الحداء فن تواصل السعوديين مع الإبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحداء فن تواصل السعوديين مع الإبل

    الحداء فن تواصل السعوديين مع الإبل


    السعودية نجحت في تسجيل حداء الإبل على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، بالاشتراك مع الإمارات وعمان.
    الجمعة 2023/01/20
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    تواصل بلا كلام

    يعرف السعوديون الإبل منذ زمن طويل واستخدموها سفينة للصحراء ومورد رزق لهم، حتى صارت لهم معها لغة يتواصلون بها معها وهي الحداء الذي ينقسم إلى الهبال ويستخدم لتجميع الإبل والعبال هو الغناء لها وقت سقي الماء.

    صياهد رماح (السعودية) - يصيح السعودي حامد المري بكلمات متتالية غير مفهومة، لكنّ جماله المتفرقة تتجاوب فورا وتتجمّع لتسير خلفه في نظام، فهي تفهم هذه “اللغة الخاصة” المعروفة بـ”الحداء” والتي تعتبر موروثا شعبيا يستخدم للتواصل بين الإبل وملاكها في الصحراء السعودية.

    وأدرج “الحداء” على لائحة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في ديسمبر. وتسلّط الممارسة مرة أخرى الضوء على العلاقة الوثيقة بين الإبل وسكان الجزيرة العربية.

    ويقول المري (36 عاما) الذي يملك مئة رأس من الإبل في منطقة صياهد رماح على بعد 150 كلم شمال شرق الرياض “هناك لغة خاصة بين مالك الإبل وإبله”، مضيفا “الإبل تعرف نبرة صوت صاحبها وتستجيب له فورا. وإذا ناداها شخص آخر، لن تستجيب له”.

    وتنقسم الإبل إلى نوعين، أولهما الجمل العربي أو الوحيد السنام، وثانيهما الجمل ذو السنامين، وهما نوعان منفصلان يتشابهان كثيرا حتى أن ما يقال عن أحدهما يمكن أن ينطبق إلى حد كبير على الآخر. ويقطن الجمل العربي المناطق الصحراوية لشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وتم إدخاله كحيوان مستأنس في الهند وأستراليا، ولا يوجد الجمل العربي في الواقع بصورة وحشية على الرغم من وجود ما يعرف بالجمال البرية التي هجرت الاستئناس لتهيم على وجهها، أما الجمل ذو السنامين فهو حيوان قوي البيان يعيش في آسيا شمال جبال الهمالايا وهو من حيوانات النقل المهمة في الأجزاء الجنوبية من سيبيريا ومنغوليا.


    وتُعرف الجِمال باسم “سفن الصحراء”، وكانت تستخدم في الماضي للتنقل عبر رمال شبه الجزيرة العربية حتى أصبحت رمزا تقليديا لمنطقة الخليج العربي.

    وتنظم دول الخليج فعاليات مختلفة تشارك فيها الجمال على مدار العام تُكسب القيمين عليها والمشاركين في مسابقاتها أيضا مكانة اجتماعية عالية. ونجحت السعودية في تسجيل “حداء الإبل” على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، بالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة وعمان.

    ويقول المدير التنفيذي لهيئة التراث في السعودية جاسر الحربش إنّ الحداء “يضرب في عمق حضارة الجزيرة العربية”، مشيرا إلى أنّ الهدف الرئيسي لتسجيله هو “حمايته وتوثيقه وإتاحة الفرصة لتطويره”.

    ويشير إلى وجود “الكثير من المنحوتات الصخرية التي رسمت الجمل وحكت قصة الجمل سواء استخدم في الحرب أو التجارة”. ويعد حداء الإبل أحد أشكال التعبير الشفهي التقليدي في الجزيرة العربية ووسيلة للتواصل بين الإبل وراعيها.

    وفي وصف اليونسكو لهذا الموروث، جاء “يقوم الرعاة بتدريب جمالهم على التعرّف على الفرق بين اليمين واليسار، وفتح أفواهها عندما يُطلب منها ذلك، والركوع ليمتطيها أصحابها”.

    والحداء نوعان، “الهبال” و”العبال”، يشرح المري، وهو موظف حكومي ارتدى معطفا رماديا فوق عباءته الداكنة واعتمر الشماغ التقليدي، “الهبال يستخدم إذا كانت الإبل منتشرة فينبهها مالك الإبل لتتجمع حتى لا تشرد بعيدا، أما العبال فهو الغناء لها وقت سقي الماء حتى تشرب وهي سعيدة”، موضحا أن هذا النوع يتضمن “كلمات فيها غزل”.


    وتصطف سيارات دفع رباعي فارهة تعود لأصحاب الإبل قرب خيم منصوبة في المكان للعناية بالإبل داخلها.

    وتنظم في المكان منذ أسابيع الدورة السابعة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي تبلغ جوائزه الإجمالية 350 مليون ريال (93.3 مليون دولار). ويقول مالك آخر منصور القاتولة (34 عاما) “مالك الإبل ينادي إبله بأسماء خاصة بها ومن خلال التكرار تعرف اسمها وتتجاوب معه”.

    وورث القاتولة، وهو رجل أعمال في قطاع العقارات يمتلك أكثر من 100 رأس من الإبل، فن الحديث مع إبله عن آبائه وأجداده، وهو عازم على تمريره لأبنائه.

    ويقول الأب لثلاثة أطفال “نتوارث رعاية الإبل أبا عن جد منذ أكثر من 200 سنة”. ويتابع “الآن أبنائي يحبونها ويطلبون باستمرار المجيء إلى هنا وباتت الإبل تعرف أصواتهم أيضا”. ويضيف “حينما يكون مالك الإبل مهتما بها ويزورها باستمرار، تبادله المشاعر”. وتطلق البعض من جماله صوتا يشبه الهدير، فيبدأ بالغناء لها.


    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X