تويت
فوز أورورا لوكي بالجائزة الوطنية الإسبانية للشعر
أحمد عبد اللطيف 27 سبتمبر 2022
تغطيات
أورورا لوكي
شارك هذا المقال
حجم الخط
أعلنت وزارة الثقافة الإسبانية، منذ أيام قليلة، فوز الشاعرة أورورا لوكي Aurora Luque بالجائزة الوطنية للشعر عن عملها "عدد متناهٍ من الصيفات (فصول الصيف)". ومما جاء في الحيثيات أن هذا الديوان يتميز "بشعريته السامية والشفافة والعاطفية، ويضع الشاعرة في مصاف الشاعرات الكبيرات في زمننا. لقد تمتع الديوان بالجمال والكلمة وبما هو حسي، وتناول كل مفردات الحياة".
ولدت أورورا لوكي في مدينة ألميريا بجنوب إسبانيا، عام 1962، وعلّقت على فوزها لجريدة "الكولتورال" بقولها: "لن يصدق الناس الخبر، سيظنون أننا نكذب، لم أكن أنتظر هذه الجائزة إطلاقًا، إنها مفاجأة مطلقة لأني لم أنشره في دار نشر كبيرة، وإنما في دار ميلنيو الصغيرة، ولم يحظ الكتاب بتوزيع جيد، بل ولم يُكتب عن الديوان أي عرض. إنها جائزة غير منتظرة".
وتتذكر الشاعرة أن الكتاب كان دعوة من الناشر جوزيب ماريا رودريجيث، وأنها جمعت أغلب قصائده من قصائد منشورة في المجلات، بالإضافة لقصائد أخرى جديدة مكتوبة في صيف 2021. تقول لوكي: "هذا الديوان يعكس كل هواجسي، وبهذا الهدف، هدف "المتناهي" المشير إلى الصيف، ويرد على تحديقي القديم في هذا الفصل من السنة كنقطة مضادة للوجود والرغبة، كنقطة مضيئة ومتعة للحياة أيضًا، من قصره ونهايته التي تؤثر على كل شيء، وسؤال كم صيف يتبقى لنا في الحياة. هكذا فهو كتاب حلو مر، وحيوي، يضم المتعة بالوجود وإدراك مرور الزمن". ثم تشير إلى الثقافات القديمة في أشعارها، وإلى المتوسط كبحر يجمع الثقافات، إلى هذا الماضي النبيل.
ترى أورورا لوكي، وهي لغوية وكاتبة مقال ومترجمة، بالإضافة للشعر، أن الكلاسيكيين قدموا الكثير لإنسان القرن الـ 21، "خاصةً الجمال بقوة وجعل العالم مرئيًا من خلال التمتع بالحرية".
حصلت أورورا على العديد من الجوائز، منها جائزة لوي (2019) عن ديوان جابيراس، وعن دواوين "مشكلات الدوبلاج"، "كاربي نوكتم"، "انتقال"، "نادلات إيكارو"، "هايكو ناريلا"، و"قيلولة إبيقور". ونشرت بالإضافة لذلك أنطولوجيات وترجمت لكل من سافو، ميلياجرو، لاينا، فيفينو ولوبي، وكتب "نرد إيروس"، "الشعر اليوناني الإيروتيكي"، "هذه حياة البحر"، و"البحر في الشعر اليوناني".
وأشارت لجنة التحكيم كذلك إلى أن "عدد متناه من الصيفات" عبارة عن "أغنية للبحر المتوسط ولحب الحضارة الإغريقية، إنه ديوان ينظر إلى الكون من نافذة الماضي لفهم الحاضر، مستخدمًا تقاليد وأشكال الحضارة القديمة لتأويل أيامنا. إنه موزاييك كلاسيكي نستعيده في الوقت الراهن وينقلنا إلى الماضي".
في مقدمة الديوان، يكتب الشاعر خايمي سيلس: "لو سألني أحد كيف أعرّف شخصية أورورا لوكي، سأقول إنها أكثر كاتباتنا المعاصرات إغريقية. ولو طلبوا مني أن أصف كتابتها سأستخدم كلمة واحدة: بويكيليا، وهو مصطلح يوناني لوصف المزج بين الأشياء استخدمه كاتبو معاهدات القرن الذهبي، ذلك أنها تمزج الأنواع الأدبية وما تفرع منها وما اتصل بها في قصيدة واحدة".
