بينما يميل العديد من أصدقائك شيئا فشيئا إلى النظام الغذائي الخال من الغلوتين، تبدأ حينها في التساؤل ما إذا كانت هذه آخر صيحة من الأنظمة الغذائية؟ وهل حساسية الغلوتين أمر حقيقي؟ وهل سيصبح الأمر شائعا؟
الإجابة ببساطة هي لا.
فقط ما يقارب الواحد في المئة من الأمريكيين لديهم مرض الاضطرابات الهضمية “coeliac disease”, وهو اضطراب وراثي نادر يجعل البعض غير قادرين على تحمل الغلوتين, ويبدو أن النسبة ليست في ازدياد. بعبارة أخرى, في غرفة يملأها 100 شخص, شخص واحد من المحتمل أن يكون مصاب باضطرابات المعدة.
في الواقع, وجدت دراسة –نُشرت هذا الشهر- أن معدل انتشار مرض الاضطرابات الهضمية ظلّت دون تغيير واضح منذ عام 2009.
وبينما كل الأشخاص اللذين يقولون أنهم لا يعانون من اضطرابات هضمية, بينما هي “حساسية” الغلوتين. ففي الحقيقية, في عام 2013 أشارت دراسة من جامعة موناش بأن ذلك ليس حقيقي.
إذا ما الذي يحصل حقاً عندما يتوقف الناس عن تناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين؟
تقول آلن ليفينوفتز ” Alan Levinovitz” أستاذ مساعد بجامعة جيمس ماديسون في دراسة الارتباط بين الدين والطب, ومؤلفة كتاب “كذبة الغلوتين The Gluten Lie,”: أن الأساس يعود إلى علم النفس والتغيرات السلوكية.
ذُكر في الكتاب, مقابلة ليفينوفتز لعميد جامعة موناش بقسم علم الجهاز الهضمي بيتر قبسون ” Peter Gibson”, والذي ساعد في كتابة دراسة عام 2013 تلخص إلى أن حساسية الغلوتين غير المؤدية إلى اضطرابات هضمية ليست بأمر حقيقي حقاً.
ويقول قبسون ” Gibson”: السبب الحقيقي خلف الشعور بالصحة بعد انقطاع الغلوتين في الغذاء يكمن ببساطة في تغير النظام الغذائي فقط.
ويقول قبسون لليفينوفتز : “لاحظت ذلك مرات عديدة, حتى مع أفراد العائلة”.
” لقد قرر العديد تناول الأطعمة الجاهزة, والوجبات السريعة, لا يأكلون بطريقة صحية على الإطلاق. ومن ثم يقرؤون عن الأطعمة الخالية من الغلوتين, حينها يشترون الخضراوات الطازجة, ويبدؤون بالطبخ بشكل جيد, ويتناولون الكثير على نحو أفضل”.
بعبارة أخرى, في حين أن تقليل الغلوتين يبدو كمساعد في فقدان الوزن أو صفاء البشرة, في الحقيقة هناك 500 سبب آخر قد يكون خلف ذلك.
ويضيف قبسون:” إلقاء اللوم على الغلوتين أمر سهل, ولكن من الممكن أنهم يشيرون إلى ما نحو مئة شيء آخر يقومون به بشكل أفضل”.
اقتباساً من كتاب ليفينوفتز:” عندما يتعلق الأمر بحساسية من الطعام, يميل البعض بشكل لا يصدق إلى التشخيص الذاتي”.
” لا أحد يريد التفكير لوهلة بأن الفائدة الوحيدة من تجربة نظام صحي خال من الغلوتين، قد يكون أمرا نفسياً”
وعلاوة على ذلك, ربط ما نتناوله من أطعمة بالأعراض الجسدية أمر صعب للغاية، لا نملك سوى دراسات تشير إلى صعوبة تذكر ما تناولناه حين تناوله, وكما أننا نملك آراء ضعيفة حول ما هو صحي أو مضر.
فبدلاً من القفز إلى التشخيص الذاتي, عليك برؤية الطبيب أولاً، والتمسك بالعلم.
المصدر:.ibelieveinsci.