

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Shot caller

    عندما تدخل السجن ، لا يهم من تكون .. قد تكون طبيبا ، مهندسا ، فيلسوفا ، محاميا ، مثقفا ، جاهلا .. قد تكون قويا أو ضعيفا .. مؤمنا أو ملحدا .. كل هذا لا يهم
    عندما تدخل السجن .. فأنت الآن سجين .. سجين فحسب ، وكل شيء آخر هو محض هراء غير مهم لا قيمة له

    SHOT CALLER

    يتحدث الفيلم عن رجل يعيش حياة يمكن أن نسميها مثالية ، عمل محترم .. وضع مادي ممتاز .. امرأة و طفل في منزل جميل يغمره الحب

    في يوم من الأيام يعود من سهرة ، هو و زوجته .. و صديقه المقرب و زوجته
    يتحدث هو وصديقه .. يغفل عن القيادة و يكون قد أكثر من شرب الكحول ، يصدم سيارة أخرى .. يتسبب هذا الحادث بوفاة صديقه و تحطيم السائق الآخر

    بسبب هذه الحادثة المفاجأة يتم اتهامه بجريمة قتل من الدرجة الثانية ، فيواجه السجن على الأقل لمدة سبع سنوات

    ولكن ليست هذه المشكلة الحقيقية .. المشكلة تكمن في أنه يجب أن يحافظ على حياته في السجن ، يجب أن ينخرط في هذا المجتمع المشوه و يعيش ضمن قوانينه .. و شيئا فشيئا ، نرى قراراته التي يتخذها في الداخل و كيف ستحوله هذه القرارات لرجل آخر تماما.

    يدور العمل في خطين زمنيين ، يبدأ الفيلم بخروج Jacob " جيكوب " من السجن .. و يعود بالماضي لنرى الأمور المروعة التي مر بها في السجن ، فنحن نرى عملية التحول .. كيف تحول إلى وحش دموي قاتل ، و نرى في الوقت نفسه حياته بعد خروجه من السجن و ما هي مخططاته

    الأمر الغريب في السجون الغربية الحديثة ( الأمريكية و الأوروبية و المكسيكية بالأخص ) ، أنه في العادة و على مر التاريخ كان يوجد سجَّان و سجين ، جلَّاد و مجلود .. شخص يقوم بالتعذيب و شخص يتلقى التعذيب .. بينما في السجون الغربية الحديثة ، التعذيب يكون من قبل المساجين أنفسهم !!
    هم يعذبون بعضهم بعضا !!
    قتل و اغتصاب و سرقة و ذل و إهانة .. وكل هذا بسبب الانتماءات المختلفة لعصابات متطاحنة ، تقوم في الغالب على أساس عرقي ( أبيض - أسود - مكسيكي - عربي - آسيوي .. إلخ )
    فعدوك اللدود هو شريكك في السجن و المعاناة !!

    علاقة هؤلاء المساجين ببعضهم مادة دسمة للدراسة السيكولوجية و السوسيولوجية ( النفسية و الاجتماعية )

    - التمثيل كان مبهرا فعلا ، عندما تنتقل بين الخطين الزمنيين ( قبل أن يصبح مجرما و بعد أن أصبح ) تشعر أنك فعلا أمام شخص مختلف بالكلية !!

    تختلف طريقة كلامه و مشيه و نظراته ، حتى نبرة صوته و أدق تفاصيله تختلف ، ناهيك عن تغير شكله الخراجي من أوشام كثيرة ( يعبر الوشم عن انتماء إلى العصابة فكل عصابة لها وشم خاص بها ) و قَصَّة شعر و ذقن غريبة خاصة بمن هم على شاكلته
    قام waldau بأداء شخصية في غاية التعقيد و بطريقة في غاية الإتقان و الروعة و أثبت لي كمشاهد أنه ممثل متمكن فعلا و أقل ما يقال عنه أنه ممثل أكثر من جيد

    - النص :
    الكاتب-المخرج قام بعمل جبار فعلا و ممتاز من جميع النواحي .

