بوك توك.. ملامح ثورة في صناعة النشر ومبيعات الكتب
سناء عبد العزيز 22 أغسطس 2022
تغطيات
الشقيقتان ميراي، وإلودي، تشجعان القراءة عبر "بوك توك"(abc11)
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ خمس سنوات تقريبًا، صدرت للكاتب آدم سيلفيرا رواية بعنوان "كلاهما يموتان في النهاية" لاقت نجاحًا ساحقًا بين أوساط الشباب، حتى أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أدرجتها على قائمة أفضل الكتب مبيعًا آنذاك. بحلول أغسطس/ آب 2020، لاحظ ناشره ارتفاعًا غير مسبوق في المبيعات لم يتمكن من معرفة سببه في حينه، لا هو ولا المؤلف الذي بدا مندهشًا وهو يرد على كم التعليقات المذهلة من قرائه "أهلا بكم، حقيقة لا أعرف ماذا يحدث، ثمة ارتفاع جنوني في المبيعات مؤخرًا، ممتن جدًا لأن هناك من اكتشف روايتي بعد سنوات". غير أن أحد القراء أفلتت منه الحقيقة في جملة تلقائية (تعرفت عليك من خلال "بوك توك")، ولم تكن لدى سيلفيرا أي فكرة عما يعنيه ذلك.
بالتزامن مع ذلك، تفاجأ غيره من المؤلفين، وبعض متاجر الكتب، بطفرة هائلة في المبيعات أفضت في كثير من الأحيان إلى إفراغ رفوف بأكملها، ووصول تلك العناوين إلى قوائم الأكثر مبيعًا. ومع البحث والتنقيب، توصلوا إلى السر الذي لم يكن ليخطر على بال مسؤولي التسويق لديهم من ذوي الخبرات المنهجية المدروسة.
هلا أخبرتني عن طريقة لكسر الرتابة
لم يزد "تيك توك" منذ انطلاقه عام 2017 عن أي منصة اجتماعية تتوخى التسلية في المقام الأول، كما لم يلق اهتمامًا ملحوظًا إلا من الشباب والمراهقين، الذين فضلوا مغادرة فيسبوك بسلام، بحثًا عن مجتمع أكثر إثارة وحيوية. إلى أن داهمنا كوفيد 19، وألزمنا بيوتنا قسرًا، لنجرب الملل كرفيق دائم. ومع استمرار الحال على ما هي عليه، بدأت تظهر علينا أعراض طبيعية، منها اشتعال الرغبة في التواصل، ما دفع بعضهم إلى ابتكار نوافذ جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة، وكان لدى الأختين ميراي لي (15 سنة)، وشقيقتها إلودي (13 سنة)، من بريطانيا إحدى الأفكار المثيرة لكسر الرتابة.
بحسهما الفكاهي، وروح الشباب المفعمة بالشقاوة، قامت الأختان بتسجيل فيديوهات قصيرة جدًا لا تتجاوز الدقيقة، بيد أنها نابضة بالحياة والصراخ والدموع والموسيقى، وأحيانًا السخرية اللاذعة، أو التهكم، أو حتى إطلاق النكات بشأن الكتب التي أحبوها أو كرهوها، بما يعكس شغفهما بالقراءة، ويحرض الماكثين في بيوتهم تحت وطأة الرعب والانتظار، على البحث عن القصص المثيرة بدلًا من ذلك.
بدت طرافة الفكرة بدءًا من وقع عنوان الهشتاج؛ "بوك توك"، وسرعان ما نجح في جلب الملايين من المتململين من جميع أنحاء العالم، وألهم مزيدًا من الشباب لخوض التجربة، إما للسبب نفسه، أو لأسباب أخرى، كما حدث مع كيفن تايلر نورمان من كاليفورنيا.
كان كيفين مولعًا بالقراءة منذ نعومة أظافره. تعوّد أن يزور المكتبات بصحبة والدته، والجلوس بالساعات يلتهمان الكتب. مع ذلك، لم يكن يتخيل أبدًا أن تلك الهواية ستتحول يومًا إلى مهنة. فقبل الجائحة بسنوات كان يعمل في التمثيل، وفجأة وجد نفسه في المنزل، قبالة رفوف من الكتب، ووقت طويل جدًا يمر بالكاد؛ قلت لنفسي "عندي كتب كثيرة ماذا يمنعني من قراءتها. ثم تساءلت، "ما هو تيك توك؟". على الفور سجل كيفين أول فيديو عن كتابٍ أعجبه. بعد ستة أشهر، وصل عدد متابعيه إلى ما يقرب من 100 ألف متابع، وتحول إنشاء محتوى متعلق بالكتب إلى وظيفة بدوام كامل، ودخل يحفزه على الاستمرار، وأكوام مكدسة من الكتب ترسل إليه بشكل دوري من الناشرين وبائعي الكتب الذين يأملون في الترويج لكتبهم على صفحته، فضلًا عن تراكم الطرود أمام باب منزله كل يوم.
