أهالي غزة يتخلصون من التوتر بالسباحة في الشتاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهالي غزة يتخلصون من التوتر بالسباحة في الشتاء

    أهالي غزة يتخلصون من التوتر بالسباحة في الشتاء


    السباحة في الطقس البارد تعمل على زيادة تدفق الدم في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية من أجل تدفئة الجسم.
    الجمعة 2023/01/13
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    نشاط بعد رعشة برد

    في الوقت الذي يتدثر فيه الناس بالملابس الصوفية في الشتاء ينزل عدد من أهالي غزة من مختلف الفئات العمرية إلى البحر للقيام بالتمارين والسباحة في المياه الباردة لاعتقادهم أنها تخلصهم من التوتر وبعض الأمراض.

    غزة (فلسطين) - يشعر البعض بمياه البحر الباردة بعد الفجر مباشرة وكأنها خناجر تطعنهم، لكن هذه المياه لا تحول بين محبي الاستمتاع بلياقة بدنية عالية وصحة أفضل في قطاع غزة وبين السباحة يوميا في أيام الشتاء.

    فعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة إلى نحو سبع درجات مئوية في الشتاء، يرفض أناس مثل حسن قرموط (48 عاما) التوقف عن الاستمتاع بالسباحة يوميا.

    وتعمل السباحة في الطقس البارد على زيادة تدفق الدم في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية من أجل تدفئة الجسم، ما يساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل المخاطر الصحية الناتجة عن ضعفها.

    السباحة في الشتاء لا تجري بشكل يومي، إذ يتم فحص درجات حرارة الطقس وارتفاع الموج وبعدها تتم دراسة المواقع المناسبة للإبحار والسباحة وإبلاغ المشاركين بالمستجدات

    ويقول قرموط إن الرياضة، لاسيما خلال الشتاء البارد، ساعدته على الاحتفاظ بلياقته والتعافي من جلطة أُصيب بها قبل نحو عشر سنوات.

    وقال قرموط من على شاطئ بيت لاهيا في شمال قطاع غزة “سنة 2012 أصبت بجلطة دماغية، تعافيت منها بتمارين اللياقة البدنية يوميا على البحر، كل صباح آتي إلى البحر أجد شبابا يسبحون، حاولت أن أشاركهم فعلموني السباحة ومنذ ذلك الحين لم أفارق البحر فتعافى جسمي وشفيت من جميع الأمراض”. والسباحة بالنسبة إلى البعض وسيلة للتخلص من الطاقة السلبية.

    وقال محمد المدهون “ونحن في ظل الحصار نعاني من الكبت، وعملية التفريغ النفسي من خلال السباحة تعد أفضل بداية ليوم يمكن أن تكون فيه نشيطا، وممارسة حياة نفسية طيبة”.

    وبدأت السباحة الشتوية تجد لها مكاناً عام 2018، وكانت تمارس بشكل فردي من الهواة، إلا أنها باتت رياضة علاجية وتشهد إقبالاً متزايداً عليها، وأصبحت هناك مجموعات على طول ساحل بحر قطاع غزة من شماله إلى جنوبه تمارسها.

    وقال محمد مهرا (41 عاما)، وهو مدرب مجموعة من السباحين، إنه شكل فريقاً حمل اسم هواة وعشاق السباحة في غزة، يضم العديد من الشباب وكبار السنة، يهوون السباحة في جميع فصول السنة.

    وأضاف أن هناك المئات من عشاق السباحة الذين يقسمون أنفسهم إلى مجموعات على طول الشاطئ ويقومون بتمرينات ويغطسون في المياه خاصة في أوقات المربعانية (الأربعينية التي تتميز بالبرد القارس).

    وتتراوح درجات الحرارة خلال فصل الشتاء في غزة بين أربع و11 درجة مئوية، وتكون في أدنى حالاتها عند ساعات الصباح الأولى وعادة ما يتشكل خلالها الصقيع، لكن على رغم هذه البرودة ينزل عدد كبير من سكان غزة إلى مياه البحر لممارسة السباحة.


    السباحة الشتوية بدأت تجد لها مكاناً عام 2018


    وقال مهرا “هذه مجموعات تكونت بجهد شخصي على طول ساحلنا، من بيت لاهيا شمالا حتى رفح جنوبا، وهناك لكل مجموعة كابتن ومدرب للفريق. وكل مجموعة تتواصل عن طريق واتساب لتجتمع للسباحة التي تكون دائما في فترة الصباح”.

    ويشير إلى أن السباحة في الشتاء لا تجري بشكل يومي، إذ يتم فحص درجات حرارة الطقس وارتفاع الموج وتحديد إذا ما كان هناك دوامات بحرية، وبعدها تتم دراسة المواقع المناسبة للإبحار والسباحة وإبلاغ المشاركين بالمستجدات.

    ويلفت إلى أنه يمنع نزول أي شخص إلى البحر من دون مدرب، ودائماً ينصح المشاركين بعدم البقاء في المياه لمدة تزيد على 10 دقائق حتى لا تنخفض درجة حرارة الجسم، ولتفادي المضاعفات الصحية خاصة لدى كبار السن.

    وقال طبيب العظام عدنان البرش إن “السباحة معروفة بأنها من أفضل النشاطات الرياضية التي يمارسها الإنسان. الإنسان يمارس السباحة بالاعتماد على قوة جسمه وعلى مقاومته، فيها نشاط جميل، أما أن يكون الماء باردا أيضا فهذا يكون فيه نشاط للدورة الدموية، فيه تحفيز للعضلات، فيه تحفيز للنفس، إنه الإنسان يقوي نفسه، يقوي عضلاته، فيها تنشيط أيضا كما أسلفنا للدورة الدموية”.

    ويضيف أنه ينزل إلى السباحة شتاء للتشجيع على ممارسة هذه الرياضة، والإشراف على المرضى وكبار السن الذين يمارسونها بهدف العلاج ويتابع حالهم الصحية وتطورها.

    ويؤكد أن “مياه البحر عموماً مفيدة للمفاصل وتخفف من الالتهابات، وكلما كانت المياه باردة تكون أفضل للمفاصل الملتهبة، لكن ذلك مشروط بضرورة الاستماع إلى تعليمات المدرب الميداني الذي يحدد مدة السباحة وطريقتها”.

يعمل...
X