التعرية والتجوية
تتغير تضاريس الأرض باستمرار تحت تأثير العديد من العمليات الطبيعية، منها ما يكون سريعًا كالبراكين والزلازل، ومنها ما يستغرق زمنًا طويلًا لخلق تكوينات جديدة فيما يُعرف بالتجوية والتعرية، لنتعرف عن قرب على عمليتي التجوية والتعرية ومالفرق بينهما.
تعريف التجوية
التجوية (Weathering) هي العملية الجيولوجية التي يتم خلالها تجزئة الصخور على سطح الأرض إلى حطام ورواسب وطين وأتربة ومواد ذوابة في الماء، وللتجوية ثلاثة أنواع:
مفهوم التعرية
التعرية (Erosion) هي إزالة المواد السطحية من القشرة الأرضية كالتربة وحطام الصخور وفتاتها، لتنتقل بعدها هذه المواد المتآكلة من موضعها الأصلي إلى موضع آخر بفعل العوامل الطبيعية كالماء أو الرياح...،وللتعرية أنواع منها:
التعرية المائية
تعد المياه العامل الرئيسي للتعرية على الأرض، تحمل مياه الأمطار والأنهار والبحيرات والمحيطات المواد المتآكلة على اختلافها وتزيلها ببطء.
التعرية بفعل هطول الأمطار
ينتج عن هطول الأمطار أربعة أنواع من تعرية التربة:
تعرية الوادي
تعمل الجداول والأنهار أثناء جريانها على حثّ ضفافها، مما يؤدي إلى خلق وديان أوسع بمرور الوقت، ومن الأمثلة على ذلك وادي نهر السمك في جنوب ناميبيا والذي يُصنف على أنه أكبر وادٍ في إفريقيا، فخلال ملايين السنين تمكن نهر السمك أثناء تدفقه من نحت وادٍ ضخم بطول 160 كم وعرض 27 كم وعمق 550 م
وادي نهر السمك
التعرية بفعل المحيطات
يمكن للأمواج المتلاطمة بقوة أن تغير شكل سواحل طويلة بأكملها، تضرب الأمواج الصخور وتفتتها لحصى أصغر فأصغر حجمًا، كما يمكن لهذه الأمواج أن تحمل الرمال بعيدًا عن الشاطئ، مما يؤدي إلى تحريك الساحل نحو الداخل.
وقد يكون لهذه الأمواج القدرة على خلق مناظر طبيعية ساحلية رائعة نتيجة التآكل المستمر للمنحدرات الساحلية، فبدايةً تُحدِث ثقوب في الصخور فتتشكل الكهوف، ومع استمرار عمليات الحث وانسياب الماء عبر الجزء الخلفي منها تتحول لأقواس، وتحت تأثير الضرب المستمر للأمواج تتهاوى الأجزاء العلوية منها، ولا يبقى منها سوى أعمدة صخرية أو ما يُعرف بأكوام البحر ولعل أشهر الأمثلة على ذلك الأكوام البحرية السبعة المتبقية في منتزه الرسل الاثني عشر (Twelve Apostles Marine National Park) في أستراليا.
الأكوام البحرية في متنزه الرسل الاثني عشر
التعرية بفعل الجليد
في التعرية الجليدية، يمكن للأنهار الجليدية في المناطق المتجمدة أو على القمم الجبلية أن تحفر الأرض تحتها أثناء حركتها لتحمل معها كل ما يقع في طريقها من حبيبات الرمل إلى الصخور الضخمة، ولتتولد بذلك تضاريس جديدة كالأحواض والوديان الجبلية شديدة الانحدار، وغالبًا ما تظهر الرواسب المتآكلة (الركام الجليدي) على الأنهار الجليدية وحولها.
التعرية بفعل الرياح
تعد الرياح من عوامل التعرية القوية، فلها لقدرة على نقل الغبار والرمل والرماد باستمرار من مكان إلى آخر، يمكن للريح أن تنشر الرمال بقوة حتى تتشكل الكثبان، ومن الأمثلة على ذلك صحراء بادان جاران (Badain Jaran) في الصين والتي تتميز بكثبانها شاهقة الارتفاع والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 400 م
الكثبان الرملية في صحراء بادان جاران
في المناطق الجافة يمكن أن تصطدم الرياح المحملة بالرمال بقوة بالصخور، مما يؤدي إلى تآكلها ببطء، ويُعد التآكل بالرياح العامل المسؤول عن تكون آلاف الأقواس الصخرية العملاقة في ولاية يوتا الأمريكية في حديقة الأقواس الوطنية (Arches National Park).