أصفار لم يسبق أن رأيتها في حياتي
يقول ديفيتو، أحد المسؤولين في تيك توك: "إن التطبيق كان محوريًا في تعريف الشباب بالقراءة، وكذلك في تقديم العناوين القديمة للقراء الجدد ومساعدة المؤلفين الجدد في العثور على جمهور. وهو ما يمكن تلمسه في قصة أليكس أستر التي تضررت مثل غيرها من الكتاب بسبب جائحة كورونا، وبعد أن وعدها وكيلها الأدبي، تخلى عنها، ولم يعرها أي ناشر اهتمامه في ذلك الظرف، اعتقادًا منهم أن بطلها لن يجلب شغف القراء. في مارس/ آذار 2021، قررت أستر تجريب التطبيق الناشئ، وعلى نحو مباشر، سألت متابعيها عما إذا كانوا يرغبون في "قراءة كتاب عن جزيرة ملعونة تظهر مرة واحدة فقط كل 100 عام لاستضافة لعبة تمنح الحكام الستة للمملكة فرصة لكسر لعناتهم". لم تكن أستر تتوقع كثيرًا، بعد أن راودها هاجس أن يكون الناشرون على حق، وحين استيقظت في اليوم التالي، تفاجأت أن مقطع الفيديو الخاص بروايتها حقق أكثر من مليون مشاهدة. لم يمض أسبوع حتى أقيم مزاد على روايتها بين الناشرين خرجت منه بعقد يصل إلى ستة أرقام. وفي الشهر الماضي، اشترت يونيفرسال حقوق الرواية لتحويلها إلى فيلم. تقول أستر: "لم أر هذا العدد من الأصفار في حياتي".
حفزت هذه القصص وغيرها كلًا من المؤلفين ومتاجر الكتب على إنشاء حسابات على التطبيق الجديد، وشجعت دور النشر على الترحيب برعاية "البوكتوكرز" من أجل الترويج لإصداراتهم الجديدة، أو لتنشيط إصدار قديم مستفيدين من النمو المتزايد لمجتمع بوك توك. وكان طبيعيًا أن تحاول منصة تيك توك الاستفادة بدورها من نجاح التطبيق المنبثق عنها، فسارعت لإنشاء ناد للكتاب في المملكة المتحدة، وعقد شراكات جديدة مع تجار التجزئة، والفعاليات الحية. يقول جيمس ستافورد، المسؤول عن الشراكات في تيك توك: "من المدهش أن نرى بوك توك يتطور إلى ظاهرة عالمية حقًا، ويصبح لها هذا التأثير العميق على العالم الأدبي. من تسليط الضوء على المؤلفين والأنواع الأدبية غير المعروفة إلى تقديم الكلاسيكيات إلى جيل جديد، لقد ساعد على إعادة إشعال الشغف بالأدب".
وعلى الرغم من حرص البوكتوكرز على تنويع قائمة اهتمامهم، فإن العديد منهم يميل إلى التركيز على أدب الشباب والبالغين الصغار والكتب الرومانسية. هنالك أيضًا أجزاء من المجتمع مكرسة للحديث عن أدب المثليين، بالإضافة إلى الكتب التي كتبها أشخاص ملونون، إلى جانب ميزة الاستماع إلى الكتب الصوتية، وكذلك عرض وسائل مبتكرة لتنسيق مكتبتك بالألوان البراقة.
