تحليل فيلم Gone Girl: أحد أكثر أفلام الإثارة سخرية على الإطلاق
فيلم Gone Girl
- Post author:وائل الشيمي
- Post published:13/01/2022
- Post category:فن
فيلم Gone Girl هو أحد أكثر أفلام الإثارة سخرية على الإطلاق. وهو من إخراج الرائع ديفيد فينشر، ومن بطولة بن أفليك وروزاموند بايك. في هذا المقال نخوض معاً رحلة شائكة مع هذا الفيلم الرائع من خلال تحليل فيلم Gone Girl.
قصة فيلم Gone Girl
تدور أحداث الإثارة حول نيك – بن أفليك – الذي يعد من الطبقة العليا في ولاية ميسوري، وزواجه من إيمي – روزاموند بايك – وهي كاتبة شهيرة لكتب الأطفال. في يوم الذكرى السنوية الخامسة لزواجهما يذهب نيك صباحاً إلى شقيقته التي تعمل في الحانة التي يملكها، إلا أنها تلاحظ توتره واضطرابه. يشرب قهوته الصباحية ويعود إلى منزله الفخم ليجد زوجته قد اختفت وهناك طاولة زجاجية محطمة توحي بأن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام.
يذهب نيك للإبلاغ عن اختفاء زوجته المفاجئ، لتأتي الشرطة للتحقيق في أمر الاختفاء، وعلى رأس الشرطة المحققة روندا بوني – كيم ديكنز – وجيم جيلبين – باتريك فوجيت – ليجمعا بعض الأدلة من المنزل ثم يكتشفا ظرفاً عليه عنوان “الدليل الأول” ويحتوي بداخله على لغز. عندما يتم سؤال نيك عن هذا اللغز يخبر المحققة أنه يلعب هذه اللعبة دوماً مع زوجته في ذكرى زواجهما. فحل هذا اللغز يقود إلى اللغز التالي وهكذا.
أخذت الشرطة الزوج من أجل الاستجواب، وبدأت الشبهات تحوم حول قتل الزوج لزوجته، وانتشر الخبر في وسائل الإعلام المختلفة حتى تم اتهام الزوج بقتل زوجته بعد عثور الشرطة على مذكرات الزوجة التي تتهم فيها زوجها بالتعدي عليها بالضرب. هذا بالإضافة إلى العثور على أدلة تثبت رفع مبلغ التأمين على حياة زوجته.
الجانب الأخر
على الجانب الأخر نجد إيمي الزوجة قد انتقلت في طريقها لتستمتع بحياتها وهي ترى زوجها متهم في قضية اختفائها ونعلم أنها وضعت خطة من أجل إعدام زوجها بعد أن اكتشفت خيانته، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث تتعرف إيمي على شاب وشابة في المسكن المتواضع الذي كانت تقطنه، وخلال لعبلهم للجولف تسقط حافظة نقود من إيمي. ليغضب الصديقان لأن إيمي أخبرتهما أنها لا تمتلك أية أموال. وفي صباح اليوم التالي قاما بالاستيلاء على أموالها.
لم تجد إيمي سبيل للحصول على أموال دون أن يعرف أحد بأمرها إلا من خلال الاتصال بصديقها السابق ذلك الثري الذي كان يحبها في المدرسة الثانوية ومازال يرسل لها رسائل حتى الآن إلا أنها لم ترد على رسائله. تتصل به ليذهب إليها ويذهبا إلى قصره الفخم. وقد أعطى لها كل ما طلبته منه في مقابل أن يحصل هو عليها. ورضخت إيمي لرغبته بعد أن وضعت خطة أخرى للتخلص منه والعودة إلى حياتها مرة أخرى.
وذات يوم يذهب إليها صديقها ليمارس معها الحب وأثناء ذلك قتلته، وكانت خطتها تقوم على تمثيل دور المغتصبة، والمختطفة، كما استخدمت العديد من الأدوات في جعل الأمر يبدو كحادثة اغتصاب طبيعية. وبعد أن قتلته انطلقت إلى منزلها لتسقط على الأرض وهي مضرجة بدماء القتيل. تأتي الشرطة لتحقق في الأمر فتصل إلى أنها قامت بالدفاع عن نفسه ضد مغتصبها. لينتهي بها الحال في العودة إلى زوجها الذي يشعر بالرعب والخوف الشديد منها. فمازال الزوج يشك في زوجته الماكرة التي تضع الخطط للانتقام.
