دورة جديدة لـ"جائزة المائة زهرة" للأفلام الصينية.. التخصّص أولًا
مي عاشور 24 أغسطس 2022
تغطيات
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ فترة قريبة بدأت بمتابعة الأفلام والمسلسلات الصينية، وكذلك بعض الأفلام الوثائقية، وصادف أنني شاهدت بعض الأفلام التي رُشحت لجائزة المائة زهرة في دورتها الـ 36، وهي واحدة من أهم جوائز الأفلام في الصين، التي انطلقت عام 1962، وهذا العام هو الذكرى الـ 60 لانطلاقها. أُقيمت فعاليات متنوعة للمهرجان هذا العام، في مدينة ووهان بمقاطعة خوبي، 28 -30 من شهر تموز/ يوليو الماضي، كما أقيم معرض ضم صورًا للأفلام التي فازت بالجائزة وغيرها من المعروضات المتعلقة بالسينما. وتسمى "جائزة المائة زهرة" أيضًا بـ"جائزة الجمهور"؛ لأنها تُتيح الفرصة أمام الجمهور لتقييم الأفلام والتصويت لها، والتعبير عن آرائهم حولها. وخلال فعاليات الحفل تم التصويت من قبل 101 مشاهد من الحضور، لاختيار أفضل فيلم للحصول على الجائزة، وبالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم، تُمنح جائزة الفيلم الممتاز، وجائزة أفضل سيناريو، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل/ ممثلة، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل وجه جديد. وتعتبر ووهان المدينة الوحيدة التي استضافت جائزتي الديك الذهبي والمائة زهرة، وهما أكبر جائزتين للأفلام في الصين.
معركة بحيرة تشانغ جين
فاز الفيلم التاريخي الحربي "بحيرة تشانغ جين"، والذي أسماه الصينيون بالإنكليزية "THE BATTLE AT LAKE CHANG JIN"، بجائزة المائة زهرة كأفضل فيلم. عرُض الفيلم على شاشات السينما في الصين، 30 أيلول/ سبتمبر 2021، وحقق نجاحًا ساحقًا. يَحكي الفيلم عن معركة بحيرة تشانغ جين التي حدثت عام 1950 أثناء الحرب الكورية، والتي كانت بين القوات الصينية والأميركية.
يبرز الفيلم الروح البطولية وبسالة الجيش الصيني الشعبي التطوعي، في معركة رد العدوان الأميركي ونجدة كوريا الشمالية، ويُجسد صمود القوات الصينية، أمام ظروف قاسية وعلى رأسها المناخ الجليدي، من أجل حماية الصين الجديدة (أُسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949، واندلعت الحرب عام 1950).
يبدأ الفيلم بعودة القائد "وو تشيان لي"، ومعه علبة بها رماد أخيه الكبير الذي مات في الحرب، ساجدًا أمام والديه؛ لعدم تمكنه من حمايته. فجأة تأتي الأوامر من قادة الجيش، لعودة "وو تشيان لي" إلى الوحدة العسكرية مجددًا، ولكن هذه المرة يلتحق به سرًا الأخ الأصغر "وو وان لي"، للانضمام إلى الجيش.
يعرض الفيلم بعض الأحداث التاريخية بشكل متسلسل مثل: اقتراب القوات الأميركية من نهر يالو-الذي يقع على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية- ونزولها إلى جزيرة ولميدو القريبة من إنتشون، وكذلك يعرض خطبة الجنرال الأميركي دوغلاس ماكارثر، واجتماع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بالقادة لتفقد الأوضاع، وتطورات الحرب، وقراره بخوض المعركة من أجل حماية الوطن، وذلك عندما تقدمت القوات الأميركية صوب الشمال، واجتازت خط عرض 38، وصارت على بعد خطوة من نهر يالو، فرأى ماو تسي تونغ أن تجاهل الأمر يجعل الأعداء خارج الصين وداخلها يظنون أنهم ضعفاء ويستهان بهم، فقال جملته الشهيرة: "بادر بلكمة الآن، لتجنب تلقي مئات اللكمات في المستقبل".
مدة الفيلم 176 دقيقة، وقد حقق إيرادات ضخمة تعادل 5.7 بليون يوان صيني.
