"بوكر" 2022 في سيريلانكا.. "كوميديا سوداء حتى الثمالة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "بوكر" 2022 في سيريلانكا.. "كوميديا سوداء حتى الثمالة"

    "بوكر" 2022 في سيريلانكا.. "كوميديا سوداء حتى الثمالة"
    سمير رمان 5 نوفمبر 2022
    تغطيات
    كاروناتيلاكا يحمل جائزته وروايته في لندن (17/10/2022/Getty)
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    يُعدّ شيهان كاروناتيلاكا/ Shehan Karunatilaka واحدًا من أشهر الكتاب في سيريلانكا. وبالإضافة إلى البراعة التي أظهرها في أدب الرواية، اشتهر شيهان بتأليف أغانٍ لموسيقى الروك، وقصص الأسفار. سطع اسمه على الساحة الأدبية عام 2011، بعد فوزه بجائزة كتاب الكومنولث، وجائزة التعاون DSC، وجائزة Gratiaen Prize، تقديرًا لروايته "الرجل الصيني"، كأفضل أول رواية.
    نشر كاروناتيلاكا أعماله في عدد من الصحف، منها: غارديان، نيوزويك، رولينغ ستون، ناشيونال جيوغرافيك، كريكيتر، وإيكونوميك تايمز. قبل صدور روايته الأولى، كان شيهان يعمل في الدعاية، كما كان يعزف الغيتار ضمن فرقة مجموعة الروك Independent Square and Powercut Circus، وفرقة Brass Monkey Band.
    ولد كاروناتيلاكا عام 1975 في غاليي جنوب سيريلانكا، وأمضى طفولته في كولومبو، العاصمة السيريلانكية. درس في نيوزيلندا، وعمل في لندن، وأمستردام، وسنغافورة. ويعيش الآن ويعمل في سنغافورة.
    اشتهر بروايته:
    "الرجل الصيني: أسطورة براديب ماتيو/Chinaman: The Legend of Pradeep Mathew (2010)". أما رواية "أقمار مآلي ألمايدا السبعة/ The Seven Moons of Maali Almeida"، فحازت على جائزة بوكر للأدب لعام 2022.
    نظرًا لصعوبة التمويل، نشر كاروناتيلاكا أولى روايته "الرجل الصيني: أسطورة براديب ماتيو"، على حسابه الخاصّ. اعتمد الكاتب رياضة الكريكيت كوسيلة للتعريف بتاريخ بلاده. ونال الكتاب رضى النقاد، وحصد غير قليلٍ من الجوائز. بعد انتشار الكتاب الواسع في الهند، وبريطانيا، أعلن تاجر الكتب البريطاني واترستون أنّ الكتاب واحدٌ من أفضل أول رواية لكاتب لعام 2011. وفي عام 2015، تُرجمت الرواية إلى اللغة السنغالية، وفي أبريل/ نيسان 2019، عدت وكالة Wisden الرواية ثاني أفضل كتاب يتحدث عن تاريخ الكريكيت.

    "اشتهر بروايته: "الرجل الصيني: أسطورة براديب ماتيو". أما رواية "سبعة أقمار مآلي ألمايدا"/ The Seven Moons of Maali Almeida، فحازت على جائزة بوكر للأدب لهذا العام"


    يعمل شيهان اليوم على تأليف كتابين من كتب الأطفال، وعلى مجموعة قصصٍ، وأعرب عن أمله في البدء بروايةٍ جديدة، التي "آمل أن لا تستغرق 10 أعوام".
    لماذا فازت الرواية بجائزة بوكر؟
    في معرض إعلانها عن فوز رواية "أقمار مآلي ألمايدا السبعة" بجائزة بوكر، قالت لجنة التحكيم: "يفور الكتاب طاقةً، وينضح نماذجَ وأفكارًا، ويطرح رؤية سوريالية للحرب في سيريلانكا. إنّه كوميديا سوداء حتى الثمالة".
    امرأة تقرأ نسخة من رواية شيهان كاروناتيلاكا الحائزة على جائزة بوكر البريطانية في مكتبة في كولومبو عاصمة سيريلانكا (18/ 10/ 2022/فرانس برس)
    من جانبه، قال نيل ماكغريغور، رئيس لجنة التحكيم: أيّ واحدٍ من الكتب الستة، كان ليكون فائزًا جيدًا. لقد اثارت رواية "الأقمار السبعة" إعجاب الحكام بشكلٍ خاص، واستمتعوا بها حقًّا. إنّها فيلم تشويق ميافيزيقي، إنّها تراجيديا سوداء للحياة ما بعد الموت، التي تمحو الحدود بين الأنواع المختلفة، بين الحياة والموت، بين الجسد والروح، وبين الشرق والغرب. إنّها رواية فلسفية جادّة تمامًا تأخذ القارئ إلى "قلب العالم المظلم"، أي إلى أهوال الحرب الأهلية في سيريلانكا. وبمجرد الوصول إلى هناك، سيكتشف القارئ أيضًا الرقّة والجمال، الحبّ والوفاء، والسعي إلى تحقيق المثل العليا التي تبرر حياة كلّ كائنٍ بشريّ.


    بعض ما قاله حكام بوكر عن الرواية؟
    ـ صوت الرواية هو سرد يتم تقديمه عبر ضمير المتكلّم بلمسةٍ خفيفة مذهلة، أمّا الشخص المخاطب فهو مخادعٌ يصعب نسيانه، بلا مشاعر، تتناوب فيه الرقة والغضب، ولكنه مرحٌ على طول الخطّ.
    - طاقة مبهجة تغمرنا في عالمٍ غنيٍّ وكوميديٍّ غامض. إنّه تاريخ سيريلانكا باعتباره خرافة، وإثارة، وحكاية وجودية تعجّ بأرواح الأرواح.
    ـ هنالك ترابطٌ وثيق في كلّ واحدةٍ من مستويات رواية "الأقمار السبعة". والأمر لايقتصر على أنّ حاضر سيريلانكا يكاد يكون معقّدًا، إن لم يكن عنيفًا مثل ماضيها.
    ـ إنّها رواية إنسانية بعمق تتحدث عن العيش في ظروفٍ لا تطاق، وعن إمكانية التغيير إن كان ذلك ممكنًا، وعن التكيّف مع تلك الظروف إن كان التغيير غير ممكن.