تحليل فيلم Gone Girl
يعد فيلم Gone Girl قصة مثيرة وآسرة، وواحدة من أكثر الصور الساخرة للتلاعب بالإعلام، والعقلية الأمريكية المتعطشة للفضائح والتلاعب بالعقول كذلك. فوراء هذه القصة الخارجية التي تبدو عادية في الظاهر هناك سخرية مدمرة ومتغلغلة لا تتضح إلا ببطء عندما تتكشف خيوط الحبكة. إنها قضية رأي عام حول كاتبة شهيرة محبوبة من الجميع، اختفت بصورة مفاجئة. لذا كان هناك زخم إعلامي كبير وفوري، ولكن لا أحد يعرف حقيقة الأمر وبمجرد رؤية الزوج هادئاً تحوم أصابع الاتهام حول دون أي دليل يذكر. هناك يحاول المخرج أن يرسل رسالة مفاداها أن إدراك الحقائق لا يهم مطلقاً. وأن التلاعب الإعلامي والتصور العام هما المتحكمان في مجريات الأمور.
تعج حبكة فيلم Gone Girl على الكثير من المفاجآت، حيث يقدم الفيلم اللغز تلو الآخر، لكن برغم هذه التقلبات في الأحداث إلا أن هذه الحبكة تذوب في الأفكار التي يحملها الفيلم. وأهم هذه الأفكار هو عالم الإعلام الحديث الذي يعد أكثر من مجرد مصدر للمعلومات. إنه عالم جديد للعقل، مع أساطيره ورموزه وملائكته وشياطينه.
قصة انتقام ضعيفة
إن الصورة البسيطة للفيلم تقول إن القصة ما هي إلا قصة انتقام إلا أن هذا الانتقام الدامي لا يتناسب بحال من الأحوال مع حجم الخطأ الذي اقترفه الزوج. فعلى الرغم من أنه زواج مضطرب، ومصادر اضطرابه واضحة وتتمثل في مشكلات الحياة اليومية والصعوبات المالية والحياة الجنسية للزوجين والغضب من الزوجة مما أدى إلى ضربها، هذا بالإضافة إلى خيانته. لكن كل هذه الأمور مجتمعة لا تكفي لوضع حبل المشنقة على رقبة الزوج. كذلك ليس هناك أية منطقية في قتل الحبيب السابق بلا أي ذنب اقترفه. كل قصص الانتقام هذه لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء.
لكن رغم هذه الثغرات إلا أنه يمكن الاعتماد على ديفيد فينشر إذا أردت فيلماً مثيراً. حيث يمكنك أن تتوقع دائماً تقديم شيئاً مميزاً، فهو مخرج لا يكرر نفسه مطلقاً. هذا برغم أسلوب فينشر المعتاد في الهدوء والتقلبات الهادئة والمفاجئة والأنواع غير العادية من السرد التي تتحدى المشاهد. حيث يمزج فينشر بين الدراما والإثارة من خلال الجرعة البسيطة من المعلومات التي يعطيها للمشاهد. فعلى سبيل المثال يبدو في البداية أن الزوج هو المتهم الأول على الرغم من لعبه دور الحمل البريء. ومن ناحية أخرى تظهر مفاجأة أخرى لتعلم أنه بريء، وهكذا على الدوام. هناك المزيد من المشاهد المقلقة والمحيرة، وهذا المخرج الرائع يحرص جيداً على ألا تختفي هذه الحالة. ببساطة لا يجعلك تعرف الحقيقة مطلقاً وهو ما يتميز به فينشر.
في الختام وبعد تحليل فيلم Gone Girl لابد من الإشارة أنه أحد أفلام فينشر الرائعة التي تقدم نقداً لاذعاً لوسائل الإعلام وما تبثه من حقائق مشكوك في أمرها. لذا فهو فيلم يستحق المشاهدة بكل تأكيد.