"بناة الحمراء" فيلم إسباني عن مملكة بني الأحمر
أحمد عبد اللطيف 30 سبتمبر 2022
تغطيات
ملصق الفيلم
شارك هذا المقال
حجم الخط
تعرض السينمات الإسبانية، بدايةً من 25 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فيلم "بناة الحمراء" للمخرجة إيسابيل فرنانديث وبطولة الممثل المصري عمرو واكد، الذي تغيب عن السينما المصرية منذ سنوات لخلافاته مع النظام ثم هجرته لأميركا ومنها استقر في إسبانيا.
يتناول الفيلم، بطريقة رائدة تتراوح بين التوثيق والخيال، الأسباب التي أدت إلى تشييد القصور الناصرية بغرناطة، وينطلق من الحوليات التي كتبها وزير وشاعر ملوك غرناطة، ابن الخطيب، في القرن الرابع عشر. وعبر مشاهد الفيلم الذي صُوِّر داخل حرم الحمراء، تغوص المخرجة الإسبانية إيسابيل فرنانديث في رحلة في الزمان والمكان لنكتشف قصة الشخصيات الرئيسية في بناء قصور الحمراء وتاريخها والأسباب التي دفعت إلى تشييد هذا العمل الفني الفريد. إنها رحلة عميقة وشاعرية تتطلع إلى كشف المغزى المعماري والفلسفي لواحد من أكثر بناء العالم أيقونية.
السيناريو الذي كتبته المخرجة نفسها بمساعدة السيناريست مارغريتا ميلغار، اعتمد علميًا على أفضل الخبراء في إرث قصور الحمراء، بالإضافة إلى التعاون مع جامعة غرناطة ومدرسة الدراسات العربية، والمركز العلمي للدراسات الإسلامية الإسبانية، في تعاون فني وعلمي لم يسبق له مثيل.
"بناة الحمراء" فيلم تاريخي يتوسل عناصر الفيلم الوثائقي مسبوكة مع الفيكشن، حتى يغوص المشاهد في فترة أساسية من تاريخ إسبانيا، يعرف عنها الإسبان أنفسهم قليلًا.
يقوم النجم المصري الفرنسي عمرو واكد بدور البطولة مجسدًا شخصية ابن الخطيب، وهو صورة رئيسية في شبه الجزيرة الآيبيرية في القرن الرابع عشر، ومؤلف "حوليات ملوك غرناطة"، وهو الصوت الأول الذي يروي أسرار قصور الحمراء، بالإضافة إلى ممثلين آخرين من أصول مغربية مثل سفيان بنساطي، فرح أحمد علي، عادل كوكو، يكملون رسم فترة كانت في الأندلس مركزًا من مراكز المعرفة الأكثر تقدمًا في أوروبا.
الحمراء مفتوحة لأول مرة
في سابقة هي الأولى، فتحت قصور الحمراء أبوابها لتصوير الفيلم. ربما يكون المبنى الإسباني الأصعب في حصول تصريح بالتصوير بداخله، وربما يكون الأصعب في أوروبا بأسرها. من أجل التصوير بداخله، تحتم على الإنتاج الخضوع لشروط تعجيزية وتصميم خطة للتصوير كاملًا تحت فروض لا يمكن مخالفتها داخل مكان فريد من نوعه، وهو أحد أعمال الفن التي اعتبرها اليونسكو إرثًا إنسانيًا.
وفي تصريح لها سردت المخرجة إيسابيل فرنانديث أصل المشروع: "كنت دائمًا مفتونة بالإرث الإسلامي في أوروبا، وخاصة قصر الحمراء، وهو عمل قمة. وبالمثل، أدهشني أنه قليلًا ما يُحكى عن هذا الجزء من التاريخ وعن ناسه. من أجل ذلك قررت منذ 6 سنوات أن أتوغل في تاريخ غرناطة لأحاول فهم معنى هذا المبنى الذي يفتن العالم أجمع. هذا التاريخ العظيم حول إنشائه كان يطلب أن يقترب شخص ليحكيه. أتمنى أن يساهم الفيلم في تأمل جزء رئيسي في هويتنا، وأن يبرز ثقل الأندلس في تكوين الثقافة الأوروبية".
