التشكيل السوري في عام 2022: حراك موسع يثمن تجارب الرواد والمعاصرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيل السوري في عام 2022: حراك موسع يثمن تجارب الرواد والمعاصرين

    التشكيل السوري في عام 2022: حراك موسع يثمن تجارب الرواد والمعاصرين


    المعارض الاستعادية عكست مستوى التجارب الفنية لأجيال من الفنانين المخضرمين إلى جانب تجارب فنية شبابية تجتهد لتصنع بصمتها الخاصة.
    الأربعاء 2022/12/28
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    أعمال أثرت الفن السوري

    دمشق - حضر الفن التشكيلي السوري بقوة على الساحة الثقافية للعام الحالي فنثر زخارفه من نحت ورسم وبورتريه وتصوير ضوئي وفوتوغرافي على أروقة العديد من الصالات العامة والخاصة، مقدما وجوها فنية شابة، وعروضا لمخضرمين برزوا في عالم الفن التشكيلي عبر معارض محلية وعربية وعالمية فردية وجماعية وحتى استعادية.

    ولم يخل الفن التشكيلي هذا العام من أسماء وعناوين لقامات فنية كبيرة وإبداعات فذة مثل الهواجس والعواطف التي جسدها الورق في معرض للفنانة التشكيلية أسماء فيومي، وأسرار شهرزاد للتشكيلي محمد العلبي، والحنين إلى الماضي في لوحات عمار الشوا، أما قيامة السنديان فسلطت الضوء على الفن التشكيلي في حياة الشاعر الراحل خالد أبوخالد.

    وشهد عام 2022 معارض مشتركة بين سوريا ودول صديقة جمعت القضايا الإنسانية على لوحات فنية، برزت فيها هموم الشعوب عالميا مثل “نيكولسكوي.. تهاتف المصائر” المعرض الذي وثق الأعمال الإرهابية التي طالت معلولا ونيكولسكوي، وكذلك معرض بعدسات التشكيليين قدموا فيه صورا فوتوغرافية عكست الواقع السوري.

    وجالت اللوحات الفنية في أنحاء العالم لتقدم وجه سوريا الحضاري بكل الألوان التعبيرية للفن التشكيلي فاستطاعت الفنانة التشكيلية السورية المغتربة في كندا رندة حجازي أن تحقق تميزا وحضورا بارزين من خلال نيلها الميدالية الفضية عن مشاركتها في معرض فني أقيم في القاعة الملكية بكنيسة القديسة مادلين في باريس، وبرزت لوحات الفنانة هيام سلمان كجسر ثقافي بين سوريا واليابان في معرض أقيم بالعاصمة اليابانية طوكيو.

    الفن التشكيلي السوري في هذا العام حمل على عاتقه قضايا وطنية واجتماعية مهمة جسدتها الأعمال الفنية الكثيرة

    وأقيم معرض في موسكو للفنان نزار صابور بعنوان “الحياة لا تموت” واحتفى النادي الثقافي العربي في إمارة الشارقة بأعمال الفنان التشكيلي السوري بشير بشير من خلال احتضانه لمعرضه الفردي الحادي والثلاثين بعنوان “التكوين والتجريد”.

    كما نظم الفنان السوري المغترب في سويسرا مفيد حنا معرضا فرديا وأقامت جمعية زنوبيا للسيدات في أستراليا بالتعاون مع مركز الملكة فيكتوريا للسيدات معرضها التشكيلي الأول تحت عنوان “أمل”.

    وشاركت الفنانة السورية العالمية سارة شمة بلوحة “ميرا وسانجيف” في معرض الصيف للأكاديمية الملكية للفنون في لندن، وحضر الفن التشكيلي السوري في المعرض الفني “إشراقات 2022” الذي أقيم في دبي احتفاء بالفن التشكيلي العربي المعاصر.

    وعكست المعارض الاستعادية مستوى التجارب الفنية لأجيال من الفنانين المخضرمين إلى جانب تجارب فنية شبابية تجتهد لتصنع بصمتها الخاصة، ومنها معرض للفنان عزالدين شموط، ومعرض فني بحلب تحية لروح الفنان فاتح المدرس، ومعرض بعنوان “جيل الحداثة” لأعمال 35 فنانا وفنانة من رواد الحركة التشكيلية السورية، بالإضافة إلى معرض استعادي لأعمال النحات السوري فؤاد أبوعساف بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، وثلاثين عملا في فن الغرافيك السوري ضمن المعرض الاستعادي السابع.

