فائق عويس فلسطيني يحول القصائد إلى لوحات فنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فائق عويس فلسطيني يحول القصائد إلى لوحات فنية


    فائق عويس فلسطيني يحول القصائد إلى لوحات فنية


    "لمسة أمي" لوحات فنية بعضها مطرز بالحرير بأيدي أربعين امرأة من المخيمات الفلسطينية والمناطق المهمشة.
    الاثنين 2022/12/05
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    لوحات مطرزة بالحرير

    رام الله (فلسطين) – يجسد الفنان الفلسطيني فائق عويس معاني قصائد الشاعر محمود درويش وأخرى صوفية للحلاج وابن الرومي بلوحات فنية بعضها مطرز بالحرير بأيدي أربعين امرأة من المخيمات الفلسطينية والمناطق المهمشة يشاركن معه في مبادرة تحت عنوان “لمسة أمي”.

    وشارك عويس الحاصل على الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية، ببعض هذه الأعمال الفنية في معرض أقيم على هامش فعاليات مؤتمر “تيدكس” الذي يقدم فيه 13 متحدثا فلسطينيا تجاربهم وأفكارهم الناجحة لإلهام الآخرين وتغيير حياتهم إلى الأفضل.

    و”تيدكس” مؤتمر سنوي بنسخ متعددة في دول مختلفة يهتم بحسب موقعه بنشر الأفكار التي تستحق التقدير والاهتمام في مجالات متعددة من العلوم والفنون والأعمال التجارية.

    وقال عويس فيما كان يقف أمام اللوحات عند مدخل قاعة قصر رام الله الثقافي “عندي مشروع اسمه ‘لمسة أمي’ بهدف تخليد ذكرى والدتي التي ربتني على حب التطريز، من خلال هذا المشروع ندعم السيدات في المخيمات وفي مناطق الشتات في المناطق المهمشة”.

    وأضاف “أنا بعمل تصاميم بالخط الكوفي وهن يطرزونها، وريع المشروع يروح لهن مئة في المئة”، مشيرا إلى أن اللوحات تتنوع بين آيات من القرآن وأخرى من الشعر الصوفي وبعض من أشعار محمود درويش.

    ويدمج عويس في بعض لوحاته فن التطريز مع الكلمات ومنها لوحة بمساحة متر مربع فيها العديد من الرسومات المستخدمة في التطريز الفلسطيني تتخللها بعض الكلمات منها “أنا من هناك ولي ذكريات”.



    كما اختار عويس مقاطع من قصيدة محمود درويش (عاشق من فلسطين) وصمم منها لوحة مطرزة بالحرير باللونين الأحمر والأسود.

    ويشمل المعرض لوحات فنية متعددة مكتوبة بالخط الكوفي دون تطريز منها لوحة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” من أشعار محمود درويش أيضا.

    وللمتصوفة نصيب كبير في المعرض حيث تبرز لوحة للحسين بن منصور الحلاج جاء فيها “يا كل كلي فكن لي، إن لم تكن لي فمن لي” ولوحة أخرى لسعيد بن أحمد البوسعيدي تحمل عبارة “يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني”.

    ويرى عويس أن الخط العربي وتحديدا الخط الكوفي يعطيه مساحة واسعة في التصميم سواء كان ذلك من حيث الحجم أو الأشكال الهندسية التي يمكن رسمها باستخدامه.

    وقال “حاولت أن أمزج الخط مع التطريز وكل لوحة بتطلع لوحة فريدة فيها فن التطريز اليدوي الفلسطيني وفيها الخط الكوفي والمحتوى وهو شعر أو كلمات”.

    وتعود حكاية عويس مع الخط والتطريز إلى حوالي تسع سنوات مضت عند افتتاح متحف محمود درويش في رام الله، إذ قال إنه بعد إنجاز معلقات محمود درويش مطرزة بخيوط الحرير لاحظ الاهتمام بهذا النوع من الفن.

    وقال “جزء من تكريم الوالدة التي كانت تهتم بالتطريز وغرست فيّ حبه أن أسست مبادرة للاستمرار في عمل فن أدمج فيه هوايتي للكتابة بالخط العربي والتطريز”.

    وأضاف أنه “بعد ثلاث سنوات من البحث في المناطق المهمشة وفي المخيمات عن نساء وجدت أنه يمكن تمكينهن ومساعدتهن على تحسين دخلهن”.

    وأشار إلى أن مبادرة “لمسة أمي” تعمل بها تقريبا اليوم 40 امرأة من أعمار مختلفة ويحرص هو من خلال المشاركة في المعارض المختلفة وعبر الإنترنت على بيع اللوحات.

    وأوضح أن المبادرة لا تقتصر على اللوحات الفنية فقط بل تشمل منتجات يدوية أخرى منها الشالات والعباءات الموشحة بالتطريز والشعر.

    وهذا المعرض ليس الأول بالنسبة إلى الفنان، بل سبق أن قدّم عويس معلقاته التي تكوّنت من 12 قطعة فنية مطرّزة ومصممة بالخط العربي على الحرير استغرق العمل على إنجازها عاما وشاركت في تنفيذها لاجئات فلسطينيات من مخيم البقعة الفلسطيني في الأردن.

    وبدأ المشروع كفكرة منذ سنة 2008 حين تنقل الفنان من الولايات المتحدة إلى رام الله للقاء محمود درويش وإهدائه ملصقا من جدارية إدوارد سعيد التي نفذّها في جامعة سان فرانسيسكو واعتمد فيها كلمات درويش “أنا من هناك أنا من هنا” ولكنه وقتها لم يلتقيه لأنه سافر لتلقي العلاج ولم ير اللوحة، فترسّخت لديه فكرة تكريم الوطن بالجمال الخالد الذي تبصره الروح في الإبداع، فجمع أبياتا من قصائد درويش وصمّمها بالخط العربي كلوحات حوّلها في ما بعد إلى معلقات مطرّزة لتخليد إبداع الشاعر في محاكاة الوطن وبعد رحيل والدة الفنان استنطق لديه الكثير من الحنين والبحث والدمج لمفاهيم تخلّد الفكرة الإنسانية في الفن.

يعمل...
X