ديوان توبة بن الحمير - بواسطة: ربى حسن - ١ يوليو ٢٠٢٢
التعريف بديوان توبة بن الحمير ديوان توبة بن الحمير هو الديوان الَّذي جُمِعَ فيهِ قصائد توبة بن الحمير بن حزم بن كعب بن خفاجة العُقيلي العامري، والمكنَّى بأبي حرب، من شعراء الصعاليك، وهو شاعر العرب المشهورِ بحبهِ لليلى الأخيليَّة، والّذي رفضهُ والدها عندما تقدمَ لخطبتها، ولكنَّهُ لم يتوانَ عن ذكرها بأشعاره، كما ذكرتهُ ليلى الأخيليَّة بأشعارها وهو ما زادَ من شهرتهِ ورفعَ من صيتهِ آنذاك، وتمَّ قتلهُ على يدِ شخصٍ كان توبة قد قتلَ والده.[١]
لم يقم توبة بن الحمير بكتابة الكثيرِ من الأشعار، إذ بلغَ عددُ القصائد الموجودة في ديوانهِ ستَ عشرةَ قصيدةً، جمعها إبراهيم خليل البغدادي في ديوان ونشرهُ، معظم أبيات توبة كانت عن الغزلِ والهجاءِ والعتابِ والرثاء، وقد تميَّزَ شعرهُ بقوّة الألفاظ وصدق المشاعر، بلغت عدد صفحات ديوانه 160 صفحة.[١]
البحور الشعرية في ديوان توبة بن الحمير نَظَمَ توبة بن الحمير أشعاره على عددٍ من البحورِ منها ما يأتي:[١]
البحر الطويل وشى واشياً ليلى فقلت صدقتما وأقبلت في إعراضِ ليلى أعيبُها البحر الوافر علامَ تقول عاذلتي تلومُ تُؤرّقني إذا انجاب الصذَريمُ بحر الرجز إنْ يمكنِ الدهرُ فسوفَ أنتقمْ أولاً فإنَّ العفوَ أدنى للكرمْ البحر الكامل لو ماتَ شيءٌ من مخافةِ فُرقةٍ لأماتَني للبين طولُ تخوفي قصائد من ديوان توبة بن الحمير من القصائد التي جاءت في ديوان توبة بن الحمير ما يأتي:[١]
قصيدة:
رماني وليلى الأخيلية:
قومها رماني وليلى الأخيليةَ قومُها بأشياء لم تُخلقْ ولم أدرِ ما هيا فليتَ الذي تلقى ويُحزنُ نفسَها ويُلقونهُ بيني وبينَ ثِيابيا فهل يبدرنَّ البابَ قومُكَ إنني قد أصبحتُ فيهم قاصيَ الدارِ نائيا تمسَّكْ بحبلِ الأخيليةِ واطَّرحْ عدا النَّاسِ فيها والوشاةَ الأدانيا فإنْ تمنعوا ليلى وحسنَ حديثها فلن تمنعوا مني البُكا والقوافيا ولا رَمَل العِيسِ النوافخ في البُرى إذا نحنُ رّفعنا لهنَّ المثانيا فهلاّ منعتمْ إذ منعتمْ كلامَها خيالاً يُوافيني على النأي هاديا ولو كنتُ مولى حَّقها لمنعتُها ولكنَّ مِنْ دوني لليلى مواليا يلومُكَ فيها اللائمونَ نصاحةً فليتَ الهوى باللائمينَ مكانيا ولو أنَّ الهوى عن حُبِّ ليلى أطاعني أطعتُ ولكنَّ الهوى قد عصانيا وكم مِن خليلٍ قد تجاوزتُ بذَلَهُ إليكِ وصادٍ لو أتيتُ سَقانيا لعمري لقد سهّدتِني يا حمامةَ العَقيقِ وقد أبكيت مَنْ كانَ باكيا وكنتُ وقورَ الحِلم ما يستهشُني بكاءُ الصدى لو نُحتُ نوحاً يمانيا ولو أنَّ ليلى في بلاد بعيدةٍ بأقصى بلاد النّاس والجنِّ واديا لكانتْ حديثَ الرَّكبِ أو لا نتحى بها إذا أعلنَ الركبُ الحديثَ فؤاديا تَربّع ليلى بالمُضيّح فالحِمى وتقتات من بطنِ العَقيقِ السَّواقيا ذكرتُكَ بالغَورِ التِّهامي فأصعدتْ شجونُ الهوى حتى بلغنَ التَّراقيا فما زلتُ أُزجي العيسَ حتى كأنما ترى بالحصى أخفافها الجمرَ حاميا بثمدين لاحتْ نار ليلى وصُحبتي بفرعِ الغَضا تُزجي قِلاصاً نواجيا
قصيدة:
ألا هل فؤادي عن صبا اليوم صافح ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ وهلْ ما وأتْ ليلى بهِ لكَ ناجحُ وهلْ في غدٍ إنْ كانَ في اليومِ عِلّةٌ سَراحٌ لما تلوي النفوسُ الشحائحُ سَقتني بشُربِ المُستضافِ فصرّدتْ كما صرّد اللّوحَ النّطافُ الضحاضحُ ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أو زقا إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ ولو أنَّ ليلى في السماء لأصعدتُ بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ ولو أرسلت وحياً إليّ عرفتُهُ معَ الرّيحِ في مَوارِها المتناوحِ إذا النّاسُ قالوا كيفَ أنتَ وقد بدا ضميرُ الذي بي قلتُ للناس صالحٌ وأُغَبطُ من ليلى بما لا أنالُهُ ألا كلُّ ما قرتْ به العينُ صالحُ فهلْ تبكينْ ليلى لئنِ متُّ قبلَها وقامَ على قبري النساءُ الصّوائحُ كما لو أصابَ الموتُ ليلى بكيتُها وجادَ لها جارٍ من الدمعِ سافحُ وفتيانِ صدقِ قد وصلتُ جَناحهم على ظهرِ مُغبرَ المفاوزِ نازِحُ بمائرةِ الضبعَينِ معقودةِ النّسا جنوف هواها السَّبسبُ المتطاوحُ وما ذُكرهُ ليلى على نأيِ دارِها بنجرانَ إلا التُرَّهاتُ الصحاصح
قصيدة:
تذكرت من ليلاك ما لست ناسيا تذكرتَ من ليلاكَ ما لستَ ناسياً يدَ الدهر إلاّ ريثَ ما أنت ذاكرهُ وَلوعٌ أتيحتْ للفؤادِ ولم تكنْ تُنالُ على عفوٍ كذاكَ سرائرهُ ألمتْ بأصحابِ الرّحال فبينتْ بنفحةِ مِسكٍ أرّقَ الركبَ تاجرهُ أرى النّأي من ليلاكَ سُقماًوقرَبها حياً كحيا الغيثِ الذي أنت ناصرهُ ولو سألتْ للنّاسِ يوماً بوجهها سحابَ الثريا لا ستهلّتْ مواطُره بأبلجَ كالدّينارِ لم تطلّعْ لهُ من العيشِ إلاّ نعمُهُ وسرائرهُ ومَن يُبقِ مالاً عُدّةً وضنانةً فلا الشُحُ مُبقيهِ ولا الدهرُ وافرهُ ومَنْ يكُ ذا عُودٍ صَليبٍ رَجَابهِ ليكسِرَ عُودَ الدَهرُ فالدهرُ كاسرهُ