السورية إيفا عزت فنانة تبحث عن لون مفقود وطرح مغاير للسائد
تجربة نضجت في بيت فني فنظرت إلى المحيط على أنه نتاج تحولات كثيرة.
الخميس 2022/12/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فنانة استثنائية
يرحل الفنان التشكيلي تاركا وراءه رصيدا ثريا من الأعمال الفنية التي تعكس أفكاره وأسلوبه وقراءته الخاصة للحياة، ويترك في عقول متابعيه تساؤلات وتقييمات قد تدفعهم لإعادة قراءة أعماله، وربما تكون تلك القراءة هي قراءات سابقة صالحة لكل زمان ومكان، فالتجربة واحدة والأعمال واحدة رغم رحيل صاحبها.
كان رحيل الفنانة التشكيلية إيفا عزت (حواء حسان عزت) صادماً وموجعاً إلى حد الصمت، وصلت إسطنبول يوم السبت السابع عشر من ديسمبر الحالي الساعة الرابعة مساء برفقة شقيقتها بقصد الزيارة، الساعة السابعة في اليوم ذاته يهجم عليها كابوس الدم ليلقط أنفاسها، وكأنها جاءت إلى هذه المدينة لتسلم روحها لباريها وتعود دونها إلى الإمارات المتحدة حيث تقيم مع والديها وطفلتيها فارشين أجنحتهم عليها علّها توقظ ذاكرتها لتسرد لهم الذي كان والذي لن يكون.
سبق أن كتبت عنها مقالا في عام 2015 وكلي أمل أن تكون رقماً، بل ستكون استثناء، وكان رحيلها حقاً استثناء ومفاجئاً ومؤلماً، وأنا بما كتبته أشد على أيادي والديها الشاعر حسان عزت والكاتبة فاتن حمودي وأهمس لهما بأن حواء لم تكن ابنتهما بل ابنتنا أيضاً فالعزاء لنا جميعاً.
تراكم ثقافي
الفنانة تبتعد عن التغريب وتغرق في التقريب لأن الإنسان بتعبه وبأمله، ليس قطعة خشب مرمية أمام فرن
حواء حسان عزت أو إيفا عزت كما تحب أن تعرف فنياً هي سليلة تراكم ثقافي طويل، فهي ابنة الأديبين الكاتبة والإعلامية فاتن حمودي والشاعر السوري المعروف حسان عزت الذي له من الرصيد الشعري والمعرفي في المشهد الثقافي السوري الكثير، فهو إلى جانب صقر عليشي وإبراهيم اليوسف، وحكم البابا، وإبراهيم عباس ياسين، وأحمد تيناوي، وطه خليل، ومعشوق حمزة، وإبراهيم جرادي، وخليل صويلح وبندرعبدالحميد وغيرهم.
حسان عزت هو إلى جانب هؤلاء شكل ترسانة شعرية أعطى الشعر السوري دفعاً ودفقاً له حضوره الجميل. في هذه المعمعة الشعرية الجميلة ولدت إيفا وعاشت طفولتها، فكان لا بد أن يكون لذلك الأثر الأجمل في كشف موهبتها والنزول إلى الساحة الفنية، فقدمت معرضها الأول وهي ما زالت طفلة تنام في حضن أبويها، بحضور أسماء لها وزنها في الحراك الثقافي والفني، منهم الراحل الذي لن ينسى فاتح المدرس الذي تفاءل بها خيراً، وهي لم تخيب ظن فاتح بها فحصدت جوائز عالمية وهي طفلة.
وبعد أن أصبحت إيفا صبية كبر معها حبها للفن ولكل ذلك لا نستغرب أن نجد التركيب الفني عند إيفا في حالة صعود دون أيّ اختلال في المفهوم الإجرائي الذي تستعين به في صياغة عملها، ودون أن تترك طفولتها التي تعكسها في علاقتها مع مكونات عملها، فهي استثناء أو حتى اختلال في المشهد التشكيلي النسوي (مع رفضنا لهذا المصطلح)، وبتعبير آخر هي تعبر عن صيرورة التحولات الكثيرة التي تعصف بكل شيء ومن هذا المنظور فهي ترمي بريشتها أفقياً لخلق مبادرات لونية قد تعيد قراءة الواقع قزحياً.
هذا هو المرغوب تماماً، ومن باب عدم خلق أيّ إشكالية ذوقية تنتج إيفا وبتنوع مرموق عملاً فنياً ترمي به كل أسئلتها مهما كانت غارقة في الصعوبة والتعقيد. فهي تأخذ كل شيء من حولها بعين الاعتبار، وهذا ما يجعلها تبتعد عن التغريب، بل تغرق في التقريب ومن أوسع أبوابه، لأن الإنسان بتعبه وبأمله، ليس قطعة خشب مرمية أمام فرن، ولا قشة في مهب الريح، هو كيان من روح وأحاسيس. هذا ما يتوافر في عمل الفنانة المعنون بـ”السقوط” دون أيّ تقاطع مع أحداث مغايرة بل تبقى الذاكرة حكاية من حكايات البلاد.
