من سيرة الصخرة والنرجس
عنها ورثت العينان وبعض امتداد قامتها وذلك الهوس الشاعري باللفظ وتقلبات المزاج الغير مفهوم وكذلك الاستعداد الفطري للاندفاع بتقديم مساعدة قد لايحتاجها الاخر ،بالطبع لم افكر يوما ان امراءة بقامة حور وتوقه للاعلى وبهذا الشقاء يمكن ان تتحول الى قصيده برغم الظروف القاسيه لحياه غيرمتاحة بالشكل الذي يدفع لخلق مقومات ، تجعلها ممكنة بالحد الادنى اعتقد جازمة انها لم تكن معنية بذلك او ربما لم تلاحظه صديقة خلف التين وطيون الحواكير والديس،السيدة الممشوقة بثوبها المزهر ومنديل راس منسوجة من خيوط القز واصابع مبدعة تحيك الحياة على مقاس الامل والظروف .. صادمة ومختلفه في كل شيءلاشك، روت لي امي ان احدى دجاجات الجدة ابتلعت ابره كبيره وبدات تعاني نوبات الم شديد ،لم تتردد الجدة فخسارة دجاجة بياضة لاتحتمل في ذلك الماضي الشحيح كارثة اقتصادية، اجرت لها عمليه جراحيه فتحت حوصلة الدجاجة واخرجت منها الابرة وخاطت الجرح وبكل ثقه و شجاعه و قوة وضعتها بمكان امن و اطلقتها في اليوم الثاني لتنضم الى بقية الدجاج ..الجدة مزنة التي غيرت اسمها الى خديجة كي تحمي سلالتها بناء على نصيحة عراف صادفته بسوق جبلة، قابلة القرية البعيدة وحكيمتها وحاضنة اسرارها كلمتها نافذة وذاكرتها متقدة، الام الكبيرة اكثر من امراه ، او نساء كثيرات في امراه واحدة ، في ذلك الشتاء البارد حين عاد ت بفرخ وحش بري اعتقد انه كان لذئب ذلك ليس مهما فالصغار صغار في ذلك الزمن والتوحش يبدء بعد النضج منطق بسيط في الاستدلال لم يلحظة ديكارت او لفوازية او كنط ، او لا اعرف بالضبط من من فلاسفة ومنظري العصر الحديث، المهم بعد فتره شهرين قضاها الفرخ بين عنزاتها وصيصانها في البيت الطيني اطلقته مع اول انفاس الربيع ليعود الى احراشه الملغزة باسرارها ،.. واحده من قصص كثيره اتذكر في احد الاعياد ذهبنا اليها في الضيعه لنمارس غواية الملل
بعنايةفائقة ولنغرف من معين حكايات لاتنضب والجدة شجرة توت تهدل باغصانها المتروكه للعابرين يستظلون او يقطفون ثمارامن الطيبة والدفء،
حنونه وقاسية معا، كيف لصخره ان ترشح نبعا وتحمي اعشاش عصافير .. الوقت شتاء وكنا ابناء مدن لا نجيد التعاطي مع مفردات الريف القاسية لعبنا في الثلج الى ان فقدت الاحساس باصابعي وعدت اليها بانف كما بصلة مشوية واصابع زرقاء متورمة لا اثر لاي احساس بها ولا مقدرة لي حتى على البكاء يا الله كم كانت جادة وجميلة وهادىة وقوية كتنور يتجهز لارغفة قمح ،بدات بالنفخ على اصابعي ولم ينفع حاولت ثم حاولت لكن اصابعي المتجمدة تتابع حرنها عن الحركة او الاحساس، ضمتني اليها ووضعت اصابعي في صدرها وحين اكمل دورته الدم بالسريان مرت اسراب نمل بعروقي وبدات ابكي، اطلقتني وقالت : تعلمت درسك الاهم بعيدا عن ربش امك ايتها البرية ،لا اعرف كيف يكون الانسان امتدادا عبقريا لسر النبع..؟! كما اني قطعا لست اعرف الى اي درجه يمكن ان نكون نحن الورثة القلقون امتداد ا لتلك المزنة الخديجة الوارفة الجميلة الساحرة ذات الضفائر المحناة بلون التراب المحروث والمروي،.. سلام لتلك الروح الدائمة اليقظة والتواثب في جنبات قلب لايحده جسد الان وكل آن...... الجدة الجذر .
يتبع.