وهجرة الشباب ليغسل الأطباق، وبيع الصحف في أوروبا ليس حلًّا،وانتماء شباب الشارع إلى الزمالك أو الأهلي نكتة سخيفة تافهة إنْ دلّت على شيء فعلى الغيبوبة التي نعيش فيها وسط هذا البركان الفوار من الأحداث...
وانفجارات الشباب الحماسية، وجريها خلف أي حامل راية دون إعمال فكر ودون تدبر...هو مراهقة سياسية.
واســـــترخاؤها عـلى المقـــاهي، وتثاؤبهـا أمــام شـاشــات التليفزيــون، وانفاقهـا الـساعات في نـوادى الكاسيت والفيديو انتحار بطىء من نوع آخر.
والكثـرة التي تتعاطى حشيش الحب، تحـاول أن تأخـذ أجـازة بأسلوب آخر مسلى.
والـعـالم يتغير... والتاريخ يتحـرك بـالخطوة السريعة ولا ينتظـر المتسكعين على النواصي... وإن لم يشترك الشباب في صنع الحيـاة فهنـاك آخرون سوف يرغمونه على الحياة التي يصنعونها.
هل يحاول شبابنا أن يعيش عصره... هذا العصر الذي يحتاج منه إلى احتشاد كامل علمًا وعملًا وفكرًا ودينًا وخلقًا... وأن يغذى عقلـه بـكـل ما يجد من حقائق کما يُغذَّي الميكرو كومبيوتر قبل أن يُضغط على أزراره ليسأله الخطة والمنهج والطريق.
إن العـبء كبير، والمسئولية كبيرة، ولكـن لا مفـر مـن حملهـا فالتحديات لا تنتظر، والتبعات ثقيلة.
..
" كتاب:من أمريكا إلى الشاطئ الآخر.
د مصطفى محمود رحمه اللَّه