غزة: مبادرة لإنقاذ منازل ومبان بعهدي المماليك والإمبراطورية العثمانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غزة: مبادرة لإنقاذ منازل ومبان بعهدي المماليك والإمبراطورية العثمانية

    غزة: مبادرة لإنقاذ منازل ومبان بعهدي المماليك والإمبراطورية العثمانية

    27 ديسمبر 2020
    آثار
    مدرسة "الكمالية".. تاريخ يعود لنحو 500 عام مضت (AFP)
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    ظهرت الجدران الحجرية الضخمة لمدرسة "الكمالية"، التي يعود تاريخها لنحو 500 عام مضت، ببطء، من خلف تراكمات القمامة التي تجمّعت عبر سنوات؛ حيث بدأت حملة شعبية من المحافظين على التراث كعملية طويلة لإعادة المدرسة إلى مجدها السابق.
    يقع المبنى الذي يعود تاريخه إلى العصر المملوكي في قلب الحي القديم لمدينة غزة، وهو أحد المباني التاريخية التي تتضاءل باستمرار والمعرضة لخطر الهدم. وقال عبد الله الرزي، وهو فنان ومتطوع رائد، إن المدرسة كانت في وضع صعب جدا، ومثيرة للشفقة.
    أطلق الرزي وفنانون آخرون برنامج "مبادرون"، بهدف إنقاذ المنازل والمباني المهجورة التي تعود لفترتين في تاريخ غزة: سلطنة المماليك، والإمبراطورية العثمانية اللاحقة لها.
    وفقًا لمسؤولين سياحيين فإن الجزء القديم من قطاع غزة يوجد فيه أقل من 200 منزل من هذين العصرين، وهي قائمة جزئيًا أو كليًا. كما أنها مهددة بالإهمال والاضمحلال، أو حتى الهدم من خلال التنمية الحضرية الجديدة. وقال أحمد الأسطل، مدير مركز إيوان، معهد التاريخ والتراث في الجامعة الإسلامية بغزة، إن "قلة الوعي العام والاعتبارات الاقتصادية من قبل الملاك هي أكبر التهديدات لهذه المباني... هذه البيوت هي هويتنا ولكن الجهل يؤدي إلى تدميرها".

    نظرًا لأن قطاع غزة صغير المساحة، حيث يعيش مليونا شخص على مساحة 300 كيلومتر مربع فقط (115 ميلًا مربعًا)، يخشى الخبراء والمتطوعون من اختفاء منشآت القرون الماضية، مثل تلك الموجودة من الحضارات القديمة. وساهم النمو السكاني والصراع مع إسرائيل في محو العديد من العلامات التي تدل على تاريخ غزة الممتد منذ خمسة آلاف عام. وتتمتع غزة بموقع متميز على طول الطريق الذي كان يربط بين مصر القديمة والشام وبلاد الرافدين.
    "مبادرون" هي واحدة من عدد قليل من المنظمات التي تسعى للحفاظ على المواقع الأثرية في مدينة غزة. لكن جهودهم عادة ما تكون محدودة النطاق وتفتقر إلى الخطط المنهجية. استغرق الفريق أسبوعين لإزالة القمامة من مدرسة "الكمالية"، التي سميت على اسم سلطان مملوكي. كل يوم، يتجمع الشبان والشابات هناك، ويقومون بكنس الأرضيات المتربة، وتنظيف قوالب الطوب، ويثبتون النوافذ بإطارات خشبية. بمجرد الانتهاء من التجديد، يقول الرزي إن الهدف هو تحويل المبنى إلى مكان للأنشطة الثقافية والفنية لأن مثل هذه المرافق قليلة في غزة.
    وقال جمال أبو ريدة، مدير إدارة الآثار بوزارة السياحة في غزة لوكالة فرانس برس، إن "هذه هي المدرسة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بمكانتها المعمارية، ولا تزال بها فصول دراسية. من الواضح أن هذه المدرسة كانت تستخدم حتى وقت قريب في التعليم وحفظ القرآن لأنها في المدينة القديمة".

    "مبادرون" هي واحدة من عدد قليل من المنظمات التي تسعى للحفاظ على
    المواقع الأثرية في مدينة غزة. لكن جهودهم عادة ما تكون محدودة
    النطاق وتفتقر إلى الخطط المنهجية.
    "مبادرون".. محاولة لإنقاذ آثار غزة (AFP)















    وقال الأسطل إن "مثل هذه المبادرات مهمة للغاية لأن هدفها الحفاظ على التراث الثقافي".
    وعلى بعد بنايات قليلة من المدرسة، يعمل فريق مختلف على تجديد "بيت الغصين"، الذي سمي على اسم العائلة التي امتلكته منذ 200 عام. وقام العمال بكشط قوالب الطوب لإزالة طبقات الغبار التي أخفت ملامحها. وأخذ آخرون قياسات لإطارات الأبواب. وبدأ العمل في هذا المنزل في أغسطس/ آب ومن المقرر أن يكتمل في يناير/ كانون الثاني. وقالت نشوى رملاوي، المهندسة التي قادت أعمال الترميم، إن "بيت الغصين" تُرك "لفترة طويلة وفيه الكثير من التشققات والمشاكل... المكان له قيمة ثقافية وتراثية عظيمة. سنخصصه لأي شيء يخدم المجتمع؛ مركز ثقافي أو خدمي أو اجتماعي مفتوح للجميع".
يعمل...
X