نقدم لكم ديوان ليلى الأخيلية..شاعرة عربيَّة عُرفت بجمالها وقوَّة شخصيتها وفصاحتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقدم لكم ديوان ليلى الأخيلية..شاعرة عربيَّة عُرفت بجمالها وقوَّة شخصيتها وفصاحتها


    ديوان ليلى الأخيلية - بواسطة: ربى حسن - ١ يوليو ٢٠٢٢
    التعريف بديوان ليلى الأخيلية:
    ديوان ليلى الأخيلية هو الديوان الّذي يضمّ كل أشعار ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية، شاعرة عربيَّة عُرفت بجمالها وقوَّة شخصيتها وفصاحة لسانها وتعابيرها، عاصرت صدرَ الإسلام والعصر الأمويّ، وحظيّت بمكانة كبيرة بين الأمراء والشعراءِ في العصرِ الأموي، إذ كانت تُلقي على مسامعِ الأمراءِ أشعارها في الرثاءِ والمدحِ. كانت ليلى الأخيليَّة معروفة بحبها المتبادل مع توبة بن الحمير، إذ وردَ ذكرهُ في الكثيرِ من أشعارها، وقد أشادَ الكثيرُ من الشعراءِ بفصاحةِ أشعارها وإبداعها في نسقِ الأبياتِ ومنهم الفرزدق وأبو نُواس وأبو تمام وأبو العلاء المعريّ، وُصِفَ شعرها بأنَّهُ واضح وبعيد عن التعقيد. تنوعت الأغراض الشعريَّة في قصائد ديوان ليلى الأخيليَّة بين الرثاءِ والمدحِ والعتابِ والهجاءِ، إذ ضمَّ ديوانها 64 قصيدة، وتمََ وضع ديوانها بكتاب من 234 صفحة، حيثُ وزِعَ الديوان على ثلاثَ عشرةَ قافية، ولا يتجاوز نحو الثلاثمائة بيت، معظم قصائدها كانت في رثاء تربة بن الحمير والتنديد بقاتليه.[١]
    البحور الشعرية في ديوان ليلى الأخيلية:
    كانت ليلى الأخيليَّة من الشعراء البارعين الذين كتبوا في شتى البحور، وهي على النحو الآتي:[٢]
    البحر الوافر تَجُوبُ الأرضَ نَحْوَكَ ما تَأَنَّى إذا ما الأُكْمُ قَنَّعَها السَّرابُ البحر الكامل تبكي الرِّماح إذا فَقَدْنَ أكفَّنا جَزَعاً وتَعْلَمُنا الرّفاقُ بُحُورا البحر الطويل ولَيْسَ لذِي عَيشٍ عنِ المَوْتِ مَقْصَرٌ ولَيْسَ عَلى الأيّامِ والدهرُ غابِرُ البحر البسيط شُمُّ العَرانِينِ أسماطٌ نِعالُهُمُ بِيضُ السَّراويلِ لَمْ يعلقْ بِها الغَمَرُ البحر المتقارب تَحُوطُ العَشِيرَةَ أَفْعالُهُ وتَحْمِلُ عَنْهُ الذي آدَها قصائد من ديوان ليلى الأخيلية
    من القصائد التي نظمتها ليلى الأخيليَّة ما يأتي:[٢]
    قصيدة:
    أيا عين بكي توبة بن حمير:
    أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ أَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍ بَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِ فأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍ وسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِ
    قصيدة:
    لما تخايلت الحمول حسبتها:
    لَمّا تَخايَلَتِ الحُمولُ حَسِبْتَها دُوماً بأَيْلةَ ناعماً مَكْموما يا أَيّها السَّدِمُ المُلَوِّي رَأْسَهُ لِيَقُودَ مِنْ أَهْلِ الحجازِ بريما أَتُريدُ عمرَو بن الخليعِ ودُونَهُ كَعْبٌ إذاً لَوَجَدْتَهُ مَرْؤُوما إنَّ الخليعَ ورَهْطَهُ في عامِرٍ كالقَلْبِ أُلبسَ جؤجؤاً وحزيما لا تُسرِعَنَّ إلى رَبِيعَةَ إِنَّهُمْ جَمَعُوا سواداً للعدوّ عظيما شَعْباً تَفَرَّقَ من جِماعٍ واحدٍ عَدَلَتْ مَعَدّاً تابعاً وصَمِيما لا تَغْزُوَنَّ الدَّهْرَ آلَ مطرَّفٍ لا ظالماً أبداً ولا مَظْلُوما فاقْصِدْ بِذَرْعِكَ لو وُطِئْتَ بلادَهُمْ لاقَتْ بِكارَتُكَ الحِقاقُ قُروما وتَعاقَبَتْكَ كتائبُ ابنِ مطرّفٍ فَأَرَتْكَ في وَضَحِ الصَّباحِ نُجُوما قَوْمٌ رِباطُ الخَيْلِ وَسْطَ بيُوتِهِمْ وأَسِنَّةٌ زُرْقٌ تُخالُ نجوما ومُخرّقٍ عَنْهُ القَمِيصُ تَخالُهُ وَسْطَ البُيُوتِ منَ الحياءِ سَقِيما حتّى إذا رَفَعَ اللّواءَ رَأَيْتَهُ تَحْتَ اللّواءِ على الخميسِ زَعيما وإذا تَشاءُ وَجَدْتَ منْهُم مانِعاً فَلْجاً عَلى سَخَط العَدُوِّ مُقيما أو ناشئاً حَدَثاً تُحَّكمُ مِثْلَهُ صُلْعُ الرجالِ تَوارَثَ التحكيما لَنْ تَسْتَطِيعَ بأَنْ تحوِّلِ عِزَّهُمْ حتّى تُحوِّلَ ذا الهضابِ يَسُوما إنْ سالَمُوكَ فدَعْهُمُ مِنْ هذه وارْقُدْ كفى لكَ بالرّقادِ نَعيما قَوْمٌ إذا غَضِبُوا تَزِيدُ قَناتُهُمْ ضِلْعاً إذا قايَسْتَها وكُتوما
    قصيدة: أحجاج إن الله أعطاك غاية:
    أَحَجَّاجُ إنَّ اللّهَ أَعْطاك غايَةً يُقَصِّرُ عنها مَن أَرادَ مَداها أَحَجَّاجُ لا يُفْلَلْ سِلاحُكَ إنّما ال مَنايا بِكَفِّ اللّهِ حيثُ يَراها إذا هَبَطَ الحَجَّاجُ أَرْضاً مَريضةً تَتَبَّعَ أَقْصى دائِها فَشفاها شَفاها مِنَ الدّاءِ العُضالِ الذي بِها غُلامٌ إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها سَقاها دِماءَ المارِقينَ وعَلَّها إذا جَمحَتْ يَوْماً وَخِيفَ أَذاها إذا سَمعَ الحجَّاجُ رِزّ كَتِيبةٍ أَعَدَّ لها قَبْلَ النزولِ قِراها أَعَدَّ لَها مَصْقُولةً فارِسيَّةً بأَيْدِي رجالٍ يَحْلُبونَ صُراها فَمَا وَلَدَ الأَبْكارُ والعَوْنُ مِثْلَهُ بِنَجْدٍ ولا أَرْضٍ يَجِفُّ ثَراها أَحَجَّاجُ لا تُعْطِ العُصاةَ مُناهُمُ ولا اللّهُ يُعْطِي لِلْعُصاةِ مُناها ولا كَلَّ حَلاَّفٍ تَقَلَّدَ بَيْعَةً فأَعْظَمَ عَهْدَ اللّهِ ثُمَّ شَراها
يعمل...
X