لهذا تبذل إيفا جهداً دون أيّ ترهل فتذهب وبحصانة يفترض بها مع ارتباطها بهوامش المكان إلى استخدام تقاطعات لونية للوصول إلى حقائق هي مبعثرة في أكثر من مسار، فتبدأ بلملمتها لوناً لوناً، حتى تأخذ كل أبعادها فتغرق في إحداها ألا وهو السقوط عالياً، وهذا ما يجعل مفهوم البلاد عندها لا يتوقف على أحجار ونوافذ وأبواب بل تكتمل بالإنسان.
تجاوز الاشكاليات
ليس عبثاً أن تفرش الفنانة إيفا عزت غضبها في هذا العمل، فهي تثور وتغضب لما يحدث حولها، فهم لا يكتفون بمصادرة الماء والريح واللون فقط بل الرأس أيضاً، وهذا ما استوجب من الفنانة اللجوء إلى المعادل البصري لخلق فضاء فني جمالي فيه من الحركة كل خطوط الباحثة عن علاقات عنصري الزمان والمكان دون إغلاق الأفق الفاعل في ذهنية المتلقي بقوة الرياح.
في هذا العمل تلفت إيفا وبانفعال إيجابي كل ما يقارب تقنيات التعبير بخلق مساحات للتجريب كأساس تكويني عليه تقوم في إنشاء بنائها الفني مما يعطي هذا البناء دلالات غير مستوردة بل مستوحاة من سيرة مدينة، أو لنقل سيرة بلاد، ومن البداهة في الثقافة الفنية أن التجريب مرتبط بتلك التراكمات التي تتيح للفنان خلق فسحة زمنية معينة.
هذا ما فعلته الفنانة الراحلة مع خلقها فرصة لصيرورة جديدة ألا وهي النقلة العالية في مجال خلق اللون الخاص بها كحالة بحث عن لون مفقود. وهذا ما يخلق لديها ترابطاً مع كل بنية قد تهطل عليها، لتتحول بدورها إلى حالة تدعو إلى الكثير والكثير جداً من التأمل.
وتلك التقاطعات التي قد نجدها عند إيفا عزت في مفهومها للتجريب قد تفسر على نحو آخر مغاير، وبقياس يتطابق بالضرورة مع عرف المتلقي الذي سيقول حينها إن عملها هذا ليس أكثر من تجربة ذاتية لا علاقة لها بالتجريب كمفهوم فني، حينها لا بد أن نبحث عن التأصيل في مجمل مفاصل هذا العمل، وبعناية تفسيرية مع الوقوف عند إشارات تشكل مفهوم التجريب عند الرسامة.
من أولى هذه الإشارات قراءة النوافذ المغلقة غير المشرعة على صيغة هي بحد ذاتها بحث تجريبي من خلال الظروف الفاعلة، وكذلك السجال الدائر ما بين الرجل الذي يصرخ وهو يسقط: نعم كانت السماء زرقاء وبين الأنثى التي تؤكد بأن المدينة لم تكن زرقاء، فإيفا هنا تتأرجح رويداً وبخفة عصفور خرج تواً من القفص بين التأصيل وبين التجريب، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بحثت إيفا في منظور التشكيل أم أنها تعتبر الحقل الذي تحرث فيه حقلاً متنوعاً لا إعاقة فيه؟ حقلاً لوعيها الفني الجمالي وهذا ما تؤكده في رسم معادلها الإبداعي الحامل للشرط الذاتي المقترن بحالتي الانعكاس والتحديد بين تدرّجات الأزرق الغارق في التداخل بحركية التغيير وبين العوامل التكوينية التي تفرض ملامحها الخاصة التي تحاكي الوجع ضمن استمراريتها بثنائية الصعود والسقوط.
إيفا تتوغل في إنتاج عمل فني ينتسب إلى الكشف عن مفاهيم تعبيرية قد تصاغ بريشتها وفق معيار تراتبي وبانحياز تام إلى الاقتران بمرجعية طفولتها التي مازالت تعيشها في سياق عملها الفني وبين الإسهام اللافت في نقل تجلياتها التي لم تلوث بعد بإشكاليات التبعية، فهي تريد ومنذ البدء وانطلاقاً من دوافعها الأساسية طرح مفهوم مغاير للسائد وبالتالي للوجع المطروح، وذلك بتعزيز مفهوم تجاوز الإشكاليات التي قد تعترضها، وحتى لا تقف أمام معضلة البحث عن إعتاق مفردات العمل تترك كل ذلك مع مساحة كبيرة للمتلقي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
غريب ملا زلال
كاتب سوري
تجربة نضجت في بيت فني فنظرت إلى المحيط على أنه نتاج تحولات كثيرة.
