"إخلاص جمول".. تُعيد ابتكار "الموزاييك اليدوي" من النفايات
نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
صممت الحرفية "إخلاص جمول" لوحات فنية وستائر خشبية وقطعاً تراثية زينت بها البيوت وأضفت عليها لمسة من الجمال، من خلال إعادة تدوير القطع الكرتونية والخشبية، فأبدعت منتجات صديقة للبيئة، وأصبحت مهنة تدر عليها دخلاً مادياً إضافياً.
ابتكار الجمال
تقول الحرفية "جمول" في حديثها لـ"مدونة وطن": «إن إعادة التدوير هو فن يتمثل بإعادة ابتكار قطع ليست موجودة والتفنن بصناعتها بطريقة جديدة ومبتكرة، البداية كانت بتجميع المواد المستهلكة من قطع قماشية وجرائد وعلب البيض والورق المقوى والخيوط وبقايا خشب الليزر والقطع الزائدة عن الحاجة في المنزل أو بأي مكان»، وتضيف: «لا يوجد في بيتي ما يسمى نفايات فكلها مفيدة وصديقة للبيئة، وأسعى جاهدة للاستفادة من كل الأشياء لصنع شيء جديد ومبتكر بهيئة جميلة وأنيقة للقطعة المشغولة، حيث أقوم برسم الفكرة في مخيلتي لما يمكن تطويعه جمالياً بهدف صنع شيء من لا شيء بمنظور فني، فأقوم بتصنيع الصمديات والتحف واللوحات الفنية، وأجد متعة كبيرة بتجميعها وتحويلها لقطع فنية جميلة تستهوي الكثيرين وتلفت أنظار كل من رآها».
تتابع جمول حديثها بالقول: «من خلال أعمالي حاولت تغيير نظرة المجتمع بأكمله عبر الاستفادة من كل ما يفيض عن الحاجة بالمنزل أو الطبيعة، وإعادة تدويره وتحويله إلى تحف ومقتنيات فنية وقطع تزين المنزل من دون أي تكاليف مالية، بالإضافة إلى الفوائد البيئية والاقتصادية التي نحققها من إعادة التدوير».
من أعمالها
مشيرة إلى أنها تسعى لتدريب الشابات على هذه الحرفة للاستفادة من مخلفات منازلهن وفتح مشروعات خاصة بهن تسهم بتحسين أوضاعهن المعيشية.
وتؤكد "جمول" التي تعلمت الرسم بمعهد "أدهم إسماعيل" أن هذا العمل بالنسبة لها ليس بهدف مادي بحت، وإنما يعد بمثابة فسحة للأمل والترويح عن النفس، بالإضافة إلى أن إعادة التدوير هي فن بحد ذاتها يجمع بين اللمسة الفنية والتفكير الذهني لاستنباط فكرة فنية بشكل بسيط ومتقن بآن واحد.
ستارة خشبيةمهارة وتميّز
من معروضاتها بإحدى المعارض
وعن مشروعاتها الأخرى التي خاضت غمار تجربتها، تشير "جمول" إلى أنها اشتغلت أعمالاً فنية على النول كالبسط والدعسات واللوحات الجدارية وعلب الهدايا، بالإضافة إلى الطاولات والأسقف المستعارة وذلك عبر تجميع بقايا القطع الخشبية المتشابهة لتشكيل لوحات فنية وأشكال من الزخرفة النباتية والتصاميم العصرية التي تناسب متطلبات العصر.
وتضيف: «عندما تخطر على بالي فكرة لوحة، أقوم بتصميمها ورسمها فوراً، وأبدأ بالتنفيذ، ولا أستطيع إنهاء القطعة دفعة واحدة، لأن عملي على مراحل، فكل مرحلة تحتاج وقتاً ودقة في العمل، ويمكن أن يأخذ العمل حوالي أسبوع وأحياناً أكثر من شهر حسب حجم ودقة القطعة المشغولة، كما أنني لم أصنع قطعتين متشابهتين فكل قطعة صممتها كانت مختلفة عن الأخرى، بهدف ابتكار تصاميم جديدة حتى لو كانت المواد المستعملة هي نفسها، كما أن أعمال النول هي الأكثر صعوبة بتصاميمي كونها تأخذ وقتاً أكثر وتحتاج إلى مهارة ودقة بالمصنع.. منتجاتي وأعمالي لاقت الإقبال من الناس من خلال تسويقها عبر الإنترنيت والمعارض التي شاركت فيها كمهرجان "بأيدينا" بالقلعة، وبازار "الخريف" وغيرها من المعارض، ما شجعني للاستمرار بمشروعي الخاص وتطوير موهبتي، فالبيئة غنية بمكوناتها التي تجعل الفنان يستفيد من أي شيء موجود فيها لإنتاج قطع لا تخلو من الإبداع والابتكار لإعادة استخدامها بطرق جديدة».