اعتمد هذا الفيلم، ليتحول من حلم إلى حقيقة، على جهات دعم متعددة. منها شركة إنتاج "إل دي لاس دوس بيداس"، والباتي برودكشن، وبولار ستار فيلم، وميديا أوروبا كرياتيبا، والوكالة الأندالوثية للمؤسات الثقافية، بالإضافة إلى جهات أجنبية مثل التلفزيون النمساوي وقناة الجزيرة الوثائقية.
فكرة الفيلم
عام 1340، وبعد أن عرف أن مملكته المحاصرة في غرناطة مدانة بالاختفاء بسبب تقدم الممالك المجاورة، يرسى يوسف الأول، سلطان غرناطة، على تشييد بناية تعكس زهو حضارته وتحديها للنسيان: قصور الحمراء.
وزيره، ابن الخطيب (عمرو واكد) وهو شاعر وعبقري سابق زمانه، يشارك في هذا المبنى العملاق. لكن حين يرث ابن السلطان، محمد الخامس، العرش ويورطه في سياسة حكمه الجديدة، يتصارع الوزير بين أفكار عالمه القديم والعالم الجديد في طور البزوغ. وفي حولياته يحكي لنا تاريخ غرناطة القرن الرابع عشر، غناء بجعة أوروبا المسلمة.
إيسابيل فرنانديث، مخرجة ومنتجة
إيسابيل فرنانديث سيناريست ومنتجة ومخرجة سينمائية مستقلة تقيم في برشلونة. ذاعت أفلامها الوثائقية في القنوات التلفزيونية الأوروبية العامة. وفي عام 2010 تلقت ذكرًا خاصًا من جائزة بريكس أوروبا عن فيلمها El fill de son pare، وفاز فيلمها "ممرات فونس" (2014) بجائزة أفضل إخراج من الجزيرة انترناشونال فيلم فستيفال، وجائزة أفضل سيناريو في Europe Orient du film Documentaire، بأصيلة. وفاز فيلمها القصير "الجارة" (2015) بجائزة الحريات العامة والحقوق الإنسانية من الجزيرة إنترناشونال دوكيومنتري.
من خلال شركة إنتاج Pati ركزت فرنانديث في تطوير وإنتاج أفلام ملتزمة بموضوعات اجتماعية، في منطقة تلعب ما بين الوثائقي والخيالي، وفتح أفق على المنصات الجديدة. وعبر شركتها أخرجت وأنتجت أفلامًا وثائقية طويلة مثل "أصوات الخوف" (2015) و"مدينة السياح" (2017) وغيرهما.
مارغريتا ميلغار، السيناريست
كتب سيناريو الفيلم كل من مونتسي غانغس وآنا سانث ماجايون، واختارا لكليهما اسمًا فنيًا هو مارغريتا ميلغار. لقد كتبتا من قبل سيناريوهات أفلام مثل La Xirgu (2015) وLuz de Elna (2017) من ضمن أفلام أخرى. كما أنهما كتبتا معًا روايات مثل "الصيف الذي لا ينتهي أبدًا" و"امرأة القرن". وكتبتا مع نيوس بالوس سيناريو فيلم "الأيام الستة الجارية"، الفائز بخمس جوائز غاودي في مهرجان لوكارنو الدولي.
أما آنا سانث ماجايون فكاتبة لقصص عشرات الأفلام الطويلة من بينها "تحت النجوم" و"فخ الأكتع" و"ثلاثة أيام مع العائلة".
الفيلم المخطط عرضه يوم 25 نوفمبر المقبل تلقى الكثير من الترحيب في الصحف الإسبانية، ويعتبر من الأفلام المنتظرة لقراءة تاريخ غرناطة على ضوء الوثائق الجديدة والمخطوطات المكتشفة، كما أن هدفه التفاف الإسبان أنفسهم ليس فقط حول إرثهم الأندلسي الثقافي، وإنما الانتباه إلى بناة هذا الإرث.
