Ahmed Nabaz يُحوّل المفهوم إلى رؤية تكوّن من الانتماء الإنسانية
بشرى بن فاطمة
للصور والرؤى في تداخلاتها التعبيرية المعاصرة وتشكلاتها الما بعد حداثية وهي تعبُر الذاكرة للتذكّر والانطلاق في توجيه المواقف والأحاسيس، مفاهيم مختلفة التداول عند الفنانين البصريين باختلاف أساليبهم وتقنيات عملهم ورؤى مفاهيمهم ولكنها عند الفنان التشكيلي الكردي أحمد ناباز هي اقتباس وتقمّص ومعايشة وتشكيل مندفع بالتجريب بالحركة بالتركيب بتفكيك الخامة ونبش صراعاتها النابضة بالحياة من أجل تلك الحياة والإنسانية.
وأحمد ناباز فنان كردي من مواليد إربيل إقليم كردستان العراق درس الفنون الجميلة واختص في التعبير المفاهيمي والتشكيل في الفراغ والتركيب الذي قاده نحو التجريب والتعمّق في فنون ما بعد الحداثة.
يتميّز في أعماله بالصدامية وتكثيف السواد والانصهار مع العتمة ولكن رغم سوداويته الغارقة في التعبير المفاهيمي في الظلام والتوافق معه إلا أنه يتصادم معه من أجل نور ساطع وحلول تنتشل منطقة الشرق من آلامها وواقعها، هذه المنطقة التي من خلالها ركّز انتماؤه لواقعها والتزم بها كقضية إنسانية.
تبدو أعمال أحمد ناباز نتاج تجريبه الشخصي ومواقفه المعاشة في منطقة تحمل الكثير من التناقضات والصدامات والصراعات والمجازر والآلام والتشرد والترحال الدائم بحثا عن الأمان هلعا وخوفا من التهجير والعنصرية والتمييز والاستغلال والنبذ والحروب.
فهو يعبر فيها نحو أزمنة مختلفة اندمجت فيها حسيات البقاء النابتة من القهر والظلم والأغلال الظاهرة والخفية بين الرجعية والتخلف بين التشدّد والتسيّب بين السيطرة والانصياع وبين التمرّد والتحكّم كلها تناقضات بنت الشرق كمنطقة صراع وحوّلت فكرة الوطن إلى هاجس عبّر عنه أحمد بالتركيب والتجميع بتجريد اللون ورمزيته وبسريالية التوظيف للذهنية البصرية المبتكرة للمفهوم.
يحمل في طيات ما يشعر مواقفه وانسانيّته التي يحافظ عليها بالفن ويحفظها في البحث عن النور الباقي للاستمرار في التعايش بسلام داخلي، إذ يولي اهتمامًا كبيرًا بالانسانية في مطلقها التعبيري وبالخصوص أوضاع المرأة خاصة وأنه يعاين ما تعانيه في الشرق الأوسط الذي غيّرته العقليات والأفكار المتطرّفة التي تأخذها إلى سجن ضخم.
يمكنك أن ترى في أعماله كل ألم ودراما ومعاناة الانسان في هذه المنطقة بالشكل الصادم في عمق البقاء فأعماله هي صرخة يأس، تعبير عن الاحتجاج وصوت دفاع عن المضطهد، يصدح في تراكماتها بتوجيه رسائل اتهام لبقية العالم باللامبالاة والتهميش والاستغلال ففداحة الشر تظهر في الاحتلال وسياسة الاضطهاد التي تؤثر على الشرق الأوسط.
تعتبر المرأة في أعمال أحمد ناباز أيقونة رمزية تعبّر عن الحياة بقسوة تشدّها تضطهد فيها الإنسانية تلغي كيانها التفصيلي في أنوثة حضورها تكبّل حركتها في اللوحة كتعبير ثابت عن أنها تفتقد للكثير من التحرر الإنساني وغير مفصولة عن السلطة الذكورية.
يخوض الفنان في هذه الفترة تجربة جديدة وإنسانية مع متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية حيث يعمل على مشروع مدن الخيم التي تحمل مشاركة أكثر من 100 فنان في العالم وتحمل أكثر من بصمة أمل وتعبير عن الألم في العالم الذي حوّل فكرة الوطن إلى خيمة جاهزة ترقّبا للتشرد والتهجير الذي بدأ يتضاعف وطنا بعد وطن ليشرّد الانسان ويغرق الإنسانية في وحل البحث عن النجاة، هذه التجربة استهوت الفنان أحمد ناباز الذي خاض معها صورة الانسان الذي ينازع من أجل البقاء والاستمرار.
يرى من خلال هذه التجربة أن الشرق الذي هو مهد الانسان والحضارة أصبح بلا واقع مشرق بلا علم وبثقافة متناثرة الأبعاد تردّد الموت عليها محاولا إلغاءها بكل تلك النزاعات المسلّحة وذلك التطاول على الانسان ككيان له انتماؤه.
تجمع الاعمال الفنية التي يقدّمها بين تقنيات مختلفة منها التركيب والتشكيل في الفراغ والكولاج في اللوحات مع الحفاظ على ذكائه التقني وهو يصوّر الشخوص ويفعّل دورها بين الضحية والجلاد في تطوير تصاعدي يتفاعل مع الزمان والمكان ومع الانتماء ثقافة وحضورا فصداماته تسعى لتوظيف الجمود في الحركة وإعطائها جوانب سلبية تبدو للمتلقي حتى تستفزّ مشاعره وتحوّل مشاعره إلى تساؤلات تستسخف النزاعات وبالتالي تفعّل رغبتها في الأمان وبأن الحياة أجمل بكل ما فيها غبار المعارك ودخان الأسلحة.
