تعرفوا على تاريخ الشعر النبطي - بواسطة: مها دحام -التدقيق: أميرة حجازي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على تاريخ الشعر النبطي - بواسطة: مها دحام -التدقيق: أميرة حجازي


    تاريخ الشعر النبطي - بواسطة: مها دحام -التدقيق بواسطة: أميرة حجازي - ١٥ ديسمبر ٢٠٢١
    نشأة الشعر النبطي وبدايته يعود تاريخ نشأة الشعر النبطي إلى ما قبل ظهور الشعر الفصيح أو الشعر باللغة الفصحى، ويرى بعض الناس أنّ هذا النوع من الشعر أوجده الأنباط وهم القوم الذين سكنوا البتراء وكانوا يتحدثون باللغة العامية والتي تعد أساس اللغة الفصحى في يومنا هذا.[١]
    ويبدو أنّ أقدم من تحدث عن الشعر النبطي هو المؤرخ العربي ابن خلدون (732- 808) هـ إذ أورد العديد من النصوص الشعرية من هذا النوع من الشعر ونسبها إلى بني هلال في برقة وهو يرى أنّ الشعر النبطي أو البدوي كما أسماه وإنْ خرج عن قواعد الأعراب فهو أمر لا يقلل من أهمية هذا النوع من الشعر أو من قيمته الفنية.[١]
    أما عن كيفية نشأة الشعر النبطي فيبدو أنّه شعر دخيل على البادية وكذلك على المدينة إذ بدأ الدخول تدريجيًا شيئًا فشيئًا وليس دفعة واحدة، ثم أخذت اللغة العربية بالتأثر بهذا النوع من الشعر هي الأخرى تدريجيًا حتى ارتضت به وبلغته العامية.[١]
    على جانب آخر يوجد من يرى أنّ الشعر النبطي أصله عربي إذ نشأت لغته في رحاب اللغة العربية الفصحى، وعليه فإنّ الشعر النبطي شعر قديم النشأة حتى في ظل غياب أو فقدان النصوص القديمة، إلا أنّ الشعر النبطي المعاصر يظل امتدادًا لذلك الشعر الذي ظهر في القرن الثامن الميلادي على يد قبيلة بني هلال حسب ما أورده ابن خلدون.[٢]
    لماذا سمي الشعر النبطي بهذا الاسم؟
    يبدو أنّ تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم جاءت بسبب كونه دخل على وسط الجزيرة العربية من العراق أو من بلاد الشام؛ لأنّ تسمية الأنباط كانت تطلق على كل من يعمل في الأرض في تلك الأماكن من الفلاحين وهم (النبيط) وهم الذين لا يجيدون اللغة العربية إجادة تامة كما أجادها العرب.[٣]
    ويبدو أنّ بني هلال -وهي قبيلة هاجرت من جزيرة العرب إلى شمال إفريقيا- كانت تقول هذا النوع من الشعر ولكنها لم تكن متأثرة بلغة النبيط، ويرى بعض الناس أنّ تلك التسمية تعود لكونه لم يلتزم بقواعد اللغة العربية فأصبح مثله مثل أولئك النبيط الذين لم يجيدوا اللغة العربية إجادة تامة.[٤]
    وتجدر الإشارة إلى أنّ إطلاق تسمية الشعر النبطي على هذا النوع من الشعر كان بمثابة ازدراء وتحقير له في بداية الأمر، ثم أصبحت تلك التسمية بمرور الزمن إشارة إلى نوع جديد من الشعر ولم تعد تحمل ذات المعنى الأول.[٤]
    وعليه فإنّ الشعر النبطي هو شعر عربي الأصل لم يدخل على جزيرة العرب من خارجها بل جاءها من المناطق المجاورة والقريبة منها، وعليه فهو شعر عربي وتسميته بالنبطي هي تسمية اصطلاحية.[٤]
    أما التسميات الأخرى للشعر النبطي فكانت على النحو الآتي:[٥]
    الشعر البدوي:
    وهي تسمية استخدمت في العراق والسبب في ذلك يعود إلى أنّه شعر متداول كثيرًا بين القبائل البدوية خاصة تلك التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية مثل قبائل شمر وعنزة والظفير.
    الشعر العامي:
    وهي تسمية أطلقت على الشعر النبطي كونه نوع من الشعر لم يلتزم أو يتقيد باللغة العربية الفصحى نحوًا أو صرفًا أو إملاءً؛ أي أنّه لم يسر وفق قواعد اللغة العربية الفصحى.
