وجدت دراسة جديدة أن تأثير الأحداث الصادمة على الدماغ يختلف بين أدمغة الصبيان وأدمغة الفتيات، حيث كان لدى الصبيان الذين تظهر عليهم أعراض الصدمة حجم منطقة في الدماغ تدعى الثلم الدائري الأمامي أكبر مقارنة بمجموعة شاهدة من الصبيان الذي لاتظهر لديهم أي من أعراض الصدمة.
أما بالنسبة للفتيات كانت تلك المنطقة أصغر لدى اللواتي تظهر لديهن أعراض الصدمة.
وحسب قول الباحثين إنّ هذه المنطقة في الدماغ مرتبطة بالإدراك العاطفي والشعور بالتعاطف .
قال العلماء أنهم كانوا متفاجئين لرؤية ذلك <<التغير كان واضح جدًا في نهاية السلسلة على الصبيان والفتيات>> تضيف ميغان كلابوندي العالم النفسي والباحث في علم الأعصاب المشرف على الدراسة في كلية ستانفورد للطب.
حيث قام الباحثون بالمقارنة بين حجم هذه المنطقة لدى مجموعة شاهدة “لاتظهر لديهم أعراض الصدمة”من الصبية ومجموعة شاهدة من الفتيات إذ وجدوا أنها كانت تقريبا بنفس الحجم لدى كلا المجموعتين.
التفسير المحتمل لتلك النتائج أن << التعرض لحدث صادم من الممكن أن يؤثر على معدلات تطور الدماغ>> ولكن بشكل مختلف مابين الصبية والفتيات، حسب قول الباحثين.
مع ذلك لأن الدراسة تمت في فترة زمنية محددة كان بالإمكان معرفة إن كان يوجد علاقة بين السبب والتأثير، أي بين حدوث الصدمة وحجم تلك المنطقة من الدماغ عند الصبيان والفتيات على حد سواء.
قام الباحثون في هذه الدراسة بفحص 59 دماغ لمجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9حتى 17 عام مستخدمين لذلك تقنية تصوير تدعى التصوير الرنين المغناطيسي الهيكليsMRI .
ضمت المجموعة الشاهدة 29 طفل، و30 طفل في المجموعة التي يظهر لديهم أعراض الصدمة مثل تقلبات المزاج وتكرار عيش التجربة الصادمة في مخيلاتهم وكان تعرض هؤلاء الأطفال للحدث الصادم قبل 6 شهور من بدء الدراسة.
قارن الباحثون حجم الثلم الدائري الأمامي المتوضع في منطقة فص الجزيرة Insuls في الدماغ والتي تتحكم بعواطف البشر، وعيهم، ومشاعر التعاطف لديهم.
إلا أنّ <<فص الجزيرة لايعمل بمفرده >> حسب قول كلابوندي لموقعlive science.
في الواقع ترتبط هذه المنطقة بأجزاء أخرى من الدماغ والتي تتشارك معها في عملية التعاطف ومعالجة المشاعر.
بينما أظهرت دراسات سابقة أن 8% من الفتيات و2% من الصبية ظهر لديهم اضطراب مابعد الصدمة خلال حياتهم حيث كانت الفتيات أكثر عرضة لهذا الاضطراب من الصبية.
ولاحظ الباحثون أن دراستهم كانت تضم عدد صغير نسبيًا من المشاركين، بالإضافة إلى أن البحث لم يدرس بشكل خاص تأثير عوامل أخرى مثل وقت حدوث الصدمة، عمر المشاركين عند حدوثها للمرة الأولى، شدتها، وضغوطات أخرى محتملة بإمكانها أن تؤثر على التغيرات الحاصلة في الدماغ.
سيتم تسليط الضوء في دراسات مستقبلية حول كيفية تأثير الصدمة على البُنى الدماغية الأخرى المسؤولة عن شعور التعاطف، وإذا كانت آثارها ستختلف بين الجنسين أيضا.
بالإضافة إلى أن الأبحاث القادمة ستساعد العلماء في تحديد ما إذا كانت هذه الفروقات الجسدية ستؤدي بدورها إلى فروقات سلوكية بين الجنسين.
هكذا بحث سيساعد الأطباء النفسيين أيضًا في تطوير علاجات خاصة للصبية والفتيات الذين يعانون من أحداث صادمة .
المصدر:.ibelieveinsci.