تويت
استكمال اكتشاف معبد في أور السومرية
بغداد ـ علي لفتة سعيد 21 سبتمبر 2021
آثار
شارك هذا المقال
حجم الخط
فيما ستقوم بعثة بريطانية بالتنقيب في منطقة آثار أور والبحث عن بقايا معبد سومري يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ستشهد مدينة أور بمحافظة ذي قار جنوبي العاصمة العراقية بغداد إقامة أكبر متحف من نوعه في الشرق الأوسط إذ سيحتوي على قاعات كبيرة للعرض وورش لصناعة وتأهيل وترميم القطع الجبصية وكل ما يتم العثور عليه لاحقًا من قبل بعثات التنقيب.
وقال مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار، عامر عبد الرزاق، إن بعثة المتحف البريطانية التي تم التعاقد معها في وقت سابق للقيام بعمليات تنقيبية في منطقة أور التي تعد من أقدم المناطق التاريخية في العالم برئاسة الدكتور أسباستيان، ستعاود عملها في مدينة كرسو السومرية في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر بعد أن تم تجديد عقد العمل معهم لمدة خمس سنوات قادمة من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث، بعد أن انحسر تأثير جائحة كورونا. ولفت إلى أن مهمة البعثة ستكون استكمالًا لما اكتشفته هذه البعثة قبل عامين من أجزاء مهمة من معبد الأينينو (الخمسين) الذي تم اكتشافه عام 1887 من قبل بعثة فرنسية في حينها موضحًا: إنه معبد سومري يعود إلى عام 2400 قبل الميلاد وهو للإله ننكرسو، إله الري والأقاليم في بلاد سومر. وعن التسهيلات التي ستقدمها الدائرة للبعثة لكي تنجح في عملها من أجل استكمال اعمال التنقيب قال عبد الرزاق إن الدائرة ستقدّم كل التسهيلات لإنجاح عمل البعثات الأجنبية في كل المواقع وأهمها موقع أور التاريخي السومري.
وتعد مدينة أور من أقدم المواقع الأثرية ليس على مستوى العراق فقط بل وخارجه وتقع في تل المقير جنوبي العراق. وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد. وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب إريدو إلا إنها حاليًا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية، وتقع حاليًا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوبي العراق وعلى بعد 100 ميل شمالي البصرة. وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. وهي المدينة التي ولد فيها النبي إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 قبل الميلاد، واشتهرت المدينة بمبنى الزقّورة الذي هو معبد للآلهة إنّيانا، آلهة القمر، حسب ما ورد في الأساطير (الميثولوجيا) السومرية. وكانت تحتوي على 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب واللبن. وكان في كل مقبرة بئر. وعند موت الملك تدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته، وكان للمقبرة بنيان يعلوه قبة.
تعدّد المواقع والبعثات
وذكر مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار أن محافظة ذي قار تشهد وجود 10 بعثات تنقيبية للعمل في مواقعها التاريخية المختلفة التي تصل إلى أكثر من 1200 موقع أثري، ومنها البعثة الإيطالية في أريدو، والبعثة الإيطالية في مدينة نينا السومرية (تل زرغل)، والبعثة الفرنسية في مدينة لارسا (تلول السنكرة)، والبعثة الروسية في موقع الدحيلة فضلًا عن سعي الفرق التنقيبية وبعد الاستقرار الأمني وتأثير زيارة البابا إلى المدينة في السادس من شهر آذار/ مارس الماضي، لاكتشاف المزيد من المدن والقرى السومرية التي تضم مواقع فريدة لأقدم حضارة بشرية عرفها العالم، لافتًا إلى إن هذه العودة للفرق التنقيبية تأتي بعد توقف أعمال البحث والتنقيب في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بسبب الحروب وانعدام الاستقرار الأمني والاجتماعي.