حصلت أورورا على الدكتوراه في اللغات الكلاسيكية من جامعة غرناطة. وفي مالجا عملت كبروفيسورة للغة اليونانية، ومحررة وناشطة ثقافية، وشغلت منصب مديرة مركز جيل 27 بين عامي 2008 و2011. كذلك أنشأت وأدارت سلسلة الشعر "كواديرنوس دي تريناكريا"، وفي 2005 أسست دار النشر ناريلا.
******
من أشعارها:
كيليسيس
عرفت أني أحب
حين اكتشفت أني أحب العالم بلهفة
برقة أكبر،
كأني كنت أجهل من قبل
كثافة سحره،
وسماع سعادته،
والاحتفاء بانفتاحه أمام عينَي.
أشجار الفيكس تتقاطع في أعلى الشوارع،
تتعانق بأوراقها الوارفة،
ولا أعرف إن كان الفرح بداخلي
ينظر إلى الشمس المعكوسة في الورقات
كمن يشتاق للغناء
ويعرف أن الرغبة تعشش في الصدر
بدون أن تبلغ الشفاه، وهذا يكفي.
الجسد من الداخل يغني ويدندن
مع لغة الأغصان العالية
مثل سر لا يريد الحب، بقسوة،
أن يحكيه لي.
لكني أعرف أني أحب.
لقد قال لي العالم ذلك.
*****
حكم كاساندرا
ثمة حب له قشرة مثل حُب البرقوق
لقشرة البرقوق،
يجمعهما غصن واحد
تحت شمس يتبادلان العصير.
حب ينصهر
مثل نواة الفاكهة في الثمرة،
قشور التين الممزوجة بين الحشرات
والعصافير الشرهة.
ثمة حب من رماد مجتمع في الأرض
ولا أحد ينتبه له.
ثمة حب آخر من أفكار مسبقة صافية
تتلامس مبتهجة
والهواء وحده يعرف.
تغطيات
أورورا لوكي
شارك هذا المقال
حجم الخط
أعلنت وزارة الثقافة الإسبانية، منذ أيام قليلة، فوز الشاعرة أورورا لوكي Aurora Luque بالجائزة الوطنية للشعر عن عملها "عدد متناهٍ من الصيفات (فصول الصيف)". ومما جاء في الحيثيات أن هذا الديوان يتميز "بشعريته السامية والشفافة والعاطفية، ويضع الشاعرة في مصاف الشاعرات الكبيرات في زمننا. لقد تمتع الديوان بالجمال والكلمة وبما هو حسي، وتناول كل مفردات الحياة".
ولدت أورورا لوكي في مدينة ألميريا بجنوب إسبانيا، عام 1962، وعلّقت على فوزها لجريدة "الكولتورال" بقولها: "لن يصدق الناس الخبر، سيظنون أننا نكذب، لم أكن أنتظر هذه الجائزة إطلاقًا، إنها مفاجأة مطلقة لأني لم أنشره في دار نشر كبيرة، وإنما في دار ميلنيو الصغيرة، ولم يحظ الكتاب بتوزيع جيد، بل ولم يُكتب عن الديوان أي عرض. إنها جائزة غير منتظرة".
وتتذكر الشاعرة أن الكتاب كان دعوة من الناشر جوزيب ماريا رودريجيث، وأنها جمعت أغلب قصائده من قصائد منشورة في المجلات، بالإضافة لقصائد أخرى جديدة مكتوبة في صيف 2021. تقول لوكي: "هذا الديوان يعكس كل هواجسي، وبهذا الهدف، هدف "المتناهي" المشير إلى الصيف، ويرد على تحديقي القديم في هذا الفصل من السنة كنقطة مضادة للوجود والرغبة، كنقطة مضيئة ومتعة للحياة أيضًا، من قصره ونهايته التي تؤثر على كل شيء، وسؤال كم صيف يتبقى لنا في الحياة. هكذا فهو كتاب حلو مر، وحيوي، يضم المتعة بالوجود وإدراك مرور الزمن". ثم تشير إلى الثقافات القديمة في أشعارها، وإلى المتوسط كبحر يجمع الثقافات، إلى هذا الماضي النبيل.
