علم الوراثة يتتبع 10 آلاف عام من تطور مناعة الإنسان
بعض التحوّرات الجينية مفيدة في مكافحة العدوى.
الثلاثاء 2023/01/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الجينات هي العامل المشترك في سمات معظم الصفات الموروثة
بحث العلماء في التحورات الجينية للبشر خلال الـ10 آلاف عام الماضية، وذلك عبر تحليل الحمض النووي لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة، ودمجوا هذه العينات مع 500 مجين حديث وطوّروا طريقة لتحديد الاختلافات الجينية التي حدثت مع مرور الوقت، واكتشفوا أن هناك 89 جينا لها دور في استجابة الإنسان المناعية ضد مسببات الأمراض.
باريس - تتعقب دراسة نُشرت مؤخرا تطور التحوّرات الجينية خلال الـ10 آلاف عام الماضية، أي منذ العصر الحجري الحديث عندما تخلى الصيادون عن حياة الترحال التي كانوا يعيشونها لتطوير الزراعة وتربية الماشية.
حلّل العلماء الحمض النووي القديم لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة، وخزّن في قاعدة بيانات. ودمجوا هذه العينات مع 500 مجين (شريط وراثي) حديث وطوّروا طريقة لتحديد وتأريخ الاختلافات الجينية التي حدثت مع مرور الوقت، في نهج قائم على تسلسل جين الإنسان البدائي، وهو تخصص فاز عنه بجائزة نوبل الطب لعام 2022 عالم الأحياء السويدي سفانتي بابو.
ومن بين مئات الآلاف من التحوّرات المستخلصة، حدّد الباحثون أن البعض منها “مفيد في مكافحة العدوى”.
وهذه التحوّرات موجودة في 89 جينا، كما شرح لوكالة فرانس برس لويس كوينتانا – مورسي، مدير الدراسة المنشورة في مجلة “سيلز جينومكس”.
كذلك، اكتشف العلماء تواترا متزايدا لهذه الجينات الـ89، التي لها دور في استجابتنا المناعية ضد مسببات الأمراض، كما أضاف هذا الأستاذ في معهد باستور وكوليج دو فرانس.
وازدادت هذه التحوّرات المفيدة لبقائنا على مر العصور، بفضل اختيار “إيجابي” لتكيف البشر مع البيئة.
العلماء حلّلوا الحمض النووي القديم لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة وخزّن في قاعدة بيانات
وقال كوينتانا – مورسي إن الاكتشاف الثاني يتمثل في أنه “نجحنا في التأريخ بدءا من الوقت الذي أصبحت فيه مفيدة، وتحديدا منذ 4500 عام، اعتبارا من العصر البرونزي”.
إنها ثورة وراثية تعود إلى العصر البرونزي في أوروبا: قبل 4500 عام، بدأ جهاز المناعة لدى الإنسان التحوّر لمقاومة انتشار أمراض معدية بشكل أفضل، على حساب حماية البشر ضد أنواع أخرى من الأمراض.
وهذا التاريخ يتزامن مع “وصول الهجرة الكبرى من سهول آسيا الوسطى، لشعوب يامنايا التي أتت بلغات الهندو – أوروبية والتي يحمل جميع الأوروبيين اليوم آثارا وراثية منها”، كما أوضح هذا الخبير في الوراثة السكانية.
وقد أدت هذه الهجرة إلى نمو كبير في عدد السكان الأوروبيين ووفرت أرضا خصبة لانتشار الميكروبات المسببة للأمراض.
واستبعدت الدراسة أن تكون شعوب يامنايا جلبت معها مسببات أمراض جديدة بدليل أن “التحوّرات الجينية كانت موجودة أصلا قبل هذه الهجرة، لكنها كانت غير نشطة لأنه لم يكن هناك العديد من الأمراض. مع النمو السكاني أصبحت مفيدة لمكافحة العدوى”، كما شرح المؤلف.
لكن كان هناك “ثمن كان يجب دفعه”، ففي حين ازدادت حمايتنا من الأمراض المعدية، جعلتنا هذه التحوّرات نفسها “أكثر عرضة” لأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض كرون أو الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك الأمراض الالتهابية.