متحف أور العالمي
وبحسب مدير آثار ذي قار التي تضم أقدم الحضارات في العالم فإن المدينة ستشهد إنشاء متحف سيطلق عليه "متحف أور العالمي" وحصل على موافقة رئاسة الوزراء وسيكون من أهم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط. ولفت إلى أن هذا المتحف وبحسب ما خطّط له سيضم قاعاتٍ كبيرةً للعرض، وورش لصناعة وتأهيل وترميم القطع الجبصية. ومضى يقول إن المتحف الذي سيعمل فيه أكثر من خمسة آلاف من خريجي الآثار والتراث والمهرة سيحتوي بعد الانتهاء من إنشائه على جميع القطع الأثرية العائدة إلى مدينة أور بالمتحف العراقي في بغداد، وما سيتم العثور عليه من قبل الفرق التنقيبية. وذكر أن الحكومة العراقية ومن خلال دائرتنا ستعمل على مخاطبة المتاحف العالمية بإعادة الآثار الخاصة بالمدينة. وبيّن أن بعثة مشتركة أميركية وألمانية ستصل في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وستعمل على التنقيب لمدة شهرين وستقوم بتسليم ما يتم العثور عليه إلى المتحف العراقي أولًا لتنقل بعد ذلك إلى متحف أور العالمي بعد إنجازه مذكّرًا بأن المتحف سينفذ بأيادٍ عراقية بالتعاون مع شركات أجنبية متخّصصة بالمتاحف العالمية.
وعن تفاصيل المتحف ذكر عبد الرزاق أنه بعد أن تم الانتهاء من تحديد موقع المدينة الإبراهيمية ومكان المتحف فيها سيشرع بالعمل خلال الأسابيع القليلة القادمة على مساحة تصل إلى أكثر من 400 دونم، وهناك جزء آخر ملحق بها تصل مساحته إلى 300 دونم، وتم تجهيز جميع التصاميم والخرائط المعدة للمشروع، وستنتهي الأعمال الهندسية بتحديد قطاعاتها قريبا التي ستقام عليها جميع المشاريع الحكومية وخصصت لها مبالغ كدفعة أولى 19 مليار دينار، مع تنفيذ مشاريع استثمارية أخرى لتنشيط الواقع السياحي.
واستدرك مدير آثار ذي قار: إن أي مشاريع تنفذ في أور ومدينة إبراهيم الخليل تعني تحريك عجلة السياحة والاستثمار وجذب السياح من مختلف دول العالم. كما أن المدينة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين، زيارة عشرات السياح من مختلف الجنسيات من بريطانيا وأميركا وألمانيا وكذلك فنلندا والكويت ولبنان. وكشف أيضًا عن زيارة قام بها مدير شركة "إكسبلور" الأميركية التي تعد من أهم الشركات السياحية في الولايات المتحدة وأبدى استعداده لمرافقة الزوار والسائحين إلى أور الأثرية وخصوصًا خلال الموسم الخريفي الحالي، وهو ما يصب في صالح المدينة والعراق كمورد اقتصادي مهم للبلد.
بغداد ـ علي لفتة سعيد 21 سبتمبر 2021
آثار
شارك هذا المقال
حجم الخط
فيما ستقوم بعثة بريطانية بالتنقيب في منطقة آثار أور والبحث عن بقايا معبد سومري يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ستشهد مدينة أور بمحافظة ذي قار جنوبي العاصمة العراقية بغداد إقامة أكبر متحف من نوعه في الشرق الأوسط إذ سيحتوي على قاعات كبيرة للعرض وورش لصناعة وتأهيل وترميم القطع الجبصية وكل ما يتم العثور عليه لاحقًا من قبل بعثات التنقيب.
وقال مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار، عامر عبد الرزاق، إن بعثة المتحف البريطانية التي تم التعاقد معها في وقت سابق للقيام بعمليات تنقيبية في منطقة أور التي تعد من أقدم المناطق التاريخية في العالم برئاسة الدكتور أسباستيان، ستعاود عملها في مدينة كرسو السومرية في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر بعد أن تم تجديد عقد العمل معهم لمدة خمس سنوات قادمة من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث، بعد أن انحسر تأثير جائحة كورونا. ولفت إلى أن مهمة البعثة ستكون استكمالًا لما اكتشفته هذه البعثة قبل عامين من أجزاء مهمة من معبد الأينينو (الخمسين) الذي تم اكتشافه عام 1887 من قبل بعثة فرنسية في حينها موضحًا: إنه معبد سومري يعود إلى عام 2400 قبل الميلاد وهو للإله ننكرسو، إله الري والأقاليم في بلاد سومر. وعن التسهيلات التي ستقدمها الدائرة للبعثة لكي تنجح في عملها من أجل استكمال اعمال التنقيب قال عبد الرزاق إن الدائرة ستقدّم كل التسهيلات لإنجاح عمل البعثات الأجنبية في كل المواقع وأهمها موقع أور التاريخي السومري.
