أشهر الشعراء المهتمين بقصائد عن الأم - بواسطة: روان مخيبر - ٨ يونيو ٢٠٢٢
أشهر الشعراء المُهتمين بقصائد عن الأم نالت الأمّ من أشعار الشعراء نصيبًا كثيرًا من الاهتمام، وقال الشعراء فيها أشعارًا وقصائد كثيرة، ولعلّ أشهر الشعراء الذين قالوا قصائد عن الأم هم: نزار قباني نزار بن توفيق القباني، وُلد في دمشق عام 1923م في حي مآذنة الشحم، ودرس مرحلة التعليم الأولى في مكتب عنبر، وهي مدرسة معروفة في دمشق، ثمّ التحقّ بكلية الحقوق في الجامعة السورية التي صارت تُعرف فيما بعد بجامعة دمشق وتخرّج فيها عام 1944م.[١]
التحق نزار بوزارة الخارجية السورية وشغل مناصب عديدة في السلك الدبلوماسي لكنّه استقال عام 1966م ليتفرّغ للإنتاج الأدبي،[١]
ومن أشهر قصائده عن الأم قصيدته التي قالها حين كان يشغل منصب القُنصل في السفارة السورية في مدريد وهي قصيدة "خمس رسائل إلى أمي"، يقول فيها نزار:[٢]
صباح الخير يا حلوه.. صباح الخير يا قديستي الحلوه مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافيه وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر وخبأ في ملابسه طرابينًا من النعناع والزعتر وليلكةً دمشقية.. أنا وحدي.. دخان سجائري يضجر ومني مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ.. تفتش بعد عن بيدر عرفت نساء أوروبا.. عرفت عواطف الإسمنت والخشب عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر وتحمل في حقيبتها.. إليّ عرائس السكر وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثر أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولد الذي أبحر ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر فكيف.. فكيف يا أمي غدوت أبًا..
ولم أكبر؟
صباح الخير من مدريد ما أخبارها الفلة؟ بها أوصيك يا أماه..
تلك الطفلة الطفله فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي..
يدللها كطفلته ويدعوها إلى فنجان قهوته ويسقيها.. ويطعمها.. ويغمرها برحمته.. ..
ومات أبي ولا زالت تعيش بحلم عودته وتبحث عنه في أرجاء غرفته وتسأل عن عباءته.. وتسأل عن جريدته..
وتسأل -حين يأتي الصيف- عن فيروز عينيه..
لتنثر فوق كفيه..
دنانيرًا من الذهب.. سلاماتٌ.. سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة إلى أزهارك البيضاء.. فرحة "ساحة النجمة" إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفال حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ تنام على مشارقنا وليلكةٍ معرشةٍ على شباك جارتنا مضى عامان..
يا أمي ووجه دمشق، عصفورٌ يخربش في جوانحنا يعض على ستائرنا..
وينقرنا.. برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامان يا أمي وليل دمشق فل دمشق دور دمشق تسكن في خواطرنا مآذنها..
تضيء على مراكبنا كأنّ مآذن الأموي.. قد زرعت بداخلنا..
كأن مشاتل التفاح..
تعبق في ضمائرنا كأن الضوء، والأحجار جاءت كلها معنا..
أتى أيلول يا أماه..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه ويترك عند نافذتي مدامعه وشكواه أتى أيلول..
أين دمشق؟ أين أبي وعيناه وأين حرير نظرته؟
وأين عبير قهوته؟
سقى الرحمن مثواه..
وأين رحاب منزلنا الكبير..
وأين نعماه؟
وأين مدارج الشمشير..
تضحك في زواياه وأين طفولتي فيه؟
أجرجر ذيل قطته وآكل من عريشته وأقطف من بنفشاه دمشق، دمشق..
يا شعرًا على حدقات أعيننا كتبناه ويا طفلًا جميلًا..
من ضفائره صلبناه جثونا عند ركبته..
وذبنا في محبته إلى أن في محبتنا قتلناه..
حافظ إبراهيم:
حافظ إبراهيم هو واحد من شعراء العصر الحديث الذين لمع اسمهم في سماء الشعر العربي في مصر، لم يُحَدَّد تاريخ ميلاده على وجه التقريب، لكن تمّ تقدير تاريخ ميلاده بنحو عام 1872م، وُلد في صعيد مصر لأب مصري وأمّ من أصول تركيّة، واسمه الكامل محمد حافظ إبراهيم فهمي.[٣]
اشتُهرَ حافظ إبراهيم بشعره الذي يدعو إلى الأخلاق، والعفّة، والمكارم وغيرها، وقد أُجريت على ذلك رسائل جامعيّة تبحث في مكارم الأخلاق في شعر حافظ إبراهيم،[٣]
ومن شعر حافظ إبراهيم:
المشهور قصيدته التي يتحدّث في ثناياها عن الأمّ، فيقول:[٤]
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِرًا بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِرًا خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثًا يُقتَنى في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها دُوَلًا وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي محمود درويش محمود درويش هو الشاعر الفلسطينيّ الأشهر خلال العصر الحديث، واسمه الكامل :
محمود سليم درويش:
وُلد عام 1941م في قرية البروة في الجليل، ثمّ نزح مع أُسرته إلى لبنان على أمل العودة بعد النكبة، ولكنّهم عندما عادوا وجدوا أنّ قريتهم لم تعد موجودة.[٥]
بعد العودة من لبنان اضطُر هو وأُسرته إلى العيش في القرية الجديدة، فعاش هنالك وأكمل دراسته، ويُذكر أنه دخل إلى السجن أكثر من مرة،[٥]
وذات مرّة في السجن أرسل إلى والدته قصيدة حنين إليها يقول فيها:[٦]
أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أُمي ولمسة أُمي..
وتكبر فيَّ الطفولةُ يومًا على صدر يومِ وأعشَقُ عمرِي لأني إذا مُتُّ، أخجل من دمع أُمي! خذيني، إذا عدتُ يومًا وشاحًا لهُدْبِكْ وغطّي عظامي بعشب تعمَّد من طهر كعبك وشُدّي وثاقي..
بخصلة شعر..
بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك..
ضعيني، إذا ما رجعتُ وقودًا بتنور ناركْ..
وحبل غسيل على سطح دارك لأني فقدتُ الوقوف بدون صلاة نهارك هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة حتى أُشارك صغار العصافير درب الرجوع..
لعُشِّ انتظارِك!