جيل الألفية الواعد
في هذا الشهر، استضاف المتجر الرئيسي لشركة وترستون في بيكاديللي مهرجان بوك توك، ليتيح للبوكتوكرز فرصة الالتقاء وجهًا لوجه. ويقول ويل ريكروفت، أحد مديري وترستون: "أردنا أن نتعرف على احتياجاتهم، لذلك سألناهم"، فأعربوا عن رغبتهم في مقابلة الناشرين حتى يتمكنوا من الاحتفال بالكتب التي يحبونها بالفعل، وكذلك توفير دليل للإصدارات القادمة، والاستمتاع ببعض وسائل الترفيه في الكتب، بالإضافة إلى ثلاث فعاليات جماعية لمفضلات بوك توك، بما في ذلك بث مباشر للكاتبة الأميركية تايلور جينكينز ريد، التي بيعت كتبها بسرعة مذهلة. يقول بيتر، مدير المتجر: "اعتدنا الاعتماد على جيل الألفية، الذي أثبت بالفعل أنه يمكن الاعتماد عليه". في ديسمبر/ كانون الأول 2021، أرسل أحد أعضاء مجتمع تيك توك عشرات الحزم إلى مستخدمين آخرين تحتوي على كتابهم المنشور حديثًا، ورسالة مشفرة لإثارة دسيسة حول الكتاب الجديد. فقامت مجموعة من البوكتوكرز تطلق على نفسها "عصابة سكوبي" بفك تشفير الرسالة في فترة وجيزة.
هكذا أصبح بوك توك في ظرف عامين أنسب مكان تقصده للإطلاع على الإصدارات الجديدة قبل أن تهدر أموالك في كتب لا تستحق ثمن الورق المدونة عليه. وفي بعض الأحيان يعمل على إعادة الاهتمام بالعناوين القديمة، مثل رواية "انتهى الأمر بيننا" 2016 للكاتبة كولين هوفر، التي أطلق عليها مستخدمو تيك توك اسم "كوهو"، ما أدى إلى إدراجها في قوائم الأكثر مبيعًا. من الكتب الأخرى التي أثبتت شعبيتها كتاب أوشن فونغ "على الأرض، نحن باختصار رائعون"، و"الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" لكيسي ماكويستونو، و"قراءة الشاطئ" لإميلي هنري.
سناء عبد العزيز 22 أغسطس 2022
تغطيات
الشقيقتان ميراي، وإلودي، تشجعان القراءة عبر "بوك توك"(abc11)
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ خمس سنوات تقريبًا، صدرت للكاتب آدم سيلفيرا رواية بعنوان "كلاهما يموتان في النهاية" لاقت نجاحًا ساحقًا بين أوساط الشباب، حتى أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أدرجتها على قائمة أفضل الكتب مبيعًا آنذاك. بحلول أغسطس/ آب 2020، لاحظ ناشره ارتفاعًا غير مسبوق في المبيعات لم يتمكن من معرفة سببه في حينه، لا هو ولا المؤلف الذي بدا مندهشًا وهو يرد على كم التعليقات المذهلة من قرائه "أهلا بكم، حقيقة لا أعرف ماذا يحدث، ثمة ارتفاع جنوني في المبيعات مؤخرًا، ممتن جدًا لأن هناك من اكتشف روايتي بعد سنوات". غير أن أحد القراء أفلتت منه الحقيقة في جملة تلقائية (تعرفت عليك من خلال "بوك توك")، ولم تكن لدى سيلفيرا أي فكرة عما يعنيه ذلك.
بالتزامن مع ذلك، تفاجأ غيره من المؤلفين، وبعض متاجر الكتب، بطفرة هائلة في المبيعات أفضت في كثير من الأحيان إلى إفراغ رفوف بأكملها، ووصول تلك العناوين إلى قوائم الأكثر مبيعًا. ومع البحث والتنقيب، توصلوا إلى السر الذي لم يكن ليخطر على بال مسؤولي التسويق لديهم من ذوي الخبرات المنهجية المدروسة.
هلا أخبرتني عن طريقة لكسر الرتابة
لم يزد "تيك توك" منذ انطلاقه عام 2017 عن أي منصة اجتماعية تتوخى التسلية في المقام الأول، كما لم يلق اهتمامًا ملحوظًا إلا من الشباب والمراهقين، الذين فضلوا مغادرة فيسبوك بسلام، بحثًا عن مجتمع أكثر إثارة وحيوية. إلى أن داهمنا كوفيد 19، وألزمنا بيوتنا قسرًا، لنجرب الملل كرفيق دائم. ومع استمرار الحال على ما هي عليه، بدأت تظهر علينا أعراض طبيعية، منها اشتعال الرغبة في التواصل، ما دفع بعضهم إلى ابتكار نوافذ جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة، وكان لدى الأختين ميراي لي (15 سنة)، وشقيقتها إلودي (13 سنة)، من بريطانيا إحدى الأفكار المثيرة لكسر الرتابة.
