Mohmad Ahmad
تحدث جريمة القتل وتتوالى الأحداث وتأتي الشرطة وتغطي وسائل الإعلام من تلفازٍ ومواقع تواصلٍ هذه الجريمة، ولكن هل سألت نفسك يومًا وأنت تشاهد أحداث هذه الجريمة وأخر الاستنتاجات كيف تم الوصول إلى هذه الاستنتاجات؟ كيف عرفت الشرطة زمن وفاة الضحية؟
هي الكيمياء المطبقة على حل بعض المشكلات التي تنشا فيما يتعلق بإقامة العدل، فهي كيمياء تمارس العدل.
توصف الكيمياء الجنائية بأنها تطبيق الكيمياء التحليلية على المسائل ذات الأهمية القانونية او القضائية، أما التخصصات الكيميائية التي يستخدمها الكيميائيين الجنائيين فهي الكيمياء العضوية والحيوية والطبية وغيرها الكثير.
هناك عدة عوامل تميز الكيمياء الجنائية عن غيرها من التخصصات الكيميائية بحيث تعمل المختبرات الجنائية في ظل أعباء عمل عالية وموارد محدودة لأن هذه الموارد يجب ان تتقيد بالقيود العلمية والقانونية.
فتوصف الكيمياء الغنائية بأنها العلم الكيميائي التطبيقي النهائي.
الكيمياء الجنائية والبصمات
غالبًا ما يتم تصوير بصمات الأصابع الكاملة باستخدام مادة كيميائية تخلق توازنًا بين بقايا بصمة الإصبع والسطح الذي وضعت عليه هذه البصمة.
يمكن تقسيم تقنيات التصوير بمساعدة المواد الكيميائية إلى فئتين رئيسيتين:
تلك التي تتفاعل كيميائيًا مع بقايا بصمات الأصابع وتلك التي تلتصق ببقايا بصمات الأصابع بواسطة القوى بين الجزيئات.
تاريخ الكيمياء الجنائية
ترتبط أهمية علم الطب الشرعي في المقام الأول في مسرح الجريمة والجريمة ذاتها.
تاريخ الطب الشرعي
تاريخ الطب الشرعي قيد الاستكشاف فلم يتم التحدث عن الكيمياء الجنائية كعلم متخصص حتى الوقت القريب.
علم الطب الشرعي أو كما يقال علم الكيمياء الجنائية هي من نظام العدالة الجنائية الحديث، ولا يزال في سنوات تكوينه الأولى، من المثير للاهتمام أن أهمية علم الطب الشرعي تعود إلى بعض الحضارات القديمة، حيث أقدم من استخدم الطب الشرعي هم المجتمعات اليونانية والرومانية.
فقد قدمت تلك الحضارة مساهمة كبيرة في مجال الطب وخاصة علم الصيدلة، وجعلت أبحاثهم حول إنتاج السموم واستخدامها ودراسة أعرضها وإمكانية استخدامها في جرائم القتل.
تشريح الجثة تاريخيًا
فهل تعلم أن الحضارة المصرية في عام 3000 قبل الميلاد أجرت أول عملية تشريحية لجسم، قاموا فيها بممارسات دينية متمثلة في إزالة وفحص الأعضاء الداخلية للإنسان بعد وفاتهم، وهم أول حضارة تقوم بإجراء تشريح الجثة.
أما تحليل البصمات فقد كانت هذه التقنية تحليلًا لربط الحوادث في المشتبه بهم بمثابة اختراق كبير في مشهد الطب الشرعي والكيمياء الجنائية في عام 1880.
فقد نتجت تقنية تحليل بصمات الأصابع عن النظرية الرائدة التي وضعها ويليام جيمس من تفرد بصمات الاصابع وتلقت هذه الدراسة دعمًا كثيرًا من الخبراء في جميع أنحاء العالم وتم قبولها لاحقًا كدليل حاسم في النظام القانوني.
لقد استخدم السير ادوارد هنري مفوض الشرطة في العاصمة لندن الاتجاه والتدفق والنمط والخصائص الاخرى في بصمات الاصابع لتطوير نظامه الخاص لتحليل بصمات الأصابع، أما الآن نظام هنري للتصنيف هو المعيار الأساسي لتقنيات تحليل البصمة جنائيًا في جميع أنحاء العالم.
تطورات الكيمياء الجنائية
كان هنري جودراد من اسكوتلندا هو الأول في عام 1835 الذي يربط الرصاص في سلاح الجريمة باستخدام التحليل المادي.
تدريجيًا حتى عشرينيات القرن الماضي أصبح فحص الرصاص أكثر دقة عندما ابتكر الأطباء الأمريكان مجهرًا للمقارنة فقد ساعد هذا المجهر في رسم علاقة بين الرصاص وأغلفة القذائف.
في وقت لاحق في سبعينيات القرن الماضي طور العلماء في كاليفورنيا طريقة للكشف عن بقايا الطلقات النارية باستخدام مجاهر المسح الالكتروني.
علم السموم
طور الكيميائي السويدي كارل فيلهلم شيل لأول مرة اختبارًا كيميائيًا للكشف عن الزرنيخ في الجثث في عام 1973، وتم تطوير عمله بواسطة الكيميائي الألماني فالنتين روس في عام 1806 لاكتشاف السموم في جدران المعدة.
أما في عام 1836 قام الكيميائي جيمس مارش بأول تطبيق لتقنية العلم الجنائي هذه.
ومن ثم تم تصنيف دم الإنسان إلى مجموعات مختلفة وأدى هذا لاحقًا إلى إعطاء أدلة مهمة للتحقيقات الجنائية في فحص الدم.
فقد تطورت الاختبارات الأخرى لفحص اللعاب والسائل المنوي والعرق وسوائل الجسم الأخرى.