الوطن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوطن

    الوطن
    وديان المعصراني 23 يوليه 2022
    سير
    (ممدوح قشلان)
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    قالت أمي في اتصالنا الهاتفي الأسبوعي: "لم تمطر كفايةً هذا الشتاء، لو كان للعشب فمٌ لصرخ من العطش". أغمض عيني، أمدّ يدي للسّماء، أدفع غيمةً ثقيلةً. "لا تحدّثي الذئاب على الطريق".

    في الربيع، أبحث بين أنواع النرجس، عن نرجس أمي، ذاك الذي تكفي ضمةٌ صغيرةٌ منه لتعطر الكوكب، لا أجد. في الحلم، ينبت النرجس حولي، يتحوّل سريري إلى حقل نرجس.

    في سوق الضيعة الذي يقام يوم السبت في الساحة، أمشي إلى بسطةٍ على زاويتها سلةُ قشٍ صفّت فيها قطع الصابون. التقط صابونة الغار، أقرّبها، أشمّها، أقول للبائع: "إنها أختي. أنا وهي ابنتا نفس الزيتونة".

    على حافة الطريق الترابي، جثة عصفورٍ صغير لم يكتمل نمو الزغب على جسده الطّري. أنت أيضًا أيّها الشقي سقطت من العش، أو طردت منه قبل أن يكتمل جناحاك!

    في الفيلم، وضع الرجل الحمل الصغير على جهةٍ من كتفه، مسّد رأسه وربت عليه بحنان. قبَّله. الحمل مسترخٍ بأمان. الموسى الكبيرة الحادة في اليد الثانية للرجل، تلك التي لا يراها الحمل، تنتظر.

    أصيب بالخرف، نسي كل اللغات التي تعلّمها بجهده. لم يتبق إلّا تلك التي شربها من عينيها، ونفذت إلى خلاياه من رائحتها.

    (سورية).
يعمل...
X