بحسهما الفكاهي، وروح الشباب المفعمة بالشقاوة، قامت الأختان بتسجيل فيديوهات قصيرة جدًا لا تتجاوز الدقيقة، بيد أنها نابضة بالحياة والصراخ والدموع والموسيقى، وأحيانًا السخرية اللاذعة، أو التهكم، أو حتى إطلاق النكات بشأن الكتب التي أحبوها أو كرهوها، بما يعكس شغفهما بالقراءة، ويحرض الماكثين في بيوتهم تحت وطأة الرعب والانتظار، على البحث عن القصص المثيرة بدلًا من ذلك.
"سنوات "كوفيد 19" دفعت بعضهم إلى ابتكار نوافذ جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة، وكان لدى الأختين ميراي لي (15 سنة)، وشقيقتها إلودي (13 سنة)، من بريطانيا إحدى الأفكار المثيرة لكسر الرتابة عبر بوك توك" |
بدت طرافة الفكرة بدءًا من وقع عنوان الهشتاج؛ "بوك توك"، وسرعان ما نجح في جلب الملايين من المتململين من جميع أنحاء العالم، وألهم مزيدًا من الشباب لخوض التجربة، إما للسبب نفسه، أو لأسباب أخرى، كما حدث مع كيفن تايلر نورمان من كاليفورنيا.
كان كيفين مولعًا بالقراءة منذ نعومة أظافره. تعوّد أن يزور المكتبات بصحبة والدته، والجلوس بالساعات يلتهمان الكتب. مع ذلك، لم يكن يتخيل أبدًا أن تلك الهواية ستتحول يومًا إلى مهنة. فقبل الجائحة بسنوات كان يعمل في التمثيل، وفجأة وجد نفسه في المنزل، قبالة رفوف من الكتب، ووقت طويل جدًا يمر بالكاد؛ قلت لنفسي "عندي كتب كثيرة ماذا يمنعني من قراءتها. ثم تساءلت، "ما هو تيك توك؟". على الفور سجل كيفين أول فيديو عن كتابٍ أعجبه. بعد ستة أشهر، وصل عدد متابعيه إلى ما يقرب من 100 ألف متابع، وتحول إنشاء محتوى متعلق بالكتب إلى وظيفة بدوام كامل، ودخل يحفزه على الاستمرار، وأكوام مكدسة من الكتب ترسل إليه بشكل دوري من الناشرين وبائعي الكتب الذين يأملون في الترويج لكتبهم على صفحته، فضلًا عن تراكم الطرود أمام باب منزله كل يوم.
أصفار لم يسبق أن رأيتها في حياتي
"حين استيقظت أليكس أستر في اليوم التالي، تفاجأت أن مقطع الفيديو الخاص بروايتها حقق أكثر من مليون مشاهدة. ولم يمض أسبوع حتى أقيم مزاد على روايتها بين الناشرين خرجت منه بعقد يصل إلى ستة أرقام" |
يقول ديفيتو، أحد المسؤولين في تيك توك: "إن التطبيق كان محوريًا في تعريف الشباب بالقراءة، وكذلك في تقديم العناوين القديمة للقراء الجدد ومساعدة المؤلفين الجدد في العثور على جمهور. وهو ما يمكن تلمسه في قصة أليكس أستر التي تضررت مثل غيرها من الكتاب بسبب جائحة كورونا، وبعد أن وعدها وكيلها الأدبي، تخلى عنها، ولم يعرها أي ناشر اهتمامه في ذلك الظرف، اعتقادًا منهم أن بطلها لن يجلب شغف القراء. في مارس/ آذار 2021، قررت أستر تجريب التطبيق الناشئ، وعلى نحو مباشر، سألت متابعيها عما إذا كانوا يرغبون في "قراءة كتاب عن جزيرة ملعونة تظهر مرة واحدة فقط كل 100 عام لاستضافة لعبة تمنح الحكام الستة للمملكة فرصة لكسر لعناتهم". لم تكن أستر تتوقع كثيرًا، بعد أن راودها هاجس أن يكون الناشرون على حق، وحين استيقظت في اليوم التالي، تفاجأت أن مقطع الفيديو الخاص بروايتها حقق أكثر من مليون مشاهدة. لم يمض أسبوع حتى أقيم مزاد على روايتها بين الناشرين خرجت منه بعقد يصل إلى ستة أرقام. وفي الشهر الماضي، اشترت يونيفرسال حقوق الرواية لتحويلها إلى فيلم. تقول أستر: "لم أر هذا العدد من الأصفار في حياتي".