الفيلم من بطولة وو جينغ، جاكسون يي، ودوان يي خونغ، وإخراج مشترك بين تشن كاي جه، وشو كه، والمخرج الهونغ كونغي دانتي لام.
جائزة الفيلم الممتاز
أما جائزة الفيلم الممتاز، فحصدها فيلم "مرحبًا، لي خوان ينغ"، ويحكي الفيلم عن فتاة دائمًا تخيب ظن أمها فيها. لم تنجح حتى في الالتحاق بجامعة جيدة، وقامت بتزييف شهادة قبول بأكاديمية الدراما، وذلك لإسعاد والدتها وإشعارها بالفخر، ولكن سرعان ما ينكشف هذا الأمر. وفي طريقهما إلى العودة تتعرض الأم وابنتها لحادث اصطدام دراجتهما الهوائية بشاحنة.
وبينما تبكي الابنة أمام فراش والدتها التي تصارع الموت في المشفى، يعود الزمن بها فجأة إلى عام 1981، وهناك تلتقي مجددًا بوالدتها في شبابها، ولكن هذه المرة تنجح الفتاة في إسعادها بشتى الطرق، كمساعدتها بحيلة ما في شراء آخر تلفاز متبق في المتجر، رغم تهافت الناس على شرائه، فحينها كانت بداية ظهور التلفاز في الصين.
الفيلم مؤثر وكوميدي في آن واحد، وأيضًا يأخذ المشاهد بشكل مذهل إلى فترة الثمانينات في الصين.
الفيلم بطولة جيا لينغ، جانغ شياو فاي ونخبة من الفنانيين الصينيين.
ترشيح "الأطباء الصينيون" للجائزة
حصلت الممثلة يوان تشوان، على جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم "الأطباء الصينيون"، والجدير بالذكر أن الفيلم كان من ضمن الأفلام المرشحة للفوز بجائزة المائة زهرة للأفلام.
تتناول أحداث الفيلم فترة بداية اندلاع الوباء والإغلاق التام لمدينة ووهان، إلى إعادة فتحها بعد القضاء تمامًا على الوباء فيها والوصول إلى صفر إصابات.
بينما المدينة كلها تستعد للاحتفال بعيد الربيع (السنة الصينية الجديدة)، يبدأ الوباء في التفشي، وتنقلب الأمور رأسًا على عقب. تدور أحداث الفيلم في مشفى للأمراض المُعدية. يعقد مدير المشفى اجتماعًا عاجلًا معلنًا عن قبول جميع الحالات المصابة، ويرفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الوباء. يتطوع العديد من الأطباء من المدن المختلفة للذهاب إلى مدينة ووهان والمشاركة في الخطوط الأمامية لمحاربة الوباء مع زملائهم هناك. يخبرنا الفيلم بشكل غير مباشر أن التخصص أولًا؛ فنرى الأطباء هم جنود المعركة مع فايروس كورونا.
ركز الفيلم على جهود الأطباء وشعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم، وما قدموه في سبيل الخروج من أزمة الوباء. كما أنه سلط الضوء على الجانب الإنساني لدى الأطباء وفرق التمريض. الفيلم مبني على أحداث حقيقية، وهو مهدى لجميع الطواقم الطبية التي ضحت بأرواحها في سبيل القيام بواجبها.
ومن ضمن الأفلام التي رُشحت أيضًا لجائزة المائة زهرة كأفضل أفلام، فيلم "أعطيك زهرة صغيرة حمراء"، وفيلم "الصبي المعجزة"، والذي فاز مخرجه ون مو يه بجائزة المائة زهرة لأفضل مخرج.
وفقًا لما ذكره موقع شبكات راديو الصين: وصل عدد الأفلام التي أنتجتها الصين عام 2021 إلى 740 فيلمًا، كما أن إيرادات شباك التذاكر وصلت إلى مجموع 47.258 بليون يوان صيني.
لاحظت من خلال الأفلام التي شاهدتها تنوعًا كبيرًا في مواضيعها، وإبرازها للثقافة الصينية بشكل أو آخر، كما أن بعضًا منها يعكس ملامح الحياة العصرية في الصين.