    كل هذا الإبداع الفني تكلل بجوائز تكريمية متنوعة فردية وجماعية ولكل أنواع واختصاصات الفن التشكيلي، وأيضا لشخصيات فنية رائدة ومسابقات مختلفة، منها تكريم الفائزين في مسابقة البوستر للموسم الثاني، وتكريم أيقونات سورية رائدة في الفن التشكيلي، إضافة إلى جوائز عالمية حصل عليها كل من التشكيلية السورية صبا رزوق عن جائزة السلام الدولية في اليابان، والفنان رائد خليل الذي فاز بجائزة في مهرجان دولي برومانيا.


    وبدت المساحة الفنية الأوسع في الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري الذي أطلقته وزارة الثقافة في الشهر العاشر احتفاء بمئوية الفنان المعلم فاتح المدرس تحت شعار “سبعون عاما من الحداثة”، وهو إشارة إلى مرور سبعين عاما على فوز لوحته كفر جنة بالجائزة الأولى في المعرض السنوي الثالث عام 1952، والتي تم اعتبارها بداية لتاريخ الحداثة في الفن التشكيلي السوري.

    وتضمنت الاحتفالية إقامة العديد من المعارض في صالات العرض العامة والخاصة، وندوات أكاديمية ومسابقات احترافية، منها معرض الخريف السنوي، ومعرض الحداثة، ومسابقة البورتريه من وحي أعمال فاتح المدرس، ومسابقة تصميم البوستر.

    وقدمت صالة “مشوار” عرضا بانوراميا للمراحل التي عاشتها الحركة التشكيلية في سوريا، من خلال منشورات وكاتالوغات صادرة في فترات مختلفة، إضافة إلى دعوات المعارض الرسمية والخاصة التي شهدتها الحركة التشكيلية السورية.

    وتضمنت أيام التشكيل السوري تكريم قامات فنية كبيرة مثل ممدوح قشلان وإلياس الزيات وعلي الكفري ضمن معرض ضم أكثر من خمسين مشاركا، بالإضافة إلى تكريم الفنانة التشكيلية سوسن جلال في ذكرى وفاتها الأولى، ثم أتى معرض إعلان نتائج مسابقة البورتريه المعتمدة على تقنية إعادة التدوير كتتويج لجهود الوزارة في دعم شريحة الشباب من الفنانين الأكاديميين.


    وحمل الفن التشكيلي السوري في هذا العام على عاتقه قضايا وطنية واجتماعية مهمة جسدتها الأعمال الفنية الكثيرة مثل قضية المرأة التي قدمها معرض “المرأة السورية فراشة من حديد” ومعرض “المرأة .. رؤى متقابلة في أعمال نذير نبعة وليلى نصير”، أما قضية المقاومة فكانت من خلال معرض فني افتتح بمناسبة يوم القدس العالمي، ومعرض بعنوان “القدس هي المحور” نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بمناسبة يوم القدس العالمي، كما برزت القضية الفلسطينية ورموزها في رؤى أربعين فنانا وفنانة في يوم الأرض.

    ومثلت القضايا الإنسانية وهموم الشعوب جانبا من رسائل المحبة والسلام والرسائل التاريخية التي برزت فيها صورة سوريا الحضارية من خلال المعرض الفني الذي أقامه غاليري “ليليت” ونظمته وزارة الثقافة والمركز الثقافي الروسي في قصر الأمير عبدالقادر الجزائري، والمعرض الرقمي عن الفسيفساء التاريخية في سوريا بعنوان “لا تزال سوريا مصدر الفنون”.

    وحجز النحت مكانة خاصة في هذا العام عبر الأعمال المميزة لخمسة عشر نحاتا في ملتقى النحت السوري الأول بطرطوس وملتقى سيلينا السادس حيث نبضت المنحوتات البازلتية بالجمال في عيون الوادي وحمل عنوان “جبال الصوان”، كما شكل معرض “النحاتين السوريين” الذي أقيم في غاليري “البيت الأزرق” بدمشق حوارا فنيا وبصريا مهما بين أعمال عدة أجيال تنتمي إلى الفن التشكيلي السوري المعاصر.

    وفي ظل كل هذه الفعاليات القيّمة خسرت الحركة التشكيلية السورية قامات فنية مبدعة قدمت أعمالا فنية خالدة في تاريخ الفن التشكيلي، ومنها الفنان التشكيلي الكبير إلياس الزيات والفنان التشكيلي الفلسطيني علي الكفري والعلاّمة الفارقة في التشكيل السوري الرائد ممدوح قشلان والتشكيلي والنحات الدكتور عبدالله السيد
يعمل...
X