الخميس 2022/12/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فنانة استثنائية
يرحل الفنان التشكيلي تاركا وراءه رصيدا ثريا من الأعمال الفنية التي تعكس أفكاره وأسلوبه وقراءته الخاصة للحياة، ويترك في عقول متابعيه تساؤلات وتقييمات قد تدفعهم لإعادة قراءة أعماله، وربما تكون تلك القراءة هي قراءات سابقة صالحة لكل زمان ومكان، فالتجربة واحدة والأعمال واحدة رغم رحيل صاحبها.
كان رحيل الفنانة التشكيلية إيفا عزت (حواء حسان عزت) صادماً وموجعاً إلى حد الصمت، وصلت إسطنبول يوم السبت السابع عشر من ديسمبر الحالي الساعة الرابعة مساء برفقة شقيقتها بقصد الزيارة، الساعة السابعة في اليوم ذاته يهجم عليها كابوس الدم ليلقط أنفاسها، وكأنها جاءت إلى هذه المدينة لتسلم روحها لباريها وتعود دونها إلى الإمارات المتحدة حيث تقيم مع والديها وطفلتيها فارشين أجنحتهم عليها علّها توقظ ذاكرتها لتسرد لهم الذي كان والذي لن يكون.
سبق أن كتبت عنها مقالا في عام 2015 وكلي أمل أن تكون رقماً، بل ستكون استثناء، وكان رحيلها حقاً استثناء ومفاجئاً ومؤلماً، وأنا بما كتبته أشد على أيادي والديها الشاعر حسان عزت والكاتبة فاتن حمودي وأهمس لهما بأن حواء لم تكن ابنتهما بل ابنتنا أيضاً فالعزاء لنا جميعاً.
تراكم ثقافي
الفنانة تبتعد عن التغريب وتغرق في التقريب لأن الإنسان بتعبه وبأمله، ليس قطعة خشب مرمية أمام فرن
حواء حسان عزت أو إيفا عزت كما تحب أن تعرف فنياً هي سليلة تراكم ثقافي طويل، فهي ابنة الأديبين الكاتبة والإعلامية فاتن حمودي والشاعر السوري المعروف حسان عزت الذي له من الرصيد الشعري والمعرفي في المشهد الثقافي السوري الكثير، فهو إلى جانب صقر عليشي وإبراهيم اليوسف، وحكم البابا، وإبراهيم عباس ياسين، وأحمد تيناوي، وطه خليل، ومعشوق حمزة، وإبراهيم جرادي، وخليل صويلح وبندرعبدالحميد وغيرهم.
حسان عزت هو إلى جانب هؤلاء شكل ترسانة شعرية أعطى الشعر السوري دفعاً ودفقاً له حضوره الجميل. في هذه المعمعة الشعرية الجميلة ولدت إيفا وعاشت طفولتها، فكان لا بد أن يكون لذلك الأثر الأجمل في كشف موهبتها والنزول إلى الساحة الفنية، فقدمت معرضها الأول وهي ما زالت طفلة تنام في حضن أبويها، بحضور أسماء لها وزنها في الحراك الثقافي والفني، منهم الراحل الذي لن ينسى فاتح المدرس الذي تفاءل بها خيراً، وهي لم تخيب ظن فاتح بها فحصدت جوائز عالمية وهي طفلة.
وبعد أن أصبحت إيفا صبية كبر معها حبها للفن ولكل ذلك لا نستغرب أن نجد التركيب الفني عند إيفا في حالة صعود دون أيّ اختلال في المفهوم الإجرائي الذي تستعين به في صياغة عملها، ودون أن تترك طفولتها التي تعكسها في علاقتها مع مكونات عملها، فهي استثناء أو حتى اختلال في المشهد التشكيلي النسوي (مع رفضنا لهذا المصطلح)، وبتعبير آخر هي تعبر عن صيرورة التحولات الكثيرة التي تعصف بكل شيء ومن هذا المنظور فهي ترمي بريشتها أفقياً لخلق مبادرات لونية قد تعيد قراءة الواقع قزحياً.
هذا هو المرغوب تماماً، ومن باب عدم خلق أيّ إشكالية ذوقية تنتج إيفا وبتنوع مرموق عملاً فنياً ترمي به كل أسئلتها مهما كانت غارقة في الصعوبة والتعقيد. فهي تأخذ كل شيء من حولها بعين الاعتبار، وهذا ما يجعلها تبتعد عن التغريب، بل تغرق في التقريب ومن أوسع أبوابه، لأن الإنسان بتعبه وبأمله، ليس قطعة خشب مرمية أمام فرن، ولا قشة في مهب الريح، هو كيان من روح وأحاسيس. هذا ما يتوافر في عمل الفنانة المعنون بـ”السقوط” دون أيّ تقاطع مع أحداث مغايرة بل تبقى الذاكرة حكاية من حكايات البلاد.
