ماذا كنت لتفعل لو أن محادثة ودية أثارت، عن غير قصد، ذكرى مُرّة لديك؟ من المحتمل جدا أنك ستحاول إبعاد تلك الأفكار السوداء عن رأسك وتتابع الحديث.
تفترض دراسة حديثة أن محاولتك إبعاد تلك الذكرى قد تسبب لك نسيان تفاصيل تلك المحادثة بشكل أسرع من المعتاد.
في هذه الدراسة، شرع المشاركون في حفظ أزواج من الكلمات، ثم عرض عليهم الباحثون كلمة من كل زوج، فكان على المشاركين إما استعادة أو استبعاد الكلمة الأخرى. أثناء عمليات الاسترجاع والاستبعاد قام الباحثون بعرض صور لأشياء على خلفيات غير متوقعة (مثلا، طاووس في موقف سيارات).
لاحقا، فاجأ الباحثون المشاركين باختبار للذاكرة، حيث عرضوا خلفيات معينة وطُلب منهم تذكر الأشياء المرتبطة بها، فلوحظ أن المشاركين كانوا أقل قدرة على تذكر الأشياء التي تم عرضها خلال اختبارات الاستبعاد بنسبة 42%.
في تجربة أخرى لنفس البحث، استخدم الباحثون جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعاينة نشاط أدمغة المشاركين أثناء التذكر والاستبعاد، فوجدوا أن محاولات الاستبعاد تكبح نشاط منطقة بالدماغ تسمى «قرن آمون – Hippocampus» وهي المنطقة المسؤولة عن تشكيل الذكريات الجديدة واستعادة الذكريات القديمة.
يقول قائد الأبحاث «جستن هولبرت – Justin Hulbert»: «هذه المنطقة من الدماغ لا تملك زر تشغيل واطفاء حتى يسهل التبديل بين التذكر والنسيان، حيث أننا نحتاج وقتا لذلك. فأثناء تلك العملية، من المحتمل أن تفقد معلومات أخرى ترغب في تذكرها فيما بعد».
يقول البروفيسور المساعد «جيس رايزمان – Jesse Rissman» من قسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا أنه كان مذهولا من نتائج الدراسة، إلا أنه من الصعب جدًّا اختبار آثارها في العالم الواقعي.هذه النتائج تفسر سبب مواجهة بعض الناس لمشاكل في التعلم بعد خضوعهم لتجارب مؤلمة، فبمحاولتهم استبعاد الذكريات المرة، يعيقون أدمغتهم عن تكوين ذكريات جديدة.
المصدر:.ibelieveinsci.