بشرى بن فاطمة
للصور والرؤى في تداخلاتها التعبيرية المعاصرة وتشكلاتها الما بعد حداثية وهي تعبُر الذاكرة للتذكّر والانطلاق في توجيه المواقف والأحاسيس، مفاهيم مختلفة التداول عند الفنانين البصريين باختلاف أساليبهم وتقنيات عملهم ورؤى مفاهيمهم ولكنها عند الفنان التشكيلي الكردي أحمد ناباز هي اقتباس وتقمّص ومعايشة وتشكيل مندفع بالتجريب بالحركة بالتركيب بتفكيك الخامة ونبش صراعاتها النابضة بالحياة من أجل تلك الحياة والإنسانية.
وأحمد ناباز فنان كردي من مواليد إربيل إقليم كردستان العراق درس الفنون الجميلة واختص في التعبير المفاهيمي والتشكيل في الفراغ والتركيب الذي قاده نحو التجريب والتعمّق في فنون ما بعد الحداثة.
يتميّز في أعماله بالصدامية وتكثيف السواد والانصهار مع العتمة ولكن رغم سوداويته الغارقة في التعبير المفاهيمي في الظلام والتوافق معه إلا أنه يتصادم معه من أجل نور ساطع وحلول تنتشل منطقة الشرق من آلامها وواقعها، هذه المنطقة التي من خلالها ركّز انتماؤه لواقعها والتزم بها كقضية إنسانية.
تبدو أعمال أحمد ناباز نتاج تجريبه الشخصي ومواقفه المعاشة في منطقة تحمل الكثير من التناقضات والصدامات والصراعات والمجازر والآلام والتشرد والترحال الدائم بحثا عن الأمان هلعا وخوفا من التهجير والعنصرية والتمييز والاستغلال والنبذ والحروب.
فهو يعبر فيها نحو أزمنة مختلفة اندمجت فيها حسيات البقاء النابتة من القهر والظلم والأغلال الظاهرة والخفية بين الرجعية والتخلف بين التشدّد والتسيّب بين السيطرة والانصياع وبين التمرّد والتحكّم كلها تناقضات بنت الشرق كمنطقة صراع وحوّلت فكرة الوطن إلى هاجس عبّر عنه أحمد بالتركيب والتجميع بتجريد اللون ورمزيته وبسريالية التوظيف للذهنية البصرية المبتكرة للمفهوم.
يحمل في طيات ما يشعر مواقفه وانسانيّته التي يحافظ عليها بالفن ويحفظها في البحث عن النور الباقي للاستمرار في التعايش بسلام داخلي، إذ يولي اهتمامًا كبيرًا بالانسانية في مطلقها التعبيري وبالخصوص أوضاع المرأة خاصة وأنه يعاين ما تعانيه في الشرق الأوسط الذي غيّرته العقليات والأفكار المتطرّفة التي تأخذها إلى سجن ضخم.
يمكنك أن ترى في أعماله كل ألم ودراما ومعاناة الانسان في هذه المنطقة بالشكل الصادم في عمق البقاء فأعماله هي صرخة يأس، تعبير عن الاحتجاج وصوت دفاع عن المضطهد، يصدح في تراكماتها بتوجيه رسائل اتهام لبقية العالم باللامبالاة والتهميش والاستغلال ففداحة الشر تظهر في الاحتلال وسياسة الاضطهاد التي تؤثر على الشرق الأوسط.
تعتبر المرأة في أعمال أحمد ناباز أيقونة رمزية تعبّر عن الحياة بقسوة تشدّها تضطهد فيها الإنسانية تلغي كيانها التفصيلي في أنوثة حضورها تكبّل حركتها في اللوحة كتعبير ثابت عن أنها تفتقد للكثير من التحرر الإنساني وغير مفصولة عن السلطة الذكورية.
يخوض الفنان في هذه الفترة تجربة جديدة وإنسانية مع متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية حيث يعمل على مشروع مدن الخيم التي تحمل مشاركة أكثر من 100 فنان في العالم وتحمل أكثر من بصمة أمل وتعبير عن الألم في العالم الذي حوّل فكرة الوطن إلى خيمة جاهزة ترقّبا للتشرد والتهجير الذي بدأ يتضاعف وطنا بعد وطن ليشرّد الانسان ويغرق الإنسانية في وحل البحث عن النجاة، هذه التجربة استهوت الفنان أحمد ناباز الذي خاض معها صورة الانسان الذي ينازع من أجل البقاء والاستمرار.
يرى من خلال هذه التجربة أن الشرق الذي هو مهد الانسان والحضارة أصبح بلا واقع مشرق بلا علم وبثقافة متناثرة الأبعاد تردّد الموت عليها محاولا إلغاءها بكل تلك النزاعات المسلّحة وذلك التطاول على الانسان ككيان له انتماؤه.
تجمع الاعمال الفنية التي يقدّمها بين تقنيات مختلفة منها التركيب والتشكيل في الفراغ والكولاج في اللوحات مع الحفاظ على ذكائه التقني وهو يصوّر الشخوص ويفعّل دورها بين الضحية والجلاد في تطوير تصاعدي يتفاعل مع الزمان والمكان ومع الانتماء ثقافة وحضورا فصداماته تسعى لتوظيف الجمود في الحركة وإعطائها جوانب سلبية تبدو للمتلقي حتى تستفزّ مشاعره وتحوّل مشاعره إلى تساؤلات تستسخف النزاعات وبالتالي تفعّل رغبتها في الأمان وبأن الحياة أجمل بكل ما فيها غبار المعارك ودخان الأسلحة.