منحنيات الزمن
عزام القصير 4 سبتمبر 2022
سير
(ممدوح قشلان)
شارك هذا المقال
حجم الخط
تَخيَّل الحياة قبل أن نمتطي ظهرَ المنطق، ونهدم بمطرقة العقل صروحًا من مُحال! تخيَّل كيف كنا قبل أن نُسوِّر الآفاق بعقلانيةٍ رمادية سميكة تحمينا من غابات الأحاسيس وتقينا شمسَ الخيال!
***
ثُر على المنطق لحظةً، واحمل معي قنديل الأسطورة نهتدي به في عتمة الزمان!
تخيل فضاءً رحبًا لا صدى فيه يحدّ الصوت في المدى، أو عالمًا مجنونًا مجبولًا من ألوان!
عالمًا تُكتَبُ الحكايا فيه بالخطى لا بالأقلام، وعمرًا تتكدّس فيه ضحكاتنا بدل الأيام!
تخيّل عالمًا شفافًا يزرعون فيه على حواف الزمن رواياتٍ من دخان! يعانقون فيه القدر كل صباح فيغدو موتهم نزهة في عالم الأحلام!
***
حرّر يديك من وثاق المنطق، ودعنا نبحث عمدًا عن سراب.
لا تدري، قد يناديني إلهٌ من غيبٍ فأَسمع! أو ناسكٌ يتلو عليك شعرًا فيرق قلبك وتخشع!
قلبك، ذلك الدرويش الذي اختار حرًا أن يتعبّد في باحات صدرك، وأن يتحدى بالرقص الرتيب سلطان عقلك!
ذلك الذي اعتلى عرشًا بناهُ من رؤى وأوهام، غير آبهٍ بأسبابٍ، أو زوايا، أو أرقام.
ضع عنه الأغلال وتخيل!
***
تخيل وقتًا دائريَّ الشكل، أو تخيَّلهُ هلاميَّ القوام!
تخيَّله سهمًا حرًا ينحني وينثني كتلافيف المخ. وقد يدور ويخترق ما شيّد العقل من حدود، مرتين أو ثلاثًا، ليخيط رتقًا فتحناه في نسيج الوجود!
تخيل معي ماضيًا، من لحمٍ ودم، مضى. وثَّقوهُ بحبرِ الصمت على دفاتر الزمن قبل أن تذري حطامهم ريح العبث، وتقطف يد القدر ما غرسوا من أمنيات.
أو مستقبلًا تحتفل فيه بِعيدِ موتك! وقد أُهديكَ، أنا الغريب القادم من غياهب الحاضر، باقةً من أمل وحفنةً من ذكريات!
تخيل عالمًا موازيًا يُصلّون فيه بإطلالةٍ مسائيةٍ من شرفات العدم، على حقولٍ مزروعةٍ بالنسيان، وسهولٍ ممتدةٍ ترعى فيها جيوشٌ وحضاراتٌ وأمم!
*كاتب سوري/ المملكة المتحدة.
عزام القصير 4 سبتمبر 2022
سير
(ممدوح قشلان)
شارك هذا المقال
حجم الخط
تَخيَّل الحياة قبل أن نمتطي ظهرَ المنطق، ونهدم بمطرقة العقل صروحًا من مُحال! تخيَّل كيف كنا قبل أن نُسوِّر الآفاق بعقلانيةٍ رمادية سميكة تحمينا من غابات الأحاسيس وتقينا شمسَ الخيال!
***
ثُر على المنطق لحظةً، واحمل معي قنديل الأسطورة نهتدي به في عتمة الزمان!
تخيل فضاءً رحبًا لا صدى فيه يحدّ الصوت في المدى، أو عالمًا مجنونًا مجبولًا من ألوان!
عالمًا تُكتَبُ الحكايا فيه بالخطى لا بالأقلام، وعمرًا تتكدّس فيه ضحكاتنا بدل الأيام!
تخيّل عالمًا شفافًا يزرعون فيه على حواف الزمن رواياتٍ من دخان! يعانقون فيه القدر كل صباح فيغدو موتهم نزهة في عالم الأحلام!
***
حرّر يديك من وثاق المنطق، ودعنا نبحث عمدًا عن سراب.
لا تدري، قد يناديني إلهٌ من غيبٍ فأَسمع! أو ناسكٌ يتلو عليك شعرًا فيرق قلبك وتخشع!
قلبك، ذلك الدرويش الذي اختار حرًا أن يتعبّد في باحات صدرك، وأن يتحدى بالرقص الرتيب سلطان عقلك!
ذلك الذي اعتلى عرشًا بناهُ من رؤى وأوهام، غير آبهٍ بأسبابٍ، أو زوايا، أو أرقام.
ضع عنه الأغلال وتخيل!
***
تخيل وقتًا دائريَّ الشكل، أو تخيَّلهُ هلاميَّ القوام!
تخيَّله سهمًا حرًا ينحني وينثني كتلافيف المخ. وقد يدور ويخترق ما شيّد العقل من حدود، مرتين أو ثلاثًا، ليخيط رتقًا فتحناه في نسيج الوجود!
تخيل معي ماضيًا، من لحمٍ ودم، مضى. وثَّقوهُ بحبرِ الصمت على دفاتر الزمن قبل أن تذري حطامهم ريح العبث، وتقطف يد القدر ما غرسوا من أمنيات.
أو مستقبلًا تحتفل فيه بِعيدِ موتك! وقد أُهديكَ، أنا الغريب القادم من غياهب الحاضر، باقةً من أمل وحفنةً من ذكريات!
تخيل عالمًا موازيًا يُصلّون فيه بإطلالةٍ مسائيةٍ من شرفات العدم، على حقولٍ مزروعةٍ بالنسيان، وسهولٍ ممتدةٍ ترعى فيها جيوشٌ وحضاراتٌ وأمم!
*كاتب سوري/ المملكة المتحدة.