الأقواس الصخرية في حديقة الأقواس الوطنية
الفرق بين التجوية والتعرية
تتغير تضاريس الأرض باستمرار تحت تأثير العديد من العمليات الطبيعية، منها ما يكون سريعًا كالبراكين والزلازل، ومنها ما يستغرق زمنًا طويلًا لخلق تكوينات جديدة فيما يُعرف بالتجوية والتعرية، لنتعرف عن قرب على عمليتي التجوية والتعرية ومالفرق بينهما.
تعريف التجوية
التجوية (Weathering) هي العملية الجيولوجية التي يتم خلالها تجزئة الصخور على سطح الأرض إلى حطام ورواسب وطين وأتربة ومواد ذوابة في الماء، وللتجوية ثلاثة أنواع:
- التجوية الكيميائية (Chemical Weathering): تتحلل الصخور عن طريق تغيير التركيب الكيميائي لها، وذلك بفعل التفاعلات ما بين المعادن في الصخور والعوامل المحيطة بها كالهواء أو الماء، حيث يعمل الأكسجين على أكسدة المعادن، في حين قد يذيب الماء بعضها تمامًا أو يحولها لمعادن طينية، ونتيجة لهذه التغييرات الكيميائية تغدو المعادن في الصخور أضعف من الناحية الهيكلية وأكثر عرضة لعوامل التجوية الفيزيائية.
- التجوية الفيزيائية (Physical Weathering): أو ما يُعرف بالتجوية الميكانيكية حيث تتغير البنية المادية للصخور دون أن يتغير تركيبها الكيميائي، وتشمل العمليات التي تتكسر الصخور بسببها، توالي عمليات التجميد والذوبان، جريان الأنهار أو بفعل الأنهار الجليدية...
- التجوية البيولوجية (Biological weathering): بفعل النباتات أوالحيوانات أوالأحياء الدقيقة، إذ تحفز الأنشطة البيولوجية للأحياء عمليات تجوية:
- فيزيائية: يمكن لجذور النباتات المتنامية أن تمارس ضغطًا على الصخور
- كيميائية: يمكن لجذور هذه النباتات أو الكائنات الحية الدقيقة أن تنتج أحماض عضوية تساعد على إذابة المعادن في الصخور.
- فيزيائية وكيميائية: ومن الأمثلة على ذلك الأشنيات والتي هي عبارة عن فطور وطحالب تعيش معًا في علاقة تكافلية، تقوم الفطور بإطلاق مواد كيميائية تعمل على تحرير المعادن الصخرية، والتي تستهلكها الطحالب بدورها، مع استمرار هذه العملية تغزو الثقوب سطح الصخور، مما يجعلها عرضة لمزيد من عمليات التجوية على اختلافها.
مفهوم التعرية
التعرية (Erosion) هي إزالة المواد السطحية من القشرة الأرضية كالتربة وحطام الصخور وفتاتها، لتنتقل بعدها هذه المواد المتآكلة من موضعها الأصلي إلى موضع آخر بفعل العوامل الطبيعية كالماء أو الرياح...،وللتعرية أنواع منها:
التعرية المائية
تعد المياه العامل الرئيسي للتعرية على الأرض، تحمل مياه الأمطار والأنهار والبحيرات والمحيطات المواد المتآكلة على اختلافها وتزيلها ببطء.
التعرية بفعل هطول الأمطار
ينتج عن هطول الأمطار أربعة أنواع من تعرية التربة:
- التعرية المطرية (splash erosion): بفعل قطرات المطر المتساقطة والتي يمكن أن تنشر جزيئات التربة الدقيقة حتى 6 م.