مي عاشور 24 أغسطس 2022
تغطيات
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ فترة قريبة بدأت بمتابعة الأفلام والمسلسلات الصينية، وكذلك بعض الأفلام الوثائقية، وصادف أنني شاهدت بعض الأفلام التي رُشحت لجائزة المائة زهرة في دورتها الـ 36، وهي واحدة من أهم جوائز الأفلام في الصين، التي انطلقت عام 1962، وهذا العام هو الذكرى الـ 60 لانطلاقها. أُقيمت فعاليات متنوعة للمهرجان هذا العام، في مدينة ووهان بمقاطعة خوبي، 28 -30 من شهر تموز/ يوليو الماضي، كما أقيم معرض ضم صورًا للأفلام التي فازت بالجائزة وغيرها من المعروضات المتعلقة بالسينما. وتسمى "جائزة المائة زهرة" أيضًا بـ"جائزة الجمهور"؛ لأنها تُتيح الفرصة أمام الجمهور لتقييم الأفلام والتصويت لها، والتعبير عن آرائهم حولها. وخلال فعاليات الحفل تم التصويت من قبل 101 مشاهد من الحضور، لاختيار أفضل فيلم للحصول على الجائزة، وبالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم، تُمنح جائزة الفيلم الممتاز، وجائزة أفضل سيناريو، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل/ ممثلة، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل وجه جديد. وتعتبر ووهان المدينة الوحيدة التي استضافت جائزتي الديك الذهبي والمائة زهرة، وهما أكبر جائزتين للأفلام في الصين.
معركة بحيرة تشانغ جين
فاز الفيلم التاريخي الحربي "بحيرة تشانغ جين"، والذي أسماه الصينيون بالإنكليزية "THE BATTLE AT LAKE CHANG JIN"، بجائزة المائة زهرة كأفضل فيلم. عرُض الفيلم على شاشات السينما في الصين، 30 أيلول/ سبتمبر 2021، وحقق نجاحًا ساحقًا. يَحكي الفيلم عن معركة بحيرة تشانغ جين التي حدثت عام 1950 أثناء الحرب الكورية، والتي كانت بين القوات الصينية والأميركية.
"تسمى "جائزة المائة زهرة" أيضًا بـ"جائزة الجمهور"؛ لأنها تُتيح الفرصة أمام الجمهور لتقييم الأفلام والتصويت لها، والتعبير عن آرائهم حولها" |
يبدأ الفيلم بعودة القائد "وو تشيان لي"، ومعه علبة بها رماد أخيه الكبير الذي مات في الحرب، ساجدًا أمام والديه؛ لعدم تمكنه من حمايته. فجأة تأتي الأوامر من قادة الجيش، لعودة "وو تشيان لي" إلى الوحدة العسكرية مجددًا، ولكن هذه المرة يلتحق به سرًا الأخ الأصغر "وو وان لي"، للانضمام إلى الجيش.
يعرض الفيلم بعض الأحداث التاريخية بشكل متسلسل مثل: اقتراب القوات الأميركية من نهر يالو-الذي يقع على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية- ونزولها إلى جزيرة ولميدو القريبة من إنتشون، وكذلك يعرض خطبة الجنرال الأميركي دوغلاس ماكارثر، واجتماع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بالقادة لتفقد الأوضاع، وتطورات الحرب، وقراره بخوض المعركة من أجل حماية الوطن، وذلك عندما تقدمت القوات الأميركية صوب الشمال، واجتازت خط عرض 38، وصارت على بعد خطوة من نهر يالو، فرأى ماو تسي تونغ أن تجاهل الأمر يجعل الأعداء خارج الصين وداخلها يظنون أنهم ضعفاء ويستهان بهم، فقال جملته الشهيرة: "بادر بلكمة الآن، لتجنب تلقي مئات اللكمات في المستقبل".
مدة الفيلم 176 دقيقة، وقد حقق إيرادات ضخمة تعادل 5.7 بليون يوان صيني.
الفيلم من بطولة وو جينغ، جاكسون يي، ودوان يي خونغ، وإخراج مشترك بين تشن كاي جه، وشو كه، والمخرج الهونغ كونغي دانتي لام.