تنوّع وتجديد
الحرفية "نجوى الشريف" التي تعمل بمجال الأعمال اليدوية ترى في أعمال "إخلاص" فكراً يتصف بالتجديد والتنوع وتقول: «التقيت بها بأحد المعارض وقد لفتت نظري أعمالها الفنية المتقنة والمميزة، فهي فنانة مبدعة وصبورة امتلكت الحس الفني والدقة في العمل، حيث أبدعت بإعادة التدوير لتشكل لوحات من القطع الخشبية متناهية الجمال وغنية بالألوان، فعندما تخلق شيئاً من توالف تكون بلا قيمة وتجعلها ذات قيمة وتنطق سحراً وجمالاً، ما يدل على امتلاكها حساً فنياً مبهراً بالأشياء وفكراً إبداعياً خلاقاً، كما أن القطع التي صممتها تتصف بالتنوع والتجديد، بالإضافة إلى أن فكرة التدوير فكرة قديمة وجميلة تحافظ على البيئة وتميزت بها أمهاتنا وجداتنا لاستغلال أي شيء لعمل شيء آخر».
أما "إيمان العجيب" التي اقتنت من أعمالها بعض الهدايا لأصدقائها فقد أعجبتها أعمالها الفنية عندما زارت مهرجان "بأيدينا" الذي أقيم في "قلعة دمشق" وتقول: «لفتت أعمال الحرفية "إخلاص" نظري لدقتها وجمالها وتنوعها، فقد اقتنيت من أعمالها علبة للهدايا وعلباً للمحارم التي صنعت بدقة عالية، فأنا من محبي الحرف اليدوية وأبحث دائماً عن الشي الجديد وغير المكرر، وهذا ما ميز أعمالها».
نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
صممت الحرفية "إخلاص جمول" لوحات فنية وستائر خشبية وقطعاً تراثية زينت بها البيوت وأضفت عليها لمسة من الجمال، من خلال إعادة تدوير القطع الكرتونية والخشبية، فأبدعت منتجات صديقة للبيئة، وأصبحت مهنة تدر عليها دخلاً مادياً إضافياً.
ابتكار الجمال
تقول الحرفية "جمول" في حديثها لـ"مدونة وطن": «إن إعادة التدوير هو فن يتمثل بإعادة ابتكار قطع ليست موجودة والتفنن بصناعتها بطريقة جديدة ومبتكرة، البداية كانت بتجميع المواد المستهلكة من قطع قماشية وجرائد وعلب البيض والورق المقوى والخيوط وبقايا خشب الليزر والقطع الزائدة عن الحاجة في المنزل أو بأي مكان»، وتضيف: «لا يوجد في بيتي ما يسمى نفايات فكلها مفيدة وصديقة للبيئة، وأسعى جاهدة للاستفادة من كل الأشياء لصنع شيء جديد ومبتكر بهيئة جميلة وأنيقة للقطعة المشغولة، حيث أقوم برسم الفكرة في مخيلتي لما يمكن تطويعه جمالياً بهدف صنع شيء من لا شيء بمنظور فني، فأقوم بتصنيع الصمديات والتحف واللوحات الفنية، وأجد متعة كبيرة بتجميعها وتحويلها لقطع فنية جميلة تستهوي الكثيرين وتلفت أنظار كل من رآها».
لفتت أعمال الحرفية "إخلاص" نظري لدقتها وجمالها وتنوعها، فقد اقتنيت من أعمالها علبة للهدايا وعلباً للمحارم التي صنعت بدقة عالية، فأنا من محبي الحرف اليدوية وأبحث دائماً عن الشي الجديد وغير المكرر، وهذا ما ميز أعمالها
تعميم التّجربةتتابع جمول حديثها بالقول: «من خلال أعمالي حاولت تغيير نظرة المجتمع بأكمله عبر الاستفادة من كل ما يفيض عن الحاجة بالمنزل أو الطبيعة، وإعادة تدويره وتحويله إلى تحف ومقتنيات فنية وقطع تزين المنزل من دون أي تكاليف مالية، بالإضافة إلى الفوائد البيئية والاقتصادية التي نحققها من إعادة التدوير».