| "أشارت لجنة التحكيم إلى أن الديوان عبارة عن "أغنية للبحر المتوسط ولحب الحضارة الإغريقية، إنه ديوان ينظر إلى الكون من نافذة الماضي لفهم الحاضر، مستخدمًا تقاليد وأشكال الحضارة القديمة لتأويل أيامنا"" |
حصلت أورورا على العديد من الجوائز، منها جائزة لوي (2019) عن ديوان جابيراس، وعن دواوين "مشكلات الدوبلاج"، "كاربي نوكتم"، "انتقال"، "نادلات إيكارو"، "هايكو ناريلا"، و"قيلولة إبيقور". ونشرت بالإضافة لذلك أنطولوجيات وترجمت لكل من سافو، ميلياجرو، لاينا، فيفينو ولوبي، وكتب "نرد إيروس"، "الشعر اليوناني الإيروتيكي"، "هذه حياة البحر"، و"البحر في الشعر اليوناني".
وأشارت لجنة التحكيم كذلك إلى أن "عدد متناه من الصيفات" عبارة عن "أغنية للبحر المتوسط ولحب الحضارة الإغريقية، إنه ديوان ينظر إلى الكون من نافذة الماضي لفهم الحاضر، مستخدمًا تقاليد وأشكال الحضارة القديمة لتأويل أيامنا. إنه موزاييك كلاسيكي نستعيده في الوقت الراهن وينقلنا إلى الماضي".
في مقدمة الديوان، يكتب الشاعر خايمي سيلس: "لو سألني أحد كيف أعرّف شخصية أورورا لوكي، سأقول إنها أكثر كاتباتنا المعاصرات إغريقية. ولو طلبوا مني أن أصف كتابتها سأستخدم كلمة واحدة: بويكيليا، وهو مصطلح يوناني لوصف المزج بين الأشياء استخدمه كاتبو معاهدات القرن الذهبي، ذلك أنها تمزج الأنواع الأدبية وما تفرع منها وما اتصل بها في قصيدة واحدة".
حصلت أورورا على الدكتوراه في اللغات الكلاسيكية من جامعة غرناطة. وفي مالجا عملت كبروفيسورة للغة اليونانية، ومحررة وناشطة ثقافية، وشغلت منصب مديرة مركز جيل 27 بين عامي 2008 و2011. كذلك أنشأت وأدارت سلسلة الشعر "كواديرنوس دي تريناكريا"، وفي 2005 أسست دار النشر ناريلا.
******
| إعلان الجائزة لعام 2022 لأورورا لوكي |
من أشعارها:
كيليسيس
عرفت أني أحب
حين اكتشفت أني أحب العالم بلهفة
برقة أكبر،
كأني كنت أجهل من قبل
كثافة سحره،
وسماع سعادته،
والاحتفاء بانفتاحه أمام عينَي.
أشجار الفيكس تتقاطع في أعلى الشوارع،
تتعانق بأوراقها الوارفة،
ولا أعرف إن كان الفرح بداخلي
ينظر إلى الشمس المعكوسة في الورقات
كمن يشتاق للغناء
ويعرف أن الرغبة تعشش في الصدر
بدون أن تبلغ الشفاه، وهذا يكفي.
الجسد من الداخل يغني ويدندن
مع لغة الأغصان العالية
مثل سر لا يريد الحب، بقسوة،
أن يحكيه لي.
لكني أعرف أني أحب.
لقد قال لي العالم ذلك.
*****
حكم كاساندرا
ثمة حب له قشرة مثل حُب البرقوق
لقشرة البرقوق،
يجمعهما غصن واحد
تحت شمس يتبادلان العصير.
حب ينصهر
مثل نواة الفاكهة في الثمرة،
قشور التين الممزوجة بين الحشرات
والعصافير الشرهة.
ثمة حب من رماد مجتمع في الأرض
ولا أحد ينتبه له.
ثمة حب آخر من أفكار مسبقة صافية
تتلامس مبتهجة
والهواء وحده يعرف.