أحمد عبد اللطيف 30 سبتمبر 2022
تغطيات
ملصق الفيلم
شارك هذا المقال
حجم الخط
تعرض السينمات الإسبانية، بدايةً من 25 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فيلم "بناة الحمراء" للمخرجة إيسابيل فرنانديث وبطولة الممثل المصري عمرو واكد، الذي تغيب عن السينما المصرية منذ سنوات لخلافاته مع النظام ثم هجرته لأميركا ومنها استقر في إسبانيا.
يتناول الفيلم، بطريقة رائدة تتراوح بين التوثيق والخيال، الأسباب التي أدت إلى تشييد القصور الناصرية بغرناطة، وينطلق من الحوليات التي كتبها وزير وشاعر ملوك غرناطة، ابن الخطيب، في القرن الرابع عشر. وعبر مشاهد الفيلم الذي صُوِّر داخل حرم الحمراء، تغوص المخرجة الإسبانية إيسابيل فرنانديث في رحلة في الزمان والمكان لنكتشف قصة الشخصيات الرئيسية في بناء قصور الحمراء وتاريخها والأسباب التي دفعت إلى تشييد هذا العمل الفني الفريد. إنها رحلة عميقة وشاعرية تتطلع إلى كشف المغزى المعماري والفلسفي لواحد من أكثر بناء العالم أيقونية.
"تناول الفيلم، بطريقة رائدة تتراوح بين التوثيق والخيال، الأسباب التي أدت إلى تشييد القصور الناصرية بغرناطة، وينطلق من الحوليات التي كتبها وزير وشاعر ملوك غرناطة، ابن الخطيب، في القرن الرابع عشر" |
"بناة الحمراء" فيلم تاريخي يتوسل عناصر الفيلم الوثائقي مسبوكة مع الفيكشن، حتى يغوص المشاهد في فترة أساسية من تاريخ إسبانيا، يعرف عنها الإسبان أنفسهم قليلًا.
يقوم النجم المصري الفرنسي عمرو واكد بدور البطولة مجسدًا شخصية ابن الخطيب، وهو صورة رئيسية في شبه الجزيرة الآيبيرية في القرن الرابع عشر، ومؤلف "حوليات ملوك غرناطة"، وهو الصوت الأول الذي يروي أسرار قصور الحمراء، بالإضافة إلى ممثلين آخرين من أصول مغربية مثل سفيان بنساطي، فرح أحمد علي، عادل كوكو، يكملون رسم فترة كانت في الأندلس مركزًا من مراكز المعرفة الأكثر تقدمًا في أوروبا.
"في سابقة هي الأولى، فتحت قصور الحمراء أبوابها لتصوير فيلم. ربما يكون المبنى الإسباني الأصعب في حصول تصريح بالتصوير بداخله، وربما يكون الأصعب في أوروبا بأسرها" |
في سابقة هي الأولى، فتحت قصور الحمراء أبوابها لتصوير الفيلم. ربما يكون المبنى الإسباني الأصعب في حصول تصريح بالتصوير بداخله، وربما يكون الأصعب في أوروبا بأسرها. من أجل التصوير بداخله، تحتم على الإنتاج الخضوع لشروط تعجيزية وتصميم خطة للتصوير كاملًا تحت فروض لا يمكن مخالفتها داخل مكان فريد من نوعه، وهو أحد أعمال الفن التي اعتبرها اليونسكو إرثًا إنسانيًا.
وفي تصريح لها سردت المخرجة إيسابيل فرنانديث أصل المشروع: "كنت دائمًا مفتونة بالإرث الإسلامي في أوروبا، وخاصة قصر الحمراء، وهو عمل قمة. وبالمثل، أدهشني أنه قليلًا ما يُحكى عن هذا الجزء من التاريخ وعن ناسه. من أجل ذلك قررت منذ 6 سنوات أن أتوغل في تاريخ غرناطة لأحاول فهم معنى هذا المبنى الذي يفتن العالم أجمع. هذا التاريخ العظيم حول إنشائه كان يطلب أن يقترب شخص ليحكيه. أتمنى أن يساهم الفيلم في تأمل جزء رئيسي في هويتنا، وأن يبرز ثقل الأندلس في تكوين الثقافة الأوروبية".