لهذا تبذل إيفا جهداً دون أيّ ترهل فتذهب وبحصانة يفترض بها مع ارتباطها بهوامش المكان إلى استخدام تقاطعات لونية للوصول إلى حقائق هي مبعثرة في أكثر من مسار، فتبدأ بلملمتها لوناً لوناً، حتى تأخذ كل أبعادها فتغرق في إحداها ألا وهو السقوط عالياً، وهذا ما يجعل مفهوم البلاد عندها لا يتوقف على أحجار ونوافذ وأبواب بل تكتمل بالإنسان.
تجاوز الاشكاليات
ليس عبثاً أن تفرش الفنانة إيفا عزت غضبها في هذا العمل، فهي تثور وتغضب لما يحدث حولها، فهم لا يكتفون بمصادرة الماء والريح واللون فقط بل الرأس أيضاً، وهذا ما استوجب من الفنانة اللجوء إلى المعادل البصري لخلق فضاء فني جمالي فيه من الحركة كل خطوط الباحثة عن علاقات عنصري الزمان والمكان دون إغلاق الأفق الفاعل في ذهنية المتلقي بقوة الرياح.
في هذا العمل تلفت إيفا وبانفعال إيجابي كل ما يقارب تقنيات التعبير بخلق مساحات للتجريب كأساس تكويني عليه تقوم في إنشاء بنائها الفني مما يعطي هذا البناء دلالات غير مستوردة بل مستوحاة من سيرة مدينة، أو لنقل سيرة بلاد، ومن البداهة في الثقافة الفنية أن التجريب مرتبط بتلك التراكمات التي تتيح للفنان خلق فسحة زمنية معينة.
هذا ما فعلته الفنانة الراحلة مع خلقها فرصة لصيرورة جديدة ألا وهي النقلة العالية في مجال خلق اللون الخاص بها كحالة بحث عن لون مفقود. وهذا ما يخلق لديها ترابطاً مع كل بنية قد تهطل عليها، لتتحول بدورها إلى حالة تدعو إلى الكثير والكثير جداً من التأمل.
وتلك التقاطعات التي قد نجدها عند إيفا عزت في مفهومها للتجريب قد تفسر على نحو آخر مغاير، وبقياس يتطابق بالضرورة مع عرف المتلقي الذي سيقول حينها إن عملها هذا ليس أكثر من تجربة ذاتية لا علاقة لها بالتجريب كمفهوم فني، حينها لا بد أن نبحث عن التأصيل في مجمل مفاصل هذا العمل، وبعناية تفسيرية مع الوقوف عند إشارات تشكل مفهوم التجريب عند الرسامة.
من أولى هذه الإشارات قراءة النوافذ المغلقة غير المشرعة على صيغة هي بحد ذاتها بحث تجريبي من خلال الظروف الفاعلة، وكذلك السجال الدائر ما بين الرجل الذي يصرخ وهو يسقط: نعم كانت السماء زرقاء وبين الأنثى التي تؤكد بأن المدينة لم تكن زرقاء، فإيفا هنا تتأرجح رويداً وبخفة عصفور خرج تواً من القفص بين التأصيل وبين التجريب، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بحثت إيفا في منظور التشكيل أم أنها تعتبر الحقل الذي تحرث فيه حقلاً متنوعاً لا إعاقة فيه؟ حقلاً لوعيها الفني الجمالي وهذا ما تؤكده في رسم معادلها الإبداعي الحامل للشرط الذاتي المقترن بحالتي الانعكاس والتحديد بين تدرّجات الأزرق الغارق في التداخل بحركية التغيير وبين العوامل التكوينية التي تفرض ملامحها الخاصة التي تحاكي الوجع ضمن استمراريتها بثنائية الصعود والسقوط.
إيفا تتوغل في إنتاج عمل فني ينتسب إلى الكشف عن مفاهيم تعبيرية قد تصاغ بريشتها وفق معيار تراتبي وبانحياز تام إلى الاقتران بمرجعية طفولتها التي مازالت تعيشها في سياق عملها الفني وبين الإسهام اللافت في نقل تجلياتها التي لم تلوث بعد بإشكاليات التبعية، فهي تريد ومنذ البدء وانطلاقاً من دوافعها الأساسية طرح مفهوم مغاير للسائد وبالتالي للوجع المطروح، وذلك بتعزيز مفهوم تجاوز الإشكاليات التي قد تعترضها، وحتى لا تقف أمام معضلة البحث عن إعتاق مفردات العمل تترك كل ذلك مع مساحة كبيرة للمتلقي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
غريب ملا زلال
كاتب سوري