تجربة التشكيلية اللبنانية عبير عربيد عندما يكون الفن عمقا للأرض ونداء للإنسانية
بشرى بن فاطمة
يبدو الواقع في تأملات لوحاتها مُعقّد التفاصيل بكل انفلاتاته الحسية والمرئية النفسية والسياسية والاجتماعية، فقد استدرجت الجغرافيا نحو منافذ فُتحت على الألم والمعاناة على التشريد والضياع تلك السمة التي شكّلت أطروحاتها واكتسبت تعقيدها البسيط في النبش في الموت بحثا عن الحياة في محاكاة التناقضات للوصول إلى الإنسانية من عمق كل تلك الصراعات، ولعل الهدم المُبالغ في واقعيته يبدو سوداويا إذا ما فُقد منه الأمل لذلك فإن هذا الأمل هو مُحرّك الوجود وضامن الاستمرارية فحضوره حقيقي وتوظيفه صامد في معانقات النور المُنبعث من كل تركيبة من تراكيب أعمالها هي الأنثى التي لا تهدأ التي انتشلت من ذاتها تميّزها ومن ضعفها أمام الواقع اكتسبت قوة الحضور الفني والتعبير والثبات والاستمرار والأداء هي العنقاء التي تمرّدت على طبيعة الأشياء واختارت أن تنهض بلهيبها من رماد روتيني الصورة، فجّرت ألوانها بفوضى شكّلت أطيافها بحسيات ومشاعر، هي التشكيلية اللبنانية عبير عربيد.
تعتمد عبير عربيد في تصوّرات التجريب الأداء الحركي عند التنفيذ وهو ما يخلق بينها وبين العمل تفاعلات حسيّة وذهنية استطاعت أن تسافر بها بين التعبيرية والرمزية والتجريد فبين حركة التلوين الرومنسية استصاغت خطوطها الدائرية وانسياباتها المتدفّقة نحو العمق والامتلاء بين التموجات الكثيفة والملتوية جسّدت رموزها وفق رؤاها الباحثة عن السلام في عمق الصخب وهذه الصراعات مع التناقضات هي التي طبعت أسلوبها وقادت تمرّدها لكسر قيود التشكيل الأكاديمية فطموحها خلق لديها محاكاة ذاتية بينها وبين الواقع والمفهوم ما أثبت عندها تصورا فنيا خاصا بها وكأنها تستدرج المُتلقي إلى الإقرار بأن الفن ملك الباحثين عن عوالم الأمل رغم كل الألم ومن خلال ذلك أثبتت كينونتها الحسية والذهنية في موازنة مفاهيمية استطاعت استنطاق العلامات والخطوط والألوان.
تراوغ عربيد في تجلياتها التشكيلية الفراغ وهي تستثيره أعمق في البحث والانسياب مع اللون بفلسفتها البصرية التي تبالغ في بثّ الحركة الأكثر شغبا وتمرّدا وشغفا لاكتساب روح البحث والاستدراج الداخلي للألوان حتى تكتسب ذاتها بحرية أكثر تحرّرا وانعتاقا رغم تلك الكثافة.
فهي تعتمد تجليات مختلفة في توظيف السكون والحركة والنقش الداخلي أو الحروف المتباعدة وسط كلمات مقروءة أو فوضوية أحيانا بين انبلاج المعنى وشتاته أو الصورة و الإشارة للأزمنة والأمكنة بنمنمة أو رقش بتعبيرية أو حروفية تنفعل وتتفاعل بين التزيين الحسي والمعنوي للغة اللون وهو يتداخل ويتوافق مع كل حركة محكية أو معنى يستدرج العلامة بمهارة وجرأة تحتج وتتمرّد وتنفلت لتعبّر عن الموقف والانتماء بين الرفض والتصور.
توظّف عربيد خامات مختلفة حسب ابتكارها ومزاجها الفني المتكامل مع المفهوم والفكرة المستنطقة فبين الحبر والزيت والأكريليك والألوان المائية توزّع مواقفها وتستفز أفكارها وتدفعها للتشكل اللوني أو الانغماس في تصورات الأبعاد وحركة الظلال والنور بين السطوع والبرود أو الانتماء للنور والتراب كما توظّف تمرّدها الفني نحو ابتكار خامات جديدة والانتصار لروح التجديد التقني المعاصرة ومنها توظيف الفوتوغرافيا والتجريد المعاصر والعفوي الذي يساعدها على الاختصار والتكامل والثرثرة اللونية القادرة على تكرار الفكرة المحتجة مع المحافظة على المسافة الفاصلة بين التصور والانتماء وبين العلامة والدلالة وهو ما بنى شخصيتها الفنية وتوليفاتها الحسية المتكاملة مع التشكّلات الخاصة بها في عناصر اللوحة.