العلماء اكتشفوا تواترا متزايدا لهذه الجينات الـ89، التي لها دور في استجابتنا المناعية ضد مسببات الأمراض
وهذه أمراض تقتل أقل بكثير من الأمراض المعدية، وهو ما يفسر تكيّف مناعتنا مع الخطر الأكبر.
وقال كوينتانا – مورسي “كنا نعلم أن نظامنا أصبح أقل مقاومة لأمراض المناعة الذاتية والالتهابات، لكننا لم نكن نعلم أن هذا يعود إلى مطلع العصر البرونزي”.
وذلك يدحض الفرضية الصحية التي تقول إن وصول اللقاحات والمضادات الحيوية في القرن العشرين هو ما ساهم في تطور أمراض المناعة الذاتية والالتهابات، في مقابل انخفاض انتشار الأمراض المعدية.
وبسبب نقص العيّنات الكافية في القارات الأخرى، لم يتمكّن معدو الدراسة من معرفة ما إذا كان هذا التطور هو نفسه في سائر أنحاء العالم.
لكن اكتشافهم قد يفتح مجالا للبحث الطبي من خلال تطوير علاجات تستهدف جينات معينة.
وعلم الوراثة البشري هو دراسة الوراثة وكيفية حدوثها عند البشر. ويشتمل علم الوراثة البشري على مجموعة متنوعة من المجالات المتداخلة، على سبيل المثال: علم الوراثة الكلاسيكي، وعلم الوراثة الخلوية، وعلم الوراثة الجزيئي، وعلم الأحياء الجزيئي، وعلوم الجينوم، وعلم الوراثيات السكانية، وعلم الأحياء النمائي، وعلم الوراثة الطبية، والاستشارات الوراثية.
وتُعد الجينات العامل المشترك في سمات معظم الصفات الموروثة عند الإنسان. ويمكن أن تجيب دراسة علم الوراثة البشرية على الأسئلة المتعلقة بالطبيعة البشرية، ويمكن لها أن تساعد في فهم الأمراض وتطوير العلاجات الفعالة لها، وتساعدنا أيضا على فهم دور الوراثة في حياة الإنسان.
الجسم يبذل أقصى جهده للحفاظ على صحته والبقاء في منأى عن كل ما يضره
في حربه ضد مسببات الأمراض والفايروسات، يبذل الجسم أقصى جهده للحفاظ على صحته والبقاء في منأى عن كل ما يضره. لكن يحدث أحيانا أن تصل الفايروسات وما شابهها إلى الهدف، وتسبب العدوى بالسعال أو سيلان الأنف أو ما هو أخطر من ذلك.
وإذا حدث هذا بشكل متكرر، فيدل ذلك على ضعف جهاز المناعة.
وقال أخصائي الطب الباطني والجهاز الهضمي الألماني البروفيسور أولريش فولش إنه نظام معقد للغاية ينتشر في كل مكان بالجسم، وهو تفاعل بين الخلايا والأنسجة والوسائط الكيميائية من جميع الأنواع.
وأضاف فولش أن عمل جهاز المناعة يبدأ من الجلد الذي يمثل حاجزا وقائيا تتحطم عنده هجمات الجراثيم، حيث يحتوي الجلد على أُس هيدروجيني حمضي بعض الشيء يحول دون تسلل البكتيريا وما شابهها إلى الجسم.
وتعمل الأغشية المخاطية وشعر الأنف وأهداب الشعب الهوائية على منع مرور الجراثيم إلى داخل الجسم.
وإذا تمكنت الجراثيم من دخول الجسم عبر الطعام، فإن اللعاب هو الذي يحاول التصدي لها، وإذا فشل في ذلك، فإن حمض المعدة يتولى الأمر.
وأشار فولش إلى أن هناك أيضا ما يسمى بـ”الدفاع الطبيعي”، وهو عبارة عن خلايا في الجسم تلتهم ببساطة كل ما يبدو غريبا عن الجسم. ومن هذه الخلايا البالعة ما يسمى بـ”البلاعم” أو الخلايا الوحيدة.
وإذا لم ينجح هذا الدفاع الطبيعي في القضاء على مسببات الأمراض، فعندئذ ينشّط الجسم الدفاع المتخصص، وهذه الخلايا تسمى الخلايا اللمفاوية البائية والخلايا اللمفاوية التائية، التي تنتمي أساسا إلى مجموعة خلايا الدم البيضاء.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
بعض التحوّرات الجينية مفيدة في مكافحة العدوى.