| "مهمة البعثة ستكون استكمالًا لما اكتشفته هذه البعثة قبل عامين من أجزاء من معبد الأينينو (الخمسين) الذي تم اكتشافه عام 1887 من قبل بعثة فرنسية، وهو معبد سومري يعود إلى عام 2400 قبل الميلاد للإله ننكرسو، إله الري والأقاليم في بلاد سومر" |
| مدير الآثار في المعبد السومري |
تعدّد المواقع والبعثات
وذكر مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار أن محافظة ذي قار تشهد وجود 10 بعثات تنقيبية للعمل في مواقعها التاريخية المختلفة التي تصل إلى أكثر من 1200 موقع أثري، ومنها البعثة الإيطالية في أريدو، والبعثة الإيطالية في مدينة نينا السومرية (تل زرغل)، والبعثة الفرنسية في مدينة لارسا (تلول السنكرة)، والبعثة الروسية في موقع الدحيلة فضلًا عن سعي الفرق التنقيبية وبعد الاستقرار الأمني وتأثير زيارة البابا إلى المدينة في السادس من شهر آذار/ مارس الماضي، لاكتشاف المزيد من المدن والقرى السومرية التي تضم مواقع فريدة لأقدم حضارة بشرية عرفها العالم، لافتًا إلى إن هذه العودة للفرق التنقيبية تأتي بعد توقف أعمال البحث والتنقيب في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بسبب الحروب وانعدام الاستقرار الأمني والاجتماعي.
متحف أور العالمي
وبحسب مدير آثار ذي قار التي تضم أقدم الحضارات في العالم فإن المدينة ستشهد إنشاء متحف سيطلق عليه "متحف أور العالمي" وحصل على موافقة رئاسة الوزراء وسيكون من أهم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط. ولفت إلى أن هذا المتحف وبحسب ما خطّط له سيضم قاعاتٍ كبيرةً للعرض، وورش لصناعة وتأهيل وترميم القطع الجبصية. ومضى يقول إن المتحف الذي سيعمل فيه أكثر من خمسة آلاف من خريجي الآثار والتراث والمهرة سيحتوي بعد الانتهاء من إنشائه على جميع القطع الأثرية العائدة إلى مدينة أور بالمتحف العراقي في بغداد، وما سيتم العثور عليه من قبل الفرق التنقيبية. وذكر أن الحكومة العراقية ومن خلال دائرتنا ستعمل على مخاطبة المتاحف العالمية بإعادة الآثار الخاصة بالمدينة. وبيّن أن بعثة مشتركة أميركية وألمانية ستصل في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وستعمل على التنقيب لمدة شهرين وستقوم بتسليم ما يتم العثور عليه إلى المتحف العراقي أولًا لتنقل بعد ذلك إلى متحف أور العالمي بعد إنجازه مذكّرًا بأن المتحف سينفذ بأيادٍ عراقية بالتعاون مع شركات أجنبية متخّصصة بالمتاحف العالمية.
| "ذكر مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار أن محافظة ذي قار تشهد وجود 10 بعثات تنقيبية للعمل في مواقعها التاريخية المختلفة التي تصل إلى أكثر من 1200 موقع أثري" |
واستدرك مدير آثار ذي قار: إن أي مشاريع تنفذ في أور ومدينة إبراهيم الخليل تعني تحريك عجلة السياحة والاستثمار وجذب السياح من مختلف دول العالم. كما أن المدينة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين، زيارة عشرات السياح من مختلف الجنسيات من بريطانيا وأميركا وألمانيا وكذلك فنلندا والكويت ولبنان. وكشف أيضًا عن زيارة قام بها مدير شركة "إكسبلور" الأميركية التي تعد من أهم الشركات السياحية في الولايات المتحدة وأبدى استعداده لمرافقة الزوار والسائحين إلى أور الأثرية وخصوصًا خلال الموسم الخريفي الحالي، وهو ما يصب في صالح المدينة والعراق كمورد اقتصادي مهم للبلد.