بشرى بن فاطمة
يبدو الواقع في تأملات لوحاتها مُعقّد التفاصيل بكل انفلاتاته الحسية والمرئية النفسية والسياسية والاجتماعية، فقد استدرجت الجغرافيا نحو منافذ فُتحت على الألم والمعاناة على التشريد والضياع تلك السمة التي شكّلت أطروحاتها واكتسبت تعقيدها البسيط في النبش في الموت بحثا عن الحياة في محاكاة التناقضات للوصول إلى الإنسانية من عمق كل تلك الصراعات، ولعل الهدم المُبالغ في واقعيته يبدو سوداويا إذا ما فُقد منه الأمل لذلك فإن هذا الأمل هو مُحرّك الوجود وضامن الاستمرارية فحضوره حقيقي وتوظيفه صامد في معانقات النور المُنبعث من كل تركيبة من تراكيب أعمالها هي الأنثى التي لا تهدأ التي انتشلت من ذاتها تميّزها ومن ضعفها أمام الواقع اكتسبت قوة الحضور الفني والتعبير والثبات والاستمرار والأداء هي العنقاء التي تمرّدت على طبيعة الأشياء واختارت أن تنهض بلهيبها من رماد روتيني الصورة، فجّرت ألوانها بفوضى شكّلت أطيافها بحسيات ومشاعر، هي التشكيلية اللبنانية عبير عربيد.
تعتمد عبير عربيد في تصوّرات التجريب الأداء الحركي عند التنفيذ وهو ما يخلق بينها وبين العمل تفاعلات حسيّة وذهنية استطاعت أن تسافر بها بين التعبيرية والرمزية والتجريد فبين حركة التلوين الرومنسية استصاغت خطوطها الدائرية وانسياباتها المتدفّقة نحو العمق والامتلاء بين التموجات الكثيفة والملتوية جسّدت رموزها وفق رؤاها الباحثة عن السلام في عمق الصخب وهذه الصراعات مع التناقضات هي التي طبعت أسلوبها وقادت تمرّدها لكسر قيود التشكيل الأكاديمية فطموحها خلق لديها محاكاة ذاتية بينها وبين الواقع والمفهوم ما أثبت عندها تصورا فنيا خاصا بها وكأنها تستدرج المُتلقي إلى الإقرار بأن الفن ملك الباحثين عن عوالم الأمل رغم كل الألم ومن خلال ذلك أثبتت كينونتها الحسية والذهنية في موازنة مفاهيمية استطاعت استنطاق العلامات والخطوط والألوان.
تراوغ عربيد في تجلياتها التشكيلية الفراغ وهي تستثيره أعمق في البحث والانسياب مع اللون بفلسفتها البصرية التي تبالغ في بثّ الحركة الأكثر شغبا وتمرّدا وشغفا لاكتساب روح البحث والاستدراج الداخلي للألوان حتى تكتسب ذاتها بحرية أكثر تحرّرا وانعتاقا رغم تلك الكثافة.
فهي تعتمد تجليات مختلفة في توظيف السكون والحركة والنقش الداخلي أو الحروف المتباعدة وسط كلمات مقروءة أو فوضوية أحيانا بين انبلاج المعنى وشتاته أو الصورة و الإشارة للأزمنة والأمكنة بنمنمة أو رقش بتعبيرية أو حروفية تنفعل وتتفاعل بين التزيين الحسي والمعنوي للغة اللون وهو يتداخل ويتوافق مع كل حركة محكية أو معنى يستدرج العلامة بمهارة وجرأة تحتج وتتمرّد وتنفلت لتعبّر عن الموقف والانتماء بين الرفض والتصور.
توظّف عربيد خامات مختلفة حسب ابتكارها ومزاجها الفني المتكامل مع المفهوم والفكرة المستنطقة فبين الحبر والزيت والأكريليك والألوان المائية توزّع مواقفها وتستفز أفكارها وتدفعها للتشكل اللوني أو الانغماس في تصورات الأبعاد وحركة الظلال والنور بين السطوع والبرود أو الانتماء للنور والتراب كما توظّف تمرّدها الفني نحو ابتكار خامات جديدة والانتصار لروح التجديد التقني المعاصرة ومنها توظيف الفوتوغرافيا والتجريد المعاصر والعفوي الذي يساعدها على الاختصار والتكامل والثرثرة اللونية القادرة على تكرار الفكرة المحتجة مع المحافظة على المسافة الفاصلة بين التصور والانتماء وبين العلامة والدلالة وهو ما بنى شخصيتها الفنية وتوليفاتها الحسية المتكاملة مع التشكّلات الخاصة بها في عناصر اللوحة.