الثلاثاء 2023/01/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الجينات هي العامل المشترك في سمات معظم الصفات الموروثة
بحث العلماء في التحورات الجينية للبشر خلال الـ10 آلاف عام الماضية، وذلك عبر تحليل الحمض النووي لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة، ودمجوا هذه العينات مع 500 مجين حديث وطوّروا طريقة لتحديد الاختلافات الجينية التي حدثت مع مرور الوقت، واكتشفوا أن هناك 89 جينا لها دور في استجابة الإنسان المناعية ضد مسببات الأمراض.
باريس - تتعقب دراسة نُشرت مؤخرا تطور التحوّرات الجينية خلال الـ10 آلاف عام الماضية، أي منذ العصر الحجري الحديث عندما تخلى الصيادون عن حياة الترحال التي كانوا يعيشونها لتطوير الزراعة وتربية الماشية.
حلّل العلماء الحمض النووي القديم لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة، وخزّن في قاعدة بيانات. ودمجوا هذه العينات مع 500 مجين (شريط وراثي) حديث وطوّروا طريقة لتحديد وتأريخ الاختلافات الجينية التي حدثت مع مرور الوقت، في نهج قائم على تسلسل جين الإنسان البدائي، وهو تخصص فاز عنه بجائزة نوبل الطب لعام 2022 عالم الأحياء السويدي سفانتي بابو.
ومن بين مئات الآلاف من التحوّرات المستخلصة، حدّد الباحثون أن البعض منها “مفيد في مكافحة العدوى”.
وهذه التحوّرات موجودة في 89 جينا، كما شرح لوكالة فرانس برس لويس كوينتانا – مورسي، مدير الدراسة المنشورة في مجلة “سيلز جينومكس”.
كذلك، اكتشف العلماء تواترا متزايدا لهذه الجينات الـ89، التي لها دور في استجابتنا المناعية ضد مسببات الأمراض، كما أضاف هذا الأستاذ في معهد باستور وكوليج دو فرانس.
وازدادت هذه التحوّرات المفيدة لبقائنا على مر العصور، بفضل اختيار “إيجابي” لتكيف البشر مع البيئة.
العلماء حلّلوا الحمض النووي القديم لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة وخزّن في قاعدة بيانات
وقال كوينتانا – مورسي إن الاكتشاف الثاني يتمثل في أنه “نجحنا في التأريخ بدءا من الوقت الذي أصبحت فيه مفيدة، وتحديدا منذ 4500 عام، اعتبارا من العصر البرونزي”.
إنها ثورة وراثية تعود إلى العصر البرونزي في أوروبا: قبل 4500 عام، بدأ جهاز المناعة لدى الإنسان التحوّر لمقاومة انتشار أمراض معدية بشكل أفضل، على حساب حماية البشر ضد أنواع أخرى من الأمراض.
وهذا التاريخ يتزامن مع “وصول الهجرة الكبرى من سهول آسيا الوسطى، لشعوب يامنايا التي أتت بلغات الهندو – أوروبية والتي يحمل جميع الأوروبيين اليوم آثارا وراثية منها”، كما أوضح هذا الخبير في الوراثة السكانية.
وقد أدت هذه الهجرة إلى نمو كبير في عدد السكان الأوروبيين ووفرت أرضا خصبة لانتشار الميكروبات المسببة للأمراض.
واستبعدت الدراسة أن تكون شعوب يامنايا جلبت معها مسببات أمراض جديدة بدليل أن “التحوّرات الجينية كانت موجودة أصلا قبل هذه الهجرة، لكنها كانت غير نشطة لأنه لم يكن هناك العديد من الأمراض. مع النمو السكاني أصبحت مفيدة لمكافحة العدوى”، كما شرح المؤلف.
لكن كان هناك “ثمن كان يجب دفعه”، ففي حين ازدادت حمايتنا من الأمراض المعدية، جعلتنا هذه التحوّرات نفسها “أكثر عرضة” لأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض كرون أو الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك الأمراض الالتهابية.
العلماء اكتشفوا تواترا متزايدا لهذه الجينات الـ89، التي لها دور في استجابتنا المناعية ضد مسببات الأمراض
وهذه أمراض تقتل أقل بكثير من الأمراض المعدية، وهو ما يفسر تكيّف مناعتنا مع الخطر الأكبر.
