جوليا جميلة في الأندلس
على الرصيف الوردي الأرجواني رأيتها ،،،
تقرأ نجمة معسولة،عانقت الغروب فأصبحت زعفرانية الخد ،،،
غمرتها باللفتات حتى دنت مداخل الشمس من وجهها،،،
و غرقت في ملتقى البدر هوسا و جنونا ،،،
وكان الفضول يفضح العيون السائرة بين مفاتنها،،،،
تلك العيون الأندلسية لها في ضفاف الجمال قصيدة و الف ،،،
و كنت مطواعأ في الثناء حين أبصرت شعرها الشمسي في فصل الجسارة ،،،
وأنا على الرصيف انتظر سفينة تحملني إلى ثورة في العشق اللامرئي ،،،،
وجوليا التي خطفت من النجم رؤى و مجلسا،،،،
جلست في المقعد الوردي ،ذات المقعد ،،،
حوار النظرات احمق السرد و تنور النظرات الهادئة يقلص المسافات بيننا ،،،،
و البحر لو تدري يا قارئ الماء و الغرام فيه دفات تجري وكأنها قصصا حمقاء مثلي و مثلها ،،،
يقولون إن الحب اعمى ولكنني كنت في لوائح البصيرة أراه مبصرا،،،
جوليا ايتها القرطبية المحفوفة بزهر اموي الرحيق ،،،
كم انت مليئة بندى دمشقي اللون و الملمس ،،،
كم انت جميلة يا قطعة من حفيدات حواء في القدس ،،،
و إني أرى شعرك كموكب اعتلته امي
يشحذ اللفتات من مسافر معه قصائدا و وجه لا يميل مع الظل،،،
همست جوليا في أذني المعطرة بسمع الفضاء و البر و البحر ،،،
و قالت و القول الخافت فتنة لو تدري ،،،
قالت ايها العابر مهلا مهلا إني أراك تصفصف المتاهات على الركب ،،،
و تعوم بين الخصر و ضياء الأعين ،،،
اراك نسمة عباسية تحمل عطرا اموي بين امواج الذكريات ،،،
فهب لي قبلة حتى اعود إلى أمي التي رحلت منذ قرون برحيق عربي وقصيدة عشق ،،،
فقلت و قولي ينذر بقبلات و قرصنة بين كنوز ماض هوى ،،،،
ايا جوليا ليس الغرام مغرمة في فصل الترحال و صوامع المكارم ،،،
إنما الغرام في أندلس رسمت تاريخها على لوحة محفوفة بكل ألوان المشرق ،،،،
انت فيها الحفيدة الخامسة و الخمسون ظلا وعرشا ،،،
إن قبلتك فليس لي في الأمر إلا سير في التاريخ المتقلب ،،،
وإذ قلت في جمالك قصائدا أندلسية الحرف و الترف ،،،
فالعشق يدور بي كما السفينة تناور البحر ،،،
و انت يا جميلة الغصن و موجة تستبق الدهر ،،،
سطري افراح القوم على دفاتري التي لها شرايين في الشام و نبض في خصرك ،،،،
كم انت جميلة يا جوليا ولكن جداتك اجمل ،،،،،
عبدالله ابراهيم جربوع