    الشعر الشعبي:
    ويوجد من أطلق تسمية الشعر الشعبي على الشعر النبطي وهي تسمية تأثرت بتلك الكتابات التي كتبت عن الشعر كونه من أنواع الشعر غير الملتزم باللغة الفصحى في مختلف البلاد العربية.
    تدوين الشعر النبطي:
    من أواخر القرن التاسع عشر الميلادي زاد عدد المهتمين بتدوين الشعر النبطي سواء كان هذا التدوين على شكل قصائد منفردة أم على شكل دواوين كاملة، ولعل أول من قام بتدوين وطباعة ديوان كامل للشعر النبطي ولكنه ديوان صغير هو الشيخ قاسم بن ثاني وكان ذلك عام 1910م.[٦]

    ثم توالت بعد ذلك التاريخ حركة طباعة الشعر النبطي بأنواعه على هيئة دواوين أو حتى قصائد منفردة، وفي الآونة الأخيرة حظي هذا النوع من الشعر بأهمية كبيرة فأصبح يخصص له برامج إذاعية وتلفزيونية وبدأ الكثير من المهتمين بتدوينه على نطاق واسع أمثال خالد الفرج وعبد الله بن خميس.[٦]
    شعراء الشعر النبطي من أهم شعراء الشعر النبطي هم الآتية أسماؤهم:[٧]
    صفي الدين الحلي (1277- 1339) م:
    هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبس الطائي، ولد في مدينة الحلة في العراق، ونشأ في ذات المدينة وعمل بالتجارة ورحل إلى الكثير من المدن مثل الشام ومصر.[٨]
    ترك العديد من المؤلفات منها ديوان شعري، والعاطل الحالي ورسالة في الزجل والموالي، والأغلاطي ومعجم للأغلاط اللغوية، ودرر النحور وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، وصفوة الشعراء وخلاصة البلغاء.[٨]
    أبو حمزة العامري (1203- 1299) م:
    وهو شاعر نبطي من الجزيرة العربية يبدو أنّه عاش في القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر ميلادي وهو من أقدم الشعراء الذين وصلت أخبارهم إلى العصر الحديث ولا يوجد الكثير عن مؤلفاته من الكتب أو القصائد.[٧]
    جعيئن اليزيدي (1501- 1600) م:
    وهو من شعراء الشعر النبطي من قبيلة الجزعة التي سكنت وادي حنيفة، ويبدو أنّه عاش في القرن السادس عشر ميلادي ومؤلفاته وأشعاره تشبه أشعار بني هلال.[٧]
    الشيخ محمد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس الوزراء وحاكم دبي (1949) م:
    وهو شاعر نبطي غزير الإنتاج، لديه العديد من القصائد الشعرية النبطية من أشهرها فتاة العرب ورمز الحب ووعد وإلى روح الشهيد البطل محمد الدرة، وديوانه في الشعر النبطي قصائد من الصحراء.[٩]
    أبرز الآراء النقدية حول الشعر النبطي تعرض الشعر النبطي إلى العديد من الآراء والمواقف الرافضة لوجوده كنوع من أنواع الشعر،
    وفيما يأتي أبرز هذه الآراء:
    رأي الشيخ ذياب بن سعد الغامدي: في مؤلفه (كف المخطئ عن الدعوة إلى الشعر النبطي) والذي رأى فيه أنّ الشعر النبطي من شأنه أنْ يؤدي إلى زعزعة اللغة العربية وإفساد اللسان العربي، واجتثاث ما يمكن اجتثاثه مما له صلة بالدين الإسلامي من موروث، وفكر، وتاريخ.[١٠]
    رأي الشاعر البحتري: وهو أحد الشعراء العظام، وكان يرى أنّ الشعر النبطي غالبًا ما يتسم بكونه خاليًا من الفكرة الواضحة فضلًا عن أنّ لغته وأسلوبه هما الاثنان ليس فيهما الوضوح الكافي، وهو ما أطلق عليه الإخلاء، كما أنّ الشعر النبطي يسير في نمط عادي لا يوجد فيه أي خلق، والشعر كما هو معلوم دائمًا خلق جديد.[١١]