وقال كوينتانا – مورسي “كنا نعلم أن نظامنا أصبح أقل مقاومة لأمراض المناعة الذاتية والالتهابات، لكننا لم نكن نعلم أن هذا يعود إلى مطلع العصر البرونزي”.
وذلك يدحض الفرضية الصحية التي تقول إن وصول اللقاحات والمضادات الحيوية في القرن العشرين هو ما ساهم في تطور أمراض المناعة الذاتية والالتهابات، في مقابل انخفاض انتشار الأمراض المعدية.
وبسبب نقص العيّنات الكافية في القارات الأخرى، لم يتمكّن معدو الدراسة من معرفة ما إذا كان هذا التطور هو نفسه في سائر أنحاء العالم.
لكن اكتشافهم قد يفتح مجالا للبحث الطبي من خلال تطوير علاجات تستهدف جينات معينة.
وعلم الوراثة البشري هو دراسة الوراثة وكيفية حدوثها عند البشر. ويشتمل علم الوراثة البشري على مجموعة متنوعة من المجالات المتداخلة، على سبيل المثال: علم الوراثة الكلاسيكي، وعلم الوراثة الخلوية، وعلم الوراثة الجزيئي، وعلم الأحياء الجزيئي، وعلوم الجينوم، وعلم الوراثيات السكانية، وعلم الأحياء النمائي، وعلم الوراثة الطبية، والاستشارات الوراثية.
وتُعد الجينات العامل المشترك في سمات معظم الصفات الموروثة عند الإنسان. ويمكن أن تجيب دراسة علم الوراثة البشرية على الأسئلة المتعلقة بالطبيعة البشرية، ويمكن لها أن تساعد في فهم الأمراض وتطوير العلاجات الفعالة لها، وتساعدنا أيضا على فهم دور الوراثة في حياة الإنسان.
الجسم يبذل أقصى جهده للحفاظ على صحته والبقاء في منأى عن كل ما يضره
في حربه ضد مسببات الأمراض والفايروسات، يبذل الجسم أقصى جهده للحفاظ على صحته والبقاء في منأى عن كل ما يضره. لكن يحدث أحيانا أن تصل الفايروسات وما شابهها إلى الهدف، وتسبب العدوى بالسعال أو سيلان الأنف أو ما هو أخطر من ذلك.
وإذا حدث هذا بشكل متكرر، فيدل ذلك على ضعف جهاز المناعة.
وقال أخصائي الطب الباطني والجهاز الهضمي الألماني البروفيسور أولريش فولش إنه نظام معقد للغاية ينتشر في كل مكان بالجسم، وهو تفاعل بين الخلايا والأنسجة والوسائط الكيميائية من جميع الأنواع.
وأضاف فولش أن عمل جهاز المناعة يبدأ من الجلد الذي يمثل حاجزا وقائيا تتحطم عنده هجمات الجراثيم، حيث يحتوي الجلد على أُس هيدروجيني حمضي بعض الشيء يحول دون تسلل البكتيريا وما شابهها إلى الجسم.
وتعمل الأغشية المخاطية وشعر الأنف وأهداب الشعب الهوائية على منع مرور الجراثيم إلى داخل الجسم.
وإذا تمكنت الجراثيم من دخول الجسم عبر الطعام، فإن اللعاب هو الذي يحاول التصدي لها، وإذا فشل في ذلك، فإن حمض المعدة يتولى الأمر.
وأشار فولش إلى أن هناك أيضا ما يسمى بـ”الدفاع الطبيعي”، وهو عبارة عن خلايا في الجسم تلتهم ببساطة كل ما يبدو غريبا عن الجسم. ومن هذه الخلايا البالعة ما يسمى بـ”البلاعم” أو الخلايا الوحيدة.
وإذا لم ينجح هذا الدفاع الطبيعي في القضاء على مسببات الأمراض، فعندئذ ينشّط الجسم الدفاع المتخصص، وهذه الخلايا تسمى الخلايا اللمفاوية البائية والخلايا اللمفاوية التائية، التي تنتمي أساسا إلى مجموعة خلايا الدم البيضاء.
انشرWhatsAppTwitterFacebook