من أعمالها
مشيرة إلى أنها تسعى لتدريب الشابات على هذه الحرفة للاستفادة من مخلفات منازلهن وفتح مشروعات خاصة بهن تسهم بتحسين أوضاعهن المعيشية.
وتؤكد "جمول" التي تعلمت الرسم بمعهد "أدهم إسماعيل" أن هذا العمل بالنسبة لها ليس بهدف مادي بحت، وإنما يعد بمثابة فسحة للأمل والترويح عن النفس، بالإضافة إلى أن إعادة التدوير هي فن بحد ذاتها يجمع بين اللمسة الفنية والتفكير الذهني لاستنباط فكرة فنية بشكل بسيط ومتقن بآن واحد.
ستارة خشبيةمهارة وتميّز
من معروضاتها بإحدى المعارض
وعن مشروعاتها الأخرى التي خاضت غمار تجربتها، تشير "جمول" إلى أنها اشتغلت أعمالاً فنية على النول كالبسط والدعسات واللوحات الجدارية وعلب الهدايا، بالإضافة إلى الطاولات والأسقف المستعارة وذلك عبر تجميع بقايا القطع الخشبية المتشابهة لتشكيل لوحات فنية وأشكال من الزخرفة النباتية والتصاميم العصرية التي تناسب متطلبات العصر.
وتضيف: «عندما تخطر على بالي فكرة لوحة، أقوم بتصميمها ورسمها فوراً، وأبدأ بالتنفيذ، ولا أستطيع إنهاء القطعة دفعة واحدة، لأن عملي على مراحل، فكل مرحلة تحتاج وقتاً ودقة في العمل، ويمكن أن يأخذ العمل حوالي أسبوع وأحياناً أكثر من شهر حسب حجم ودقة القطعة المشغولة، كما أنني لم أصنع قطعتين متشابهتين فكل قطعة صممتها كانت مختلفة عن الأخرى، بهدف ابتكار تصاميم جديدة حتى لو كانت المواد المستعملة هي نفسها، كما أن أعمال النول هي الأكثر صعوبة بتصاميمي كونها تأخذ وقتاً أكثر وتحتاج إلى مهارة ودقة بالمصنع.. منتجاتي وأعمالي لاقت الإقبال من الناس من خلال تسويقها عبر الإنترنيت والمعارض التي شاركت فيها كمهرجان "بأيدينا" بالقلعة، وبازار "الخريف" وغيرها من المعارض، ما شجعني للاستمرار بمشروعي الخاص وتطوير موهبتي، فالبيئة غنية بمكوناتها التي تجعل الفنان يستفيد من أي شيء موجود فيها لإنتاج قطع لا تخلو من الإبداع والابتكار لإعادة استخدامها بطرق جديدة».
تنوّع وتجديد
الحرفية "نجوى الشريف" التي تعمل بمجال الأعمال اليدوية ترى في أعمال "إخلاص" فكراً يتصف بالتجديد والتنوع وتقول: «التقيت بها بأحد المعارض وقد لفتت نظري أعمالها الفنية المتقنة والمميزة، فهي فنانة مبدعة وصبورة امتلكت الحس الفني والدقة في العمل، حيث أبدعت بإعادة التدوير لتشكل لوحات من القطع الخشبية متناهية الجمال وغنية بالألوان، فعندما تخلق شيئاً من توالف تكون بلا قيمة وتجعلها ذات قيمة وتنطق سحراً وجمالاً، ما يدل على امتلاكها حساً فنياً مبهراً بالأشياء وفكراً إبداعياً خلاقاً، كما أن القطع التي صممتها تتصف بالتنوع والتجديد، بالإضافة إلى أن فكرة التدوير فكرة قديمة وجميلة تحافظ على البيئة وتميزت بها أمهاتنا وجداتنا لاستغلال أي شيء لعمل شيء آخر».
أما "إيمان العجيب" التي اقتنت من أعمالها بعض الهدايا لأصدقائها فقد أعجبتها أعمالها الفنية عندما زارت مهرجان "بأيدينا" الذي أقيم في "قلعة دمشق" وتقول: «لفتت أعمال الحرفية "إخلاص" نظري لدقتها وجمالها وتنوعها، فقد اقتنيت من أعمالها علبة للهدايا وعلباً للمحارم التي صنعت بدقة عالية، فأنا من محبي الحرف اليدوية وأبحث دائماً عن الشي الجديد وغير المكرر، وهذا ما ميز أعمالها».