تويت
رجلٌ يُدعى أوڤا
A Man Called Ove
هادي ياسين
فيلمٌ ممتعٌ و جميل ، يشد اليه المُشاهد منذ المشهد الأول ، و شخصياً تمنيت لو أنه لم ينتهِ ، و إنْ كان لابد من نهاية . إنه الفيلم السويدي ( رجلٌ يُدعى أوڤا ) الذي ترشح لأوسكار 2017 كأفضل فيلم أجنبي . فهو ينتمي الى السينما التي تعتمد فلسفة جمالية مُحكمة أعتمدها السينمائيون السويديون و تميزوا بها منذ بداية مشوارهم السينمائي عام 1896 .
ينتمي الفيلم الى ( الكوميديا السوداء ) ، فمنذ المشهد الأول يختلط الجد بالسخرية في الحكاية ، عندما يختلف ( أوڤا ) مع بائعة الورد على سعر الباقة التي يريد وضعها على قبر زوجته ( سونيا ) . ثم سرعان ما تتكشف شخصية ( أوڤا ) الذي يأخذ كل شيء على محمل الجد و يتدخل في ما يعنيه و ما لا يعنيه في الحي السكني ، في إطار خفيف من الكوميديا التي بين طياتها نكتشف حجم المأساة الروحية و اللوعة التي يعيشها بعد وفاة زوجته و معاناته من الوحدة ، خصوصاً بعد أن أُحيل على التقاعد بعد 43 عاماً من العمل الجاد في محطة القطار ، فيقوم بعدة محاولات انتحار ـ تفشل جميعُها ـ عبر مشاهد كوميدية . ولكن حلول جارته إيرانية الأصل ( پروين ) يغير يومياته ، حين تحنو عليه و تتآلف معه و يتآلف هو مع طفليها على الرغم من سخرياته المتكررة منها .
تنحصر شخصيات الفيلم الرئيسة في ثلاثة :
* ( أوڤا ) العجوز ، الذي يمثل محور الفيلم ، و قد مثل دوره الممثل السويدي البارع " رالف لاسگارد " المولود عام 1955 و الحاصل على عدة جوائز .
* ( پروين ) الجارة السمراء ، المرحة الحنون ، ذات الأصول الإيرانية ، و قد مثّلت دورها الممثلة و المخرجة السويدية " بهار بارس " ، وهي مولودة في مدينة ( شيراز ) الإيرانية عام 1979 ، و قد فرت مع عائلتها الى السويد في العام 1989 عقب الحرب العراقية الإيرانية . و درست التمثيل في السويد بين العامين 2003 و 2007 ، و هي حائزة على عدة جوائز .
* ( أوڤا ) الشاب الذي يظهر كلما تذكر ( أوڤا ) العجوز ماضيه و التفت الى شبابه ، و قد مثل دوره الممثل السويدي " فيليب بيرج " المولود عام 1989.
فيلم ( رجلٌ يُدعى أوڤا ) مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب السويدي الشاب " فريدريك پاكمان " ، الذي كان قد طاف بروايته على العديد من دور النشر السويدية ، ولكن في كل مرة كانت مخطوطته تُختم من قبل هذه الدور بعبارة ( غير قابل للنشر ) باعتبارها رواية ضعيفة ، ولكن ما أن طُبعت عام 2012 حتى انتشرت انتشار النار في الهشيم و اكتسحت السوق الأمريكية ، و حسب ( نيويورك تايمز ) فقد طُبعت منها مليونان و 800 ألف نسخة ، و راحت دور النشر الأجنبية تتسابق على نشرها ، فتُرجمت الى 38 لغة في العالم و منها اللغة العربية.
فيلم ( رجلٌ يُدعى أوڤا ) الذي يستغرق ساعةً و 56 دقيقة ، من إخراج " هانز هولم " المولود عام 1962 ، و وضع موسيقاه " گوتيه ستورآس" .
فيلم ممتع و ساحر ، يستحق أكثر من مشاهدة ، و كان يستحق جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي ، عام 2017 ، ولكن الجائزة ذهبت الى الفيلم الإيراني ( البائع ) .