    إلى اليوم أفضل أعمال تحدثت عن الأجواء داخل السجون بحسب خبرتي الشخصية هما فيلم a prophet الفرنسي و فيلم shot caller خاصة من ناحية العصابات و علاقاتها مع بعضها و القوانين التي تحكمها .
    هذا الرجل ( الكاتب و المخرج ) له مستقبل كبير في نظري .. و الأهم في هذين الفيلمين هو " الواقعية " .. الالتزام بالواقع لدرجة مرعبة و مؤلمة فعلا ، فالنص المكتوب في هذا الفيلم يشهد بجهد جهيد و دراسة مطولة للحياة في السجن

    من الملفت إخراجيا ، لقطات القتل و الطعن .. كانت في غاية البشاعة و الألم .. تعمد المخرج أن يترك هذا الانطباع في نفس المشاهد ، ليعلم أن هذا الفيلم لا يحتوي أبطالا شرفاء ، بل كلهم مجرمون دمروا حياتهم بسبب قراراتهم الغبية

    كما قال أحد المساجين السابقين عن هذا الفيلم : شاهد هذا الفيلم و قل لنفسك .. لا أريد أن يحصل لي ما يحصل لهذا الرجل ، هذا درس يجب تعلمه لتبقى بعيدا عن هذا الجحيم المسمى بالسجن .. خذ العبرة من هذا الفيلم و من قرارات البطل الخاطئة .. لتبقى بعيدا عن هذا العالم لأنه أسوأ مما تتصور

    هذا من أكثر الأفلام المظلومة إعلاميا و المظلومة من ناحية النقاد على الإطلاق ( تقييمه لا يتجاوز 63% على rotten tomatoes !!

    أنصح به و بشدة فهو من أفضل الأفلام عن هذا الموضوع في نظري

    شخصيا .. أنا شخص مهتم بموضوع السجن وما يتعلق به ، كيف نشأت هذه الفكرة وتاريخها .. من أين جاءت و من هو صاحبها الأول ؟

    فلسفة هذه الفكرة ( هناك أشخاص مضرُّون للمجتمع ، أشبه بالأمراض .. لذلك ، ومن أجل صحة المجتمع يجب عزل هؤلاء الأشخاص بعيدا عن البشر الطبيعيين )
    فنظرة المجتمع للمجرم أو للسجين نظرة مختلفة تماما .
    تقريبا ، هم ( المساجين ) يشعرون أنهم دون مستوى البشر بسبب تواجدهم بين أربعة جدران

    قرأت كثيراً في أدب السجون .. و شاهدت أفلاما وثائقية و شهادات مروعة و أفلاما سينمائية كثيرة حول الموضوع

    و رأيي إلى الآن في هذه التجربة : دخولك لهذا العالم و التوغل فيه و معرفة تفاصيله .. لن يكون أمرا جميلا ممتعا ، بل ستكون تجربة قاسية جدا ، كئيبة جدا ، مقززة جدا و مؤلمة إلى أبعد الحدود .. شيء يصعب وصفه ، المعاناة الإنسانية بأبشع و أقسى صورها الجسدية و النفسية و الروحية

    ولكن .. على الطرف النقيض
    هي تجربة مفيدة فعلا .. ستجعلك تقدِّرُ قيمة الحياة ، و تقدِّرُ أمورا و تفاصيل صغيرة جدا لم تكن تنتبه لوجودها من قبل

    تقدِّرُ أنك حر طليق بإمكانك أن تمشي و تقفز ، بإمكانك أن تختار ما تلبس و ما تأكل و ما تفعل و مع من تتحدث .. بإمكانك التحدث مع أهلك ، هذا الأمر الذي يعتبر أمنية لدى معظم المساجين

    بإمكانك النوم على سرير بدلا من النوع واقفا أو في مرحاض قذر أو على الأرض الرطبة

    بعد الغوص في تفاصيل السجون ، تصبح معتاداً على أن تأكل أي شيء ، وأن لا تتكبر على شيء .. و تصبح ترى كل مشاكلك اليومية التي كانت تغضبك غضبا شديدا .. تصبح تراها مشاكل تافهة مثيرة للضحك .

    بأضدادها تعرف الأمور .. لا يمكن معرفة معنى السعادة دون معرفة المعاناة

    و أقسى صورة للمعاناة البشرية .. هي السجن.
يعمل...
X