"فاز الفيلم التاريخي الحربي "بحيرة تشانغ جين" بجائزة المائة زهرة كأفضل فيلم، ويَحكي عن معركة بحيرة تشانغ جين التي حدثت عام 1950 أثناء الحرب الكورية، والتي كانت بين القوات الصينية والأميركية" |
أما جائزة الفيلم الممتاز، فحصدها فيلم "مرحبًا، لي خوان ينغ"، ويحكي الفيلم عن فتاة دائمًا تخيب ظن أمها فيها. لم تنجح حتى في الالتحاق بجامعة جيدة، وقامت بتزييف شهادة قبول بأكاديمية الدراما، وذلك لإسعاد والدتها وإشعارها بالفخر، ولكن سرعان ما ينكشف هذا الأمر. وفي طريقهما إلى العودة تتعرض الأم وابنتها لحادث اصطدام دراجتهما الهوائية بشاحنة.
وبينما تبكي الابنة أمام فراش والدتها التي تصارع الموت في المشفى، يعود الزمن بها فجأة إلى عام 1981، وهناك تلتقي مجددًا بوالدتها في شبابها، ولكن هذه المرة تنجح الفتاة في إسعادها بشتى الطرق، كمساعدتها بحيلة ما في شراء آخر تلفاز متبق في المتجر، رغم تهافت الناس على شرائه، فحينها كانت بداية ظهور التلفاز في الصين.
الفيلم مؤثر وكوميدي في آن واحد، وأيضًا يأخذ المشاهد بشكل مذهل إلى فترة الثمانينات في الصين.
الفيلم بطولة جيا لينغ، جانغ شياو فاي ونخبة من الفنانيين الصينيين.
الممثلة يوان تشوان في ملصق فيلم "الأطباء الصينيون"، ومن اليسار المخرج ون مو يه خلال تسلمه جائزة أفضل مخرج |
ترشيح "الأطباء الصينيون" للجائزة
حصلت الممثلة يوان تشوان، على جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم "الأطباء الصينيون"، والجدير بالذكر أن الفيلم كان من ضمن الأفلام المرشحة للفوز بجائزة المائة زهرة للأفلام.
تتناول أحداث الفيلم فترة بداية اندلاع الوباء والإغلاق التام لمدينة ووهان، إلى إعادة فتحها بعد القضاء تمامًا على الوباء فيها والوصول إلى صفر إصابات.
بينما المدينة كلها تستعد للاحتفال بعيد الربيع (السنة الصينية الجديدة)، يبدأ الوباء في التفشي، وتنقلب الأمور رأسًا على عقب. تدور أحداث الفيلم في مشفى للأمراض المُعدية. يعقد مدير المشفى اجتماعًا عاجلًا معلنًا عن قبول جميع الحالات المصابة، ويرفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الوباء. يتطوع العديد من الأطباء من المدن المختلفة للذهاب إلى مدينة ووهان والمشاركة في الخطوط الأمامية لمحاربة الوباء مع زملائهم هناك. يخبرنا الفيلم بشكل غير مباشر أن التخصص أولًا؛ فنرى الأطباء هم جنود المعركة مع فايروس كورونا.
"وفقًا لما ذكره موقع شبكات راديو الصين: وصل عدد الأفلام التي أنتجتها الصين عام 2021 إلى 740 فيلمًا، كما أن إيرادات شباك التذاكر وصلت إلى مجموع 47.258 بليون يوان صيني" |
ومن ضمن الأفلام التي رُشحت أيضًا لجائزة المائة زهرة كأفضل أفلام، فيلم "أعطيك زهرة صغيرة حمراء"، وفيلم "الصبي المعجزة"، والذي فاز مخرجه ون مو يه بجائزة المائة زهرة لأفضل مخرج.
وفقًا لما ذكره موقع شبكات راديو الصين: وصل عدد الأفلام التي أنتجتها الصين عام 2021 إلى 740 فيلمًا، كما أن إيرادات شباك التذاكر وصلت إلى مجموع 47.258 بليون يوان صيني.
لاحظت من خلال الأفلام التي شاهدتها تنوعًا كبيرًا في مواضيعها، وإبرازها للثقافة الصينية بشكل أو آخر، كما أن بعضًا منها يعكس ملامح الحياة العصرية في الصين.