    أقدم قصائد الشعر النبطي يوجد العديد من القصائد النبطية القديمة التي دونت لشعراء متعددين ومن هؤلاء:
    قصيدة لِمَنِ الشَوازِبُ كَالنَعامِ الجُفَّلِ للشاعر صفي الدين الحلي، قال فيها:[١٢]
    لِمَنِ الشَوازِبُ كَالنَعامِ الجُفَّلِ كُسِيَت حِلالاً مِن غُبارِ القَسطَلِ يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً يَحمِلنَ كُلَّ مُدَرَّعٍ وَمُسَربَلِ شِبهَ العَرائِسِ تُجتَلى فَكَأَنَّها في الخِدرِ مِن ذَيلِ العَجاجِ المُسبَلِ فَعَلَت قَوائِمُهُنَّ عِندَ طِرادِها فِعلَ الصَوالِجِ في كُراتِ الجَندَلِ قصيدة يا كَعبُ إِنَّ أَخاكَ مُنحَمِقٌ للشاعر ذؤيب بن كعب، قال فيها:[١٣]
    يا كَعبُ إِنَّ أَخاكَ مُنحَمِقٌ فَاِشدُد إِزارَ أَخيكَ يا كَعبُ أَتَجودُ بِالدَمِ ذي المَضِنَّةِ في ال جُلّى وَتلوى النابُ وَالسَقبُ تَنبو المَناطِقُ عَن جُنوبِهِم وَأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ لا تَنبو إِنّي حَلَفتُ فَلَستُ كاذِبَهُ حَلفَ المُلَبِّدِ شَفَّهُ النَحبُ قصيدة ورد كَأَنَّ عَلى أَكتادِهِ حَرَجا للشاعر أبو زبيد الطائي، قال فيها:[١٤]
    ورد كَأَنَّ عَلى أَكتادِهِ حَرَجا في قُرطُف مِن نَسيلِ النَجتِ مَخدورِ أَو ذا شَصائِبٍ في أَحنائِهِ شَمَمٌ رخو المَلاط غَبيطاً فَوقَ صُرصورِ كَأَنَّ عَينَيهِ في وَقبَينِ مِن حَجَرٍ قيضا اِقتِياضاً بِأَطرافِ المَناقيرِ إِذا تَبَهنَسَ يَمشي خِلتَهُ وَعِثاً وَعى السَواعِد مِنهُ بَعدَ تَكسيرِ كتب عن الشعر النبطي وتاريخه يوجد العديد من الكتب والمؤلفات عن الشعر النبطي وتاريخه ومن أهمها ما يأتي:
    كتاب كف المخطئ عن الدعوة إلى الشعر النبطي:
    للمؤلف الشيخ ذياب بن سعد الغامدي، ونشرت الطبعة الأولى منه عام 2000م، وفيه تناول المؤلف بيان أهمية اللغة العربية في حياة الإنسان ثم تناول بالشرح الشعر النبطي ودوره في تقليص دور اللغة العربية وتأثيره الكبير عليها كما بين وجهة نظر الدين الإسلامي من الشعر النبطي.[١٥]
    كتاب عيوب الشعر (دراسة نقدية في بناء القصيدة النبطية المعاصرة):
    للمؤلف عبد الله السالم ونشرت الطبعة الأولى منه عام 2014م وفيه تناول الكاتب بيان ماهيَّة النقد وشروط الناقد ثم تناول بالشرح مختلف جوانب القصيدة النبطية.[١٦]
    كتاب ذائقة الشعب وسلطة النص:
    للمؤلف سعد العبد الله الصويان ونشر عام 2001م وفيه تناول المؤلف دراسة ظاهرة الشعر العربي بين المشروعية والرفض كما وقدم العديد من نماذج القصائد النبطية من مختلف الأزمان والعصور.[١٧]
    كتاب مختصر أوزان الشعر النبطي:
    للمؤلف مصطفى حركات ونشرت الطبعة الأولى منه عام 1998م، وفيه تناول المؤلف بيان ما المقصود بعلم العروض والشعر وكذلك ماهية الوزن والواقع الشعري بين بحور الشعر على اختلاف أنواعها.[١٨]
    كتاب ديوان الشعر النبطي للجزيرة العربية في القرن التاسع عشر:
    للمؤلف ألبرت سوسين ونشر عام 2008م،[١٩] وفيه جمع المؤلف العديد منقصائد الشعر النبطي التي صدرت في الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر.[٢٠]

يعمل...
X