    موضوع الرواية
    في ذروة الحرب الأهلية في سيريلانكا كان (مآلي ألمايدا) صحافيًا، مثليّ الجنس. استيقظ ذات مرةٍ ليجد نفسه ميتًا في مكانٍ يبدو وكأنّه مكتب تأشيراتٍ سماويّ. يرى ألمايدا جسده المقطّع الأوصال غارقًا في بحيرة (بييرا) وسط مينة كولومبو، من دون أن تكون لديه فكرةٌ عمّن قتله ومزّق جسده.

    "يعمل شيهان اليوم على تأليف كتابين من كتب الأطفال، وعلى مجموعة قصصٍ، وأعرب عن أمله في البدء بروايةٍ جديدة، التي "آمل أن لا تستغرق 10 أعوام""


    نظرًا للعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا بأيدي فرق الموت، والقتلة المأجورين، والتفجيرات التي لا تنقطع، فقد كانت قائمة المشتبه بهم في مقتل ألمايدا طويلةً ومحبطةً للغاية. ولكن، وحتى في الحياة الأُخرى، نجد الوقت يداهم (مآلي ألمايدا)، الذي أعطي مدّة "سبعة أقمارٍ" كي يتعرّف على قاتله، وكي يتصّل بالرجل والمرأة اللذين أحبّهما، ولكي يتمكّن من أخذهما إلى مخبأٍ فيه كثير من الصور التي ستسبب صدمةً في سيريلانكا كلّها عندما تنشر.


    ماذا قال الكاتب نفسه؟
    يقول شيهان كاروناتيلاكا: "بدأت التفكير في الأمر في عام 2009، بعد انتهاء الحرب الأهلية، عندما كان الجدل يحتدم حول عدد الضحايا المدنيين، وعمّن يتحمّل المسؤولية. بدت قصة الأشباح، حيث يمكن للموتى أن يطرحوا وجهات نظرهم، فكرةً غريبة بما يكفي لمتابعتها. لكنّني لم أمتلك ما يكفي من الشجاعة لأكتب عن الحاضر. لذلك وجدتني أعود 20 عامًا إلى الوراء، أي إلى أيام 1989 المظلمة. علق في ذاكرتي عام 1989 كأكثر سنوات عمري حلكةً. في تلك السنة البائسة، كانت هنالك حرب: تطهير عرقي، انتفاضة ماركسية، تواجدٌ عسكريّ أجنبي، وفرق مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة. كان زمن الاغتيالات والاختفاء القسري والتفجيرات والجثث المنتشرة في كلّ مكان. مع نهاية التسعينيات، كان معظم المتخاصمين قد ماتوا، ولذلك شعرت بأمانٍ أكثر للكتابة عن أشباحهم، بدلًا من الكتابة عن حاضرٍ قريب. لا يخامرني شكّ في أنّ عددًا من الروايات ستكتب عن الاحتجاجات التي تعصف بسيريلانكا اليوم، وسيكتب أيضًا عن طوابير الوقود، وعن هروب الرؤساء. ومع ذلك، وعلى الرغم من حوادث العنف الحالية، فإنّه لا يمكن مقارنة الصعوبات التي تعيشها البلاد بإرهاب عام 1983، ورعب مذابح التاميل عام 1983. لقد استعرت كثيرًا من الأساطير، واقتبست من فكرة حومان روح الميت سبعة أيامٍ بعد خروجها من الجسد، تلك الفكرة التي نجدها في مختلف أشكال العقيدة البوذية، وسواها من المعتقدات السائدة في الشرق. غير أنّ الإنجاز الحقيقي كان في رؤية الحياة الآخرة كمكتب الحصول على تأشيرات الفيزا، وكبيروقراطية حكومية تطوف فيها أرواح لا تعرف أين تتوجّه. يتملكني الوهم بأنّ جميع تساؤلاتنا ستجد الإجابات بعد أن نلفظ آخر أنفاسنا: تغمض عينيك وتفتحها فيصبح كلّ شيءٍ منطقيًا أكثر. ولكن بالنسبة لي فإنّك ستكون مشوّشًا أكثر عندما تستيقظ ثانية.
    "استغرقت كتابة رواية "Seven Moons" قرابة سبع سنوات لإتمامها، وكان (كورت فونيغوت) رفيقًا دائمًا طيلة هذه المدّة، وهو العبقري الذي سرقت منه أكثر من غيره. في هذا الكتاب، لم أكن بحاجةٍ إلى صوت فونيغوت، لأنّ بطل روايتي كان طريفًا، ولديه صوته الخاص، ولكنّ روح الدعابة التي يتمتّع بها العمّ كورت كانت ضرورةً ملّحة لي لفهم الحياة الآخرة التي كانت شخصيات الرواية عالقةً فيها، وكذلك لفهم الظروف التي رافقت موتهم. فونيغوت كان يشعر بالاشمئزاز تجاه الإنسانية، وتجاه بربرية التاريخ، الأمر الذي وجد صداه في خيبة الأمل التي أصابتني بها جزيرتي الجميلة، وكذلك أولئك الأغبياء قصيري النظر الذين عملوا بغباءٍ على تدميرها".
يعمل...
X