اعتمد هذا الفيلم، ليتحول من حلم إلى حقيقة، على جهات دعم متعددة. منها شركة إنتاج "إل دي لاس دوس بيداس"، والباتي برودكشن، وبولار ستار فيلم، وميديا أوروبا كرياتيبا، والوكالة الأندالوثية للمؤسات الثقافية، بالإضافة إلى جهات أجنبية مثل التلفزيون النمساوي وقناة الجزيرة الوثائقية.
فكرة الفيلم
عام 1340، وبعد أن عرف أن مملكته المحاصرة في غرناطة مدانة بالاختفاء بسبب تقدم الممالك المجاورة، يرسى يوسف الأول، سلطان غرناطة، على تشييد بناية تعكس زهو حضارته وتحديها للنسيان: قصور الحمراء.
وزيره، ابن الخطيب (عمرو واكد) وهو شاعر وعبقري سابق زمانه، يشارك في هذا المبنى العملاق. لكن حين يرث ابن السلطان، محمد الخامس، العرش ويورطه في سياسة حكمه الجديدة، يتصارع الوزير بين أفكار عالمه القديم والعالم الجديد في طور البزوغ. وفي حولياته يحكي لنا تاريخ غرناطة القرن الرابع عشر، غناء بجعة أوروبا المسلمة.
إيسابيل فرنانديث، مخرجة ومنتجة
إيسابيل فرنانديث سيناريست ومنتجة ومخرجة سينمائية مستقلة تقيم في برشلونة. ذاعت أفلامها الوثائقية في القنوات التلفزيونية الأوروبية العامة. وفي عام 2010 تلقت ذكرًا خاصًا من جائزة بريكس أوروبا عن فيلمها El fill de son pare، وفاز فيلمها "ممرات فونس" (2014) بجائزة أفضل إخراج من الجزيرة انترناشونال فيلم فستيفال، وجائزة أفضل سيناريو في Europe Orient du film Documentaire، بأصيلة. وفاز فيلمها القصير "الجارة" (2015) بجائزة الحريات العامة والحقوق الإنسانية من الجزيرة إنترناشونال دوكيومنتري.
"في تصريح لها سردت المخرجة إيسابيل فرنانديث أصل المشروع: "كنت دائمًا مفتونة بالإرث الإسلامي في أوروبا، وخاصة قصر الحمراء، وهو عمل قمة. وبالمثل، أدهشني أنه قليلًا ما يُحكى عن هذا الجزء من التاريخ وعن ناسه. من أجل ذلك قررت منذ 6 سنوات أن أتوغل في تاريخ غرناطة لأحاول فهم معنى هذا المبنى الذي يفتن العالم أجمع"" |
مارغريتا ميلغار، السيناريست
كتب سيناريو الفيلم كل من مونتسي غانغس وآنا سانث ماجايون، واختارا لكليهما اسمًا فنيًا هو مارغريتا ميلغار. لقد كتبتا من قبل سيناريوهات أفلام مثل La Xirgu (2015) وLuz de Elna (2017) من ضمن أفلام أخرى. كما أنهما كتبتا معًا روايات مثل "الصيف الذي لا ينتهي أبدًا" و"امرأة القرن". وكتبتا مع نيوس بالوس سيناريو فيلم "الأيام الستة الجارية"، الفائز بخمس جوائز غاودي في مهرجان لوكارنو الدولي.
أما آنا سانث ماجايون فكاتبة لقصص عشرات الأفلام الطويلة من بينها "تحت النجوم" و"فخ الأكتع" و"ثلاثة أيام مع العائلة".
الفيلم المخطط عرضه يوم 25 نوفمبر المقبل تلقى الكثير من الترحيب في الصحف الإسبانية، ويعتبر من الأفلام المنتظرة لقراءة تاريخ غرناطة على ضوء الوثائق الجديدة والمخطوطات المكتشفة، كما أن هدفه التفاف الإسبان أنفسهم ليس فقط حول إرثهم الأندلسي الثقافي، وإنما الانتباه إلى بناة هذا الإرث.