حفزت هذه القصص وغيرها كلًا من المؤلفين ومتاجر الكتب على إنشاء حسابات على التطبيق الجديد، وشجعت دور النشر على الترحيب برعاية "البوكتوكرز" من أجل الترويج لإصداراتهم الجديدة، أو لتنشيط إصدار قديم مستفيدين من النمو المتزايد لمجتمع بوك توك. وكان طبيعيًا أن تحاول منصة تيك توك الاستفادة بدورها من نجاح التطبيق المنبثق عنها، فسارعت لإنشاء ناد للكتاب في المملكة المتحدة، وعقد شراكات جديدة مع تجار التجزئة، والفعاليات الحية. يقول جيمس ستافورد، المسؤول عن الشراكات في تيك توك: "من المدهش أن نرى بوك توك يتطور إلى ظاهرة عالمية حقًا، ويصبح لها هذا التأثير العميق على العالم الأدبي. من تسليط الضوء على المؤلفين والأنواع الأدبية غير المعروفة إلى تقديم الكلاسيكيات إلى جيل جديد، لقد ساعد على إعادة إشعال الشغف بالأدب".
وعلى الرغم من حرص البوكتوكرز على تنويع قائمة اهتمامهم، فإن العديد منهم يميل إلى التركيز على أدب الشباب والبالغين الصغار والكتب الرومانسية. هنالك أيضًا أجزاء من المجتمع مكرسة للحديث عن أدب المثليين، بالإضافة إلى الكتب التي كتبها أشخاص ملونون، إلى جانب ميزة الاستماع إلى الكتب الصوتية، وكذلك عرض وسائل مبتكرة لتنسيق مكتبتك بالألوان البراقة.
جيل الألفية الواعد
في هذا الشهر، استضاف المتجر الرئيسي لشركة وترستون في بيكاديللي مهرجان بوك توك، ليتيح للبوكتوكرز فرصة الالتقاء وجهًا لوجه. ويقول ويل ريكروفت، أحد مديري وترستون: "أردنا أن نتعرف على احتياجاتهم، لذلك سألناهم"، فأعربوا عن رغبتهم في مقابلة الناشرين حتى يتمكنوا من الاحتفال بالكتب التي يحبونها بالفعل، وكذلك توفير دليل للإصدارات القادمة، والاستمتاع ببعض وسائل الترفيه في الكتب، بالإضافة إلى ثلاث فعاليات جماعية لمفضلات بوك توك، بما في ذلك بث مباشر للكاتبة الأميركية تايلور جينكينز ريد، التي بيعت كتبها بسرعة مذهلة. يقول بيتر، مدير المتجر: "اعتدنا الاعتماد على جيل الألفية، الذي أثبت بالفعل أنه يمكن الاعتماد عليه". في ديسمبر/ كانون الأول 2021، أرسل أحد أعضاء مجتمع تيك توك عشرات الحزم إلى مستخدمين آخرين تحتوي على كتابهم المنشور حديثًا، ورسالة مشفرة لإثارة دسيسة حول الكتاب الجديد. فقامت مجموعة من البوكتوكرز تطلق على نفسها "عصابة سكوبي" بفك تشفير الرسالة في فترة وجيزة.
"على الرغم من حرص البوكتوكرز على تنويع قائمة اهتمامهم، فإن العديد منهم يميل إلى التركيز على أدب الشباب والبالغين الصغار والكتب الرومانسية" |
هكذا أصبح بوك توك في ظرف عامين أنسب مكان تقصده للإطلاع على الإصدارات الجديدة قبل أن تهدر أموالك في كتب لا تستحق ثمن الورق المدونة عليه. وفي بعض الأحيان يعمل على إعادة الاهتمام بالعناوين القديمة، مثل رواية "انتهى الأمر بيننا" 2016 للكاتبة كولين هوفر، التي أطلق عليها مستخدمو تيك توك اسم "كوهو"، ما أدى إلى إدراجها في قوائم الأكثر مبيعًا. من الكتب الأخرى التي أثبتت شعبيتها كتاب أوشن فونغ "على الأرض، نحن باختصار رائعون"، و"الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" لكيسي ماكويستونو، و"قراءة الشاطئ" لإميلي هنري.