- التعرية الطبقية (Sheet erosion): تنجم عن الجريان السطحي للماء
- التعرية الجدولية (rill erosion): تحدث عندما تتوزع المياه المنسابة إلى عدة تيارات منفصلة في قنوات ضيقة (أخاديد)
- التعرية السيلية (Gully erosion): المرحلة الأخيرة وتتم عبر قنوات أكبر حجمًا.
تعرية الوادي
تعمل الجداول والأنهار أثناء جريانها على حثّ ضفافها، مما يؤدي إلى خلق وديان أوسع بمرور الوقت، ومن الأمثلة على ذلك وادي نهر السمك في جنوب ناميبيا والذي يُصنف على أنه أكبر وادٍ في إفريقيا، فخلال ملايين السنين تمكن نهر السمك أثناء تدفقه من نحت وادٍ ضخم بطول 160 كم وعرض 27 كم وعمق 550 م
وادي نهر السمك
التعرية بفعل المحيطات
يمكن للأمواج المتلاطمة بقوة أن تغير شكل سواحل طويلة بأكملها، تضرب الأمواج الصخور وتفتتها لحصى أصغر فأصغر حجمًا، كما يمكن لهذه الأمواج أن تحمل الرمال بعيدًا عن الشاطئ، مما يؤدي إلى تحريك الساحل نحو الداخل.
وقد يكون لهذه الأمواج القدرة على خلق مناظر طبيعية ساحلية رائعة نتيجة التآكل المستمر للمنحدرات الساحلية، فبدايةً تُحدِث ثقوب في الصخور فتتشكل الكهوف، ومع استمرار عمليات الحث وانسياب الماء عبر الجزء الخلفي منها تتحول لأقواس، وتحت تأثير الضرب المستمر للأمواج تتهاوى الأجزاء العلوية منها، ولا يبقى منها سوى أعمدة صخرية أو ما يُعرف بأكوام البحر ولعل أشهر الأمثلة على ذلك الأكوام البحرية السبعة المتبقية في منتزه الرسل الاثني عشر (Twelve Apostles Marine National Park) في أستراليا.
الأكوام البحرية في متنزه الرسل الاثني عشر
التعرية بفعل الجليد
في التعرية الجليدية، يمكن للأنهار الجليدية في المناطق المتجمدة أو على القمم الجبلية أن تحفر الأرض تحتها أثناء حركتها لتحمل معها كل ما يقع في طريقها من حبيبات الرمل إلى الصخور الضخمة، ولتتولد بذلك تضاريس جديدة كالأحواض والوديان الجبلية شديدة الانحدار، وغالبًا ما تظهر الرواسب المتآكلة (الركام الجليدي) على الأنهار الجليدية وحولها.
التعرية بفعل الرياح
تعد الرياح من عوامل التعرية القوية، فلها لقدرة على نقل الغبار والرمل والرماد باستمرار من مكان إلى آخر، يمكن للريح أن تنشر الرمال بقوة حتى تتشكل الكثبان، ومن الأمثلة على ذلك صحراء بادان جاران (Badain Jaran) في الصين والتي تتميز بكثبانها شاهقة الارتفاع والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 400 م
الكثبان الرملية في صحراء بادان جاران
في المناطق الجافة يمكن أن تصطدم الرياح المحملة بالرمال بقوة بالصخور، مما يؤدي إلى تآكلها ببطء، ويُعد التآكل بالرياح العامل المسؤول عن تكون آلاف الأقواس الصخرية العملاقة في ولاية يوتا الأمريكية في حديقة الأقواس الوطنية (Arches National Park).
الأقواس الصخرية في حديقة الأقواس الوطنية
الفرق بين التجوية والتعرية
- لعلّ الفرق الأساسي ما بين التجوية والتعرية هو المكان الذي تتم فيه العملية، تتدهور الصخور بفعل عملية التجوية دون إزاحتها من مكانها، في حين تؤدي عملية التعرية إلى نقل الصخور أو فتاتها بعيدًا عن مواقعها الأم لتترسب في مكان آخر.
- غالبًا ما تُتبع عملية التجوية بالتعرية، فتتكسر الصخور إلى قطع صغيرة بفعل عملية التجوية، لتحملها الرياح والمياه بعيدًا عن مواقعها الأصلية خلال عملية التعرية.